صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

مسرحية الخدعة
علي حسين الخباز

«ساحة الواقعة .... جثث مبعثرة ... اسلحة متناثرة ...عند باب الخيمة ...السجاد ـ زينب يحيطهما العساكر»
صوت «يصرخ» لا
الشمر:ـ سأجعل الدنيا تزف بشارتها اليوم
صوت: شمر
الشمر: سأشذب كل ذاكرة تحمل نزف بدر وحنين
صوت: شمر
الشمر: سوف لن أدع منهم صغيرا أو كبيرا
إلا ذبحته الساعة ..
شخص1: دع نتوءات الذاكرة
بعيدا عن اوردة الصبية وما أمامك إلا فتى مريض
الشمر: لاأحد يكلمني بلغة الرحمة بعد الآن ..
الحرب لاقلب لها ...
ولا ضمير ...
هويتها العقر والذبح والقتل ..
وتلك وربي أوامر ابن زياد
زينب : «تقف بينه وبينهم»لا يمسه أحد بسوء وانا على قيد الحياة
الشمر: «بغضب» خبرت كل ميادين القتال
فلم أر نصراً بهذا البؤس
«مع جماعته» من منا المنكسر الآن؟
أبعد كل تلك السنوات الحاسرات
نستيقظ على نصر مهزوم ..
لا، أنا سأقتل هذا العلي بن الحسين
كي أسدد آخر دين يشاكسني به العويل
صوت: لا
ابن سعد: شمر
ابن سعد: اتركه يا شمر
ورصيد الحسابات ما زال لم يغلق بعد
الفتى بين يديك بلا حول
متى ما شئنا أن نتخلص منه دعوناك ....
«مع الجماعة»... يزهو النصر لهاثاً
في غبرة هذي الخيل
ولتكتبوا اليوم أسماءكم في عذوبة هذا الخلاص..
لقد قتل الحسين
صوت امرأة: «عويل من داخل الخيام»
لقد قتل الحسين
ابن سعد: وما زلنا نحتاج إلى
من يخمش وجه الكون
الشمر: ما زلت اشعر بالانكسار ...
«يرمي السيف»
ما زلت أحتاج إلى فعل أكبر
من القتل كي أروي غليل
هذا الظمأ المستعر في الروح ...
عمر بن سعد: ألا من ينتدب إليهِ ليوطئ الخيل صدرهَ وظهره
جثث تملأ المكان وجميع الجند يدربكون بأقدامهم ـ إيقاعات مرعبة ـ صوت من اقاصي المسرح
صوت: واحسين ....
شبق لهاث يجر سنابك الخيل
يا لغرابة آهات تحمل سخونة الزفير
من منكم .. رأى قمراً تطحن أضلاعه الشهقات
... يالهذيان الجراح ..
أكل هذا الفتك ..
من أجل جوائز لاقيمة لها
شخص: يقف بين الجثث بارزاً سيفه،
صارخاً في حشد من الجند يحزون الرؤوس : ... قفوا
إياكم أن يتقرب أحدكم لهذا الراقد المسجى
فالجرح الذي فيه يروي الفصول
شخص 2: ولماذا يترك رأسه دون الرؤوس
...وقد أمر الامير ان نرفعها
على رماح الجند هدية
نصر تستميل جائزة
الامير ابن زياد
شخص واحد: أتعرفه؟
شخص الثاني: لا..
شخص 1: هذا جسد الحر بن يزيد الرياحي
قائد ركبنا وشيخ عشيرتنا وابن عمنا
شخص 2: حين تقرع طبول الحرب يصبح الكون فريقين،
أما عدو أو صديق،
فليس هناك في قاموس الحرب أخ أو إبن عم
شخص 1:ويعني؟
شخص 2:لاتجعلوا من جثة رجل ميت عنوان
فرقة تجد إلى موت
شخص 1:ذاك هو نثار الرؤوس .
فلتختاروا ما يبيض وجوهكم أمام إبن زياد أو سواه
أما جسد الحر فلم تقربه الخيل أو السيوف
وفينا شهقة دم تنبض
شخص 2: أي رؤوس تقصد؟
وقد سرّح رأس الحسين ورؤوس أهل البيت إلى الكوفة
مع الشمر وقيس إبن الاشعث وعمرو بن الحجاج
والقبائل قد سبقتنا واقتسمت الرؤوس ..
كل عشائر هذا المصر رفعت راياتها
رؤوسا توقد الخطوة
إلا نحن من تخلف حسرة ..
قد يشيخ بها فجر العشيرة أو يموت ..
ستفقد العشيرة وسامتها دون أن تحمل
رأساً على أقل يقين
ولهذا سنأخذ رأس الحر
عنوة رغما عن تميم
شخص1: من يدنو خطوة نحو الحر يذبح ..
سأحز وريد الخطوة أنى كان مرجعها
عمر بن سعد: اتركوا الصراع
وتعالوا نصلي لموتانا
مجاميع جند واقفة في الصلاة
صوت عمر بن سعد: نصلي على أكذوبة هذا اللهاث،
ننطق بكلمات الايمان زوراً
نصلي.... الله أكبر ونهمس في أذن الارض هذيانات
وفي دواخلنا عويل الروح
صوت آخر: أي صلاة وهذا الحسين
ينام على تراب مذبوح
ويسافر رأسه عبر البراري على رمح
عمر بن سعد: اللهم صل على محمد وال محمد
صوت عمر بن سعد: نصلي على محمد ونحن ذبحنا البسملة
وملأنا بالجراحات فتحها المبين
صوت عمر بن سعد: ماذا لو يسمع الناس
هذا النشيج الذي تحاور نفسك به؟
ماذا لو يسمعه إبن زياد!!!!
لنصبَ ألاف الجذوع على سافيات أحلامنا
وأعلن عن موعد حصاد جماعي للرقاب
عمر بن سعد: الله أكبر
صوت عمر بن سعد: نسبي نساء الحسين
وأطفال الحسين سنسيرهم على أقتاب الجمال
كما تساق سبايا الترك، وكأننا نفاوض البراري عن موعد العاصفة ...
.نصلي وبقية أهل البيت على بعير يقاد مقيدا
عمر بن سعد: الله أكبر
صوت إبن سعد:سنمرر النساء على أجساد القتلى نكاية بالعويل
... يالهذا الروع كيف سينظرن إلى الأجساد المقطعة
والصمت دم يتيبس عند النحور
عويل نساء
زينب : يا محمداه هذا حسين بالعراء مرمل بالدماء مقطع الأعضاء وبناتك سبايا.
صوت عمر بن سعد: إبكي يا عمرو فالدموع غيوم تهطل عند هذا الوعيد ...بصرير ملك الري الذي ما أظنه ...إلا رعشة حلم أسمع يا عمرو أسمع زينب بنت علي
زينب : اللهم تقبل منا هذا القربان
صوت عمر بن سعد: اكيد هذه الصحراء سوف لن يجف دمعها الصارخ ابد الدهور...
عمربن سعد:الله أكبر
صوت عمر بن سعد: لو كنا نؤمن بها حقيقةً
لما اصبحنا على رماد
والرؤوس مرفوعة على الرماح
ولا أكلت الظهيرة أكباد أبناء رسول الله
يا لهاثي وأنا أسمع زينب تواسي العليل
زينب  متوجهة بكلامها نحو السجاد:ميثاق هو عهد الله
إلى نبي العزة ووصي المسرة والحبور
صوت عمر بن سعد: عهد؟
زينب  متوجهة بكلامها نحو السجاد: في ذاكرة الجود ستنهض من هذي الأرض رايات خير وبركة ونور وسيرفع الطف هامته بيرغا لثرى أبيك سيد الشهداء .
صوت عمر بن سعد: وأين نحن منها يا زينب .
أين منها إرثنا الذي سيحمل
عتمة هذا التيه عويلاً يتوهج عند راية كل قتال ..
هل تدركين معنى أن تتوهج عتمة في ذاكرة السنين
زينب: لتجتهد أئمة الكفر
وأشياع الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا علوا
زجر: «يرفع سوطا» الكل ينهض ويكفي البكاء....
هيا لقد تأخر الجند والطريق طويل
******




بيت خولي بن يزيد ... فسحة في جنب الدار فيها تنور قديم العتمة تملأ فسحة الدار بريق نور يخرج من فوهة التنور المغطى بشكل مذهل ومفزع
العيوف: «تصرخ» نوار الحقي لي يا نوار.. الحقي .. نوار
نوار: ماذا بك في هذا الليل يا عيوف؟
العيوف: رأيت نورا بهيا يطلع من داخل هذا التنور...
نوراً يمتد ليصافح وجه السماء فتستقبلهُ النجوم والهة
يسيل دمعها شهباً
نوار: هل وضعت شيئا في التنور؟
العيوف: لاشيء سوى الرماد لم أتعهد فيه شيئاً أبدا
نوار: هل تطلعت إلى شيء موجود هناك؟
العيوف: لا لقد خفت وأرعبني ذلك المنظر .
.سأنتظر حتى الصبح كي أرى ماذا هناك
نوار والعيوف:ماذا في التنور ياخولي؟
خولي: «بسخرية» تراتيل ملائكة تشعل بخور الصلاة ...
أو هناك معجزة نزلت اليوم لبيت خولي بن يزيد ...
أنا الذي خبرت الحياة فلم أر ولم أسمع يوما أنَّ ضرتين اتفقتا كما اليوم ..
ويبدو أن مثل هذه النعمة أنعمها الله على بيتي الليلة
العيوف: لقد رأيت نورا يطلع من التنور يا خولي ..
ماذا في التنور
خولي: هذا الضياء المشع للسماء، هو ميراثي من حقول الفواجع ..
إنه رأس الحسين
نوار: «مذهولة» الحسين بن علي؟!
العيوف: الحسين بن فاطمة الزهراء
نوار والعيوف: خولي أتقتل إبن رسول الله يا خولي
العيوف: أيعقل هذا العويل الذي كنت أسمعه
هو عويل ملائكة الله ...
وهذا الأنين أنين السماء ...
والله لا يجمعني مع قاتل الحسين بيت
نوار: اللهم إني أستغفرك عن أيامي السالفة
لأني عشت مع قاتل إبن الرسول تحت سقف واحد...
ما كنت أعرف أن طمع الانسان ذئب
خولي: ها ها ها .. بعد قليل سأحمل جائزة إبن زياد
زوادة عمر فأتوسد أي وسادة أريد..
هل تريدان بدعا تدمر أحلامي وأنام
«يتفلسف» لنفترض إن صح الذنب فعلاً....
وأصبحت في نظر الناس
أني قاتل إبن بنت نبي الله
فرضا ... فرضا ...
فباب التوبة على ما أظن مفتوح ليل نهار...
******



عرش إبن زياد
خولي يقدم الرأس إلى إبن زياد
«إملأ ركابي فضة أو ذهبا اني قتلت السيد المحجبا وخيرهم من يذكرون النسبا
قتلت خير الناس اماًً وأبا»
إبن زياد ..
مالك توغل في الاثم حد الضلال ..
إن كنت تدرك .. أنه كذلك ...
فلم قتلته يا هذا؟
أي فعل .. هذا الذي يخالف رأي فاعله ..
ماذا تريد مني .. أن أهبك بعد كل هذا النكوص
أخرج فلا شيء عندي سوى التوبيخ
***
إبن زياد «برهة صمت، مع الحاجب»
ـ قد لاترى الشمس ..
.لكنك حين ترى النهار تستدل بها على وجودها ...
وقد لاترى الاسد... لكن يدلك عليه الزئير
تلك دلالات تصطف حلما بغسل وجه الواقع
هناك من رأى نهاري...
وسمع صوتي ....
فأدرك أني الوجه القادر على أن يغسل الموت عن وجه الكوفة .. حين قدمت الكوفة كنت أحمل في الكف مواعيد سيوف...
وهاهو النصر يلوح اليوم بشائر
وهذا هو حجم انتقامي
الحاجب: مولاي الأمير بعض المواقف تشح أحيانا
وأصعبها حين تحمل الولاء صدقا خشية
إن أفسد بهجة الأمير
إبن زياد: لست ممن يهوى التلاعب بالألفاظ
ولست ممن يخشى المعنى المتواري خلف أحرفه،
قل مالديك
فأنا لست ممن تخدعه الفرحة فينسى حذره ..
بيقظتي سأفتش سراويل الصحراء
وسماواتها بحثا عن طريد تمرد في ثنايا السحاب ..
الحاجب: إذَنْ الأمر خطير
صار للسبي يا مولاي لسان .
وها هو ركب الحسين
يولج الكوفة بخطب لاذعة تفتح خزائن الصدور
والكوفة غير مأمونة الصمت
إبن زياد: يبدو أن ابنة علي حملت مقاصد أبيها وبلاغته
لهذه الكوفة ومن فيها...
قل ويحك ما قالت
الحاجب 1: وغيرها أيضاً
إبن زياد: لي تاج الإمارة
والصمت حظوة
فاجعل لسان بوحك الإختصار
لقد ملأت القلب غيظاً ورعباً ..
ماذا قالت زينب ..
الحاجب: اندثر لغط الجمع المتراكم
تماما ليتحول إلى صمت أعزل
يخنق صمت الجميع أمام وقارها
زينب: أتبكون فلا رقأت الدمعة ولاهدأت الرنّة
إبن زياد: كلام بليغ لكنه توبيخ عام لاعلاقة لنا به ..
الحاجب: لم تدع موبقة إلا وأخزتنا بها
ولو لم يسكتها علي بن الحسين لما سكتت
إبن زياد: أو لم يقتل؟
شخص1: أدهشت الجمع وكأنها توقظ بينهم سباتا
وهم يستجيبون لها بالصمت والبكاء ..
خطبت أولى بنات الحسين واسمها فاطمة
إبن زياد: اسمعني بعض ما قالت فاطمة
فاطمة: تباً لكم ! فانتظروا اللعنة والعذاب فكأن قد حل بكم، وتواترت من السماء نقمات فيُسْحتكم بما كسبتم ويذيق بعضكم بأس بعض، ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله على الظالمين..
الحاجب: تلك المرأة قادت الظهيرة
إلى موقدها في خلايا الكوفة فراح الناس
يدمدمون باللعنة على أ....أ....
إبن زياد: اللعنة على من
الحاجب: اللعنة على الأمير وخليفة المسلمين يزيد،
وأنا رأيت الكوفة تحني لهم الظهر –
وتكاد تسقط وارفة ظلها على الأسارى –
وأما لو سمعت
إبن زياد: وهل هناك خطبة أخرى؟
الحاجب: نعم يا مولاي الأمير خطبة توقظ الميت فيهم
إبن زياد: أي متعرج ندلفه اللحظة «برهة صمت»
وأي غبي هذا الذي ترك نبض البلاغة وفتح الباب له يتسلل عبر مقاصد التأثير –
كيف سمحتم لأنفسكم أن تتركوا
الأرض تسقط بين أقدامهم بسهولة
دون أن يسمر أحدكم المقبض كي نستريح،
ويحك ما قاله الآخر؟
الحاجب: بل هي أم كلثوم رفضت بكاءهم
إبن زياد: أترفض من يتعاطف مع أهلها؟
يا للغرابة!!!
أم كلثوم: تقتلُنا رجالُكم وتبكينا نساؤكم
فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل الخطاب
إبن زياد: فصل الخطاب بيد الأمير
أم كلثوم: «مع الناس» مالكم خذلتم من جاء لنصرتكم
قتلتم حسيناً وانتهبتم أمواله وسبيتم نساءه وبكيتموه
فتباً لكم وسحقاً
إبن زياد: سحقاً لكم كيف تركتم كل هذا البهاء ..
الفظوا كلمة النصر في أفواهكم وسترون
ما أثخنها .... يلوكها اللسان بحرقة قلب ...
وانظروا للهاثكم الذي ضيعتموه ... عجبي ...
من ينتصر بالسيف كيف تغلبه الحروف ..
وماذا فعل حينها الناس – هل غضبو ا؟
الحاجب: خمشوا الوجوه حزناً وأسفاً
وراحوا يلعنوننا و يدعون علينا بالثبور
إبن زياد: لابأس فاللعنة ليست سيفا يقتل أو يخدش .
بل هي سلاح الضعفاء ممن يتسولون الرحمة
لماض حمل أشياءه ورحل
الشخص 1: وأما الفتى علي بن الحسين
إبن زياد: غريب ما أسمع
وكأني أستمع لفقرات محفل من محافل البهجة والظفر –
هل رأيتم في التاريخ كله أسيراً يرتجز عند مرتكز القيد؟!!!–
هل رأيتم من قبل أو سمعتم –
ثم..... أي نصر هذا والفارس المقاتل الشرس
علي بن الحسين لم يقتل بعد؟
الحاجب: هذا علي الأصغر يا مولاي
علي الأصغر
إبن زياد: كم علي في هذا البيت؟!!! وماذا قال؟
عليهم الأصغر
السجاد:- اسكتوا
إبن زياد: سكتوا... أنا خير من يعرف هذي الكوفة البكماء .. فهي تجيد الإنصياع إلى الأوامر بشغف غريب..
ولا أحد يقدر منكم أن يكسر هذا الصمت بقرقعة ماكرة
«بهسترة» يدق على الباب لافتعال ضجة و«يصرخ» هي هي هي ... وستتفرق عنه الجموع خشية هذا الرعد
الحاجب: وبخهم الصمت وعاتبهم الغفوة ..
وناموا بين ملافظ الحروف ..
كأنهم يأتمرون بإيماءة إصبعه
إبن زياد: وكأني الآن أنسل بين العبارة
وأرى تلك الأعين الدامعة
والقلوب الخاشعة وهي تؤازره
بل تطلب منه النصرة لحمل السيوف
وإعلان الثورة
هي ذي الكوفة..
تفرش عباءتها عند مهب كل ريح .
لكن كيف للمقتول أن يأتمن القاتل
زين العابدين: هيهات هيهات أيها الغدرة الكفرة
حيل بينكم وبين شهقات أنفاسكم،
فإن الجرح لم يندمل و وجده والله لبين لهاتي
ومرارته بين صدري وحلقي
وعصصه تجري في زفرات صدري
صوت إبن زياد: إجلس على عرش الإمارة كما الشجعان،
أليس هذا من حقك أنت؟
أنت من استنقذ الكوفة من ويلاتها
وأعاد لها ضوء النهار،،
ألست أنت من وحد الصوت المتغلغل في أعماق الغد؟
أنت لابد أن تراك الأبصار رجلا أضاء قناديل الوجدان
وأعاد رشاد الأمة، أمامك تنبسط الكوفة أمة تتجه لأي شرعة تريد،
أنت من منحها أوسمة البقاء
واجتزت بها المحن أجلس كما الملوك على عرش الإمارة أنهي وآمر،
ضع امامك رأس الحسين بن علي .
إبن زياد:ـ «مع الحاجب» هاتوا لي رأس الحسين، ضعوه أمامي .
صوت إبن زياد: آذن للسبايا ان يدخلن إلى مجلسك،
إبن زياد: نعم وسأجمع الناس بإذن عام
ليروا بأنفسهم كيف هي شماتتي بآل علي، أكيد سيكون المأزق صعباً على ابنته ..
.آه ياضمأ الروح...
كان بودي أن يقتلوا حتى الأطفال، والله لكانت كربلاء كما تمنيت، وكم تمنيت أن تكون هي الختام ، لننهي شر من سيعانق سيف الانتقام في غد ..
شئناها حصادا لتضيء قناديل الأمن دون انطفاء،وإذا بها تصير مزاراً لاتون قادم
«مع الحاجب» أدخلوا السبايا
تدخل السبايا
صوت إبن زياد: هيا يا ابن زياد إحمل عمداً،
حجراً عوداً صلباً وانكث به رأس الحسين أمام السبايا
كي تغيظ الجميع، نعم هكذا هكذا ليخفض الجميع الجباه من اجل
أن لا تبصر خوفك عين،
ولكي تسري في دمك نشوة هذا البغض،
أنكث يا ابن زياد ..
انكث «وهو ينكث الرأس بعصاه»
زيد بن أرقم: حملت كل الخطايا حتى صرت مترعاً للموبقات يا ابن زياد ...وهكذا شئت أن تلقي
جرائمك المضلة على أكتافنا
فاستحضرت الناس جمهوراً
ليشاهدوا منك رغائب دنيئة .. مريضة،
إرفع يدك عن هاتين الشفتين
والله الذي لا اله الا هو لقد رأيت شفتي رسول الله على هاتين الشفتين يقبلهما
«بكاء»
إبن زياد: هي ذي أسلاب
ليل مريض تنهض عند هرم يقربك
وأنت تنشق آخر بقاياك،
أبكى الله عينيك،
فوالله لولا أنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك ل....
إبن الارقم: خطى إهانة .. عجبت من حاملها كيف ينام
كيف ارتضت العرب إمرة جائر معتوه
يسعى لمجد يستعبد الحر
وينعم من رضا الذل برضاه .
إبن زياد: هل تذبل العروش في الكوفة أم تكبر؟
فها أنتم عند خاصرة كل شهقة
تملؤون السروج فيض المواجهة.
.أي مواجهة تعانق الميادين
دون ند يوازن لذة الانتصار
.نواجه من؟
وقد استتب الأمر لنا،
فليمتطِ من شاء الحرب فرسه،
ولتستفيق الكوفة على جعجعة أخرى تسقيها الثبور
أشياء غريبة تحصل في حضوري
فكيف لي أن أعرف ما لا أراه
يتلفت يمنة ويسرة فتقع عينه على إحدى المسبيات
من هذه المرأة المتنكرة؟
الحاجب: هي ابنة علي وأخت الحسين
إبن زياد: زينب .. زينب انها زينب ..
.ليس لي سوى أن أحمد الله صاحب السطوة الأقوى
أن الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم
زينب :- الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه
وطهرنا من الرجس تطهيرا
إنما يفتضح الفاسق ويكذّب الفاجر وهو غيرنا
صوت إبن زياد:- يالصلابة هذا العرق،
وكأنها جاءت لتوقظ
فيك عفن العروش،
أنظر إلى ارتعاشة جسدك،
هي شاءت أن تصفعك بسياط بلاغتها،
فردها بما هو أوجع
إبن زياد: «مع زينب»الخراب طوفان لاتحده الضفاف .
وكل حلم يشذ عن هدى الله يتيه ..
ولذلك بزغت كربلاء موسم قطاف لن يزول .
دعيني اسأل شامتاً يا ابنة علي كيف
رأيت فعل الله بأهل بيتك؟
زينب :- مارأيت إلا جميلاً
إبن زياد:- ها ... ها ...
جميل أن يرى الإنسان أجساد الأهل والصحب والأنصار تعانق جذر الأرض التراب.
وجميل جداً أن يرى الانسان رؤوس أهله قناديل تضيء على رؤوس الرماح.
أي جميل هذا ..؟
وهذه الرؤوس تبكي إلى الآن وجع السيوف؟
زينب :
- هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتُحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ ثكلتك أمك يا ابن مرجانة
إبن زياد:- اقتلوهم
عمرو بن حريث: انها امرأة !
وهل تؤاخذ المرأة بشيء من منطقها
إنها لاتؤاخذ بقول ولاتلام على فعل
إبن زياد: نعم تؤاخذ
ويؤاخذ حتى الطفل
وآهات الصدور
لامكان لجرأة تلكز مهابة العرش بخذلان
وليكن الصمت بدل الثناء
على أقل تقدير فالصمت فيه أشياء من وقار....
كنت أتصور
أني سأقابل نساء مولولات وإذا بنا نحن النائحون على مصير عروش خاوية وهي بحماية رب كريم ويكفي أن الله سبحانه استجاب دعوة المؤمنين و شفى الله قلبي من طاغيتك
والعصاة المردة من أهل بيتك
وبعد كل هذا تجيئون بلسان شرس يمطر اللعنة أنا سأقتلكم جميعا
وسأوغر بعد ذلك صدور الوالهين أستخرج الولاء من كل قلب وأحاكمه بتهمة الخيانة
زينب :- لقد قتلت كهلي وأبرزت أهلي
وقطعت فرعي واجتثثت أهلي
فإن يشفيك هذا فقد اشتفيت
إبن زياد: يسكت برهة ...يتفرس في الوجوه
وأنت ما اسمك
السجاد :- علي بن الحسين
إبن زياد:- أولم يقتل الله عليا
السجاد :- كان لي أخ اكبر مني يسمى علياً قتله الناس
إبن زياد:- الله قتله
السجاد :- الله يتوفى الأنفس حين موتها
وما كان لنفس أن تموت الا بأذن الله
صوت إبن زياد: مالك يا ابن زياد
وكأنك أنت من خسر الحرب
كل المسالك أمامك مقفلة،
فمن كان ربيعه الحرب
هل يكون خريفه العروش؟
ومازال السيف في يدك
والرقاب معلقة بإشارة منك
فكيف لهذا العلي بن الحسين
أن يحول طيبك إلى عفن
وحياته رهن إشارتك؟
وكل الكوفة الآن لك سيوف
إبن زياد: اقتله أيها الحاجب ....
اقتل هذا العلي بن الحسين
ليتعلم سواه لياقة الحديث
عند مقدم كل عرش
زينب :- «تحاميه» حسبك يا ابن زياد من دمائنا
ماسفكت وهل أبقيت وإن أردت قتله فاقتلني معه
السجاد :- وأما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة
إبن زياد:- وعورة هذا القلب رأفته ...
فدعني أحمل الرأفة أصداءً قد تنصفني في غد،
دعوه لها عجباً للرحم وددت أنها تقتل معه
الرباب:- دعوني أعانق أوجاع الرأس المقطوع،
دعوه يستكين عند خوافق دمعتي،
هذا يا ناس رأس الحسين،
فمن ذا ينسى رأساً ناغت له الملائكة كي ينام ...
دعوه فأنا أدري أنه سيستفيق بعد حين ينفض جراحه كي ينشر الحياة،
ليتحف هذا الكون بقداسة كربلاء
صوت إبن زياد:- الفراسة عند العرب مرسى ودليل نباهة
ولا أريدك أن تكون يوماً رماداً في موقد بارد،عليك أن تسمع اللجة المكنونة في صدر كل وسوسة في النفوس وأصغي إلى دقات كل قلب، تلك الولولة موجعة وافق الغصة هيجانا عارما يكتسح العروش فأبعد يا إبن زياد أسراك عنهم
إبن زياد: «مع الشرطة» أحبسوا الأسارى في الدار التي جنب المسجد الأعظم
***
الجامع الكبير
إبن زياد: الحمد لله ..
تلك ندب أزيحت عن وجه الكون ..
كانت تبغي الطغيان بأمة الحبيب المصطفى ..
ولهذا شاء الله سبحانه
يبالغ في الكلام بطريقة واضحة
أن يجعل ابتهالات الناس
وضوء خلاص يطهر وجه
العالم فأظهر الحق وأهله
وقتل الكذاب إبن الكذاب
إبن عفيف:- لا يا ابن زياد
هؤلاء قوم ارتضوا الخلود برغبة الواهبين ..
وصدقوا الله حتى توغل فيهم رفض باطلكم ..
أنت الكذاب وأبوك
والذي والاه وأبوه
أتقتلون أبناء الطهر الأطهار
وتلبسون كلام الصديقين دروعا
علها تقيكم الحساب
إبن زياد: من أنت؟
إبن عفيف: أنا من بعض مشاعل
هذا الطيف الموالي لنهضة المذبوح .
أنا إبن نصرة لاتقدر أن تمحو ذكرها أبداً ..
إبن زياد: من أنت؟
إبن عفيف: عبد الله إبن عفيف الأزدي،
ذرية أذهب الله عنها الرجس وانتم تحاربون عزتها
وتزعمون الإنتماء لصفوة هذا الولاء ..
اين أولاد الهجرة المباركة ..
أين أبناء النصرة الميمونة
لينتقموا من طاغيتك اللعين ..
صوت إبن زياد: يالهذا الابن عفيف ..
وصرخته الموجعة تلك هي صرخة النصرة المزدانة فيهم ..
كم كنت أتمنى أن تحز رأس الولاء
بدل أن تحز رؤوس أنفار
كأن الموت يبعث فيهم الحياة
عبيد الله بن زياد: «مع الشرطة» عليَّ به
إبن عفيف: يامبرور
شخص: إنه شعار الأزد عند الضر
شخص 2: مابك ياعبد الله بن عفيف
وأنت تعلم أن الصبر بمثل هذه المواقف جهاد
إبن عفيف: هو الرضوخ في أي شكل كان
شخص: ثمة استثناء حين لايفهم الخصم معنى القول ..
السكوت أجدى لاحتياج مواقف أخرى إليه
إبن عفيف: ليس هناك موقف للسكوت،
وآخر للكلام
كيف تريدني أن ارتضي الصمت ومولاي الحسين يشتم على مسامعنا؟
ألم يحن بعد وقت أن نقول لا للكفر ويكفي رضوخا،
ليعرف إبن زياد حجم نفسه وهواه
صوت إبن زياد: صرنا كمن يأكل ليجوع،
لاتقل لي نصرة المحروم أو نصرة المنكوبين،
بل هي استهانة في عرش أمير،
ملعون من يهرب من دوره
وهذه الحياة إما طارد أو مطرود
ومن حقك دوماً أن ترى الأشياء
إلى أسوأ لكونها مقلاً تسير إليه،
اعتقد ان من حق كل فرد أن يؤمن بما يرضاه،
ولكن أن يطعن بوجه أمير
فتلك لعنة لابد أن تفنيه
إبن زياد: مع الشرطة
أسرعوا الآن واقبضوا على كل من قام في المجلس لنصرة إبن عفيف..
هاتوا إلي إبن عفيف أريده
يقف هنا وأمام هذا العرش ذليلا،
أسأله فلا يطيق جواباً أتراني أتلذذ حين أسمع اعتذاراً منه .
أو سأقطع رأسه كي أستريح
قصر إبن زياد
إبن عفيف: أبصر في وجهي يا إبن زياد لترى ما فيه
إبن زياد: الخزي الذي تعشعشت فيه جرأة فارغة لاتستكين عند مرابع العقل .
..«يخفض الصوت» رجل ضرير
لاولد له ألم يكن أولى
به أن يعتكف الصواب رشاداً
قل لي ماتقول في عثمان
إبن عفيف: حتام تبعث عن سقطة الغفلات يابن زياد؟
وإلى متى تبقى ترتجل المراثي البائسات وتدعي نصرة كاذبة،؟
وأنت أتفه من أن تعير أحداً بشيء...
بك كل عيوب الدنيا وتيهها المنكوب
إبن زياد: وهل تظنني غبياً لدرجة
أن أسمح لك أن تنال مني ومن أبي
و الله لتذوق الموت غصة بعد غصة
إبن عفيف: حلم يراودني منذ صباي..
«يسرح» كنت أرفع رأسي للسماء
كل يوم وأدعو الله أن يرزقني الشهادة سبيلاً اليه،
يرفع يده للدعاء
يا الله هب لي الشهادة بجاه نبيك المصطفى ..
ياالله ..
«مع إبن زياد» والله كنت أسأله أن يرزقني الشهادة
من قبل أن تلدك أمك ..
وسألته أن يجعلها على يدي ألعن خلقه ...
«يتأمل» أتدري يا إبن زياد
حين فقدت بصري يئست من نوالها .
وها أنت ببلادة عجيبة
وبما تملك من عنجهية
تسقيني رواء أمنيتي، هنيئاً علي
إبن زياد: اضربوا عنقه
ثم اصلبوه كي ينعم
بما يتلذذ به وهاتوا لي جندبا
يحضرون جندبا مقيداً
إبن زياد: هل تظن الأحداث بلا ذاكرة ياجندب
جندب: تلك حكمة يا أمير أنت أولى بها،
لكن المشكلة بالانسان
يقول أشياء جميلة دون أن يفعلها هو
يتغنى بالجنائن والزهور
وهو يحفر المقابر القسرية
لإخوته من أجل جاه فقير
إبن زياد: صحيح يا جندب أن المشكلة
بالإنسان كلما يكبر يتقرب بخطاه إلى الثبور
جندب: الحاضر خطوة ماضية لمن نحن ماضيه،
ونحن كلما نكبر ندنوا من المصير
فمثلما ينتهي الفقير
سينتهي الملك ....أغبياء
حين ظنوا أن الملك يدوم
فبغوا طغيانا
ولهم شر مايعمهون
يا ابن زياد أجمل ما في هذا الماضي
هو نحن نعم نحن وليس انتم
إبن زياد: بأي ماض جئت تفاخرني ياجندب؟
والخيانات تتزاحم عند حاضنة الجشع،
أيها الشيخ المتعجرف
أولست أنت يا عدو الله صاحب أبي تراب في صفين
جندب: يبدو أن العروش عمياء يا بن زياد؟
لا تعرف شمالها من الجنوب
فصار لها أن تلعب كما تشاء بالألفاظ،
فالخير عندها شر والشر خير،
صار ما ينكس الرأس عندكم فخراً
وما يرفعه من موقف نجيب عندكم عاراً
ما أنت والتقييم؟
ذلك شرف يا ابن زياد سعينا له جاهدين
تلك حقول مفروشة بالورد والياسمين والخير للجميع ..
فإلى متى تبقى تجمل في غبائك
وماضيك البليد
يا ابن شر خلق الناس زياد،
وأنت تقتل سبط الرسول وصحبه وأهله
دون أن ترمش لك عين
أو يهفو لك قلب لتذكر سطوة الرحمن
إبن زياد: أوتدري أنك أكثر عمياً من ذلك الأعمى إبن عفيف ..
ويالغبائي حين اعتقدت أنكم ربما ستصحون يوماً لتعتذروا عن ماجنيتم ...
في داخلي هاجس يصيح
إنهم لا يستحقون سوى الموت ..
الموت عن بكرة أبيهم،
وإذا بالثاني اقل حياء من الأول لكن هل تدري يا جندب أن الإيمان الحقيقي كما أراه هو أن أتقرب إلى الله بدمك
جندب: لا يقربك الله أبداً يا بن زياد
صوت إبن زياد: قل لنفسك لاتتمردي على كل الاشياء،
وعليك بمفتاح الحكمة،
الأزد ليسوا حنوط رجال،
بل مسافة الجرح حين تكبر من الصمت جعجعة
أنت في غنى عنها يا بن زياد،
إحذر الأزديين ولا تقتل جندباً فينبذ الخوف
ويتجرأون على العرش،
لا تدع كل شيء يضيع بثورة غضب لايشبع
دعه وشأنه،
وبخه ولا تترك له وصمة عار إلا حملتها له، حسناً تفعل،
إبن زياد: «مع الجماعة» اتركوه ليذهب فإنه شيخ ذهب عقله وخرف، أخلوا سبيله واجمعوا لي الناس لأخطب فيهم
قاعة الجامع الكبير
إبن زياد: يا أبناء الكوفة الباسلة
يا موعظة الدنيا على غضب الصعاب،
ينظر إليهم بمكر
تعالوا لنحمد الله إنا دحرنا الخارجين على أمير المؤمنين وعلقنا على الرمح رأس العصيان لنحتفظ برسالة محمد
فهل من سائل أو مريب بعد اليوم
المختار: أنت اصغر من رأيت يا بن زياد
ولا من سؤال ياعدو الله وعدو رسوله،
نعم سنحمد الله الذي أعز الحسين بالشهادة ووهبه الجنة والمغفرة والرضوان وجعلك بطيش لا وقار فيه،
وأنت تروم أن تصوغ من هذا التيه عنوان رشاد
إبن زياد: ... اقتلوه
رجل:«يهمس في أذن إبن زياد» سيدي الأمير هذا المختار بن عبد الله الثقفي اخو صفية زوجة عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو صهر عمر بن ...إذن .. «اسجنوه»
صوت عبيد الله إبن زياد: حدث نفسك يابن زياد
ولا تمل الحديث فالبصيرة أن تشاورها الأمور،
يقال أن ماتراه حقيقة دون ماتسمعه
وبما انك صرت تشك بما تراه ..
هل حقاً ماتراه نصراً ساحقاً يهز الميادين؟
عمر بن سعد: لا
صوت إبن سعد:السيف في يدك ورأس الحسين أمامك مقطوع
والجسد مرمياً في طف كربلاء
بعدما سحقته سنابك الخيل
لكن كل هذا أراه وأسأل الآن أين بهجة النصر؟، أين الزهوة؟، وأين زغاريد البشائر؟ ياربي وكأن الرأس المقطوع يدخل عرشك منتصراً دون جسد،كأنه ينظر إليك بطارف عينيه مستهزئاً بك
وكأن رأس الحسين اليوم هو الذي يأسرك ويأسر الكوفة معك
سأختار لهذا النصر بكائي
سأبكيه وأبكيك... العتمة في درك طلاسم لا يعرفها السيف ولا يعرفها البطش والذبح والتكليف
إبن زياد: «مع الجماعة» قوموا جميعكم ..انهضوا إليه قم يابن حر بن قايس وأنت يا أبا بردة بن عوف الأزدي ويا طارق بن ضبيان
خذوا جماعة منكم واحملوا رأس الحسين ورؤوس من معه إلى الشام،
خذوه إلى يزيد ليرى كيف نقطف بأحزاننا، لبهجته عناقيد فرح احملوا على تقوى البطاح فرجة لا تستكين
إفعلوها زفة عرس وامتشقوا أبجدية التهليل
خذوا معكم شمر بن ذي الجوشن و ابن ثعلبة العائدي وشبث بن ربعي وعمرو بن الحجاج
خذوا معكم الكوفة كلها لو تستطيعون
خذوا معكم الأرض والسماء
ومواقيت الصلاة وسجية الدهشة
خذوا معكم كل العيون
كي تحفظ لكم ذاكرة الزمان هذا المسير
******



صحراء كبيرة ممتدة على مرمى البصر وهناك مسير الجيش ـ والطبول التي تقرع عنواناً للبهجة التي أوصى بها ابن زياد
شخص1: سرنا ...
رغم كل هذا النصر الذي
لابد أن يكلل الخطوة بشيء من الزهو
كنا نحس بالإنكسار ..
لا أدري لم أشعر بانكسار رهيب .
والله كأننا نحن الأسرى
وهم من يتولى المسير
أدركت سر كينونتي حين عرفت هذا النصر يتيماً
شخص 1:وأي نصر هذا الذي يتوج الخذلان نصراً
يبدو أني أرى شاخصاً يدعونا للصلاة
أو ربما لإحتساء النبيذ
راهب يقف وسط الطريق
الراهب: من أنتم؟
شخص2: نحن يا سيدي الراهب جيش الأمير وقد جئنا تواً
من حرب حاملين معنا بشائر النصر المبين
الراهب: من كان العدو؟
شخص 1: قتلنا خوارج رامت فرقة الأمة فكانت سيوفنا مفتاح الحكمة
شخص 2:أين أنت أيها الراهب أليس عندكم شيء من نبيذ؟
الراهب:- نور يسطع،
نور وكأنه رمح نور يشع من السماء إلى الأرض،
إنصرف وجه الأرض على أصل موعظة..... الدليل،
أكل هذا النور، يسطع من شجيرات رأس مذبوح؟
لمن هذا الرأس؟
لمن هذا الرأس المبارك؟
لمن هذا الرأس؟
شخص 1: مالك سيدي الراهب؟ .. خير .. ما ذا أصابك؟ هو مجرد رأس..
شخص2: ما بك سيدي الراهب؟
الراهب: هذا رأس من؟
صوت: إنه رأس خارجي يدعى الحسين بن علي
الراهب: أوليس هذا رأس إبن علي وصي نبيكم
شخص1: أتعرفه؟
الراهب: أنهار من دمع تتوسد الأكوان في غبش الجرح .. مبجل عند سرة التكوين.
شخص2: مابك سيدي الراهب «مع صاحبه» إنه يهذي
الراهب: مبارك تناسلت بين يديه الزكاة
ونما عند مهده الدعاء
شخص1: سيدي الراهب
الراهب: صهيل الفرات أحداث مدونة عندنا معروفة السمات ...
شخص: هل هذا من حنق التواريخ علينا
أم من بهجة أوان شهدت فتناً لم تكن في الحسبان
الراهب: لا..لقد اختزلتم كل شرور التواريخ
كل وسواس يدس الأنف في مضاجع التقاوة والنقاء
حسداً من طيبة الأتقياء
الشخص: نحن؟
ويحكم تحزون وريد الجنة
وتصلون لعرش مهزوز
لدينا أخبار دونتها التواريخ
تقول عند معتل الرواء المقدس تمطر السماء دماً
دون رأس الكرامة المذبوح،
دعوني أضع قبلتي فوق جبين الشمس وأعين الفقراء
دعوني احتفظ بحكمتي في زمن البلهاء
دعوني أرجوكم أقبل بين عينيه كربلاء
شخص 3: لاتسمح لأي أحد أن يتقرب صوب الرأس كائناً من يكون تلك أوامر ابن زياد فلا تدنو نحو الرأس وإلا قطفنا رأسك أيها الراهب
الراهب: خذوا دراهمي ودعوا الرأس لسويعات مكوثكم عندي .. خذوا كل ما أملك مقابل أن أنادم هذا الفيض المبارك.
يحمل الرأس، يملأ الضوء المكان
الشخص2:يتلصص خلفه .من كوة صغيرة
مجنون دفع كل مايملك مقابل أن يبات الرأس في حجرته
الراهب: سيدي يا حسين ..رأس يحمل على نزفه دم الانبياء قداسة تحشد التواريخ لنهضة يافعة
الشخص: ماذا يفعل هذا الراهب بالرأس؟
الراهب: عذرا سأقتبس ملامح وجهك النبع
ليروي ظمأ أجيال ستحمل النهضة عنوان جود
الشخص: انه يبكي
الراهب: عذرا سيدي فأنا لا أمتلك لنصرتك..
سوى أن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
وأن أباك علياً  ولي الله
الشخص2: ماذا تفعل ياعم؟
الراهب: أمد الخفقة
ودمع سنواتي الذابلة
نصرة خجلة أمام إشراقة هذا النحر المعطاء
سعى ليضيء لكم الكون بهاءً
وأنتم نثرتم العتمة عُمياً وضلالاً
شخص2:نحن قتلناه .. وحملنا الرأس علماً من أعلام النصر
الراهب: قتلتم أنفسكم فالحسين أكبر من أن يموت ...وما تعرضون اليوم إلا نكوصكم إرضاءً للطواغيت سعياً لتجارة كاسدة
شخص 2:وهل من بصيرة أرى بها؟
الراهب: تعال لترى بعينيك ما سيحدث
حشد من العسكر المتكفل لمسير الاسرى
مجموعة تحيط الشمر بن ذي الجوشن
الشخص: سيدي الشمر
الشمر: ماذا تريد؟
الشخص: سبية تسألك أن تبعد الرؤوس عن المحامل عند المسير
شمر: الخاسر في الحرب بلا لسان
الشخص: هي تسأل
الشمر: والسبب؟
الشخص: كي يشتغل الناس بها وتسألك
أن تسلك في درب قليل النظار
صوت الشمر: هكذا إذن تريد منك ابنة علي أن تلم رداء النصر كي لا تعانق زهوك الناس، وأنت بودك أن تحظى في وسط هذا الجمهور بمكانة تميزك عن الآخرين
الشمر: من حقي أن أصرخ مفتخراً أنا من قتل الحسين،
أنا من حززت الرأس كي أشم أنفاس فرحي،
صوت الشمر: فلتبحث ابنة علي عن غيرك عسى أن تجد من يرأف لدمعة مسكين،
أما قلبك لابد أن يكون جلداً لايضعف أبداً كونك فارساً لا وجود في قاموس مجدك متسع للرأفة
ولا يأسرك الأنين
الشمر: «مع الجماعة» قربوا الرؤوس إلى المحامل واتخذوا بين الناس عنوان المسير
الشخص 2: أيعقل أن نكون بهذا اللؤم ..
الراهب: ألم تكن معهم
شخص2: ومازلت ..
&&&&




قصر يزيد
مجموعة زجر تدخل السبايا إلى القصر
الإمام السجاد :- ماظنك برسول الله لو يرانا على هذا الحال؟
الحاضرون: «بكاء!همهمة ـ لغط»
صوت يزيد: دخول ذكي ..إستدرج المعنى إلى قلب الهم ..واستثمر البلاغة مقابل عواطف تحمل الكثير من الصمت الثرثار ..
يزيد: عجبي كيف لاذ بك النجاة يا فتى
«مع الجند» اقطعوا الحبال وحرروا أيادي أسراكم،
توجهوا إلى درج الباب وأتوني برأس الحسين،
يانعمان بن البشير ألا تقاسمني البهجة،
بابتسامة حتى لو كانت بلهاء يانعمان هو ذا القتل شاءه الله موعظة وأنا أرى في عينيك مالا يريحني يا نعمان ألم يكن هذا الرفق يستحق الحمد فالحمد لله الذي قتله
النعمان: كان أمير المؤمنين معاوية يكره قتله
يزيد: أتظن أني سأعقد على حاجبي الدهشة يانعمان بن بشير أو كأني لا أعرف مافعلت ولست أدرك معناه ...
لو كان خروجه على أمير المؤمنين معاوية لقتله!!
صوت يزيد: ينادمك هواك يايزيد
يزيد: والمعنى؟
صوت يزيد: هذا العلي بن الحسين الذي تراه يفيض بأشجان يريد أن يبوح بها،
يزيد:أعرفه ..هو ابن بلاغة شاهقة معروفة تنحت من الكلمات رؤى تأسر العقول.
صوت يزيد: عليك أن تدرك حجم الهوة المنتظرة .....ولذلك ستكون المواجهة غير مأمونة العواقب ..
فأما أن تخرجهم دون أن تسمح لأحد بالقول
يزيد: وإما؟
صوت يزيد: وإما أن تعانق نشوة هذا النصر
يزيد: كيف؟
صوت يزيد: أن تسرج المفاخر نكاية بالدين والتأريخ ..
أن توغل في الجرح كي تراهم بعينك يتألمون ..
يزيد: «مع السجاد » كيف رأيت صنع الله ياعلي؟
الإمام السجاد :- رأيت ما منحنا الله قبل أن يخلق السموات والارض
يزيد:حتى البهجة مرهقة أحياناً ..
نصر تتوّجهُ الهمم ..
لتنعم ببركة هذا الجود ..
نعم ..نحن أردناها حرباً تقطع صلب المتجبرين كي لايتناسل الرفض مواجهة في غد ..
مجرد أن تتنفس أنت الهواء هنا
هو نصر أقر لكم به ..
مجرد وقوفك في قصري متحدياً الهلاك ..
هو فجيعة ترمد عين النصر .. كيف نجوت؟
شخص 1: في الحاضر فسحة تقدر
أن تتدارك هوة الماضي ..
شخص2: عمرّ بهجة شاءوا لها أن تضيع
السجاد تركنا في الطف أجسادا
ستنمو لتورق رايات .
ترفعها التواريخ هوية عز ومحبة وسلام ..
يزيد: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾
السجاد :ـ ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ  لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ﴾
فنحن لا نأسى على مافاتنا ولا نفرح بما آتانا
يزيد:يستقبل ولده معاوية معاوية ........عندما يفيض منهل يا ولدي .. يتحول من نبع يروي إلى هلاك .. وها نحن نصطحب اليوم فيضانا استوقفته صلابة ضفاف لاتحيد
معاوية بن يزيد: هل هو حق
يزيد: إبن يزيد لايسأل مثل هذا السؤال
معاوية: فما احتياجنا لمؤازرة خطباء كذابين
يملأون رحم الكلمات ضجيجاً .. يشعلون أوار فرقة لاتخمد .. يعلون بمقام جدي معاوية ويسبون علياً .. يشجعون قتال حسين .إجعل الحجة قائمة دوماً بالعقول يا أبي.
السجاد : اشترى خطيبكم مرضاة المخلوق بسخط الخالق
معاوية بن يزيد: فاحذر يا أبتِ أن يشركوك بمقعد من نار
السجاد : أتأذن لي أن أصعد هذه الأعواد وأتكلم بكلام فيه لله تعالى رضا ولهؤلاء أجر وثواب؟
صوت يزيد: من يكبت حسام فارس إذا فتح الصف له ....... كيف تسمح له أن يرتقي أعواد منبرٍ لينفث سحر كلماته في الروح نحيفاً لا تتحمله العروش
يزيد: أو كأنكم ما قلتم بالطف كل ما تملكون ..
لغيط المجلس
معاوية بن يزيد: أية روح تلك التي لا تستكين أمام كلمات مجرد كلمات،
أنتم من خاض ميادين الوغى بشكيمة الشجعان،
تخافون من أعزل عليل أسير أرهقته جراح القلب محزون،
ائذن له يا أبي وماقدر أن ما يُحسن به هذا الفتى
يزيد: كنت أتمنى أن يقتل في الطف،
كنت أتمنى لو لم تبق لهم باقية تتوسد هذه الأرض،
إن هؤلاء ياولدي ورثوا الفصاحة وزقوا العلم زقاً
معاوية: في جذوة هذا الاتقاد لا يمكن بحجرات العقل أن تلهب بالهجر دون الحقائق يا أبي، دعه يقول فعساه يفتح سفراً من الألفة فما زلت اقرأ في الوجوه خيبة صامتة دعه يا أبي دعه
يزيد: هذا الفتى هو من رأى وما زال الجرح فيه نعوشاً مهشمة الأضلع ليطلع أعواد المنبر
ولي هاجس قلق يخشى من كل كلمة يلفظها،
سيلقي ما لاتتوقعون
السجاد : الحمد لله الذي لابداية له
والدائم الذي لا غنى له
والأول الذي لا أول له،
والآخر الذي لا آخر له
والسابق بعد فناء الخلق قدر الليالي والأيام وقسم بينهم الأقسام فتبارك الله ملك السلام
معاوية: أفق حكمة هذا الكلام يا أبي رؤى مفتتح تتدلى لها الهامات، رغبة وشوقاً
يزيد: هي الكف التي سيغشى بها جمر المعنى
السجاد : أنا ابن من حمل على البراق
وبلغ به جبرائيل سدرة المنتهى
فكان من ربه قاب قوسين أو أدنى
معاويه إبن يزيد: هو الدم الذي سال ليروي الرؤى،
الطف يجعل الرهفة فينا كالخفافيش تدور
هي ذي الكف التي باغتني أنت بها يا أبي،
سليل نبي الإسلام أسير في بيت خليفة
السجاد :- أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله،
سيد وصي يعسوب المسلمين
ونور المجاهدين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين هو ذاك أبو السبطين الحسن والحسين علي بن أبي طالب 
معاوية: حرائق كثيرة يشعلها هذا القلب الهاشمي،
فلا موازنة تثبت شجراً تستحكم التوازن والتماثل
وليس لديكم يا أهل الصمت
فهذا الفتى بن مكة ومنى وابن زمزم
والصفا جده الرسول وعلي خليفة المسلمين
فأي روح عجفاء يمتلك هذا العرش،
وبأي خواء يا أبي تريدني أن أهيم
السجاد : أنا ابن فاطمة الزهراء وسيدة النساء وابن خديجة الكبرى
معاوية:- هيا .. هيا .. لتقيم الحظوة يا أبي، لتقف أمامه وتصيح أنا ابن هند وميسون
هههه ههههه أي غيث يمطر صحو هذا الفتى
السجاد :- انا إبن المرمل بالدماء أنا ابن ذبيح كربلاء ..
أنا أبن من بكى عليه الخير في الظلماء
وناحت الطير في الهواء ..«بكاء المجلس»
يزيد: «مع معاوية ابنه» ألم أقل لك ياولدي سيخرج من ركام الكلمات،
يستجلي فينا الحرب، ويزف بها العواصف الجياشة
معاوية: أنا استفديت الكلمات لمزاج
عذب يا أبي امتلكتني كلماته قلباً وروحاً وصرت أذعن بدمعي عما يقول
صوت يزيد: عليك أن توقفه ......... صدر البحر أليف لكنه يغرق من لا يجيد العوم
يزيد: «مع ابنه» الأرض ياولدي تهبنا الزرع
والخضرة والثمار
لكنها تهيء ما نصقل به من جوفها السيوف
«مع المؤذن» أذن بالصلاة
المؤذن: الله أكبر
السجاد: وأجل وأعلا وأكرم مما أخاف وأحذر.
المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله.
السجاد: نعم أشهد مع كل شاهد
أن لا إله إلا الله وأنه لا أكبر إلا سواه
المؤذن:أشهد أن محمد رسول الله.
السجاد: أسألك بحق محمداً أتسكت حتى أكمل هذا.
«مع يزيد» هذا الرسول يا يزيد جدي أم جدك؟
إن قلت جدك علم الآخرون والناس كلهم أنك كاذب،
وإن قلت جدي فلم قتلت أبي ظلماً وعدواناً
وأنتهبت ماله وسبيت عياله فويل لك يوم القيامة
فكان جدي خصمك
يزيد مع المؤذن أقم للصلاة
همهمة
صوت يزيد: حين يقطع النخل يئن ـ
وفي شباك هذا الأنين يتيه الحلم ويرتبك المعنى ـ
ولا خلاص من هذا المأزق سوى رأس الحسين ..
يزيد: ستعلو عنده الوجع المر
وننهل من بشائر البهجة صحوة هذا النصر ...
صوت يزيد: أجلب الرأس في طست من ذهب
فهو رأس عزيز
يستأهل الذهب
يزيد: من المؤكد سيكون حينها الحوار
مع علي بن الحسين أكثر بلاغة
صوت يزيد: إكظم الفرحة عنهن
سيحاولن النظر إلى الرأس
يزيد: وأنا أشده لأغرس العويل
في قلب تمرد على الرعشة
وما لاحت له رعشة خوف من هيبة ملك لا يقاوم
وحينها سأعبث بالعصا هكذا وأنكث ثغر الحسين
:ـ يوم بيوم بدر..
يحيى بن الحكم :

لهام بجنب الطف أدنى قرابة من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل
سميَّة أمسى نسلها عدد الحصى وليس لآل المصطفى اليوم من نسلِ

يزيد: «بغضب» أي غرس شر هذا الذي يكبر أمام مرآي ...
والله يحيى بن الحكم إن لم تكن أخ مروان لنهض دمك يستغيث بحرف روي
وما كنت نهضت إلي غافياً إلى مثواك فأسكت لا أم لك.
أبو برزة الأسلمي: دعنا نعمر الجسر حياً إلى التاريخ
ونحن أبناء بيوت احتواها الندى المعبأ بالحنين،
شهوداً نصلي فنبصر سموات يقين يافعاً أشهد يا يزيد لقد رأيت النبي يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن بن علي  ويقول أنتما سيدا شباب أهل الجنة قتل الله قاتلكما ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصير.
يزيد: أي باب تلك التي تطرقها يا أبا مرزة الأسلمي،
أتريدني أن أستقبل من يختال صبحي
وينتهك حرمة هذا العرش بالورد والياسمين
ألا يحق لي اليوم أن أبارك هذه اليقظة المتوثبة
لجند رفعت سيوفها لله
كي تورق الراحة والدعة والأمان
«مع العسكر»أخرجوه سحباً وألقوه خارج
هذا العرش كأي ذاو لا بد أن يقطع كي يزكو الثمر
رسول قيصر: لا يديم الملتقى سوى صدق المشاعر يا يزيد ...
كيف يكون الأمان عند عروش هوت فاستهوت ذلتها،
كان عندنا في بعض الجزائر حافر حمار عيسى
نحج إليه في كل عام من الأقطار
ونهدي إليه النذور تعظيما واحتراماً لهذا البهاء،
وأنتم تذبحون بهاءكم وترتجون من هذا العبث رحمة من السماء أشهد إنكم على باطل وما حكمكم إلا ثوب سهرة بليد سرعان ما يبلى
يزيد:ـ هل حقاً أنت اليد التي أصافح بها نصري؟
أم أنت جسر حضارة تمدني لقوم يا لبئس من تمثلهم هذه الجرأة الخاوية «مع جماعة» أقتلوه
رسول قيصر:السلام عليك أيها المذبوح ظلماً يا ابن النبي
همهم
الرأس: لا حول ولا قوة إلا بالله
شخص1: يا لله لقد سمعت الرأس يتكلم
شخص 2: والله كذلك أنا سمعت
شخص 3: لا حول ولا قوة إلا بالله
مجموعة: أيها الناس لقد سمعنا رأس الحسين يقول لا حول ولا قوة إلا بالله
صوت يزيد: لا تضعف فلا مهرب أمامك سوى
أن تقطف ثمار ما جنيت،
وتستلذ حتى بمرارتها
وتنسج من هذا النصر المزعوم مباركة
تهد بها قوى كل خصيم،
وانكأ بكل قلب يترحم على حسين
ولهي النفس بدندنة بلهاء
أصلب الرؤوس على باب القصر
ثلاثة أيام بلياليها علّ هذا النور المنبعث
منها ينطفأ وتنقلب طيبة الرائحة إلى نتن يقزز منها النفس
يزيد: إني لأعجب حقاً
من أين لهذه الرؤوس الميتة
كل هذه النداوة وكأنها ذُبحت تواً .
يا لنفسي كم ثقيل هو الحسد
«مع الجماعة» أصلبوا الرؤوس أمام باب القصر ثلاثة أيام
هند: تصرخ وا حسيناه
يزيد: غطي حجابك المهتوك يا هند ...
هند: ومن أكون يا يزيد انا في محل وقفت فيه زينب أبنة الخيرين أسيرة ..
أنى لشجركم أن يهب عطراً
وأنتم تذبلون غصون آل النبي سعياً لاخضرار
غصونكم الميتة في جذور عاقرةٍ يا يزيد
يزيد: أعولي عليه يا هند
ساندي صريخة بني هاشم،
عجب عليه هذا البليد بن زياد
صوت يزيد: كيف لك أن تعتد
بنصر يفترس شموخك...
يزيد: حتى بيتي ينهض بوجهي
ينحب مع الباكيات توجعاً
صوت يزيد:
يبدو أن ظل هذا الحسين
سيلاحقك ما حييت
يزيد:
لكني سأعبر كل هذا التحدي
بصلافة الغرور،
فالجبل الذي لا يعرب
عن شموخه يستهان به ...يذل ويموت
سأمتطي فرس الحماقة صلفاً لا يستكين
يزيد:«مع جماعته» أنزلوا الرؤوس
واصلبوها على أبواب البلد
وعند أعتاب الجامع الأموي
لنرفعها عنواناً لعنفوان المجد وليكن بعدي ما يكون،
سأهدر ما تبقى لي من شجر،
أقف أمام أحزاني عارياً أتوسّم فيها جفناً
ينسدل فتنتهي أوجاعي
الحرس: كيف لي أن أقفَ في عرش
دون مقدرة من عون أو نصرة
وآل نبي الله أسرى في محفل
يغيب حاضره آه يا وجعي
يلتفت الرجل الشامي ليركز كل جراح القلب
الرجل الشامي: يا أمير المؤمنين
ألا تهب لي هذه الأمة لتخدمني
يزيد: لو أردت لفعلت.
زينب: إلا أن تخرج عن ديننا
يزيد: إنما خرج عن الدين أبوك وأخوك.
زينب: بدين الله ودين جدي وأبي وأخي إهتديتَ أنت وأبوك إن كنتَ مسلماً
يزيد: كذبت يا عدوة الله.
الحرس: كأنه مزق أنياط القلب
بجرأته كنت أصيح بداخلي ويحك ...يزيد هذه زينب
زينب: أنت أمير متسلط تشتم ظالماً وتقهر بسلطانك.
الحرس:ـ هذا القصر يتحول إلى مجرد صرير
باب مسدود
الرجل الشامي: يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية لخدمتي.
يزيد: «يركله» وهب الله لك حتفاً قاضياً قم ..اتعرف ابنة من؟
الشامي: ابنة من؟
يزيد: انها فاطمة بنت الحسين
الشامي: ابن علي
يزيد: نعم
الشامي: لعنك الله يا يزيد أتقتل عترة نبيك وتسبي ذريته؟!!!
والله ما توهمت إلا أنهم سبي الروم
يزيد: والله لألحقنك بهم «مع الحاجب» اقتلوه
صوت يزيد: مثلما الحرب خدعة
فالسلم خدعة
والحكم خدعة
والعرش ........
يزيد: وهذا الانكسار الذي ألوذ به الآن وأنا المنتصر في حومة الوغى ـ
صوت يزيد: خدعة وليس هناك إلا حقيقة واحدة
الحقيقة الوحيدة التي لابد أن تؤمن بها هي أن الحسين بن علي لابد أن يموت ..
لابد أن يقتل وما يجري اليوم هو
أهون مما كان يجري وهو حاضر
يبصق في وجه القصر ومن فيه ...
يزيد: حرائق هذا القلب لاتهدأ
حتى بت أرى القصر قبراً ..
فها أنا أختنق في كل لحظة ..
أنا الذي كنت أظن أني أسرج الحلم براقاً يغصمني
قلق الأرض .
أجوب العوالم هيبة وفرحاً،
وإذا بي أعيش دنيا خادعة،
كل شيء في خدعة
أنا وعرشي
وهذا الزيف المترهل في هوامش لاتنتهي ..
خدعة،
خدعة
حتى صرت أخشى
أن أموت لاكما يموت الناس
خشيت أن أخدع الموت
أو يخدعني فمت قبل الموت
زينب: أظننت يا يزيد
حيث أخذت علينا أقطار الأرض
وآفاق السماء فأصبحنا
نساق كما تساق الأسارى
أن بنا على الله هواناً
وبك عليه كرامة.
يزيد:ـ أيمكن أن نكتشف يوماً أن النصر الذي تغنينا به ما هو الإحماقة غلبة لاغير
في كل شغف ترى بهجة تنهش الرؤيا لتصحو البهجات مرمدة
صوت يزيد: لقد أهملت إدامة البهجة وتصرفت على سجية المنتصرين ...
زينب:نظرت في عطفك جذلان مسروراً
حين رأيت الدنيا لك مستوسعة والأمور متسقة. فمهلاً مهلاً.
يزيد: من حقي أن أحمل جنتي سماوات زهو،
فأنا الذي حملت على أطراف أهدابي إرث عرش كاد يموت،
حتى معاوية أبي لم يجرؤ على المواجهة،
فاحمل بدل السيف عكاز دهاء
مكشوف المعنى
معروف المغزى
أنا من أمطرت الدنيا سيوفاً
تروى السقائف
كي ينمو حوت أمية
إرثاً عربياً واهم السمات
لا هو بنبي ولاهو إمام ـ
ولا وصي ولا معصوم
أغرقت الطرقات شذى لإستكانة لأصحو فيها
وبدل الضلع كسرت الوفاء
وأبدلت المسمار سنابك خيل أرعبت الطفوف ....
زينب: أمن العدل يابن الطلقاء
سوقك بنات رسول الله سبايا
تحدو فيهن الأعداء من بلد إلى بلد.
صوت يزيد:ـ الخطى التي لاتتسعها البراري،
عليها البحث عن عوالم تسع الخطوات،
دع الكلام، وعطل السمع يا يزيد،
فما عادت الأحاديث تحتوي الأحداث الجسام
يزيد: أنا صوت ابن الطلقاء إليكم،
أنا الثأر المبيت في غمد الأحداث
أنا مديات كل سؤال تلوكه
أفواه المجالس أو المدارس في قابل الأيام
أنا الحلم الكائن الذي يلاعب القرود
ويسفك دم الحسين
الذي لم يجف بعد
ويبدو أنه لن يجف أبداً
هل أنا مطالب بسقي اللاهثين إلى الطفوف،
لا حتى الرأس المقطوع ساميته ظمأ
كي تدرك زينب هذا المعنى الذي تعيبني عليه
زينب: كيف يرتجى مراقبة ممن لفظ فوه أكباد الأذكياء
ونبت لحمه من دماء الشهداء ـ
وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت
من نظر إلينا بالشنف والشنآن
تهتف بأشياخك. فلتردن وشيكا موردهم
ولتودن أنك شـــللت و بكمت
ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت.
يزيد: هذا هو الحجر الذي لا ينبض ـ
وهذا هو بريدي لكل التواريخ المنقضية
والقادمة سأدخل العويل إلى كل بيت
بقائم عرشي أو عرش أبنائي من بعدي ـ
لنا الحياة بما فيها وإن جاء جدك بالصلاة ها نحن نصلي ـ
نحمد الله على نصر جعلنا بالخير ـ
حقك يا بنت علي حين تجهلين بروق المرجان المتوج على صدر العرش ـ تقرأين من دعاء النائمات صهيل خيول ..لتهدم عرشاً يحميه رجال من كل صوب. ـ
البلاغة ليست سيفاً يحز وريد السلطة ولا الدعاء قاعدة على رد قصاص إن كنت تريدين القصاص.
عندي السيوف الخيول المال والجاه والسلطان ولكم رئة الدعوات.
زينب:اللهم خذ لنا بحقنا وانتقم لنا مما ظلمنا وأحلل غضبك على من سفك دماءنا وقتل حمانا
يزيد: أي أفق ينادمني اللحظة..
حقاً أن لمحمد نصرة حتى بعد موته
وها هي أبنة علي تقف أمام الناس،
تمزق لي جبروتي
وإذا بي أكتشف أن وجاهة هذا السلطان خريف
والعروش خدعة
نحن ابتكرناها.....
وهل علينا أن نبقى نحمل جنائزنا
على أكتافنا أرضاءً لرسول مات
هل سنكفر عن قتلنا للحسين مثلاً بتوبة طائعة ـ
صوت يزيد: لا تعالج سراب الظنون بهمهمة واهية
يزيد: يبدو أن كل شيء يتمرد عليَّ الآن
حتى نفسي كبرت وساوسها وتباينت هواجسها وتارة تأخذني صوب ندمي وأخرى تنهض في بروق خطواتي الأولى
صوت يزيد: وأبنة علي وضعتك أمام الله
هل ستخيفه بملك أو جاه أو تتوعده
يزيد: ما عدت أعرف إلى أي دين أنتمي
ما يهمني أن أصنعَ من هذه الأمة
جثامين تحمل زهو الحكم يقينا ولذلك سأغدق عليها خير ما يهب سلطان
سأشيد لهم القصور الفارهة
والضياع النظرة
سأجعل من ظلال هذه السيوف الوارفة مجداً
تراتيل صلاة تبتهل بها المساجد
سأبتكر لهم ألف خدعة
تبعد عنهم عذابات الضمير
زينب:فكد كيد واسع سعيك
يزيد: سأسعى دون كلل ولا ملل
زينب: وناصب جهدك فوالله
لا تمحو ذكرنا
يزيد: سأمحيه
زينب: ولا تميت وحينا ولا ترحض عنك عارها
وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد يوم ينادي المنادي

ألا لعنة الله على الظالمين.
ألا لعنة الله على الظالمين
ألا لعنة الله على الظالمين

 

 

حصريا الى موقع كتابات في الميزان

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/28



كتابة تعليق لموضوع : مسرحية الخدعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : محمد عبد العالي ، في 2012/01/17 .

الرائع علي حسين الخباز
اناملك التي كتبت هذا العمل تصرخ ان المسرح منبراً حسينياً معطلاً




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net