صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

المرأة العراقية ومشاركتها في القرار السياسي 1
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تحظى النساء بفرص محدودة في المساهمة في العمل السياسي عالميا ومحليا، رغم أن هناك نساء رائدات كان لهن تأثير في السياسة العالمية، كرئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر ورئيسة وزراء الهند السابقة أنديرا غاندي ووزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس، والمستشارة الألمانية الحالية أنجيلا ميركل.

محليا مر دور المرأة في المجتمع العراقي بمراحل مختلفة، ابتدأ من عصر الدولة العراقية الحديثة في عشرينيات القرن الماضي، حيث شهد دورا مهما لبعض النساء العراقيات منهن بولينا حسون، التي طالبت بمنح المرأة حقوقها السياسية في ثلاثينات القرن المنصرم، تحقق هذا الامر في مطلع الأربعينات بتأسيس الرابطة النسائية، والدور المهم الذي أدته النساء العراقيات في الفعاليات السياسية، لاسيما مظاهرات إسقاط معاهدة بورتسموث عام 1948، وإنتفاضة اكتوبر عام 1952 التي بلغ عدد النساء المعتقلات فيها 150 إمرأة.

كان هناك أسماء لامعة من النسوة تركن تأثيرا واضحا في المجتمع العراقي، فالشاعرة نازك الملائكة التي ولدت عام 1923 مازالت قصائدها تدرس الى يومنا هذا، والقاصة نزهة غانم أصدرت أول مجموعة لها عام 1934، والكثير من المحاميات والطبيبات اللاتي مارسن دورا إجتماعيا وثقافيا مؤثرا، حيث أسسن عددا من الجمعيات والمنظمات التي تدافع عن حقوق المرأة، حتى إن المرأة العراقية قادت السيارة عام 1943، فيما مازالت دول مجاورة لا تسمح بذلك الى يومنا هذا.

تكلل نجاح المرأة العراقية في ممارسة دورها السياسي عام 1958، حيث عينت نزيهة جودت الدليمي كأول وزيرة عراقية، وأول إمرأة تستلم منصبا وزاريا في الوطن العربي، حيث كان لها دور مهم في إنشاء مدينة الثورة التي تسمى حاليا ( مدينة الصدر) شرق بغداد، لكن الدور الأبرز لها كان في إصدار قانون الأحوال الشخصية العراقي، الذي يعتبر القانون الأكثر تقدما في مجال حقوق المرأة في الشرق الأوسط، وهي أول شخصية نسوية يقام لها تمثال في العراق، بقرار من مجلس الوزراء العراقي عام 2009.

في الوقت الذي كان البعض ينظر للمرأة كخطيئة ومفسدة، كانت المرأة العراقية تسير بخطوات ثابته لممارسة دورها في المجتمع العراقي على قدم المساواة مع الرجل، لحين إستلام البعث مقاليد الحكم في العراق، حيث تجمدت أدوارها ولم تتقدم بالشكل المطلوب، وإقتصر دورها في خدمة البعث ونظامه، وإنجاب الأبناء وتوديع الأزواج الذاهبين الى الحروب الطويلة الطاحنة، مما جعل المرأة تتعرض الى إنتكاسة كبيرة على كافة الأصعدة، تمثل بالآلاف من الأرامل وجيوش من الأيتام التي تكفلت المرأة العراقية برعايتهم، تحت ظروف قاهرة.

عند تحول النظام السياسي في العراق الى نظام قمعي، كانت المرأة هي الضحية وتعرضت الى شتى صنوف الظلم والإضطهاد، وغياب حقوقها بغياب النظام الذي سلب حقوق جميع العراقيين، ولحقتها السجون والاعدامات والدفن في مقابر جماعية، بإستثناء من كانت تزغرد للنظام البائد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/30



كتابة تعليق لموضوع : المرأة العراقية ومشاركتها في القرار السياسي 1
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net