صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

أيها المجاهدون أرواحكم أرخص من التراب !.
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

دأب المبشرون في كنائس أوربا بشكل كبير في انخراط لم يسبقها مثيل، بالذهاب لمجاهل أفريقيا بمجاميع ثقافية وطبية وتعليميين، وإستغلال حاجة اؤلئك المجهولين والمعدمين، الذين لا يوجد لهم مكان بالخارطة كونهم غير مستكشفين، ومد يد المساعدة لهم وإنتشالهم من الحالة المأساوية التي يعيشونها، وإستطبابهم وتعليمهم اللغة بما متيسر لديهم، وكل ذلك في سبيل دخولهم المسيحية! وهذا ساهم بشكل كبير إنخراط مجتمعات كبيرة بإنتشار تلك الديانة، التي نسختها الديانة الإسلامية، وما أنتشار المسيحية في كل أفريقيا وباقي المجاهل، إلا من تلك المبادرات التي ساهمت بشكل كبير بانخراط اؤلئك .

ما يثير الحفيظة لدينا في العراق ويجعلنا نتساءل ونستعجب؟! عندما نرى في الأخبار أو الأفلام الأجنبية سيما دول الخليج، تلك الهمة في المستشفيات والإعتناء بالمريض، وسرعة إستجابتهم للنداء لأي حالة مرضية، المنعدمة في مستشفياتنا للأسف! وإن كانت بعضها لقاء الأموال، وهذا يدل على أن صحة المواطن مسؤولية الدولة، وعليها الحفاظ عليه لأنه إحدى لبنات المجتمع، وليس هنالك فضل من الدولة، سيما وأننا بلد نفطي يعتمد إعتماد كلي على الواردات النفطية، وبفضل الحزب الواحد الذي طوّع كل الدوائر لصالحة، وجعل وزارة الصحة وزارة جباية دون أبسط خدمات، ننحدر بالمؤسسات الى الحضيض!.

أحد المجاهدين من الحشد الشعبي، يحمل هوية صادرة من هيئة معترف بها، وهي أحد المفاصل الأمنية التي يقع عليها حماية العراق، والتضحيات التي قدموها أبهرت العالم، وجعلت القوى الإستكبارية تسعى مجاهدة لحلها، كونها حجر عثرة في طريقها، ذهب لمستشفى المحمودية بغرض الإستشارة الطبية، فوجئ بأن التذكرة ليست مجانية! بل لقاء ثلاثة الآف دينار، وليست مجاناً كما معلن عنها، إضافة ألف دينار آخر لقاء لقطة أشعة يتم تصويرها بالموبايل وليست صورة شعاعية! وللأمانة أن الاستاذ مدير المتابعة قد أعطى التذكرة الأولى مجانا، متعاطفاً وليس غير ذلك مدعياً إنها أوامر الوزيرة المصون .

عند مشاهدتك لكل مفاصل المستشفى تتغير لديك الفكرة، وتشعرك بأنك لست بمستشفى، بل في دائرة "كل مين إيدوا الو" كما في مسلسل غوار الطوشة! ولا شيء يدل على المهنية التي غادرت مستشفياتنا، بل إنك في سوق الهرج، فالحدائق عبارة عن مكب للنفايات، والحشائش تعم المكان والاوساخ بدل الزهور والورود، والإهمال في كل المفاصل ملحوظ، والمراجعين وقوف لعدم وجود مصاطب الجلوس! وتلك المصاطب تكاد تنتهي صلاحيتها (متكسّرة) ولا تصلح للجلوس، وإذا كان كل هذا الإهمال فلم تلك الجباية؟ التي لا يتم إستثمارها بديمومة المرفق الصحي، علما إن ميزانية الوزارة ربي وحده يعلم كم هي .

نعلم الأمن المستتب اليوم لم يأتي من فراغ، بل دماء أُريقت وأرواح غادرتنا لتذهب لربها، تاركين خلفهم جيش من الأرامل والأيتام، الذين لا يعرفون ماذا سيحل بهم غداً؟ ومن يجلس اليوم على كرسي في دائرة أو موظف يقبض مرتب أغلبهم لا يستحقونه، لأنهم مهملين عليهم أن يعيدوا بذاكرتهم، ويقولون من الذي جعلنا اليوم نعيش بأمان؟ ومن الذي ضحى بدمه ودافع عن العراق؟ إنهم بالدرجة الأولى الحشد الشعبي المقدس، ومن بعده باقي القوات من وزارتي الدفاع والداخلية، وأن هذا التعامل الفج معهم في المستشفيات وفق التعليمات من قبل الوزيرة المصون، يجعله يعيد التفكير ويقول أن هؤلاء لا يستحقون التضحية، ودماء شهداؤنا أرخص من التراب .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/06



كتابة تعليق لموضوع : أيها المجاهدون أرواحكم أرخص من التراب !.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net