صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

من أدب فتوى الدفاع المقدسة النهر الصاعد الى السماء
علي حسين الخباز

 شعرت بالسعادة العارمة، وأنا أسير على ضفاف نهر لا مثيل له في الكون، يتسع كلما تقدم ويرتفع الى أعلى، يصعد الى السماء، والسير على ضفافه يشبه الطيران الى سماوات اللهفة، كنت أخشى على سلاحي من أن يسقط من يدي، احتضنته بقوة، غسلت وجهي، فشعرت براحة منشرحة الصدر، نظرت الى الأرض، رأيت جميع القرى والمدن التي قاتلت فيها، تلك اللطيفية، والشاخات، وهذه جرف الصخر. تفرست بالمشهد، فرأيت عزيز بلد، ومكيشيفة، وزلاية، وتلال حمرين، وصحراء الصينية، والصقلاوية.. صعدت مع النهر، استوقفني رجل بابتسامة هادئة عليه سيماء الوقار: أتذكر أني خفت، لكن سرعان ما هدأت واطمأننت لهذا الوقار المتجحفل في وجهه، قال لي: لا تقلق يا بني، وأحنى قامته لي مد يده نحو مفصل الركبة، فأخذ قدمي بين يديه. ارتبكت كثيراً، حاولت أن أسحب قدمي من بين يديه، لكن لا فائدة، راحت قدمي مني وحملها الى النهر ليغسلها بيديه، صحت من أكون أنا لتغسل بيديك قدمي، انتبهت حينها الى مسألة مهمة، هي أني واقف ثابت لم أتململ في وقفتي، ولا أعرف كيف توازن جسدي، ولم أقع على الأرض، وإذا بي أسمع صرختي، فتحت عيني فرأيت مجموعة من الأطباء يحيطوني من كل جانب، وأنا ممدد في سريري، وسحب نظري منظر الدم على مباضعهم، أحسست حينها أن شيئاً ما مني قد بتر، لكن أي عضو لا أدري؟ ربما رأسي.. لا أعتقد.. فرأسي لا عطب فيه، حركت حينها يدّي انها بخير لكن قدمي.. انها قدمي اليمنى، ويعني اني حرمت من مزايا كثيرة مثل: المشي الركض والقتال يعني اني سأكون بلا حراك، نظرت الى اقصى الصالة، رأيت رجل النهر الوقور، وهو يغسل قدمي المبتورة من النهر الصاعد الى السماء ويبتسم لي برضا وسلام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/04/11



كتابة تعليق لموضوع : من أدب فتوى الدفاع المقدسة النهر الصاعد الى السماء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net