صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

سلوك الظن بالسوء!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الظن: الشك والريبة.

الظنّان: الذي يسيئ الظن كثيرا.

سلوك الظن بالسوء من المعضلات السلوكية السائدة في الواقع البشري بدرجات متباينة وتأثيرات متفاوتة , وكلما تنامى هذا السلوك تحقق الإنحطاط والضياع والجمود.

وهو عاهة وخيمة مدمرة للعباد والبلاد , وفيه مواطن الهلاك والفساد والتصارع المقيت على المناصب والسلطات , وبسببه تتأسد الكراسي وتُسفك الدماء ولا يتحقق البناء.

ويتعاظم أمر هذا السلوك في المجتمعات المنفلتة سياسيا , التي لا تحتكم لدستور أو قانون , وإنما يكون الأقوى فيها هو الدستور والقانون , إذ يتفاقم الأمر وتخيم الشكوك والريب على الواقع مما يدفع إلى قرارات مريرة ودمارات خطيرة.

ووفقا لما يدفع إليه الظن بالسوء تتحقق الحالة القائمة في المجتمعات , فيصبح التوتر والتحفز مهيمنا على النفوس مما يؤدي إلى إستجابات ذات نوازع شريرة وخطيرة , تدخل المجتمع في دوامة الويلات والتدداعيات الغير حميدة.

ولو تأملنا الواقع من حولنا لتبين لنا العديد من الإجراءات والتفاعلات المبنية على الظن بالسوء , ولذلك أخذت المجتمع إلى أغوار الوجيع وكهوف الويلات المتراكمات المتواصلات , لأن الظن بالسوء طاقة تفاعلية متوالدة ومتنامية , ما أن تنطلق حتى تستشري وتستعدي وتتوطن وتأكل الأخضر واليابس بنيران تصوراتها ومخاوفها وتوجساتها المريضة النكراء.

ويمكن الشفاء من هذه العلة السلوكية المريرة , بإحترام القانون والإنضباط بدستور , وإعلاء شأن الحكم بالقانون , لأن المشكلة الجوهرية في المجتمعات المتهالكة المهلهلة هو ما يصيبها من إجتياحات مريرة من أعاصير وعواصف الظن بالسوء.

وبعض المجتمعات تزعزع كيانها وضاع أمانها وتمزقت لحمتها بسبب ما إجتاحها من زوابع الظن بالسوء , فأهلكتها , وحولتها إلى ميادين تتصارع فيها الوحوش الفتاكة المفترسة للمجتمع , والقاضية بإمتلاك مصيره والإستحواذ على ثرواته ومقدراته.

كما أن إعلاء قيمة الوطن والمواطنة من الآسيات الناجعات القادرات على تحقيق الشفاء , وعودة الإستقرار السلوكي , وتنمية الثقة بين المواطنين , وبذلك يتحقق التقدم الأمين.

فهل من وعيٍّ لخطورة سلوك الظن بالسوء؟!!

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/03



كتابة تعليق لموضوع : سلوك الظن بالسوء!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net