صفحة الكاتب : هشام شبر

في ليلة حلم..
هشام شبر

( المكان كوخ قديم يتوسطه حبال علقت عليها ملابس رجالية ونسائية وملابس طفل وفي احد اركان المكان مهد طفل فارغ وفي الركن الاخر قيثارة سومرية وفي الوسط كرسي عرش )

( هي تجلس في جانب من المكان و تهز مهد الطفل )

( يدخل هو ويتفحص المكان)

 

هي: من انت

 

هو : يبدو ان الحرب قتلت ذاكرتك ويتمت احلامك

هي : احلامي خنقتها وسادة اغتراب يوم صيرت ارملة...

هو: انا نبوءة تجدد اللطم على صدرك كي تعلن العزاء

هي : من انت اخبرني بلا ثرثرة

هو : الا تذكرين..

هي: اذكر ماذا..

هو: كنت ارسم حوارتنا حورية عشق تسبح اشتهاء

هي: كنت وكنت من انت وماذا تريد اجبني فقد نفذ صبري قل من انت والا ...

هو : ملابسي لازالت معلقة كما هي على حبل الغسيل

 

هي : ملابسك .. ..؟؟؟؟

هو : و ملابس الدمية التي تبنيناها لاننا عجزنا عن الانجاب لازالت تحمل صوت ماما وبابا وانت تغسلينها كل يوم

هي: ( بفرح )

انت هو.. يالله ....كنت واثقة من مجيئك يوم ما كنت واثقة من تحررك من قيد موتك كنت واثقة من جنوني... تعال تعال ..

( يمسكان بيد بعض بحب وحنين )

هو: كيف حالك حبيبتي طمنيني

هي: حين ركبت باص حرب وانت تتوجه موتك لم ينصفني الاخرين

  • كيف ذلك وقد اخبرتهم حين القموني فم قبر ان موتي دية عنك اخبرتهم ان تكوني...

هي: رصاصة صدءة ... اكون رصاصة صدءة .. القموك حتفك والقموني تحت احذية حاجتهم رصاصة صدءة....

 

( موسيقى)

 

هو : و طفلي مااخباره هل لازال يذكرني

هي: طفلك الوهم الذي اشتريته دمية لازال يضحك سخرية مني ومنك

هو : سخرية لماذا وهو من صلبي

هي: من صلب اوهامك من صلب كذبة كذبتها انت وصدقتها لماذا لا تريد ان تصدق انه كان دمية ...

هو: كفي عن هذيانك هذا ..

هي: دمية

هو : كفى

 

هي : دمية اشتريناها بعد ان عجزنا ان ننجب ورحنا نلبسها احلى الحكايات ...جعلناها ابننا لنا حتى هي صدقت اوهامنا هل تعلم انها حين عرفت بموتك شنقت نفسها على حبل الغسيل ...

( موسيقى)

هو : ( يبكي )

كنت احبه

هي: كنت تحب دمية

هو : واشتاق اليه جدا

هي : تشتاق الى دمية ..

هو : كان وطن بالنسبة لي

هي: تعددت اوطانك والغربة واحدة

 

هو : كفى كفى كفى

 

( صمت)

( تتحرك هي وتجلس قرب مهد الطفل وتهزه ويتحرك هو ويقف في الجانب الاخر قرب نافذة الغرفة )

 

هو : هل تعلمين ان الرصاصات التي اتجهت نحوي كانت تردد البكاء وهي تحاول احتضاني

هي: كنت اتوسلها ان تخطئك في وطن لا يعرف سوى الاختباء وطن يقدمنا نحو فوهات الموت ويتأخر هو...

( موسيقى)

هو : امي اين هي امي

هي: ماتت

هو : ماتت

هي : ماتت وهي تشحذ وجهك من جيوب الاخرين

هو : تشحذ ؟ لم يكن موتي لأجل هذا

هي: نعم تشحذ حين تكون انت على قيد الغياب

( يصرخ)

هو: يالله كل الذنوب التي اقترفتها وسأقترفها هي عبادة امي فكيف لمحراب ان يشحذ قبلة صلاة

هي: قبلك وبعدك شحذت من كف وطن مزق عباءتها وجعلها ترقص على ايقاع سخرية

هو : ياالله ....

اي وطن هذا الذي يخيط من عباءة امهاتنا حصيرة للرقص....

( صمت)

و اين انت من كل هذا..

هي: أبيع ماتبقى من كرامتي على أرصفة خوف

هو : قالوا ستكونوا بسعادة...

هي: كذبوا .. كذبوا حين رسموا لك صورة اخرى لذئب يبتسم وسط اطفال عزل من لعب الاطفال ..

هو: لكنني قدمت نفسي وجبة موت لاجل وطن ...

هي: قدمت نحرك لكنه قدم السكين قدمت روحك لكنه قدم الخيانة قدمت نفسك لكنه قدم الاهانة

 

هو: هو لا ينسى من ضحى

هي: هو يأكل ابناءه حين يجوع

 

 

( هي تضع سجادة صلاة لتصلي)

 

هو : ماذا تفعلين .. لم يحن وقت الصلاة بعد

هي: تعودنا على صلاة الميت حتى اصبحت اكثر الفروض ممارسة

هو: ولماذا صلاة الميت دون غيرها من الصلوات

هي: لاننا نصدر كل يوم جموع من القتلى حب بوطن لا نتنفس حتى رائحته

 

( موسيقى)

 

( يرفع يديه الى السماء ويردد ببكاء)

هو : ربي اطلب منك ان تعيد كل من مات في حرب الى الحياة كي يعيدوا اختياراتهم ربما يكونوا قد تعثروا في قرار او ركبوا موتهم حماسة ربما واجهوا رصاصة طائشة وهم بالحب كانوا طائشين .....

 

( تجلس هي قرب القيثارة وتعزف )

( تغني ببكاء)

هي: قوس ثبت فيه سهم هزيمتنا ...

 

هو :

(يذهب باتجاه العرش ويجلس عليه)

 

اعتلى ناصية القرار و ذبح أمة

( تستمر بالغناء ببكاء)

هي: تسلق اسراب من الجثث ليعتليها ويتصبب مأذنة

 

( صمت )

هو : كان احتلال

هي : كان احتيال

 

هو : شاهدت دمى تسكن ارصفة الانتظار

هي : انتظار من

هو : انتظار من لا يأتي

( هي تغني ببكاء وهي تعزف على القيثارة)

هي: قوس ثبت فيه سهم هزيمتنا ...

تسلق اسراب من الجثث ليعتليها ويتصبب مأذنة

 

( يتعالى صوت بكاء طفل مع ارتفاع صوت الموسيقى وصوت رياح شديدة و تساقط حبال الغسيل و الملابس والصحف والجرائد من اعلى المكان على الارض )

 

( اظلام )


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام شبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/16



كتابة تعليق لموضوع : في ليلة حلم..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net