صفحة الكاتب : غائب عويز الهاشمي

السيدة سكينة والتأريخ 2
غائب عويز الهاشمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نتيجة لما تعرضت له عقيلة قريش من اتهامات باطلة ومزيفة بدعم من أركان السياسة  الأموية ولغرض إعطاء الموضوع حقه في الرد وكشف الحقيقة اقترحنا أن يكون تمهيد للموضوع حتى تتم تهيئة ذهنية القارئ ليتابع الأحداث بأنصاف وتروي ليكتشف الحقيقة بنفسه قبل غيره ونبدأ بما قاله الشريف الرضي رحمه الله :وقد نقلوا عني الذي لم أفه به.
  وما آفة الإخبار إلا روائها 
رواة الإخبار ووضاع الحديث أخطر الآفات على العلم وأعظم الجنايات الفظيعة على التاريخ وسير أبطاله وتشويه تراجم مشاهيره وقد أرتكب بعضهم أبشع الخزايات وأبشع التصرفات في اختلاق الأحاديث وترويجها على لسان الرسول الأكرم محمد صل الله عليه وإله وسلم حتى لا تكاد تميز بين الصحيح المرفوع منها من الموضوع المكذوب،مما أضطر الآجلة من علماء الحديث إن يعنوا العناية التامة ويفنوا حياتهم في تصنيف الكتب الصحاح لضبط الحديث الصحيح ومسانديه .والقيام بالبحث والتحقيق عن معرفة رواية وترتيب طبقات رجاله والتثبت من أحوالهم وعدالتهم حتى أصبح علم الحديث علما مستقلا قائما بنفسه ،وعلى الرغم مما بذله هؤلاء العلماء من الجهد والجهيد والخدمة الكبيرة الصادقة ،فلم تسلم مدونات الحديث من الأحاديث الخرافية الملفقة والمدسوسة كان قد لفضها ودسها هؤلاء الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر وقد ساعدتهم على عملهم الشائن وشجعهم عليه بعض الأهواء السياسية ومشيئات الملوك والأمراء تلك المشيئات والأهواء الضالة التي كثيرا ما استغلت شهوات علماء السوء وجشعهم فلعبوا أدوارا مؤلمة
ومخزية في إصدار الفتاوى الشرعية ووضع الأحاديث المفترات لتصحيح أعمال أسيادهم وتنفيذ أغراضهم الخسيسة المخالفة لدستور الشريعة المحمدية .فما كان أصحاب السوء يتورعون في دينهم ولم يراعوا قدسية شريعتهم وحرمة نبيهم محمد صل الله عليه واله وسلم لقاء الأصفر الرنان والحصول على حطام الدنيا ونيل الحظوة لدى السلطان . فكان ما كان من دلس وتلفيق وتحريف في الإخبار والأحاديث واصطناع الروايات المخالفة للعقل والمنطق وروح الشريعة الغراء .وان أسوء عهد وقعت فيه هذه المنكرات العجيبة والبدع الغريبة هو العهد الأموي حيث إن الدعاية الأموية قد استخدمت شتى أساليب الدس وذرائع المكر والغدر لقهر خصومهم الإشراف وتركيز دعائم السياسة الأموية ولاستئثار بالملك والاستحواذ على مقاليد الحكم وأبهة السلطان فاستعانوا بكعب الأحبار اليهودي وأمثاله من أصحاب الإسرائيليات في وضع أحاديث الفضائل في أشياخ أمية وسفحوا الأموال الطائلة للمرتزقة من الشعراء والقصاصين للحط من أقدار أهل البيت  وأولي الأمر الشرعيين (1) ،ولو دققنا ما هو السر في الدس للروايات نجد أن الأحقاد الأموية الموروثة والتخاصم بين أمية وهاشم أو النزاع بين القوة والحق كل ذلك السر الدفين فيدس تلك الروايات واختلاقها. أضف إلى ذلك عوامل الفساد الأخلاقي الذي تسرب إلى قصور الخلفاء وشاع في ندى الأمراء و انتشار الغوالي والسراري والجواري والغلمان في مجالس الحاكمين والعمال وارتكاب الموبقات من شرب الخمور وضرب الطنبور واللهو بالمعازف وصناجات الطرب وسائر الملاهي من متع الفسق والفجور التي انغمس في حماتها أكثر الملوك والولاة وأولادهم وفتيانهم حتى أتسع الحرق على الرقع مما أدى في النهاية إلى اضمحلال الدولة وذهاب ريح أمية من الوجود 0هذا التفسخ الأخلاقي الذي حل بالوسط الأموي قد أثار في نفوس دهاتهم الشعور بمركب النقص فاندفعوا بهذا الشعور إلى التذرع بكل ذريعة ووسيلة مهما كلفهم الأمر إلى رمي خصومهم بدائهم وانتقاص أقدارهم ،فلم يفلحوا وكان سهمهم هو الدالف "السهم الذي لم يصب الهدف ويقصر دونه" 
الطائش بالرغم من سفحهم الأموال الطائلة للمرتزقة من الشعراء وأغراء الزندقة بالترغيب والترهيب لحملهم على وضع الأحاديث وتلفيق الروايات لتبرير شنعهم وجرأتهم بانتهاكهم الحرمات وهتكهم المحارم ،مما زادهم في ذلك إلا شبة وشنار أو افتضحوا بذنوبهم أمام محكمة التاريخ العادلة وقد خاب من حمل ظلما (2)
______________________
(1)سكينة بنت الحسين /توفيق الفكي كي /مطبعة الزهراء في النجف آذار / 1950 ص2-7  بتصرف كثير 
(2) سكينة بنت الحسين / توفيق الفكي كي / مصدر سابق ص89 يتصرف كثير 


إلى سيدة نساء عصرها 
إلى عقيلة قريش 
إلى الشخصية النسوية الأولى في المجتمع الحجازي على أيامها 
إلى سيدتي ومولاتي السيدة أمنة بنت الحسين عليها السلام الملقبة (سكينة)
أتشرف أن اهدي جهدي المتواضع وأطلب الشفاعة يوم لا ينفع مال ولا بنين إلا من أتى الله بقلب سليم 

المقدمة :- 
الحمد لله الذي حبانا بمودة أهل بيته الأطهار ونبيه المختار والصلاة والسلام على سيدنا محمد الهادي واله الأبرار ما دجى ليل وأضاء نهار.
الحمد لله الذي ليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماء والصلاة والسلام على رسول الله إلى الناس كافة محمد بن عبد الله واله الطيبين الطاهرين .
بعد إن وصلت للحديث عن آمنة بنت الحسين والملقبة (سكينة) عليها السلام واطلعت على عدد كثير من المصادر القديمة والحديثة حول هذه السيدة الجليلة وجدت أنها تعرضت لحملة شعواء من الكتاب المأجورين الذين باعوا ضمائرهم لقاء إرضاء أسيادهم ولكنهم غفلوا بان التاريخ سوف يحاسبهم على أفعالهم الشنيعة بعد إبراز الحقائق التي تؤكد كذب ما يدعون .
أضف إلى هذا أن من الواضح لدى كل من له إلمام وإطلاع على التاريخ الإسلامي الشيعي أن الشيعة تعرضوا لجميع أنواع الاستبداد والعنف والقهر من قبل السلاطين وحكام الجور على مر التاريخ ،فكم مرة وأخرى كانوا عرضة لهجوم المستبدين ووحشيتهم حتى تعرض ابرز رجالهم للقتل والاستشهاد كما تعرضت الآثار العلمية لعلمائهم من كتب ورسائل وموسوعات إلى عمليات إبادة وحرق والتاريخ يحدثنا عن "المجزرة الشهيرة التي قام بها محمد الغزيوي عام 423 هـ وحرقه للكتب وحادثة إحراق الكتب التي قام بها طغرل بغداد في عهد الشيخ الطوسي وهكذا حادثة حسنك الوزير ... ومجزرة الجّزار الحاكم العثماني في الشام وحرقه الكتب في جنوب لبنان (1)" 
(1)الغدير ج10 ص142 لأية الله الشيخ عبد الحسين الاميني /طبع بيروت ـ وفضائل ألخمسهةج3 ص243 لأية الله السيد مرتضى الفيروز آبادي-وميزان الاعتدال للذهبي ج2 ص 7، 192 

أن التاريخ المأجور يحاول ستر فضائح الأمويين وهم أكثر المتحاملين على أهل البيت عليهم السلام ،وإسدال الستار على أعمالهم وهي كظلام الليل الدامس لا تكشف ظلمته ألوف المصابيح فضلا عن بصيص شمعته،ويحاول المرتزقة تعتيم مناقب أهل البيت عليهم السلام وفضائلهم وهي كالشمس لا يواريها السحاب إن أعشت عنها عيون رأتها عيون كثيرة . لقد ارتكب بعض المؤرخين جناية للأهل البيت عليهم السلام لحقدهم الدفين عليهم وإلصاق الأباطيل والاتهامات التي يميزها المنصف للحق .
وها هي السيدة آمنة بنت الإمام الحسين الملقبة سكينة عليها السلام لصقت بها تهم كثيرة 
وكثيرة يتوجب على من يطلع عليها إن ينشر زيف حكام بني أمية .
وأنا واحد من الذين أطلعوا على هذه الكتب المأجورة وللأسماء بارزه تحاول دس السم بالعسل واستغلوا تشابه الأسماء للإساءة بعقيلة قريش وهي سيدة نساء عصرها وأحسنهن أخلاقا ويكفي أنها بنت الإمام الشهيد الحسين عليه السلام .
أمثال صاحب الأغاني ما ذكره عن سائر أخبار السيدة الجليلة سكينة عليها السلام والتي وضع اسمها في روايات كثيرة بـ أجور بخسة ومكشوفة للقاصي والداني فهي ملائمة ومطابقة بالتمام والكمال بسكينة بنت خالد بن مصعب بن الزبير التي كانت مولعة بمحافل الغناء مع عمر بن أبي ربيعة وهكذا تزور الحقائق على البسطاء من الناس .
وها هو قول الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم بحق معاوية عليه اللعنة " إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه "(1) والرسول الكريم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ولهذا انصب الحقد على إل البيت عليهم السلام من قبل بني أمية ولكن أين هم ألان ؟أين معالمهم ؟ أين قصورهم ؟ أين أخبارهم ؟ وها هم أهل بيت الرسالة سلام الله عليهم أعلام الهدى وسفن النجاة والعروة الوثقى .ومصابيح تنير دروب الظلماء ولا يخيب من سألهم فهم الوسيلة إلى الله عز وجل وستلاحق اللعنة الدائمة على كل الذين تطاولوا وباعوا ضمائرهم لقاء الأصفر الرنان ومغريات الحياة الفانية .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا انك أنت الوهاب


(1)فضائل الخمسة ج3ص243آية الله السيد مرتضى الفيروز آبادي

سكينة...الاسم واللقب:-
أن الاسم الحقيقي للسيدة سكينة هو آمنة بنت الحسين عليه السلام  وان اسم سكينة لقب لقبتها أمها الرباب وذلك لسكينتها وهدوء طبعها الغالب عليها .حتى كانت السكينة صفة لها وهذا ما أثبته أرباب السير والتاريخ على اختلاف في اسمها بين آمنة واميمة واتفقوا على إن سكينة هو لقب وصفة لها اشتهرت بها ومن ذهب إلى ذلك:
1-ابن عساكر في تاريخ دمشق قال :اخبرنا الحسين بن العزاء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البناء قالوا أنا أبو جعفر أنا أبو طاهر أنا احمد بن سليمان أنا الزين ابن أخ مصعب بن الزبير قال :في نسخة ولد الحسين وسكينة واسمها آمنة وإنما سكينة لقب لقبتها أمها الرباب بنت امرئ ألقيس وتزوجت سكينة بنت الحسين عبد الله بن الحسن بن علي أمه آمنة بنت الشليل بن عبد الله البجلي ...فقتل مع عمه الحسين عليه السلام بألطف قبل أن يبنى بها (1) .
2-ابن تعرْي تردي في النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة قال :اسمها آمنة وأمها الرباب (2).
3-ابن الجوزي في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم قال: سكينة بنت الحسين واسمها أمنة وقيل اميمة وسكينة لقب عرفت به (3) .
4-سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص قال :أسمها آمنة وقيل اميمة(4)  .
1-تاريخ دمشق/قسم تراجم النساء 156طبع دمشق سكينة الشهابي 
2-النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة 1/276
3-المنظم 7/175حوادث سنة 117 هـ
4-تذكرة الخواص /249

5-ابن النديم في الفهرست ،كما نقله عن محمد بن السائب الكلبي قال محمد بن السائب الكلبي سألني عبد الله بن حسن عن اسم سكينة بنت الحسين عليها السلام فقلت اميمة (1) فقال أصبت .
6- أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني قال اسم سكينة أميمه وقيل أمينة وقيل آمنة وسكينة لقب لقبت به (2) وقال أيضا روي أن رجلا سأل عبد الله بن الحسن بن الحسن عن اسم سكينة فقال أمينة .فقال له ابن ألكليتي يقول أميمه فقال سل ابن الكلبي عن امة وسألني عن أمي ونقل عن ألمدائني قوله حدثني أبو إسحاق المالكي قال سكينة لقب واسمها آمنة ثم أردف الأصفهاني قوله وهو الصحيح (3)وقال في مقاتل الطالبين*اسم سكينة أمينة وقيل اميمة وإنما غلبت عليها سكينة وليس اسمها (4).
7-ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب " قال اسمها أميمه وقيل امينة
وسكينة لقب (5)
8-اليافعي في مرآة الجنان قال اسمها أمينة وقيل اميمة وهو الراجح وسكينة لقب لها(6).
1-لا تستبعد في أميمه هنا وكونه في الأصل آمنة وذلك لما سيأتي بعد هذا من سؤول رجل لعبد الله بن الحسن بن الحسن عن اسم سكينة وتخطئة عبد الله لابن الكلبي الذي كان يقول بأمينة كما في شق الثاني من الرواية إذا كيف يصوب له اميمة هذا و لا يقل منه اميمة هناك على قول نقل السائل؟ رواية ألمدائني عن أبي إسحاق المالكي التالية في الأغاني وتصحيح أبو الفرج الأصفهاني لا اسم أمنة بعد الرواية مباشرة بقوله وهذا هو الصحيح كل ذلك يدل صراحة إن اميمة هنا مصحف عن أمنة وقوله أصبت لا أمنة ولا اميمة وإلا لزم التناقض في كلامه .
قال ابن النديم في ترجمة محمد بن السائب الكلبي بالأنساب* الفهرست / 107 في إخبار محمد بن السائب .
2-الأغاني 16/ 146.      3-المصدر السابق /147.  4- مقاتل الطالبين /94 .  5-شذرات الذهب 2/82 وفيات سنة 117 هـ .              6-مرآة الجنان 1/ 251
9- ابن خلكان في وفيات الأعيان قال اسمها أمنة وقيل أمينة وقيل اميمة وسكينة لقب لقبتها به أمها الرباب وأورد سؤول عبد الله بن الحسن لمحمد بن السائب الكلبي المذكور أنفا(1) . 
10-عمر رضا كحالة في إعلام النساء قال اسمها أمنة او اميمة وسكينة لقبها(2) .
11-السيد محسن الأمين ألعاملي في أعيان الشيعة عنوانها هكذا اميمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب المعروفة سكينة ثم نقل بعض الأقوال المقدسة وقال روي في الأغاني لسيد صكين ابن الكلبي(3) .
عن أبيه قال : قال لي عبد الله بن الحسن بن الحسن ما اسم سكينة بنت الحسين ؟ فقلت له سكينة فقال لا اسمها آمنة(4) والظاهر تعدد الحادثين أحداهما هذه ولعلها هي الأسبق زمانا والأخرى ما أوردناه عن ابن النديم من إن محمد بن السائب الكلبي كان قد سأله عبد الله بن الحسن هذا عن اسم سكينة فقال هي اميمة ورواية ابن النديم في الفهرست إن عبد الله بن الحسن سأل محمد بن ألكعبي عن اسم سكينة فلما ذكر إن اسمها أمنة صوب له ذلك واقره حينها قال أصبت وكأنه في صدد تذكيره على ماصممه من قبل والتأكيد عليه بان اسمها أمنة وليس سكينة وتأكيد عبد الله بن الحسن بن محمد الكلبي له خصوصية فان ابن الكلبي كونه نسابه وعبد الله بن الحسن حريص على تصحيح الاسم بواسطة محمد بن النديم لرجوع الثاني إليه.
12-الشيخ محمد حسين الاعلمي في تراجم إعلام النساء قال سكينة لقبها واسمها أمنة أو أمينة أو اميمة(5).
1-وفيات الأعيان 1/378 في ترجمة سكينة    2-إعلام النساء 2/ 202 
3-ابن الكلبي ينصرف إلى هشام بن محمد بن السائب الكلبي وروايته عن أبيه أي عن محمد بن السائب الكلبي مما يدلل على إن (الرواية) الراوي واحد مع تعدد الحادثين وهو الموافق لاستظهارنا .  
4-الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني 16 / 147 ، أعيان الشيعة 3 / 491   5-تراجم إعلام النساء 2/200
13-السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم في سكينة بنت الحسين عليه السلام قال وإما سكينة فقد ذكر المؤرخون ان لقب من أمها الرباب وكأنه لسكونها وهدوئها وعليه فالمناسب فتح السين وكسر الكاف وهذا هو الرأي نسبه الصّبان إلى المشهور وإما اسمها الذي اختاره ابن تغري يروي انه آمنة(1). 
14- المحدث الشيخ عباس ألقمي في منتهى الآمال قال وكان اسم سكينة أمنة أو اميمة فلقبتها أمها الرباب سكينة فهي عقيلة قريش وذات عقل ورأي صائب (2) وهذا اتفاق أهل الأخيار والمحققين من الطرفين إن سكينة هو لقب من  اميمة بنت الحسين عليه السلام من هنا يتأكد لنا الاسم الحقيقي للسيدة سكينة وهو أمنة لذا فالأدلة العلمية تدعونا إلى آتيات اسمها الصحيح والتعامل معها جديا وذلك لغلق الطريق عن الأكاذيب التي عهد إليها البعض للإساءة ببنت النبي محمد صل الله عليه واله وسلم ونتأمل من ذوي التحقيق وآهل الأنصاف ان يركز في أذهانهم اسم أمنة بنت الحسين عليها السلام والتعامل معها تعاملا حقيقيا والإعراض عن لقبها الذي استغله بعض أهل الأهواء والسذج من بسطاء العوام الذين لا أخلاق لهم بتحقيق الوقائع ومعرفة الإحداث ومالهم بذلك إلا المطامع أو النعيق مع كل ناعق (3). 


1-سكينة بنت الحسين /140 . 
2-منتهى الآمال 1/ 818 .
3-عقيلة قريش أمنة بنت الحسين الملقبة بسكينة/ محمد علي الحلو/مصدر سابق /بتصرف .
قالوا في السيدة سكينة)عليها السلام(:-
1-كانت سيدة نساء عصرها ومن أجمل النساء وأصرفهن وأحسنهن خلقا . ابن خلكان من وفياته ج2 ص394  .
2-سكينة بنت الحسين عليه السلام من أجمل النساء حتى انه لم يكن في زمانها أحسن منها . ابن كثير البداية والنهاية ج8 ص210 .
3-كانت السيدة سكينة تميل إلى الفكاهة والمزاح تخالط الآجلة من قريش وتجتمع إليها الشعراء .علي مبارك الخطط التوثيقية ج1 ص186 وهذا الرأي مخالف للحقيقة والأدلة تثبت.ذلك0
4-ولها نوادر وحكايات ظريفة.مرآة الجنان لليا نعي ج1 ص 252 .
5-كانت سكينة من سيدات النساء وأهل الفضل رضي الله عنها وعن إبائها .الإمام النووي رحمه الله تهذيب الأسماء واللغات 1/167ترجمة رقم 123 .
6-سكينة بنت الحسين واسمها أمنة كانت من أجمل نساء عصرها .النجوم الزاهرة لابن تغري ج1 ص276 .
7-سكينة بنت الحسين سيدة نساء عصرها ومن أجمل النساء واضرفهن وأحسنهن أخلاقا . ألبوصي في الدر المنثور ص244 . 
8-كانت السيدة سكينة إحدى نوادر الجمال في العصر الذي ظهرت فيه وكانت تنافس عائشة بنت طلحة معبودة العيون والقلوب في ذلك الحين وكانت حريصة مسرفة في الحرص على جمالها.الدكتور زكي مبارك ص1 ابن أبي بعره وسعره ص193 .
9-قال الإمام الحسين عليه السلام وإما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله فلا تصلح لرجل .إسعاف الراغبين بها من غور الإبصار /210 .
10-قال شمس الدين محمد بن طولون وكانت من سادات النساء وأهل الجود والفضل عليها السلام وعن أبيها .الأئمة ألاثني عشر/ ابن طولون /72 .
11-قال شمس الدين يوسف بن قزا علي الحنفي .سبط ابن ألجوري لها السيرة الجميلة والكرم الوافر والعقل التام وهذا قول ابن قتيبة .تذكرة الخواص /288 .
12-قال خير الدين الزر كلي كانت سيدة نساء عصرها.
تاريخ الإسلام السياسي 1/547.
13-قال الدكتور حسن إبراهيم حسن: كانت السيدة سكينة بنت الإمام الحسين عليه السلام سيدة نساء عصرها ومن اضرفهن وأحسنهن أخلاقا .تاريخ الإسلام السياسي1/547 .
14-قال الدكتور علي إبراهيم حسن تتصف بنبل الفعال وجمال الخصال وأطيب الشمائل .نساء لهن في التاريخ الإسلامي نصيب /68 .
15-قال عمر رضا كحالة.سيدة جليلة ذات نبل ومقام رفيع وقال وكانت سكينة ذات بيان وفصاحة قالت ابنة لعثمان بن عفان في قائمة كانت فيه سكينة إنا ابنة الشهيدين فسكتت سكينة فقال المؤذن اشهد إن محمد رسول الله قالت سكينة هذا أبي أو أبوك ؟فقالت العثمانية :لا افتخر عليكم أبدا .إعلام النساء 2/202 ،223 .
16-قال مبارك إبراهيم سكينة بنت الحسين عليها السلام الشريفة الطاهرة المطهرة والزهرة الباسمة الناضرة بين زهرات أهل البيت عليهم السلام وهي التي بجدها أنبياء الله قد ختموا وأبوها مولانا أبو عبد الله الحسين بن علي عليه السلام ،الذي ورد في حقه ان الرسول صلى الله عليه واله وسلم جاء ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ثم اخذ كل واحد منها على فخذه ثم لف عليهم كساء ثم تلا هذه الآية "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. نساء شهيدات ص5 . 
سكينة في سطور:-
جدها أمير المؤمنين علي عليه السلام . جدتها فاطمة بنت رسول الله صل الله عليه واله سلم . أبوها الأمام الحسين عليه السلام . عمها الأمام الحسن عليه السلام . عمتها زينب وأم كلثوم عليهما السلام . هؤلاء هم إخوة أبيها من فاطمة عليها السلام ولها أعمام وعمات لغير فاطمة عليها السلام .أختها فاطمة .اسمها امنةاو أمينة او اميمة وأمها لقبتها سكينة لسكونها وهدوئها .زوجها عبد الله بن الإمام الحسن عليه السلام وفاتها يوم الخميس خلوت من شهر ربيع الأول سنة 117 هـ . عمرها 75 سنة .
المصدر:
سكينة بنت الإمام الحسين عليها السلام ،علي محمد علي دخيل مؤسسة أهل البيت ،بيروت ص10-11
 . شخصيتها الاجتماعية :
الذين كتبوا عن هذه السيدة الكريمة لم يختلفوا في أنها الشخصية النسوية الأولى في المجتمع الحجازي على ايامها والإنباء والمرويان عن حياتها الاجتماعية مثيرة وبعضها مما لا يسهل التسلم به ولا يهون تصوره مع حفيدة الزهراء عليها السلام لكنا إذا استبعدنا هذا كله نجدها فعلا الشخصية الاجتماعية الأولى في عصرها وذلك لما اجتمع لها من خلايا وسجايا جعلت لها جاذبية خاصة لم تشركها فيها سيدات العصر وشريفات قرشيات وهاشميات بعضهن من سيدات البيت النبوي الكريم عليهم السلام 0والحق ان السيدة سكينة عليها السلام بادية الاعتزاز بنسبها العالي وشرفها الرفيع وكان خصومها وخصوم آلها يقرون لها بهذا الاعتزاز ويرونها أهلا لان تباهي به من تباهي فتسكته .وكذلك عرف عنها أنها كانت تعتز بجمالها وتعده من نعم الله عليها وتحرص على إظهاره في إبداع مظهر وما اثاقتها المشهورة وطرتها السكينة المبتدعة إلا أية اعتزاز بذلك الجمال وعناية به .وقد مر بنا الخبر عن مباهاتها بجمال بنتها ومبالغتها في تزينها ثم قولها ما ألبستها الدر إلا لتفضحه .وكانت شجاعة اللسان والجنان كان خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم المر واني ( ابن مطير ) 1 .
1-كان الحارث واليا على المدينة لهشام بن عبد الملك وقد عزله عنها سنة 118 هـ بعد وفاة سكينة عليها السلام بعام .
انظر تاريخ الطبري 8/288 يشتم جدها عليه السلام من فوق منبر جدها صلى الله عليه واله وسلم فكانت تجي يوم الجمعة لتشهد صلاة الجماعة فتقوم بإزاء الحارث إذا يصعد المنبر فإذا شتم عليا عليه السلام تصدت له سكينة بنت الإمام الحسين علية السلام فتشتمه 0ثم أمرت جواريها إن تشتمنه فلا يملك ابن مطير ان يرد عليها بل يكتفي بان يأمر الشرطة بضرب الجواري 2.
 1- تاريخ الطبري 8/288            2-الأغاني 14/159 .
ويذكرون في وصف شجاعتها حادثة عجيبة ان يبدأ فيها عنصر الغلو فذلك مما لا يضيع دلالتها على رأي الناس في هذه السيدة الباسلة، قالوا ان سلعة ظهرت بأسفل عينها فما زالت تكبر حتى أخذت جانب وجهها وعينها وكان بين مواليها رومي يدعي "درا فيس " ذو خبرة بالطب والجراحة فشكت أليه السلعة التي تؤلمها وتوشك إن تشوه جمالها ولما سألها "دارا فيس " أتصبرين على ما يمسك من الألم حتى أعالجك؟ 0أجابت دون تردد بلى قال الراوي فأضجعها "درا فيس" وشق جلد وجهها اجمع وسلخ اللحم من تحت السلعة حتى ظهرت عروقها وكان من السلعة شيء تحت الحدقة فرفع الحدقة عنها حتى جعلها ناصعة ثم سل عروقها (عروق) السلعة من تحتها فأخرجها اجمع ورد الحدقة إلى موضعها وسكينة مضطجعة لا تهتز ولا تئن حتى فرع مما أراد وزال عنها وبرئت منه وبقي اثر من تلك الجراحة في مؤخرة عينها فكان أحسن شيء في وجهها من كل حلي وزينة ولم يترك في نضرتها ولا في عينها ادني اثر(1) 
وكانت أية في ضبط النفس والتحكم في عواطفها والسيطرة على وجدانها وبهذا الضبط استطاعت إن تحتفظ بمرحها في بيت أبيها عليه السلام كي تكون مبعث انس له في عوابس الظروف وحوالك الأيام وبلغ بها هذا الضبط وكانت كريمة تهين المال وان ضاق القيم على أموالها بإسرافها في الكرم 0حج أشعب مره فأمرت له بجمل قوي يحمل إثقاله فأعطاه القيم جملا ضعيفا فمضى أشعب يشكوه إلى سيدته فارضته(2) 0
1-الأغاني 14/ 165
2-الأغاني 14/165 
وقفتها بالمحصب من منى ترمي الحجار فلما سقطت من يدها الحصاة السابعة رمت بخاتمها بدلا من هذه الحصاة.
ومن نوادر تصرفاتها فكانت حديث المجتمع وروح مسامرة وكان الناس يتناقلون هذه النوادر ويضحكون لها على قلوبهم وإخوانهم يستوي في ذلك من يستطيبون النكتة ويهشون للدعاية ومن عرفوا بالحزم والشدة وما ضنك بعمرين عبد العزيز في صرامة جده ووقار هيبته يضحك لا إحدى نوادر سكينة حتى عنك لصة وهو يومئذ والي على المدينة(1) .
ثم قصتها مع إبراهيم بن عبد الرحمن وحديث " بنات أشعب" وردها على من سألها لم تكثر من المزاح وأختها لا تفعل كل هذه الإخبار وأمثالها معها تشهد بما كان لها شيمة الحسناء من ظرف اسر وبديهة حاضرة واعتداد بالذات وهكذا كانت عزة النسب وعزة الجمال وأناقة المظهر وضرف السجايا وذكاء الأنوثة ولطف الدعاية إلى جانب ما عرف لها من ذوق فني أصيل وفقه لا إسرار البيان عناصر تشترك جمعيا في تأليف شخصيتها الفريدة بكل جاذبيتها وسحرها ثم أضف إلى ذلك كله هذا المزاج النادر من التحرر والإباء من التسامح ولتصبوا من الانطلاق والترفع فأتيح لها إن تظهر في المجتمع ملئ إليها والظرف ملُ الجلال والوقار وتهيأ لها إن تختار أسلوبها في الحياة متحررة من النفاق الاجتماعي دون إن ينال ذلك من مهابتها.


1-الأغاني 14/ 196
أو يلقي ظلا من التهاون فيما يجب لمثلها من تصّون وعزة انها سكينة بنت الإمام الحسين عليه السلام(1) .
المجتمع في عصر السيدة سكينة:-
بهذه الشخصية الفريدة الجذابة ظهرت سكينة في المجتمع فشغلت عصرها والعصور من بعده وقد يتخيل إلى الكثير منا إن وصف حال الأدب والمجتمع في الحجاز في عصرها مما لا مجال لمزيد من القول فيه بعد إن فرغ منه الدارسون وأضافوه إلى ذلك الصنف من الموضوعات التي اتضحت واحترقت ولهم في تاريخ هذا العصر ما شبه المسّلمات التي ليس للخلاف فيها مجال منها،إن مجتمع الحجاز وبخاصة بمكة والمدينة في العصر الأموي قد فسد وانحل أثرا لسياسة بني أمية التي عزلت أبناء الإشراف من الحجازيين عن مهام الملك وشئون السياسة وحبسهم هناك في فراغ يفسده الشباب وتفسده معه أموال اغدقتها عليهم الأمويين في سخاء مسرف وبذلك فضوا عليهم إن يتفقوا أيامهم في اللهو واللعب ويبل حياتهم في لعب ومجون(2)، ومنها إن تشيع حياة المجون في العاصمتين الدينيتين للإسلام قصد به الأمويين إلى القضاء على مالها من نفوذ ديني كبير وسيطرة روحية نافذة حتى جاز للأستاذ المحقق عبد الله العلا يلي إن يذهب إلى إن الأمويين قد استأجروا طوائف من الشعراء والمغنين والمخنثين من بينهم عمر بن أبي ربيعة لأجل أن يمسحوا عاصمتي الدين مكة والمدينة بمسحة لا تليق بهما ولا تجعلهما صالحتين للزعامة الدينية ،وساق هنا حادثة الأخطل الشاعر النصراني الذي استخدموه منذ عهد معاوية في الحرب الكلامية التي أرادوا بها إن يخضروا من شوكة المدينة ويقضوا على الطبقة الدينية المحترمة ليخلصوا من سيطرتها(3) ،
1-    بنت الحسين/الدكتورة عائشة عبد الرحمن(بنت الشاطئ أستاذة اللغة العربية وآدابها بجامعة عين شمس دار الهلال / ص126بتصرف 
2-الدكتور طه حسين /حديث الأربعاء 1/235     3-الأستاذ عبد الله العلا يلي /أشعة من حياة الحسين /47 
ومنها إن شعر عمر بن أبي ربيعة هو مرآة للمجتمع الحجازي في ذلك العصر والمصدر الأول والاهم لفهمه على حقيقته وتاريخه تاريخا صادقا حتى يقول أستاذنا الكبير الدكتور طه حسين "إن الأدباء والمؤرخين لن يستطيعوا إن يقدروا هذه النعمة التي أتيحت لهم حين حفظ الدهر لهم شعر عمر بن أبي ربيعة كله أو أكثره ، فلست اعرف شاعرا إسلاميا استطاع ان يمثل العصر الذي كان يعيش فيه .
والبيئة التي كان يحيا بها كهذين الرجلين اللذين تستطيع ان تتخذهما مرجعا في درس الجماعة التي تحيط يهما تريد إن تدرس العراق في صدر الدولة العباسية وان تدرس مدينة بغداد أيام الرشيد والأمين خاصة فارجع إلى أبو نؤاس، نريد إن تدرس حياة الحجاز في صدر الدولة الأموية فارجع إلى ابن أبي ربيعة 
وليس من الشك في انك ستجد شيئا كثيرا نافعا في درس مسلم بن الوليد والحسين بن الضحاك وأبي العتاهية ،كما انك ستجد شيئا كثيرا نافعا في درس ألعرجي والاحوص وابن ذريح ولكنك لن تجد واحد من هؤلاء بل لن تجد عند هؤلاء مجتمعين ما ستجده عند أبي نأس من تمثيل الحياة البغدادية على وجهها ولاما ستجده عند عمر بن أبي ربيعة من تصوير الحياة الحجازية على حقيقتها تلك نعمة يتجها الدهر من حين إلى حين للباحثين عن التاريخ الأدبي حين يظهر شاعرا أو كاتبا . وقد انتهت إليه كل الخلايا كما ظهرت فيه كل النقائص التي كانت تمتاز بها بيئة والتي تقوي فيها الحياة الأدبية قوه خاصة ممتازة وكذلك العصر الأموي في الحجاز وكذلك العصر العباسي في بغداد(1) 
كما أكد هذا مرة حتى حين قال: "إن المؤرخ الذي يريد إن يدرس الصلة بين الرجال والنساء في هذا العصر يجب إن يلتمس ذلك عند عمر بن أبي ربيعة فسيجد منه في شعر هذا الشاعر  ما أراد(2).
1-الدكتور طه حسين / حديث الأربعاء (1،2) 289 ، 291 
2- سكينة بنت الحسين / الدكتورة بنت الشاطئ مصدر سابق ص129
هذه هي الصورة الرائعة الشائعة لمجتمع الحجاز في عصر السيدة سكينة كما رسمها إعلام مؤرخي الأدب فهل كان الحجاز حقا على ما وصفوه ؟ وهل الذي قالوه وقاله عمر بن أبي ربيعة هو كل ما كان هناك ولا شيء سواه ... 
ما يؤيد زواجها من عبد الله بن الحسن :
ما ذهب إليه أكثر مؤرخي ا لفريقين وجعلوه من المسّلمات الثابتة ومن هؤلاء:
1-أبو علي الطبرسي في أعلام الورى /127 .
2-أبو الحسن العمري في كتاب المجدي في انساب الطالبين / 19 .
3-السيد محسن الأمين ألعاملي في أعيان الشيعة 5 /343 . 
4-الشيخ عباس ألقمي في منتهى الآمال 1/683 كما حكاه عن بعض مشجرات الأنساب .
5-السيد عبد الرزاق المقرم في سكينة بنت الحسين عليها السلام وفي فضل الحسين عليه السلام /264 .
6-الشيخ محمد الصبان في إسعاف الراغبين على هامش نور الإبصار/202 .
7-أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني 16/158 ،161و162 .
8-ألمدائني في المرادفات /64 .
هذا هو اتفاق أهل النسب والتاريخ من إن زواج السيدة آمنة بنت الإمام الحسين عليها السلام هو عبد الله ابن الحسن الأكبر الملقب بأبي بكر وهو الذي استشهد في واقعة ألطف أمه رمله وهي أم القاسم بن الحسن عليه السلام على إن عبد الله بن الحسن هو غير عبد الله بن الحسن الأصغر الذي لم يبلغ الحلم استشهد وله إحدى عشر سنة .قال السيد المقرم في شهادة عبد الله الأصغر فنظر عبد الله بن الحسن السبط عليه السلام وله إحدى عشر سنة إلى عمه وقد اصدق به القوم فاقبل يشتد نحو عمه وأرادت زينب حبسه فأفلت منها 
وجاء إلى عمه وهو يرى بحرين بن الكعب يضرب الحسين عليه السلام, فصاح الغلام يا ابن الخبيثة اتضرب عمي ؟ فضربه واتقاه الغلام بيده ,فاطنها إلى الجلد فإذا هي معلقة فصاح الغلام يا عماه ووقع في حجر الحسين عليه السلام فضمه إليه وقال :يا ابن أخي اصبر على مانزل بك واحتسب في ذلك الخير فان الله تعالى يلحقك بآبائك الصالحين ورمى الغلام حرملة بن كاهل بسهم فذبحه وهو في حجر عمه .
والنتيجة فعبد الله بن الحسن اثنان احدهما عبد الله الأكبر الملقب بابي بكر وهو زوج السيدة أمنة بنت الحسين عليها السلام والثاني هو عبد الله الأصغر الذي لم يبلغ الحلم إذن,عبد الله بن الحسن الأكبر هو زوج السيدة أمنة لم يعقب كما أنها لم تتزوج بعده فبقيت عليها السلام دون زواج حتى ماتت رضوان الله عليها في سنة 117 هـ في المدينة المنورة وهذا خلاف ما اختلقه بعضهم من تعداد زواجها عليها السلام ولا غرابة في إن السيدة أمنة بنت الحسين عليها السلام لم تتزوج بعد شهادة زوجها عبد الله بن الحسن السبط فكان هذا ديدن البعض من نساء أهل البيت عليهم السلام والمستويات للبيوت المعروفة  فأمها الرباب لم تتزوج بعد الحسين عليه السلام ورفضت إن تستجيب لخاطب من الخطاب وهذه نائلة بنت القرافصة زوجة عثمان بن عفان لما قتل زوجها رفضت خطبة معاوية كما ذكر ذلك ابن عبد ربه الأندلسي بل زاد في خبرها أنها قالت إن رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب وقد خفت إن يبلى حزن عثمان في قلبي فدعت بفهر " حجر رقيق تسحق به الأدوية " فهشمت فاها وقالت : والله لا اقعد مني رجل مقعد عثمان أبدا(1),وقال بعضهم أنها جدعت انفها مخافة ان يخطبها خاطب فما حسبك بمن رأت مصارع أهلها مجزرين على ارض كربلاء ؟ 

1-فضل الحسين /للسيد المقرم /280 . 
فا السيدة أمنة بنت الحسين عليها السلام عاشت مأساة المجزرة الدامية التي نالت أباها الحسين عليه السلام وأخواتها خصوصا ما حدث لأخيها الرضيع عبد الله وزوجها عبد الله بن الحسن وأبناء عمومتها وما شاهدته من الأسر والسبي حيث يساقون هي وأهلها العقائل من بلد إلى بلد ،بل إن السيدة أمنة عليها السلام حينما وصلت المسجد النبوي صاحت يا جداه إليك المشتكي مما جرى علينا فو الله ما رأيت اقسي من يزيد ولا رأيت كافرا ولا مشركا شرا منه ولا أجفى وأغلظ فلقد كان يقرع ثغر أبي بمخضرته وهو يقول كيف رأيت الضرب يا حسين(2)
________________________________
1-العقد الفريد/لابن عبد ربه 3/174 طبعة دار الكتاب بتخفيف الايباري ورفقائه 242 
2-مقتل الحسين / ابن المقرم 
هكذا عبرت السيدة أمنة عن لوعتها وبفجعها للمصاب فكيف ينسى بعد ذلك وترتكب حياة تعدد الأزواج والسيدة رباب أمها بكيت على أبي عبد الله حتى جفت دموعها فاعلمنها بعض جواريها بان السويق يسيل الدمعة فأمرت إن يصنع لها السويق لاستدرار الدموع(1).
والخلاصــــــة:
إن السيدة سكينة بنت الإمام الحسين عليه السلام اسمها أمنة وسكينة لقب لقبت به وكل ما قيل من شعر في سكينة فهي ليست سكينة بنت الحسين عليه السلام التي هي أمنة بل هناك سكينة بنت خالد بن مصعب الزبيري التي كانت معروفة بملاقاتها واجتماعاتها مع عمر بن أبي ربيعه الشاعر الذي تغزل بها وشب بغيرها أمثال عائشة بنت طلحة بن عبد الله زوجة مصعب بن الزبير وشعري بنت عبد الرحمن بن عوف وبأ أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان زوجة الوليد بن عبد الملك وغيرهن من النساء الأمويات والمر وانيات وكانت سيرتهن مجالسة شعراء عصرهن وقتذاك ومسامرتهن لهم وتحرشهن بهم حتى عرفت فيهن ملاحم اللهو والعبث وبالمقابل نجد أهل البيت عليهم السلام لا يزالون يمثلون الخلافة الإلهية حقا بالرغم من إبعادهم عن ممارسة مهامهم وإقصائهم عن مناصبهم ،فالأمة كما نظرت إلى هؤلاء وأولئك نجد الفرق واضحا فهؤلاء أهل بيت الوحي ومعدن النبوة ومختلف الملائكة وأهل التقوى والورع وأولئك الأمويين وغيرهم يرتكبون كل ما حرم الله إما تعدد الأزواج فهي إساءة أخرى لهذا البيت الأقدس فضلا عن محاولة هؤلاء من التفريق بين إل علي عليهم السلام وبين أعدائهم وإلغاء العداء التقليدي بينهم وبين مخالفيهم والحال

1-مقتل الحسين /مصدر سابق للسيد المقرم .
 ان إخبار الزواج بعد مناقشتها لم تصمد عدا ما ذكر ان السيدة أمنة بنت الحسين عليه السلام (سكينة ) تزوجت من عبد الله بن الحسن السبط الذي استشهد في واقعة ألطف ولم تتزوج بعده حتى ماتت رضوان الله عليها من عفيفة الطالبين وعقيلة القرشيين أنها أمنة بنت الحسين بن علي عليها السلام وحسبها بذلك فخرا وشرفا وعزا .
التأريخ ... والسيدة سكينة عليها السلام :-
لم ينصف التاريخ مع السيدة أمنة بنت الإمام الحسين عليه السلام الملقبة بسكينة فقد الصق التهم الباطلة التي لا تستند إلى أي دليل بسيدة نساء عصرها نتيجة الأقلام المأجورة التي حركتها إرادة بنو أمية المملوءين حقدا على إل البيت عليهم السلام مستغلين تشابه الأسماء لتنفيذ مأربهم الدنيئة على البسطاء ،إما من يكلف نفسه بالبحث والتحقيق فيجد الحقيقة ساطعة كسطوع الشمس وسط النهار وقد قال الله تعالى في إشارة إلى بنو أمية " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القران وتخوفهم فيما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا "( 1).
ومن جملة الآيات التي نزلت بذم بنو أمية هي أية سورة القدر المباركة ،فان المقصود من قوله تعالى "إلف شهر" هي مدة حكم بنو أمية لأنهم حكموا البلاد إلف شهر بعد مما حرموا من البركات الأخروية لهذه الليلة سنين حكمهم فقد روي الفخر الرازي في تفسيره وابن الأثير في أسد الغابة عن الإمام المجتبى عليه السلام
1-سورة بني إسرائيل /60 .
 إن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رأى بني أمية في مقامه وهم قرود ينزون على منبره فساء ذلك فا انزل الله تعالى قوله "إنا أنزلناه في ليلة القدر ..." حيث اخبره ان مدة حكمهم ألف شهر يقول : القاسم الراوي عددنا السنين فوجدناها أن أيام بني أمية كانت ألف شهر(1) .
وذات مرة أرسل النبي صلى الله عليه واله وسلم أبن عباس خلف معاوية فلما ذهب وجده مشغولا بالأكل فلما عاد اخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم بذلك فقال صلى الله عليه واله وسلم " لا اشبع الله بطنه "(2) .
وبالنتيجة فقد استجاب الله جل شأنه دعاء النبي صلى الله عليه واله وسلم في حق معاوية فكان كلما جلس على طعام لا يقوم منه وكان يقول عن نفسه ما تركت الطعام عن شبع وإنما تركته عن ملالة وكان يشرب الخمر ويحكم الناس باسم الإسلام(3).
هذا هو حال كبير بنو أُمية فماذا ترجى من بعده وهو يعلم أحقية إل البيت عليهم السلام باستلام زمام الأمور ولكنه يتجاهل ذلك ويكيل التهم الباطلة لا إلصاقها بأهل بيت الرسالة رضوان الله عليهم السلام بأي ثمن وبأية طريقة ومنها موضوع بحثنا السيدة سكينة التي كانت حصتها من هذه التهم الكثير ولكن الشمس لا يمكن إن تحجب بغربال فبقي نور السيدة أمنة بنت الإمام الحسين عليه السلام الملقبة سكينة يشع وإخبارها الجريئة والشجاعة تهز الأعماق وتدلل على أصالتها الهاشمية وتختار الرد المناسب في الوقت المناسب فهي سلام الله عليها تتحدى الطغاة في مجالسهم إذ يذكر التاريخ إن ليزيد عليه اللعنة ابنة 
1-تتمة منتهى الآمال للمحدث ألقمي ص108  .
2-سفينة البحار ج1 ص683 للمحدث المرحوم عباس ألقمي . 3-الغدير ج10 ص83 .

اسمها "عاتكة" كانت حاضرة في مجلس أبيها وتساءلت من العلويان فقالت :من منكن سكينة ؟ فقالت : السيدة سكينة سلام الله عليها إنا ابنة من قتلوه انتقاما لكفار بدر أف لكم تهزؤون وتسخرون بنا ؟!! فقالت عاتكة :إنا ابنة يزيد صاحب الرئاسة والعزة ومقيم الحق وإذا بالسيدة سكينة سلام الله عليها تجيبها قائلة : بمن تفتخرين بابيك قاتل ذرية الرسول صلى الله عليه واله وسلم أم بأمك التي مكنت نفسها من غلام ... 
فبأيهما تفتخرين إلا لعنة الله ولعن أباك ولما سمعت ابنة يزيد هذه الشجاعة من السيدة سكينة سلام الله عليها القمت حجرا ولم تبس ببته شفة(1) هذا هو حال الهاشمية الشجاعة التي تستمد هذه الجرأة من البيت الهاشمي الذي لم يجامل على قول الحق في أصعب الظروف ولان هذه البطلة ورثت من أخيها زين العابدين عليه السلام الحزن السرمدي لا نهاما فارقت المدينة منذ عادت إليها بعد واقعة ألطف ولم تتخلف عن بيت أخيها السجاد عليه السلام الذي كان دائم البكاء والحزن على أبيه الحسين عليه السلام وقد أدركت هي حادثة ألطف الأليمة ووعتها فهي يوم ذاك (يوم ذاك) قد جاوزت سن التكليف قليلا ومع عدم وجود خبر قطعي يركن إليه في تحديد عمرها فانه يمكن الاستنتاج من بعض القرائن والشواهد التاريخية أنها كانت بين (11-14)عاما ولعلنا نستقرب تاريخ ولادتها بين 47-48 هـ وبعد الإمام السجاد عليه السلام لاذت في كنف ابن أخيها الإمام الباقر عليه السلام فهي امرأة وحيدة تحتاج إلى من يكفلها خاصة مع انقطاعها إلى العبادة وتبتلها لله عز وجل وتاريخ الإمامين الهمامين بين يديك فهل فيه إن بيوتهم كانت محتشدا بالشعراء ؟ "كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا " وهل نجد شيئا من هذا يتوافق مع ما رواه إل الزبير ونشره مروان وروج له من هو في الميل والهوى مع أمية والجميع هم أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء أهل بيته عليهم السلام فالكذاب الأشر زبيري.
والمروج البطر أموي ناهيك بهما من مبغضين وعدوين لدودين لا أهل البيت عليهم السلام بالخصوص ولبني هاشم عموما بما فيهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم(1) ولهذا نؤكد كلامنا الأول بان تاريخ بنو أمية لم ينصف أهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ... 
الرباب والسيدة سكينة عليها السلام :-
كانت الرباب ومازالت صبية مليحة ومضيئة تحف ملامحها علامات الذكاء مرهفة الحسن غضة طرية العود تعتز بشخصية أبيها العربي الأبية وتستمد منه شخصيتها وقد اختار لها زينة شباب العرب في زمانها وزهرة البيت النبوي اليانعة الحسين عليه السلام رجلا قواما صوانا رقيقا يزينه الرفق وتكسوه الرحمة وتعلو وجهه ابتسامة الطهر وعلامات النجابة والذكاء فهو ملئ العيون ومهابة وجلالا تتنهد الصدور عندما ترى منه صورة محمد صلى الله عليه واله وسلم وهاهم يجدون في عطره نفحة من اثر الرسول صلى الله عليه واله وسلم ،استقبل الحسين عليه السلام عروسته الرباب أحسن استقبال وذابت العروس في رصيف الطهر والعفة وأثمر الزواج المبارك ثماره فجاءت سكينة بنت الإمام الحسين عليها السلام وأمها الرباب أبنت امرئ ألقيس سيد العرب وأمير أهل قضاعة وقد أولع الأب حبا بابنته سكينة وكان حب سكينة من حب أمها 

1-عقيلة قريش /أمنه بنت الحسين /محمد علي الحلو ص16 مصدر سابق 
وقد سميت السيدة سكينة عند ولادتها باسم أمنة جدتها ام النبي صلى الله عليه واله وسلم(1) .
وقد سمتها أمها الرباب سكينة لما كانت عليه من وداعة ووقار وطمأنينة نشأت سكينة في بيت الحسين عليه السلام طاهرة شريفة فقد فتحت عينها على صلوات تقام إناء الليل وإطراف النهار وقرانا يتلى في الصباح والمساء في هزيع الليل الأخير حتى مطلع الفجر وقران الفجر إن قران الفجر كان مشهودا ،وكانت سكينة عليها السلام تهتم بالعلم وتسعى إليه مسعى جادا وكان من جل اهتمامها الحديث فقد روت سكينة عن أبيها الحسين عليه السلام والذي حفظه عن جده النبي صلى الله عليه واله وسلم وعن أبيه الإمام علي عليه السلام وأمه فاطمة الزهراء عليها السلام(2) .
وقد روى الحديث عن سكينة قائد موالى عبيد الله وكذلك روى عنها أهل الكوفة ومن مروياتها إخراج ابن عساكر رحمه الله عن قائد مولى عبد الله بن رافع قال حدثتني سكينة بنت الحسين عليها السلام عن أبيها قال :قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حملة القران عرفاء أهل الجنة وكبرت سكينة وترعرعت في بيت النبوة ولم تكن سكينة تدرك ما حصل في بيت علي عليه السلام حين قتل جدها لامها كانت صغيرة وفي طفولتها المبكرة أحبطت بحب شديد من والدها الحسين عليه السلام حتى إن سكينة عليها السلام كانت تقول عاتب الحسن أبي في شدة حبه لأمي حين قال :لعمري ابنتي لا حبُ دار                     تكون بها سكينة والرباب 
1-وفيات الأعيان ج1 ص397 ، والأغاني 14/ 157 
2-انظر تهذيب التهذيب ج3 ص318 بتصرف 

أحبها و ابذل كل مالي                       وليس لعاتب عندي عتاب(1)
ولربما كان الحسين عليه السلام يشعر بما يلوح في الأفق من مخاطر فيسرف في إضفاء السرور على إل بيته فيلهو معهم ولربما جاء عتاب الحسن عليه السلام لا أخيه الحسين عليه السلام في هذه الأبيات لأنه شعر إن الإمام الحسين عليه السلام بالغ في الاهتمام بطفلته سكينة عليها السلام عنها وزوجته الرباب0 كان الصراع قد بلغ أشده بين ال عبد المطلب والأمويين في شأن الخلافة وسكينة تتابع هذه الإحداث تتبع فلا تدعها حزنا على محياه بل كانت تطوي ما تعبه جانبا وتقبل على الأب الحبيب الإمام الحسين عليه السلام تلاطفه وتحادثه فيأوي إليها ناسيا ما حصل به من هموم الخلافة والبيعة واختلال ميزان العدل في هذا العصر الذي لقي في سنواته بلاء كثيرا (2)  
مع أشقائها و إخوانها :
لم تكن سكينة في يوم من الأيام بعيدة عن بقية بيت الحسين عليه السلام فا أبناءه من أمهات أخريات هم أخواتها وبناته هن أخواتها يجمعهم أب حنون وأمهات طاهرات طيبات وقد كانت لسكينة عليها السلام أخ شقيق واحد هو عبد الله بن الحسين عليه السلام من أمها الرباب بنت امرئ ألقيس بن عدي(3) إما علي الأكبر ابن الحسين عليه السلام والذي قتل في كربلاء أمه ليلى بنت أبي مره بن عروة بن مسعود الثقفي وأمها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب

1-الأغاني للأصفهاني /ج14
2-سكينة بنت الحسين / الأستاذ عبد المنعم الهاشمي دار ومكتبة الهلال – بيروت –لبنان ص20 بتصرف
3 - نسب قريش ج1 /دار المعارف مصر . 
وفيه قال لمعاوية :" أولى الناس بها الأمر علي بن الحسين بن علي عليه السلام جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وفيه شجاعة بني هاشم وشجاعة بني أمية وزهو ثقيف(1) إلى هذا الحد ذهب معاوية في النسب ضاربا جذور علي بن الحسين الأكبر سلام الله عليه نعود إلى أبناء الحسين إخوة سكينة عليها السلام منهم علي الأصغر زين العابدين وأمه سلافه بنت يزدجر أخر ملوك الفرس وقد سبيت مع أختين لها في معارك فتح بلاد فارس وجيّ بهن كان ذلك في خلافة  عمر بن الخطاب فها هي مدينة رسول الله تعج بغنائم الحرب التي أحرزها المسلمون من أسراب يزدجر أخر ملوك الفرس فلقد كان فيها من تيجان الأكاسرة المرصعة بالجواهر ومنا طقهم المرصوفة باللؤلؤ وسيوفهم المحلاة بالياقوت والمرجان ما لم تقع عليه عين من قبل وقد كان مع هذه الكنوز الطائلة حشد كبير من سبايا الفرس لم تشهد المدينة أو فرقهن عددا ولا أعظم خطرا إذا كان فيهن بنات يزدجر الثلاث فشراهن الإمام علي عليه السلام بثمن جزل وعرض عليهن طائفة من شباب المسلمين فا اختارت أحداهن وهي سلافة الحسين بن علي عليه السلام سبط رسول الله صل الله عليه وآله وسلم وأنجبت له زين العابدين عليه السلام واختارت الثانية محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فأنجبت له القاسم وهو احد فقهاء المدينة الشيعية (2) واختارت الثالثة عبد الله بن عمر خليفة المسلمين وكان أيضا احد فقهاء المدينة الشيعية هؤلاء الأبناء النجباء . زين العابدين ،القاسم وسالم جعلوا أهل المدينة يغيرون نظرتهم لأمهات الأولاد والسراري لتفوقهم وعلمهم ,علي الأصغر زين العابدين عليه السلام اكبر من
1-مقاتل الطالبين للأصفهاني يتصرف .
2-انظر ترجمة في كتاب فقهاء المدينة الشيعية من سلسلة عصر التابعين دار ابن كثير / دمشق 
سكينة بنحو عشر سنوات إذ ولد عليه السلام سنة 38هـ (1) وقد أدرك علي الأصغر زين العابدين عليه السلام معركة كربلاء وكان له مشاهد ومساجلات كثيرة (1),فهو يعد من أشهر البكائين في تاريخ الإسلام وسمي علي الأصغر تميزا له عن أخيه علي الأكبر عليه السلام ولسكينة أخ رابع هو جعفر بن الحسين وأمه من قبيلة بكر (3).ويضيف الزبيري في كتابة نسب قريش إن للسيدة سكينة أخت لأبيها هي السيدة فاطمة بنت الإمام الحسين عليه السلام وقيل أنها على قدر عظيم من الجمال لكنها لم تكن في مرح وبشاشة وبساطة أختها سكينة عليها السلام وأمها أم إسحاق بنت عبد الله التميمي (4) ,وقد اشتهرت بنات تميم بالجفوة والغلظة مما يكون قد انعكس على مظهر فاطمة الجاد الجامد وبذلك يكون للسيدة سكينة عليها السلام أربعة إخوة من البنين هم علي الأكبر وعلي الأصغر(زين العابدين) وعبد الله شقيقها من أمها الرباب وجعفر ولها أخت واحدة هي فاطمة بنت الإمام الحسين عليه السلام (5).
سكينة مع الله تعالى:
جاء في الحديث إن الحسن المثنى أتى عمه أبا عبد الله الحسين عليه السلام يخطب إحدى ابنتيه فاطمة وسكينة فقال له أبو عبد الله عليه السلام اختار لك فاطمة فهي أكثرها شبها بأمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
1-    عيون الإخبار لابن قتيبة /طبعة دار الكتب ،وفيات الأعيان لابن خلكان 1/455 .
2-    السيدة زينب وإحداث كربلاء /عبد المنعم الهاشمي .
3-    نسب قريش /للزبيري طبعة دار المعارف .
4-    المصدر السابق /الزبيري .
5-    سكينة بنت الحسين /عبد المنعم الهاشمي ص24 مصدر سابق بتصرف .

إما في الدين فتقوم الليل كله وتصوم النهار وفي الجمال تشبه الحور العين وإما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله تعالى فلا تصلح لرجل(1) ان هذه الكلمة الذهبية والتي تعني الكثير من سيد شباب أهل الجنة أبي عبد الله الحسين عليه السلام تعطينا درسا بليغا عن ابنته سكينة الشريفة المقدسة أن أختها الطاهرة مهما حازت الثناء الغير متناهي لا تبلع شأنها ولا تحاربها في رهبانية تجرد عن اللذات وانقطاع عن الدنيا الفانية وكيف لا تكون كذلك وهي ابنة معدن القداسة عجنت طينتها بماء النزاهة فكانت متأثرة بحسن التربية وكرم الأخلاق وقد جللها الشرف مطا رفا من الحياة والعفة. فقول الإمام الشهيد عليه السلام (غالب عليها الاستغراق مع الله)يشير إلى ان ابنته الكريمة كانت سابحة بين أمواج الفناء في الله سبحانه وتعالى وقد انعكست في مرآة نفسها لوائح الجلال والجمال الإلهي فأينما توجهت لا تجد إلا تلك الصفات المنقشة فيها المعاني القدسية ولا ترى لغيرها كيانا ولا تعتبر لأي جمال خطرا ولا لأي مال معتبرا ولأتحسب إن لولى ما شاهدته مذكرا . 
وإذا كان عشق الإنسان يغشي البصر عن غير المعشوق ولا يشعر العاشق بكل ما يلاقيه عند توجه مشاعره نحوه كما لم تشعر النسوة بالمقطع المدية أيديهن عند توجه مشاعرهن نحو الصديق يوسف عليه السلام (فقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشر إن هي إلا ملك كريم )(2) فالعشق الحقيقي لمظاهر الجمال الإلهي أولى بأن يقف سدا دون ما سواه كما لم يشعر أصحاب الحسين عليه السلام بما لا قوة من ألم الجروح الدامية (3).
1-إسحاق الراغبين للصيان بهامش نور الإبصار ص202 .
2-سورة يوسف /31 . 
3-الحزايج للرواندي ص138 طبع الهند 

 بعد تكهربهم بولاء سيد الشهداء عليه السلام وتوجه مشاعرهم نحو الجمال القدسي الإلهي ونزوع أنفسهم إلى الغاية القصوى من القداسة . وابنة النبوة (السيدة سكينة)بلغت من عظيم مجاهدة النفس إلى حد لم يبق لها نزوع إلا إلى صقع القداسة والاندفاع إلى مركز الفناء في الله عز وجل وليس لها لغته إلى نواميس الحياة والانعطاف إلى لوازم المعاشرة مع الناس فهي بين عبادة وزهادة 
وتذكير وتفكير وهذا معنى الاستغراق مع الله تعالى وكانت من اللائي شغلتهن الآخرة عن الأولى فلا يرين لغير الله المولى تعالت آلاؤه كيانا يجلب النظر إلية ولا إلى معاشرة من ليست هي مثلها في السلوك والرياضة .وكان ما شاهدة السيدة سكينة حق اليقين وهو ارقي مراتب السالكين فان أهل الكشف والسلوك بعد إن عرفوا اليقين بأنه الاعتقاد المطابق للواقع الثابت الذي لا يزول وهو في الحقيقة مؤلف من علمين :علم بالواقع وعلم بمجاليه خلافة .
ذكروا له مراتب ثلاثة فانه إن حصل من الاستدلال والنظر كالعلم الحاصل بوجود النار من الدخان سموه (علم اليقين) وان حصل بالكشف والمشاهدة كمعاينة جرم النار وكالكشف الحاصل للخلص من المؤمنين الذين اطمأنت قلوبهم بالله وتيقظوا بمعاينة قلوبهم إن الله نور السموات والأرض سموه (عين اليقين ) وان حصل بالاتصال المعنوي لأهل الشهود والفناء الذين لا يرون في الوجود شيئا إلا (ذات الحق) تعالى شأنه كما قال سيد العارفين أمير المؤمنين عليه السلام لو كشف الغطا ما ازددت يقينا .(1)  سموه (حق اليقين)وقد أشار الكتاب العزيز إلى هذه المراتب فقال سبحانه :( كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين(2) 
1-هذه الكلمة نقلها الالوسي في تفسيره روح المعاني ج3 ص27 عند قوله تعالى (كيف تحي الموتى) عن أمير المؤمنين علي عليه السلام ومثله أبو السعود في تفسيره على هامش تفسير الرازي ج4 ص570 عند قوله تعالى في الأنفال (وإذا تليت عليه آياته زادتهم إيمانا) ولخفاجي في شرح الشفا ج4 ص4 باب عقد قلب النبي صلى الله عليه واله وسلم ونسبها عماد الدين الأموي في حياة القلوب على هامش قوة القلوب لأبي طالب ألمسكي ج2 ص251 إلى بعض السلف .
2-سورة الواقعة /95 .
يريد جل شأنه انه لو حصل الاستدلال بالطرق الصحيحة والنظر فيما ورد من الآيات والروايات بوجود ما اعد الله للعاصين لحصل العلم اليقيني بوجود النار الكبرى ثم ترتقي الحالة إلى الكشف عنها كأنهم يشاهدوها بنفسها وهو المراد من قوله تعالى بعد ذلك ثم لترونها عين اليقين وإما المرتبة الثالثة التي إشارة إليها بقوله تعالى (وإما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصليه جحيم إن هذا ألهو الحق اليقين )(1) .
فلا تحصل إلا لمن نظر إليها بواسطة تجرده عن العوارض وتخليه نفسه عن الشهوات وانقطاعه عن العالم الملك الزائل (2) .
 وان ابنة النبوة حازت ارقي هذه المراتب التي اخبر عنها الإمام الحجة الواقف على سرائر العباد يقوله :( غالب عليها الاستغراق مع الله ) .
فأن الاستغراق هنا عبارة عن الفناء في بحر العظمة الإلهية بحيث لا تكون لها لفتة إلى لوازم الحياة وعوارض الدنيا الفانية ومن اجل ذلك أخذت بمجامع قلب أبيها وزاد ضوئه عليها حتى استحقت إن يصفها المعصوم بخيرة النساء لما وقع عليها يوم ألطف ورآها منحازة عن النسوة باكية نادية فقال عليه السلام :
لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة                     مادام مني الروح في جثمان 
فإذا قتلت فأنت أولى بالذي                       تأتينه يا خيرة النسوان (3)
وهل من المعقول ان الأمام الحسين عليه السلام  يخبر عن مبلغ ابنته من الدين وسلوكها مع الله تعالى ثم يصفها بخيرة النساء وهو يعلم أنها مارقة عن صراط الشريعة متنحية عن سبيل الحق أو أنها تمرق عنه ؟ 
1-    هذه المراتب الثلاثة ذكرها ابن حجر في الفتاوى الحديثة ص220 .
2-    هذه المراتب الثلاثة ذكرها ابن حجر في الفتاوى الحديثة ص220  . 
3-    السيدة سكينة /عبد الرزاق الموسوي المقرم /مطبعة الفضاء النجف 1378هـ / 1959 م ط3 ص 36 يتصرف .

كلا وألف كلا:
فبشر عبادي الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب  (1).
بعد العاصفة:
فتضطرب الإحداث عن سكينة فترة فيقال في رواية أنها صحبت عمتها زينب عليها السلام في خروجها إلى مصر حين أدرك يزيد خطر مقامها بالمدينة فأمروا إليه بها إن يفرق بينها وبين الناس حتى لا تكون ثورة(2) وفي المدينة أقامت مع أمها الرباب التي حظيت بعد فترة الحداد فأبت إن تستبدل بالحسين عليه السلام زوجا وبرسول الله صلى الله عليه واله وسلم صهرا وقالت لا تخذهما بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ،
والله لا ابتغي صهرا لصهركم         حتى أغيب بين الرمل والطين (3) 
وأحاط بها قومها يلحون عليها في الزواج إبقاء على سلالة الحسين عليه السلام ألتفته التي لم يبق منها بعد مذبحة كربلاء- غيرها وأختها فاطمة وأخيها علي زين العابدين وكانت الإحداث العنيفة التي مرت بها قد غيرت من حالها فلم تعد تنشئت البقاء في بيت أبيها بعد إن غاب عنه من كانت ترى حياتها لا تدور إلا في فلكه ولعلها استجابت وقتئذ لرغبة أباها ورضيت بالزواج ولما يزل الجرح في قلبها حيا ينزف دما.

1-    سورة الزمر /18 . 
2-    ألعبيدي النسابة :السيدة زينب وإخبار الزينبان :18 الفصل الخامس بهذه الرحلة إلى مصر في كتابنا العب دلي بطلة كربلاء .
3-    الأغاني 14 / 158
وهنا تبدأ مرحلة جديدة من حياتها تكاد الحقيقة تغيب فيها وسط حشد من متناقض الإخبار وشتى الروايات ،إما أختها فاطمة فاستقرت بها الحياة في بيت زوجها الحسن المثنى ابن عمها الحسن عليه السلام فلما حضرت زوجها الوفاة قال لها : انك يا فاطمة امرأة مرغوب فيك فكأني بعبد الله بن عمر بن عثمان إذ خرج بجنازتي قد جاء على مرس مرجلا جمعية لابسا حلته يخطبك فانكحي من شئت سواه فاني لا ادع من الدنيا ورائي هما غيرك وصدق حدسه تزوجها عبد الله بن عمر بعد تمتع منها وإياها فولدت له محمد الديباج والقاسم ورقية بني عبد الله بن كان يقول " ما أبغضت أحدا يبغضني عبد الله بن عمرو وما أحببت حب ابنة محمد الديباج (1)"
المشهد الأخير :-
امتد العمر بالسيدة سكينة عليها السلام حتى شارفت العقد الثامن من حياتها وليس  لدينا من أخيار ومرويان ما يشير إلى مرض الم بها قبيل الموت أو يتحدث عن حالها في  أخريات ايامها وإنما اقتصر الخبر عليها كان من أمرها فيما بين وفاتها إلى إن دفن جسدها في ثرى "طيبة " مدينة جدها الرسول صلى الله عليه واله وسلم وهذا الذي كان هو المشهد الأخير من حياتها الحافلة,وقد أشار إليه أكثر الذين أرخو لسيرتها منهم "ابن خلكان "في الوفيات و"العماد" في الشذرات ولكن صاحب الأغاني هو الذي أورده مفصلا .
قال رواية عن جماعة من شيوخ بني هاشم "انه لم يُصل على احد بعد رسول

 1-نسب قريش / 51 .
 الله صل الله عليه واله وسلم بغير إمام إلا على سكينة بنت الحسين عليه السلام فأنها ماتت وعلى المدينة خالد بن عبد الملك فأرسلوا إليه فآذنوه بالجنازة وذلك في أول النهار في حر شديد فأرسل إليهم لا تحدثوا حدثا حتى أجي فاصلي عليها فوضع النعش في موضع مصلى الجنائز وجلسوا ينتظرونه حتى صار الظهر فأرسلوا إليه فقال لا تحدثوا فيها شيئا حتى أجئ فجاءت العصر ثم لم يزالوا ينتظرونه حتى صليت العشاء كل ذالك وهم يرسلون إليه فلا يؤذن لهم حتى حلت العتمة ولم يجي ومكث الناس جلوسا ثم غلبهم النوم فاقبلوا يصلون عليها جميعا وينصرفون فأمر علي ابن الحسين عليه السلام من جاءه بطيب ,قيل وإنما أراد خالد ابن عبد الملك فيما ظن القوم إن تنتن فأتى بالمجامر فوضعت حول النعش ونهض محمد بن عبد الله العثماني فأعطى عطارا كان يعرف عنده عودا فاشتراه منه بأربعمائة دينار ثم أوقد حول السرير حتى أصبح وقد فرغ منه فلما صليت الصبح أرسل خالد إليهم إن صلوا عليها وادفنوها (1) وكأنما أراد القدر إن لا تمضي الهاشمية الحسناء عن الدنيا دون مشهد ختامي مثير لقضيتها الحافلة ,ولكن متى توفيت سكينة على وجه التحديد ؟ هنا نعود فنضرب في تيه من تناقض الإخبار وتعارض المرويات فالمشهد الذي نقلناه فيه نقل أنها توفيت وخالد بن عبد الملك بن الحارث وال على المدينة وان أخاها زين العابدين عليه السلام قد شهد وفاتها وكان هو الذي اشرف على تجهيزها لمثواها الأخير والإمام زين العابدين عليه السلام قد توفى بالمدينة في العشر الأخير من القرن الأول ومدى الخلافة في سنة وفاته لا يتجاوز مابين عامي 92 هـ و94 هـ , وابن خلكان قد اختار سنة 94 هـ
____________________________
1-الأغاني /للأصفهاني /14/170 

وكذلك ابن العماد الحنبلي(1) ولم يكن الأول قد اضاف وقبل توفى سنة 92هـ(2), وانفرد الشيخ الشعراني فيما قرأت بالقول بوفاة الإمام زين العابدين عليه السلام سنة 99هـ (3) وهو ما نر فضة لو صح إن الإمام شهد وفاة أخته سكينة على رواية الأغاني لكان مقتضى هذا أنها توفيت قبل سنة 94هـ وإذا أخذنا بأقصى الأجلين لكن خالد بن عبد الملك قد كان واليا على المدينة سنة 117هـ وقد عزله عنها هشام سنة 118هـ كما ورد في تاريخ الطبري وفيه كذلك إن سكينة توفيت سنة 117 هـ. قال في حوادث سنة 117هـ وصيح الناس في هذه السنة خالد بن عبد الملك وكان العامل فيها على المدينة  ...وفيها توفيت سكينة  بنت الإمام الحسين عليه السلام (4)وابن خلكان ذكر وفاة السيدة سكينة في هذا التاريخ 117هـ دون إن يشير إلى أي خلاف فيه ومثله في "شذرات الذهب" ومقتل الحسين /368 وهو التاريخ الذي 10عتمدته دائرة المعارف فقالت في مادة سكينة :" ...توفيت بالمدينة في يوم الثلاثاء من شهر ربيع الأول عام 117هـ " فكيف شهد زين العابدين عليه السلام وفاتها ولا خلاف في انه لم يدرك القرن الثاني ؟ والفرق بين تاريخ وفاته وتاريخ وفاة السيدة سكينة يبلغ ثلاثة وعشرون عاما وإذا أخذنا بالقول الراجح في وفاته وقد يصل إلى ربع قرن على قول من قال بوفاته سنة 92هـ وهو مدى طويل كان يجب إن يشير الاهتمام لكنا لا نعجب لمروره هكذا في بساطة وبغير محاوله للنظر فيه وذلك إننا نعرف من اضطراب التواريخ في تراجم إعلامنا ما لا موضع للعجب هنا ولكن (ولن) أتي يمثل بعده لما وصل إليه الخلاف في مواقف مشهودة وصح أشخاص ذوي خطر في التاريخ الإسلامي وإنما اكتفى هنا يا إيراد مثل واحد وهو اقرب الأمثلة 

1-شذرات الذهب 1/105 .
2-وفيات الأعيان 1/ 495 .
3-طبقات الأولياء 1/27    
4-تاريخ الطبري8228.   .

فالشيخ الشعراني يقول بوفاة زين العابدين عليه السلام سنة 99هـ عن 58عاما(1) أي انه ولد سنة 41هـ وفي الصفحة نفسها بل في الفقرة الثانية يقول: بوفاة الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين عليهما السلام عام 117هـ عن 73 عاما أي انه ولد سنة 44 هـ ولم يكلف الشيخ الشعراني خاطره بان يفسر لنا كيف أنجب الإمام زين العابدين عليه السلام وهو في الثالثة من عمره ابنه محمد الباقر عليه السلام ولو قال أنها إحدى كرامات الإمام زين العابدين لتركناها له واسترحنا !
ولكن حتى هذه لم يقلها ومر بالأمر وكان ليس فيه ما يلفت أو يدعو إلى الاهتمام ونعود إلى موضوعنا فلا نرى حتما علينا إن نقف طويلا لنحقق مسألة شهود زين العابدين عليه السلام موت أخته سكينة عليها السلام فمن الواضح عندنا إن ورود اسمه عليه السلام في حادثة مشهدها خطأ لا ندري اهو من الراوي الأول للخبر أم من الناقل ام من الناسخ !!
واطمئن بعد هذا إلى ما اتفق عليه الطبري وابن خلكان وكتب الشيعة من وفاة السيدة سكينة عليها السلام سنة 117هـ بمدينة جدها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وخالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم عامل على المدينة لهشام بن عبد الملك بن مروان واستقربها المطاف أخر الأمر في ثرى "طيبة" مدينة جدها رسول الله تاركة من بعدها كلمة الحق في كل ما يقال فيها أو يروى عنها ... أمانة صعبة في حافظة الزمن الواعية وضمير التاريخ المنصف الأمين ... 
______________________________________
1-    طبقات الأولياء 1/27 .

ذكر جمع غفير من المؤرخين أمثال ابن عساكر وابن النديم وابن الجوزي وأبو الفرج الأصفهاني وابن عماد الحنبلي وابن خلكان والسيد محسن ألعاملي والأستاذ عمر رضا كحاله والسيد المقرم والشيخ الاعلمي والشيخ ألقمي وغيرهم من الكتاب والمؤرخين اجمع العديد على ان السيدة سكينة عيها السلام كانت إيه في الفصاحة والذكاء والكمال والسخاء وإنها كانت عظيمة الشأن جليلة القدر ومن خيرة محدثات وقتها وقد جاء في روايات عديدة أنها روت عن أبيها الحسين عليه السلام الذي كان يحبها حبا جما ،حضرت مع الإمام الحسين عليه السلام واقعة كربلاء وعاشت لحظاتها الرهيبة ومصائبها العظيمة وقد شاهدت بأم أعينها استشهاد أبيها عليه السلام ومصرع أعمامها التسعة ومصارع أبناء عمومتها وأنصار أبيها سلام الله عليهم جميعا بعد انتهاء ملحمة كربلاء وإثناء استعداد جنود عمر بن سعد بالهجوم على المخيم الحسيني قامت بمخاطبة هؤلاء القتلة المارقين دون خوف أو تردد فقالت: 
مات الفخار ومات الجود والكرم
   واغبرت الأرض والأفاق والحرم 
وأغلق الله أبواب السماء فما 
 ترقى لهم دعوة تجلي بها الهمم
يا أخت قومي وانظري هذا ألجوا 
 ينش إن خير الناس مختوم 
يا موت هل من فدأبا موت هل من 
 الله ربي من الفجار ينتقم 
بعد إلقائها هذه الأبيات قام بعض النفر الضال من جند ابن سعد بضربها بالسياط ضربا مبرحا ثم أمروها بالمسير مع النسوة اللواتي كن أيضا تعرضن للضرب والشتم من قبل هؤلاء الأرذال إلى مدينة الكوفة بعد وصول السبايا إلى مدينة الكوفة استقبلوا من قبل مرتزقة عبد الله بن زياد بالشتم والضرب فما كانت السيدة سكينة إلا أن تتصدى إلى هؤلاء الغادرين 
بهذه الأبيات :
أن الحسين غداة ألطف يرشقه 
                         ريب المنون فما إن يحظى الحدقة 
أئمة السوء هاتوا ما احتجاجكم 
                         غدا وجلكم بالسيف قد صفقه 
الويل حل بكم إلا بمن لحقه 
صبرتموه لا رماح العدى درقة 
يا عين فاحتفلي طول الحياة دما 
لا تيك ولدا ولا أهلا ولا رفقة 
وما إن انتهت من أبياتها حتى توجه لها احد أزلام عبيد الله بن زياد وقام بشتمها وضربها بالسياط ،أمر ابن زياد جنوده بان يقوموا بإخراج الناس لمشاهدة سبايا إل البيت عليهم السلام وفي إثناء تجوال السبايا في شوارع الكوفة قام مجموعة من قادة العسكر بالتهجم على إل البيت عليهم السلام وفي مقدمتهم الحسين عليه السلام فتوجهت السيدة سكينة بكلماتها الرائعة سلام الله عليها هذه ولعل أجمل ما قالته هو قولها لأحد هؤلاء الأوباش عندما هم يضربها بالسوط الذي كان يحمله ما نصه :
"تبا لك يا عبد امرأ لا حسب ولا نسب "
 وتعني عبيد الله بن زياد الذي ادعى معاوية ابن أبي سفيان إن زياد بن أبيه والد الطاغية عبد الله هو أخيه لان والده أبو سفيان قد زنى بوالدته في أيام الجاهلية وان كلام السيدة سكينة بنت الإمام الحسين عليه السلام هذا هو قمة الجراءة والشجاعة فكيف بأسيره تتكلم مع حراسها بهذا الكلام الذي يدل على الثقة بالنفس ضد سبايا إل بيت النبوة سلام الله عليهم منذ مغادرتهم كربلاء والى وصولهم لمدينة دمشق ,قال فيها الإمام الحسين عليه السلام عندما جاء أليه الإمام الحسن عليه السلام ليخطب إحدى ابنتيه فاطمة أو سكينة قال الإمام عليه السلام :"اختار لك فاطمة فهي أكثر شبها بأمي بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فهي في جانب الدين تقوم الليل وتصوم النهار .
إما سكينة فغالب عليها الاستغراق في حب الله وهكذا كانت السيدة سكينة منقطعة إلى الله جل وعلا فكيف يكتب التاريخ الرخيص عنها ويصفها بصفات لا تنطبق عليها أصلا 0السيرة الحسنة للسيدة سكينة عليها السلام والمواقف الصلبة التي وقفتها تجاه بني أمية وخاصة بعد اقترافهم للجريمة البشعة إلا وهي قتل :
الإمام الحسين عليه السلام وال بيته وأنصاره الميامين سلام الله عليهم حيث كانت تنظم الكثير من القصائد الرائعة التي تشير فيها إلى التضحيات الجسام التي قدمها الأمام الحسين عليه السلام وأصحابه الكرام كما كانت تشير في قصائدها المعتبرة إلى الإعمال الإجرامية التي اقترفها أزلام بني أمية ضد الإمام الحسين عليه السلام وأسرته الكريمة وسبايا الضارة الإجلاء وكانت تختم قصائدها تلك برثاء الإمام الحسين عليه السلام .
ومن المواقف الجريئة التي اتصفت بها السيدة سكينة سلام الله عليها أنها كانت تلقي قصائدها تلك في المجالس النسائية التي كانت تعقد في المدينة المنورة على مرأى ومسمع من أزلام السلطة الأموية أزعجت إعمال السيدة سكينة عليها السلام ,هذه والي المدينة المنورة الأموي فما كان منه إلا إن يرسل شله من حراسه الخائبين إلى دارها لا إخبارها بان الوالي غير راض على عملها هذا وانه يحذرها من مواصلة هذه الإعمال إلا إن سكينة سلام الله عليها زجرت هؤلاء الشرذمة فعادوا إلى أميرهم مكسورين بعد رجوع العسكر الأموي إلى قصر الوالي وإبلاغه بتصرف السيدة سكينة عليها السلام قام بترؤس مجموعة من أزلامه والتوجه نحو بيت السيدة سكينة سلام الله عليها بنفسه وما ان وصل دارها المباركة استدعاها وتكلم معها بخشونة ومن ثم وضع قسما من جنوده حول الدار لمنع السيدة عليها السلام من مغادرتها بعد هذا العمل الجائر رضخت السيدة سكينة سلام الله عليها للأمر الواقع واستقرت في دارها بعد إن علمت إن الجنود يطوقون دارها وعلى اثر هذا الموقف الغادر من قبل والي المدينة المنورة الم بها المرض الذي لم يمهلها طويلا مما أدى إلى أفول نجمها المقدس في عام 77هـ وبهذا رحلت إلى الخلود الأبدي بعد إن ذاقت من العذاب على أيدي أزلام السلطة الأموية البغيضة إلا أنها لم تذعن لأوامرهم بل أنها قاومتهم حتى النهاية فودعت الدنيا وهي فخوره بالنصر الإلهي على هذه الطغمة الفاسدة (1)

من خلال اطلاعنا على مدونات التاريخ ومما عرفناه من مواقف أئمة الهدى وسيرهم العطرة وأخلاقهم الكريمة التي يضرب بها المثل .
إن السيدة بنت الإمام الحسين عليه السلام لم تكن متروكة سدى ترتكب أشنع المخاريق وحاشاها وإنما كانت بمرصد من أخيها زين العابدين وابنه الباقر والصادق عليهم السلام جميعا وبعين رعايتهم فكانوا العين الساهرة على نساءهم فهل من المعقول ان الإمام زين العابدين يدع أخته الكريمة عليها السلام ان تعمل بما لا يناسبها وهو القائل لأبي خالد ألكيالي حين دخل عليه ورأى الباب مفتوحا فتعجب من ذلك : لا تعجب إن الخادمة خرجت من الدار ولا علم لها بفتح الباب ولا يجوز لبنات رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إن يخرجن فيصفقن الباب (2) .

1-    -نساء حول الحسين/سعيد رشيد زميزم دار الجوادين ص64 بتصرف 
2-    مدينة المعا جز ص318حديث 86


امن المعقول انه لا يجوز لهن رد الباب وليس فيه إلا الخروج إلى مظنته رؤية الأجنبي لهن من وراء الأزر وخمره ويكون من الجائز لهن التبرج إلى الأجانب والمحادثة معهم والخوض في مجاملاتهم خصوصا ما تمنع منه الشريعة وهو سماع الغناء وعقد المجالس للمغنين ،امن المعقول هذا وكيف كتب ممن باعوا ضمائرهم لقاء الأصفر الرنان ثم ما بال الباقر عليه السلام يذر عمته السيدة سكينة بين تلك المخازي وما بال الأباة الهاشميون يغضون الطرف عما هنالك من بواعث العيب والنقص فا الحماة يدخرون الإصلاح وهم يتركون عقائل بيتهم والى أي زمن يرجئونه إن أضروه عن أيام حياتهم 
وقد كان في الأمة العربية من لا يرضخ لمنافاة الغيرة والشهامة وان بلغوا في القساوة كل مبلغ حتى كان من أمرهم إن وأدوا البنات كيلا يلحقهم بسببهن العار وكانوا لا يزوجون المرأة من الجل إذا شبب بها (1) ولما شبب عبد الله بن مصعب المعروف بعائذ الكلب با امرأة من بني نصر بن دهمان وكان اسمها (جمل) عمد إليها إخوانها فقتلوها غيرة منهم (2) ولما بلغ الحجاج الثقفي إن محمد بن عبد الله ألثمري شبب بأخته زينب اسمعه السباب المقذع ولم يتركه حتى لكتب إلى عبد الملك بن مروان بذلك (3)
________ 
1-    شرح آمالي القالي للبكري ج2ص659 بتصرف 
2-المصدر نفسه
3 - شرح آمالي القالي للبكري ج2  ص659.
ولما شبب وضاح بامرأة الوليد قتله (1) وهذه قسم قليل من الشواهد للتعريف بما جبلت عليه نفوس العرب من الغيرة والشهامة فكيف بالهاشميين فهم الذين لم يرضخوا للدنيا وترفعوا عن كل ما يمس كراماتهم فتراهم ينكرون على من يتناول إعراض غيرهم فضلا عن إعراضهم .
فهذا الحسن بن زيد بن الحسن المثنى بن الإمام السبط الحسن بن علي عليهما السلام بلغه يوم كان واليا على المدينة إن ابن المولى الشاعر يشبب بحرم المسلمين فأغلظ القول له وتهدده ولم يتركه حتى حلف ب الأيمان المغلظة  انه لم يقصد أمراه بعينها وإنما عنى في شعره مؤنسة وسماها (ليلى) 
ولقد أنكر الرشيد إسحاق الموصلي لما غناه بشعر عمر بن أبي ربيعة وقته لفظ سكينة ولم يتعين أنها ابنة الحسين عليه السلام ولأجل المشابهة بالاسم قال له : لعن الله الفاسق ولعنك معه ويحك أتغني بأحاديث الفاسق وسكينة لا تتحفظ في غنائك ويدري ما يخرج من رأسك فهل من منصف عاقل يقول إن الهاشميين وهم منبع الشرف والكرامة الذين هم في المدينة يغضون الطرف عما تفعله نساءهم من المخارف والشنع (وحاشى نساء إل هاشم ) 
وإذا لم يسعهم ذلك فهذا يسعهم إن يوصدوا الأبواب دون من يريد الاجتماع معها من شعراء ومغنين .
1-    أدأب اللغة العربية لجرجي زيدان ج1 ص283 . 
وهل من المعقول من أئمة الهدى يوصون شيعتهم بمنع المرأة عن الابتذال ومزاولة الرجال فيقولون المرأة عورة فداووهن بالسكون وعوراتهن بالبيوت (1)وإنها إذا خرجت من بيتها لعنها كل ملك في السماء حتى ترجع إلى بيتها وان تعطرت وخرجت حتى يوجد ريحها فهي زانية وإنها تلعن حتى ترجع إلى بيتها وليس لها إن تجلس مع الرجال في الخلاء ولا إن تتعلم الكتابة ولا سورة يوسف 
لما فيها من الفتن وعليها إن تتعلم سورة النور لما فيها من التهديد والزجر ولا تنزل الغرف فيراها الأجانب وليس عليها أذان ولا إقامة كيلا يسمع صوتها للرجال ولا جمعة ولا جماعة ولا عيادة مريض ولا تشييع جنازة ولا الاجهار بالتلبية ولا الهرولة بين الصفا والمروة ولا استلام الحجر ولا تولي القضاء ولا الإمارة ولا المشاورة في الأمور(2) وفي وصية أمير المؤمنين علية السلام  وان استطعت إن لا يعرفني غيرك فافعل. 
أيصح على هذا الحال نسبة المسامحة إلى إمام الأمة علية السلام بإسدال الستر على السيدة وكبحها عن محادثة الرجال أم نسب إليه المروق عن طاعته وعدم قدرته على التواصل إلى ذلك بكل صورة كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولا إلا زورا وهذه هي كلمة الفصل .00000

أدعو الله مخلصا أن يرزقنا وإياكم شفاعتها يوم لا ينفع مال ولا بنون0

1-    الوسائل للحر ألعاملي ج3 ص30 باب 130 عن ابي عبد الله عليه السلام عن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم. 
2-    الوسائل للحر ألعاملي ج3 ص27 باب 117 جملة مما يحرم على النساء 
المصادر :-

1-الأئمة ألاثني عشر /ابن طولون الدمشقي الحنفي شمس الدين محمد بن طولون 953هـ /منشورات الرضى /قم .
2-إسعاف الراغبين للصبات .
3-أشعة من حياة الإمام الحسين عليه السلام /الأستاذ عبد الله العلا يلي 
4-إعلام النساء 
5-أعيان الشيعة /السيد أبو محمد باقر محسن عبد الكريم بن علي الأمين العالمي ألشقرائي ت1371 هـ/ 1952 م تحقيق حسن الامين /دار التعارف للمطبوعات بيروت 1402 هـ /1983 م .
6-آداب اللغة العربية /لجرجي زيدان .
7-تاريخ الإسلام السياسي .
8-تاريخ دمشق/ قسم تراجم النساء أبو القاسم علي بن الحسن بن عساكر الشافعي الدمشقي ت 571 هـ تحقيق سكينة الشهابي 1402 هـ /1981 م .
9-تاريخ الطبري / أبو جعفر محمد بن جرير الطبري 31هـ تحقيق محمد ابو الفضل إبراهيم /دار التراث بيروت .
10-تتمة منتهى الآمال للمحدث ألقمي .
11-تذكرة الخواص /أبو المظفر يوسف بن عبد الله شمس الدين سبط بن ألجوري الحنفي ت 654 هـ تقديم السيد محمد صادق بحر العلوم مكتب بتري طهران بدون تاريخ .
12-تراجم إعلام النساء .
13-تفسير روح المعاني /الالوسي .
14-تفسير ألقمي / طبع النجف 1387هـ / علي بن إبراهيم ألقمي مطبعة النجف الاشرف .
15-تفسير العياشي /للمحدث أي نصير محمد بن المسعود بن محمد بن العياشي التميمي المعروف العياشي ت32هـ ط المكتبة العلمية طهران
16-تهذيب الأسماء/ لابن حجر العقلاني /طبع حيدر أباد سنة 325 هـ 
17-حديث الأربعاء /الدكتور طه حسين .
18-حياة القلوب /عماد الدين الاموري .
19-الخ رائج والج رائح / للرواندي طبع الهند/ قطب الدين ابو الحسن سعيد بن هبة الله الرواندي ت573 /قسم مؤسسة الإمام المهدي عج .
20-الخطط التوثيقية /علي مبارك .
21-ابن خلكان من وفياته .
22-الدر المنثور/جلال الدين السيوطي/مطبعة محمد الأمين بيروت .
23-سر السلسلة العلوية لابي نصير البخاري/ منشورات المطبعة الحي درية
 في النجف الاشرف .
24-سفينة البحار /للمحدث المرحوم عباس ألقمي .
25-سكينة بنت الحسن /توفيق الفكي كي /مطبعة الزهراء في النجف الاشرف آذار 1950 م .
26-سكينة بنت الحسن/ الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) أستاذة اللغة العربية وآدابها بجامعة عين شمس دار الهلال .
27-سكينة بنت الحسن/ الأستاذ عبد المنعم الهاشمي دار ومكتبة الهلال /بيروت /لبنان .
28-السيدة زينب وإحداث كربلاء /عبد المنعم الهاشمي .
29-السيدة زينب وإخبار الزينبيات /ألعبيدي النسابة .
30-السيدة سكينة/ عبد الرزاق الموسوي المقرم ط3 مطبعة القضاء/النجف/1378 هـ /1959 م .
31-شذرات الذهب / ابن حماد الحنبلي /طبع القاهرة .
32- شرح الشفا /لخفاجي /باب عقد قلب النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم .
33- شرح آمالي القالي /للبكري .
34-طبقات الأولياء .
35-العقد الفريد/ابن عبد ربة /طبعة دار الكتاب تحقيق الايباري ورفقائه دار الكتاب العربي بيروت 1406هـ 1986 م .
36-عقيلة قريش /أمنة بنت الحسين الملقبة سكينة محمد علي الحلو /مؤسسة السبطين العالمية /إيران /قم .
37-عيون الإخبار /ابن قتيبته /طبعة دار الكتب .
38-الغدير /أية الله الشيخ عبد الحسين الاميني /طبع بيروت .
39-مقتل الحسين السيد المقرم .
40-فقهاء المدينة الشيعية /من سلسلة عصر التابعين /دار ابن كثير /دمشق .
41-ابن كثير /البداية والنهاية /ت 774هـ /بيروت دار الفكر .
42-مرآة الجنان /ليانعي .
43-مقاتل الطالبين /الأصفهاني /أبي الفرج الأصفهاني 214-356 هـ شرح وتحقيق السيد احمد صقر /مؤسسة النبراس /نجف .
44-مدينة المعا جز .
45-منتهى الآمال (المعرب) المحدث الشيخ عباس ألقمي تعريب السيد هاشم الميلاني /مؤسسة النشر الإسلامي /قم المقدسة .
46-ميزان الاعتدال للذهبي الحافظ الذهبي /دار المعرفة بيروت .
47-النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة /لابن تعزي .
48-نساء حول الحسين /سعد رشيد زميزم /دار الجوادين .
49-نساء شهيدات .
50- نساء لهن في التاريخ الإسلامي نصيب .
51-نسب قريش /دار المعارف /مصر للزبيري .
52-وفيات الأعيان / ابن خلكان .
53-الوسائل للحر ألعاملي . 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غائب عويز الهاشمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/09



كتابة تعليق لموضوع : السيدة سكينة والتأريخ 2
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net