صفحة الكاتب : جواد العطار

قوة الحملات الدعائية وضعف البرامج الانتخابية
جواد العطار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ انطلاق الحملات الانتخابية في الرابع عشر من شهر نيسان ، والجميع في سباق محموم للظفر باصوات الناخبين حتى لم يبقى شبر من ارض العراق لم تطأه قدم مسؤول او مرشح او حتى بوستر انتخابي ، والمراقب لهذه الحملات يمكن ان يؤشر مظهرين: 
الاول - قوة الحملات الدعائية للمرشحين منذ اللحظة الاولى لانطلاق السباق الانتخابي.
الثاني - ضعف الترويج للبرامج الانتخابية او غيابها.
وان كان هذا الامر طبيعيا في الانتخابات السابقة لان الاحزاب السياسية كانت تركز آنذاك على اثارات طائفية او قومية او حزبية او عشائرية في حملاتها الترويجية ، فإنها تواجه اليوم تحدي من نوع اخر ، تواجه ناخبا لا يبحث عن خلفية المرشح؛ طائفته او قوميته بل يبحث عمن يوفر له الخدمات الاساسية او يحقق جزءا يسيرا من إصلاح حاله ومعاشه.
فكيف ستتعامل القوائم السياسية مع هذا الناخب؟ وكيف تستطيع استمالته ودفعه للتصويت لها في يوم الاقتراع؟ وهل سيصوت الناخب على عهده القديم لابن عشيرته او طائفته او قوميته ام انه سيبحث عن الافضل والانزه والاكفأ ليصوت له؟ 
أسئلة كثيرة وعلامات استفهام عديدة يحملها الناخب في جعبته ولن تستكشف الا بعد انتهاء العد والفرز وإعلان النتائج النهائية ، لان القوائم الانتخابية لم تنجح لحد الان في استمالته الا اذا كانت هناك مفاجآت قبل يوم الاقتراع. ويقف خلف تراجع الأداء الانتخابي للأحزاب السياسية وعدم قدرتها على ارضاء الناخبين عدة اسباب منها:
1.    لم تنجح الاحزاب السياسية في اختيار مرشحين من التكنوقراط المستقل ، بل قامت بإعادة تدوير الشخصيات السياسية المخضرمة وطعمت قوائمها بشخصيات مستقلة اغلب ما يقال عنها انها لم تصل الى مستوى القبول والطموح لدى اغلب الناخبين.
2.    فشل الأداء الانتخابي لأغلب المرشحين الجدد والمخضرمين من خلال الحملات الدعائية التي كانت قوية جداً في انطلاقتها وبعضها منظم ، بينما يثار حولها سلبيات عديدة من قبيل: 
ا. عشوائية توزيع الملصقات الدعائية واضرارها بالمصلحة العامة وبصورة شوهت معالم المدن من خلال نشرها على الأرصفة والجزرات الوسطية والأعمدة الكهربائية. 
ب. تجاوز بعض الملصقات على صور الشهداء ، مما اثار استهجان ورفض اغلب فئات المجتمع.
3.    لم تنجح الاحزاب السياسية في تكوين تحالف انتخابي قوي بسبب تضارب المصالح فيما بينها اولا؛ واختلاف الرؤى ثانيا. وهو ما اضر بسمعتها اولا؛ وشتت الناخب بين خيارات اكثر من متعددة ثانيا؛ وسوف يعقد مشهد ما بعد الانتخابات ثالثا؛ بسبب صعوبات الاتفاق بين الفائزين.
وفي الوقت الذي كان يفترض ان تتنافس وتتزاحم البرامج الانتخابية والأفكار والطروحات والحلول المنطقية والعملية للمشاكل المطروحة على ارض الواقع جنبا الى جنب مع الحملات الدعائية وفي التجمعات الانتخابية والقنوات الفضائية ، فانه وللأسف لم يلاحظ لحد الان برامج بل مجرد خطابات وتكرار لسيناريوهات سابقة في التنافس التقليدي الذي قد لا ينطلي على الناخب مرة اخرى.. ورغم ذلك ما زلنا نأمل بان ترتقي القوائم الانتخابية والأحزاب السياسية في اداءها سواء فيما تبقى من فترة الحملات الانتخابية او بعد اعلان النتائج والقبول بها والاتفاق بين الفائزين على اختيار شخص رئيس مجلس الوزراء ضمن المدد المحددة والتعاون في تشكيل حكومة قوية قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية ، تبعدنا مستقبلا عن شبح الأزمات الدستورية والسياسية.

 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد العطار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/05



كتابة تعليق لموضوع : قوة الحملات الدعائية وضعف البرامج الانتخابية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net