صفحة الكاتب : سيف ابراهيم

لماذا الاستغراب من فشل الفاشل !
سيف ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نحن الشعوب العربية بمعظمنا شعوب قدرية عاطفية انفعالية تتساوى فيها الطبقات النخبوية مع العادية في كيفية الفهم المصلحي و التعاطي مع السلطة ، فالمثقف العربي بمجمله اما منعزل منزوي و اما خاضعا خانعا متملقا و عامة الشعب يأخذها راي و يرجعها الاخر و هي لا تعرف اين وجهتها ! فاذا كان الشعب كذلك فكيف تكون السلطة يا ترى ، حيث السلطة وليدة الشعب و الشعب وليد السلطة . 

 ليكن العراق مثالنا السيء في هذا ، عندما يصحو الشعب على خطر الجفاف بعد دخول سد اليسو الخدمة فنهر دجلة يتداعى و لعل الفرات قريبا سيلحقه الى جنان الخلد في عليين عند رب رحيم ! ان هذا الحدث الجلل الذي ينذر بخراب و هلاك على المستوى البشري و الزراعي و الحيواني على حد سواء هل هو وليد اللحظة ؟ هل انشات تركيا هذا السد بين ليلة و ضحاها ؟ هل بنته اسرع ممن اوجد الوجود في ستة ايام ثم استوى على العرش ! اي كنا كشعب و اين كانت السلطة غافية ! المسؤولية مسؤولية الجميع شعبا و حكومة ، و ما اروع الاثنين و ما اوعاهما ! فالشعب يوما بعد اخر يثبت انه صلب الخضوع و السير خلف الصنمية ، يأبى ان يكون حرا ابيا ، بل يراهن اشد الرهان على بقاءه عبدا طيعا لسيده و ولي نعمته ذاك الممسك بالسلطة ، موجه من حيث يعلم او لا يعلم ، كثير الانتقاد و الجزع بلا فعل و بلا اثر ، سلبي لا يعرف قيمته و قدره و اهميته ، فصوته مباع بابخس الثمن و حقوقه مهدورة لانه باع للخونة الوطن . نعم فهو من شارك السارق عندما اعاده بصناديق الوهم الديمقراطية ، شاركه بالنهب عندما صفق له و لصوته وهب ، اشاع الظلام في بيته و قضى على مستقبل اولاده عندما هانت عليه كرامته و عن الظلم سكت ، اعدم الامل عندما لم يرفع صوته بوجه من ضحك عليه بإسم الدين و الوطن ! لكن لما نحمّل الشعب اكثر من طاقته و هو الذي طاقته من شدة المصائب و كثرتها قد نفذت و ما عاد قادرا على القيام بشيء من شأنه النهوص بالبلد ، من حروب الى حروب و من خراب الى خراب فحتى العقل قد تحجر و بلد ! الشعب في جنبة منه كبيرة بلا ما يسد الرمق فكيف لصوتها يعلو و عصافير الجوع اعلى من صوتها ! و اخرى لاهية بلقمة العيش التي لا تسد جوعها الا ما رحم ربي ، و الاخرى على قيد العيش ، و هناك التي تبعت غربان السلطة و اصبحت من نعاقها و هي الوحيدة من استاثرت بما يسمى حقوق الشعب و التي لم تحصل عليها لانها جزء منه و انما لتبعيتها و تملقها و هي الفئة الاقل عددا من بين الفئات الاخرى . الشعب بكل الفئات ما عدا تلك المتزلفة لو انها اجتمعت على قلب مصير واحد لاستطاعت فعل العجب العجاب و لانهت سنوات قحط الاحترام و جفاف الكرامة و عهود التجهيل و التبعية و اعادت للشعب هيبته و زهو مكانته ، و لكن هيهات ! اما فيما يخص الحكومات و تعاقبها منذ اول تشكيل لها بعد العام 2003 حتى يومنا هذا و ما يحيط به من تشاورات على مستوى ايجاد توافق لخروج حكومة 2018 ، فهي حكومات ضعيفة واهية لم تتشكل يوما على اساس وطني بل كان للخارج اليد الطولى في ايجادها ، حكومات تتغنى بأنها ذيل لدول اقليمية و عظمى ، حكومات تأبى ان تكون في سلم الاولويات خدمة شعبها . اذن لماذا نستغرب ضياع العراق في ظل هكذا سلطة ، كيف لنا ان نتوسم خيرا في القائمين على حكم العراق و هم يرون ان الوصول لها انما هو مكسبهم العظيم كي يحظوا بالامتيازات و المخصصات التي تمنحهم الحياة المترفة ! كيف لنا ان نعتقد بقدرة هؤلاء على ادارة البلد نحو الافضل و هم غير قادرين على الايمان بضرورة ذهاب الخاسر في الانتخابات نحو المعارضة كي يمارس دوره في محاسبة الحكومة و مراقبتها و تصحيح مسارها ! كيف لنا ان نتوسم فيهم خيرا و نحن نرى من يريد ان يكون جزءا من تشكيل الحكومة ينأى بنفسه عن اخذ وزارة مثل الزراعة او الموارد المائية مثلا ، لانها بلا اهمية على المستوى المادي حيث لا تعود على احزابهم بعقود و صفقات بالمليارات لذلك تعتبر هكذا وزارات من الدرجات الدنيا و التي تعطى عادة كترضية للاحزاب الاقل ثقلا ! كيف للعراق ان يسير وفق ستراتيجة حكومية ثابتة و مستقرة ان كان المستشارون للرئاسات الثلاث يتم تعيينهم على اساس التوافق و المحاصصة ، و الانكى من ذلك عادة ما يكون هؤلاء هم السياسييون المخضرمون الخاسرون في الانتخابات و اعطاءهم صفة الاستشارية انما من باب حفظ هيبتهم و مكانتهم ! كيف للشعب ان يعتقد بهم خيرا على مستوى السياسة الخارجية و طبيعة العلاقات مع الدول ، و هو يرى فشلهم الذريع على مستوى الداخل ، فمنذ اكثر من عقد و بمجموع موازنات تفوق الالف مليار دولار لم تستطع الحكومات المتعاقبة من توفير الماء الصالح للشرب و لم تستطع ضمان عدم انقطاع التيار الكهرباء و لم تنجح بتأمين السكن و فشلت في انتشال البلد من الامية و عجزت عن احتواء البطالة ! في حين ان هذا المبلغ المهول قادر على بناء دول و انتشالها من تحت العدم !

 لا يجب ان نستغرب فشلهم لانهم فاشلون داخليا و خارجيا بل يجب ان نستغرب قبولنا لهم و سكوتنا عليهم ،  انهم اذناب ابدا ليسوا سادة ،  هم اتباع الشمال و الجنوب و الغرب و الشرق ، هم بلا ادنى كرامة لا يستحقون الحكم ، مرتزقة معظمهم من وراء الحدود اتونا ،  يتوجب الثورة عليهم و الاقتصاص منهم ، فما عدنا نتحمل المرار ، فالثورة البنفسجية فاشلة في عهد العراق الحالي ، ان لم يتم التحرك للخلاص من هذه الطغمة فليعلم الجميع ان العراق في طريقه للتفكك و التفكك آت لا محالة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/04



كتابة تعليق لموضوع : لماذا الاستغراب من فشل الفاشل !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net