صفحة الكاتب : محمد علي مزهر شعبان

أيها المتظاهرون ... إتعضوا بالاكرانيين
محمد علي مزهر شعبان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حدث ما كان متوقع، سواء لمن خطط لهذا العبث، وصمم خريطة لطريق مغلق، لا مخرج من عنق زجاجته، ولا سبيل لادراج التفاهم لحل عقدته . عشتم كساسه مقادين لهذا البرنامج، انتم تدركون انكم بيادق تلعب بها خفايا اروقة السفارة الامريكيه، وانتم رهان لعبتها في عقدة مستعصية، مفادها ان تكون فوضى ليس لها الحل الا ما ألت وستؤول اليه .

اما القلة من الشعب التي دحرجتكم مرة اخرى الى الوجود، فهي اما مأموره، او مأجوره، رغم ضألتها، وقع عليها الامر كصاعفة، مثلما وقع على عموم الشعب كنيزك . واصطف الاثنان لما وقع عليهم من أزمة تعددت وتنوعت، من كهرباء وماء وبنى تحية خربه وسرقة المليارات، لانفس لم تشبع، ولدناءة تمضي للمزيد من مطمع . لم يستوحشكم أمر أوجع الشعب، ولم يدر في بالكم فقراء رعيتكم، ولم تتحسوا كرعاة جوع وفقر وحر رعيتكم . أخذتكم اللامبالاة مأخذ الصم، حين لم تبالوا لاصوات نادت وطالبت وشتمت وقذعت، وكأن السبًة في أسماعكم انشودة طروب،وكما يقال " ان لم تستحي افعل ما تشاء"

لقد ورثتم من الطاغية شعب قتيل جريح مهشم من حروب دكتاتور، وبنى تحتية يباب وخراب، ولكن هل ضربكم سوط الضمير في ان تتحدوا، ليس ككتل طائفية واثنيه، بل كضمير يحيا وهو يطل على هذا الخراب، اطلالة المعمر. واذا بكم كما يقول الشاعر ( والله ما فعلت أمية فيهم ... معشار ما فعلوا بنو العباس )

قليل حياء من يجافي الحق، أننا عشنا في خطوة متقدمه سواء من خلال العملية السياسية، التي نقلتنا الى متنفس، حين كنا نظن اننا ماضون الى حيث الرقي، فافرز الانتخاب صوتا ولكنه تميع بين رشى وحرق وايدي عابثه، وتحسن المورد المالي للفرد، الا ان هذا ليس بفضلكم، وانما ما أدرت تلك البقرة الحلوب، البصرة الثائرة اليوم، وارتفاع اسعار البرميل، جعل تلك البحبوحة، عشر عشرها للشعب، والباقي أتخم جيوب سادة اليوم وفخامات السياسه، بما تمتعوا من اساطيل العربات، وفيالق من الحمايات، وقصور تعانق السماء .

جميعكم من اصوات ناعقة داعيه، الى خلجات صدور مسمومة علنية وخافيه، اطحتم ببارق الامل في ان نحيا، وفي ان تصحو، وتشبعوا من اكتناز انفجرت خزائنه، وتنوعت موادعه . والان أن أوانها، وانفجر مودع صبرها ومصابرتها، وأشعل فتيلها، وانتقلت من رمضاءها، لتسري نارها في هياج وتظاهر، اختلط فيه الحابل بالنابل، والحقيقي بالمدسوس، ونهضت الخلايا من قماقمها، لتشوه الصرخة الحق والنهضة بعد الصمت .

التظاهر حق والمطالبة أحق، ولا غشاوة على المطالب، ولكن لنكن بمستوى النهوض الشرعي، كسلوك سلمي، واعتصام يرعى مال الشعب وبنى دولته والحفاظ على ممتلكاته . لنمحق تلك الوسيلة الدنيئة في "حوسمة" اموالنا وارثنا وملكنا . إتعضوا " بالاوكرانيين والرومانيين" حين اتجهوا الى مصدر الخراب واللصوصية، حيث اركبوهم عربات القمامه . هي تلك وجهتكم أصحاب القرار، وليس المنشات ولا المحطات ولا الممتلكات . كل التمنيات ان تلووا أعناق من تسبب فيما وصلتم اليه . الجيش اخوتكم وحاميكم، ودفع مع الحشد، الالوف من شبابه، من اجل ان لا تدنسكم داعش، فرفقا باولادنا، وعلى الجيش ان يقف على الحياد الا تلك الايدي والاصوات التي تنتظر لحظة الاقتناص .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد علي مزهر شعبان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/14



كتابة تعليق لموضوع : أيها المتظاهرون ... إتعضوا بالاكرانيين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net