صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

من أدب فتوى الدفاع المقدسة هجوم الأذان
علي حسين الخباز

شراسة القتال وتنوع أشكاله يمنح المقاتلين خبرة المطاولة، ويفرض عليهم التحرك في مجالات أوسع، وخاصة اذا امتلك المقاتل روحاً ابتكارية قادرة على إيجاد سبلاً جديدة لم تكتشف من قبل عند العدو، تخلق له خوراً، وتعد عاملاً من عوامل المباغتة وبالمقابل تعزز روح النصر عند مقاتلينا، والمقاتل الشيخ ميثاق الزيدي استطاع أن يوقد جمرة الوجد في هذه القرى الندية لتحمل هذا المقاتل وجداناً في ذاكرتها، يعمر انفاس الناس، زرع مشاعر الترقب في ضمير قرية الكرغول، والبوطارش، والجمهورية المطيرات. يستيقظ النداء في قرية البو حشمه، لم ينتبه أهل الحشد لفاعلية هذا السلاح، إلا من خلال قوة معاناة الخصم وتأثيره الفاعل بهم، كان هذا الرجل الحوزوي الذي يدرس طلابه كتاب اللمعة والمكاسب والكتب العلمية بأسلوب جديد ومؤثر، جعله يفكر في اكتشافه الرهيب لفاعلية هذا السلاح الذي قصم ظهر العدو، قرر أن يقاتل بعقله وعلمه ورسالته التي جاء من اجلها ليقاتل وليضحي ويستشهد من اجل ان يرفع اسم الله الجليل واسم رسوله الكريم وأهل بيت النبوة (عليهم السلام)، يعتلي شهقة الطريق، ويؤذن لصلاة الفجر، كان هدير صوته يجتاز وطأة النوم الى يقظة الحياة، لتستيقظ على ندائه مشاعر الحنين والمعابر ومعارج الطريق القتالي والشجر، وتنهض مرعوبة أصوات الرصاص والقنابل، وكل ما يمتلكه الأعداء من قوة. عندما يحين موعد الأذان، كنا نبتسم ونحن نقول سيبدأ هجوم الله وأكبر، كيف اكتشف الشيخ ميثاق ثقل هذا السلاح؟، كيف عرف أن نداء (الله أكبر) يزعجهم ويؤذيهم الى هذا الحد؟ كيف كان الشيخ ميثاق يعرف ان الشجر والبيوت والبساتين تردد صدى هذا الأذان؛ لتعانق روح تلك القرى وناسها وأشجارها؟ وتهد خنادق تحملهم، فيكون الرد عاتياً، ولتصهل في ازيز رصاصهم خيول ابن سعد ثانية، كان صوت (الله أكبر) قاهراً يتحدى زمر الكفر والجحود، العجيب في الأمر انهم أيضا يصرخون تكبير عند كل اطلاقة شر. لماذا لا يرعبنا هذا النداء رغم انهم يذبحون الناس باسمه، ويقتلون باسمه والنداء الذي يطلقه الشيخ ميثاق هو رمز مودة وسلام، الله لو يستجيبون له لما احتجنا الى حرب وضحايا وقتال، كان كثافة الرد من الأسلحة التي تستهدف المؤذن وحده يعادل مستوى هجوم كبير، والشيخ ميثاق يحمد الله تعالى عند كل انتصار. وفي إحدى صولات الأذان كان هناك تحشيد كبير من العدة والعدد قوات مسلحة تسليحاً كاملاً وانتحاريين وقناصة.. وكل هذا الهجوم بعدته من أجل ان يسكتوا صوتا متفردا. استشهد أخيراً الشيخ ميثاق، ولهذا سادت أجواء من الحزن في وجوه أبناء سريته حاملين هم الفجر الذي يسشرق دون أذان، الفجر الأعزل من الشيخ ميثاق، وهذا ما سيجعلهم يشمتون بنا.. لا ندري كيف يبزغ الفجر والشيخ لم يؤذن للصلاة، ومع أول الفجر وإذا بالله اكبر تنطلق، ترفع هامات التحدي. فرحنا كثيراً، ونحن نسمع أذان الفجر بصوت الشهيد الشيخ ميثاق.. من منا لا يعرف صوته؟ هو يخرج للأذان كل يوم لصلاة الفجر ثم يعود.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/04/28



كتابة تعليق لموضوع : من أدب فتوى الدفاع المقدسة هجوم الأذان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net