صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

لماذا يطرقون باب المرجعية ومن ثم يقولون فصل الدين عن الدولة؟
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قد لا تكون مفاهيم العلمانية هي بنفسها من حيث المصطلحات الا انها مضمونا قد عمل بها حالما توفي رسول الله ، وذلك بفصل الدين عن الدولة ، وهذه العبارة تردد بشكل مزاجي ولكنها توضع جانبا عندما تلم محنة بالدولة فيهرعون لرجل الدين وبدات هذه الممارسة مع الامام علي عليه السلام الذي لم تقف امامه اي معضلة الا وهي راكعة لا تتجرا على رفع راسها ، وهكذا بقية المعصومين عليهم السلام ، واستمرت هذه الممارسة حتى مع علمائنا الاجلاء .

التاريخ السياسي لبعض دول المنطقة يثبت مقولة الاستعانة بالدين عند المحنة من جهة وازدواجية مفاهيم العلمانية من جهة اخرى ، والشواهد كثيرة ابتداء من الشيخ المفيد ( 336-413) وحتى يومنا هذا ، فتجد السياسي يميل لرجل الدين عندما يريد ان يتخذ قرارا مستقبلا حتى يخدع المواطنين او يعادي رجل الدين لكي يمنعه من قول رايه حاله حال الحرية التي تنادي بها العلمانية للمواطن هنا تتوقف صلاحية العلمانية من حيث تعطيل مبادئها او اللجوء لمن تنادي بفصله عن الدولة .

ومن بين المواقف التي نشير لها خلال القرن الرابع عشر موقف الانكليز والحكومة التي نصبتها فانها تاتي للنجف للقاء مراجعها حتى تستخدم هذه الزيارة لاغراضها السياسية ، بل ان للعلماء مواقف جعلت السياسيين هم يستصغرون انفسهم مثلا ملك الاردن في حينها الذي زار السيد الاصفهاني ( 1277 -1365) فقال له السيد لم لا تقطع علاقتك بالانكليز فتحجج بالاقتصاد فقال له السيد سامنحك ما يمنحك الانكليز واقطع علاقتك معها ، فلم يستطع الجواب ، والشيرازي صاحب ثورة التنباك رجل في بيته المتواضع يحرم التنباك فيهرع له السياسيون ليستعطفوه كي يغير رايته ،

والسيد الحكيم الذي رفض استقبال ملك العراق ثانية لعدم تلبيته مطاليبه في الزيارة الاولى ، ولم يثبت التاريخ بان مرجعا شيعيا ذهب باختياره للقاء سلطان زمانه لانهم يعلمون فساد الامة بوقوف العلماء على باب الحكام ، والمرجع الوحيد الذي ظهر للعلن في قصر الحكام هو السيد ابي القاسم الخوئي (1317 – 1413) الذي اعتقل من قبل جلاوزة طاغية العراق ( العلماني ) لكي يحقق مكاسب اعلامية مع زعيم الحوزة ، واما اليوم فالسيد السيستاني الذي وقف للعراق وشعبه في اكثر من محنة نجد ان السياسيين ـ عراقيين، عرب، اجناب، مسلمين، وغير مسلمين، ومن اعلى منصب حتى ادناه يطرقون بابه في الملمات احيانا ونفاقا احيانا اخرى وكما ذكرت اعلاه اما للخروج من ازمة او التمهيد لازمة فيحاولون من خلال الزيارة ارباك الراي العراقي وهم يرون سياسي شاذ منافق يزور السيد السيستاني ، ولهذا غلق بابه السيد لمنع المتصيدين في الماء العكر من التشويش والتاويل لهذه الزيارة او تلك الرسالة .

ويبقى رجل الدين يلجا له رجل السياسة الذي ينادي بفصل الدين عن الدولة ، لربما يتبجح البعض ليدعي ان سياسيي العراق ليسوا بعلمانيين ، ولكن التاريخ يثبت محاولة بريمر لقاء السيد السيستاني حتى انه لما عجز لجا الى معاونه لكي يحاول لقائه فلم يسمح له حتى الجلوس في ( البراني )، لماذا تلجاون لمن تطالبون بفصله عنكم ؟

لماذا يكون راي رجل الدين خطير ؟ لماذا تريدون تحجيم حرية رجل الدين ومنحها بكل فوضويتها للحكام الفاسدين والمواطنين الطائشين ؟ هل هذه الديمقراطية والحرية والعدالة من وجهة نظر العلمانية ؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/08



كتابة تعليق لموضوع : لماذا يطرقون باب المرجعية ومن ثم يقولون فصل الدين عن الدولة؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net