صفحة الكاتب : د . عباس عبد السَّادة شريف

عباءة أمِّ البنين….. قصة قصيرة
د . عباس عبد السَّادة شريف

 في قاعة الدرس بدأت محاضرة الدكتور حسن، أخذ أطراف الحديث عن مقرر علميٍّ، وعندما شارف الوقت على الانتهاء قال مخاطباً طلبته: "إلى هنا يا أبنائي الأعزاء ينتهي بحثنا لهذا اليوم، وسأكلف كلَّ اثنين منكم بإعداد تقرير موجز عنه"، أذاع الدكتور حسن الأسماء: (أحمد سالم، وأمجد محمد… باقر علي، وثامر أحمد… زهراء عبد الحسين، وسوزان حارث… يحيى علي، و… ..). "وأسأل الله لكم التوفيق".
طُرق باب غرفة الدكتور حسن، "تفضَّل"، دخلت الطالبة سوزان الغرفة، ملقيَّة التحيَّة.
بعد أن ردَّ التحيَّة: 
- "تفضلي يا ابنتي".
- "أستاذي العزيز، أرجو أن تعفيني من إعداد التقرير مع زهراء، وتكلفني مع غيرها"
- "لماذا؟!"
- "دكتور، أنا لا أطيق العمل مع فتاة متخلِّفة"
- "متخلِّللللفة؟!!! كيف؟!"
- "أستاذي، ألا ترى لباسها؟ ونحن في عصر التطور، والانفتاح ما زالت تغلف نفسها بعباءة طويلة".
- "يا بنيتي العزيزة، اللباس والمظهر الخارجي ليسا معياراً للتخلُّف والتقدم، بل يقاس ذلك بمتانة الفكر، ورجاحة العقل، ومن مظاهر التقدِّم - يا عزيزتي - أن نتعايش مع من يختلف معنا في الرأي".
في لوحة زجاجيَّة مؤطرة أعلن (جدول الامتحانات)، وبعد أيَّام تزاحم الطلبة على أبواب القاعات يبحثون عن مقاعد جلوسهم في قوائم عُلِّقت عليها. 
خفَّ التزاحم، وعرف الطلبة أماكنهم، تحرَّك الأساتذة نحو القاعات حاملين بأيديهم ملفات فيها مستلزمات الاختبار. 
مرَّ الدكتور حسن بباب قاعة تقف عنده سوزان وهي تحمل كتاباً، كانت مضطربة جداً. 
- "ما الخبر يا سوزان؟"
- " لا أدري يا دكتور، أنا خائفة جداً، وأشعر أنِّي سأخفق اليوم"
- "توكلي على الله، وادخلي الامتحان بثقة، فالثقة بالنفس من عوامل النجاح"
- " نعم يا أستاذي، سأقرأ الفاتحة لأمِّ البنين، وأجيب"
- "الفاتحة لأمِّ البنين! لماذا؟"
- "أستاذي العزيز، لقد جربت ذلك كثيراً وكلُّ أهلي ومعارفي، فالفاتحة للسيدة أمِّ البنين - عليها السلام - تحل الشدائد، وتقضي الحوائج".
- " سلام الله عليها، ولكنَّها برأيك متخلِّفة!! "
- " متخلِّفة!!!؟ أستغفر الله، كيف تقول ذلك يا دكتور، ومتى سمعتني قلتها، لا لا لا… أعوذ بالله"
- "هل ما زلتِ تعتقدين أنَّ زميلتك زهراء متخلَّفة؟ 
أسألك سؤالاً: لو كانت السيدة الطاهرة باب الحوائج المقدَّسة أمُّ البنين حاضرة اليوم ماذا ترتدي؟ ملبسكِ أم ملبس زهراء؟"


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عباس عبد السَّادة شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/30



كتابة تعليق لموضوع : عباءة أمِّ البنين….. قصة قصيرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net