صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

حوار مع الدكتور علي حسين يوسف  : النقد الأدبي وخيارات المرحلة الراهنة
علي حسين الخباز

 س:ـ ما هي مميزات لغة الأدب؟ وبماذا تختلف عن لغة الاعلام, وهل يمكن القول أن اللغة الاعلامية شوهت معالم اللغة الأدبية أو انها عادت عليها بالنفع والشمولية؟
د. علي حسين يوسف :ـ للحديث عن لغة الأدب لا بد لنا التطرق للكيفية التي تؤثر فيها اللغة سلباً أو إيجاباً بالمتلقي, كيف يؤسر المتلقي لنص ما؟ وما الذي يجعله واقعاً في فخاخ ذلك النص؟ وبغض النظر عن الجوانب الذاتية المرتبطة بأنا المتلقي، وحاجاته المختلفة في توظيف النصوص نفسياً ــ فهذه مسألة شائكة حقاً ــ فإن للنصوص بحد ذاتها عوالم متعددة من الجاذبية, واللغة إحدى هذه العوالم، بل أبرزها، فضلاً عن عمق الرؤى وجماليات الأساليب ودقة الأفكار.
 لكن الأدب لا يكون أدباً إلا بلغة خاصة، ومكمن هذه الخصوصية في الخيال المغاير الذي تعضده الرؤى والأساليب والأفكار, فالخيال بحد ذاته ربما لا يخلق لنا لغة أدبية ما لم يكن مولدا للمغايرة, إذ أن عمق التخيل يقاس بما يصنعه من مخلوقات جديدة غير مألوفة, وعليه فإن لغة الأدب لغة خيالية مغايرة, فلا يمكن أن يكون المألوف اللغوي أدباً, مثلما لا يمكن أيضاً أن نعد كل خيال أدباً..!
 وإذا عدت اللغة الأدبية أو الأدب عموما أداة ناجعة للحوار والتواصل، فإن ذلك لا يعني أن غاية الأدب هي الإبلاغ, فالجنبة الذاتية في الأدب قد لا تُعنى بهذه الأمر أساساً؛ يعني هذا أن الأديب لا يشترط على نفسه أن يكون جماهيرياً دائماً، فلطالما ظلت المعاني حبيسة النفوس لا يعرفها إلا الأديب وحده، لكن هذا لا يعني شيئاً سلبياً، بل هو مدعاة لجعل النصوص مثابات لقراءات متعددة وتأويلات متباينة، وهو بحد ذاته أمر يحسب للأدب نفسه.
 وعليه يجب التأكيد على أن الأدب بما هو أدب لا ينزع جلده لصالح أي لغة، لكنه قد يشترك مع لغة الإعلام أو مع لغة الأدب أو مع الفلسفة في وظيفة من وظائفها, وهذا أمر بدهي لا جدال فيه, لكن أن تتحول لغة الأدب إلى لغة فلسفة أو لغة اعلام خالصة فهذا أمر قد يُخرج الأدب ــ بما هو أدب ــ عن هويته, مع العلم أن الأمر ليس مطلقاً, فقد قيل عن جمهورية افلاطون، وعن هكذا تكلم زرادشت وعن خواطر باسكال ومؤلفات نقولا برديائيف أنها نصوص أدبية رغم أن كتابها فلاسفة محترفون يرومون فلسفة الوجود، بل قيل الأمر ذاته عن كتاب دارون أصل الأنواع، أنه مكتوب بلغة أدبية رغم أنه كتاب في العلم.
إن ما قدمته العلوم عامة للأدب يعد بالشيء الكثير، فالأدب في إحدى نواحيه يعد قراءة جمالية للوجود، وهو أيضاً محاولات مستمرة لاستكناه أسرار الانسان بطريقة خاصة حاله في ذلك حال كل العلوم التي تسعى إلى أن تقرأ العالم من جانبها، بما ذلك لغة الاعلام التي تسعى أن تقدم العالم بطريقة ميسرة مفهومة.
 وبذلك، فإن هناك مشتركات كثيرة، فقد أفاد الأدب من الصحافة فائدة جلى تمثلت في تعريف أكبر عدد من القراء بالمنتجات الأدبية، ومن ثم فقد وسعت من دائرة النقد بأن جعلت القارئ ناقدا، ومن ثم فإن لذلك مردودا ايجابيا على الأدب والأدباء، ومن جهة أخرى أجبرت ــ إن صح التعبير ــ الصحافة الأدب أن يكون قريبا من الناس, لكننا في الوقت عينه، يجب أن لا نغفل بأن للغة الاعلام فخاخها هي الأخرى التي طالما أوقعت الأدب في المباشرة والسطحية والمجاملات والتسرع على حساب مراعاة الصنعة الجمالية. .
ولغة الأدب تخضع لسنن التطور والتبدل، فاللغة بصورة عامة مؤسسة اجتماعية، وهي محصلة تفاعل بشري وظروف تاريخية واجتماعية واقتصادية، وعليه فإن الحديث عن مسؤولية الانسان لأن يبدل لغته بتبدل الظروف التاريخية والانتقالات الحضارية يعد تحصيل حاصل, فأنا الآن في هذه اللحظة لا يمكن أن أكتب كما يكتب الجاحظ أو ابن العميد، ولا يمكن لي أبداً أن أكتب كما يكتب كاتب سيولد بعد ألف سنة ليس لأني أردت ذلك؛ بل لأني وما أكتب نتاج مرحلة تاريخية لها خصوصيتها التي وسمتني بسماتها, إلا أن غير المعقول أن أجهد نفسي وأتقمص شخصية الجاحظ لأكتب كما كان يكتب، فإن ذلك مدعاة للتندر والاستغراب, لكن هذا لا يعني بحال من الأحوال الوقوف حياديين أمام اللحظة، فلابد أن نعي مرحلتنا وما تتطلبه لنكون أناسا فاعلين ومثقفين عضويين، ولا يكون ذلك إلا بالانتباهات المستمرة التي تجعلنا جزءاً حيويا من اللحظة التاريخية, فإن لكل مرحلة استعداد خاص ولغة يجب أن تعيها.
 فما نحتاجه الآن في مرحلة ما بعد الحداثة على سبيل المثال لابد أن يكون صادرا عن وعي لا سيما أنه مثل لنا نحن العرب انتقالة حضارية مفاجئة، حركت سواكن كثيرة لم نكن نعتقد يوما أنها سوف تتزحزح عن أماكنها, فلم تعد تلك الخطوط الحمراء كما كانت فقد ضعفت سلطة الأدب الورقي أمام ما تقدمه الميديا، مثلما ضعفت سلطة الأب والمعلم أمام سلطة الحرية الواسعة.
 ولابد أن نؤكد أن النقد - بوصفه أداة فكرية فاحصة - عليه أن يعكس طبيعة الفكر السائد عن طريق المبادئ والمفاهيم والآليات الذهنية التي توظف في الممارسة النقدية, وليس من الصحيح أن يتعالى النقد على زمنه الراهن, أو يكون دون معطياته المعرفية؛ لكي يصح في تلك الحالة أن يوصف بأنه ممارسة أصيلة أو أنها غير أصيلة، فلا قيمة لأي منتج فكري لا يعكس زمنه الثقافي, ولا يتصف بخصوصية منتجه المميزة, فالنقد طريقة في التفكير، تسهم في تكوينه معطيات محلية اولاً, ثم انه يفيد من ثقافة الآخر.
*** 
س:ـ هل نحتاج الى لغة جديدة لنضمن التواصل مع مبتكرات الحداثة مثل (الأدب الالكتروني، التفاعلي، الرقمي..)، وكذلك الادب الافتراضي والتوليفي والتوليدي والفرجوي.. هل علينا ان نعمل خارج شروط اللغة؟  
 د. علي حسين يوسف:ـ لقد أصبح من الواضح اليوم, أننا ــ نحن العرب ــ نعيش مرحلة بروز التجليات الحداثوية في منتجنا الفكري عامة, والنقدي خاصة, بشكل كبير, لا سيما بعد أن عبرت افكار ما بعد الحداثة موطنها التي نشأت فيه الى بقاع العالم كافة, وأصبحت فكراً كونياً يتمثله الفكر العالمي عامة, ومنه الفكر العربي.
 إننا نعتقد أن الفكر عامة, والنقد خاصة, لا وطن له, ولا يصح له ان يقبع داخل اسوار المحلية, او يمنع من التصدير, فالنقد ممارسة ممكن ان تكون سبباً ايجابياً وناجعا للتفاعل البشري في انحاء الارض كافة ــ وهكذا كان في اغلب تاريخه ــ مع الاخذ بنظر الاعتبار بعض الخصوصيات المحلية التي يمكن تجاهلها او تحويرها او الافادة منها في حال عبور المنتج النقدي من ثقافة لأخرى. 
 ومع ضرورة أن يتمثل النقد الثقافات المحلية الحاضنة, وأهمية ذلك في توظيف العمق الحضاري والثقافي للشعوب, إلا أن هذا لا يقف حاجزا امام استثمار الآخر بما يناسب تلك الثقافات .
 ومن خلال هذا التفاعل وهضمه في بوتقة الممارسة، يمكن القول أن النقد يكتسب هوية ثالثة, لا يمكن الزعم بأنها مستوردة تماماً, مثلما لا يمكن القول بأنها محلية تماماً, وحينئذ يمكن وصفها بالهوية الثالثة تساوقا مع الثلاثية الهيجيلية, وفي تلك الحال يمكن ان توضع على الممارسة النقدية لافتة اللغة التي يكتب بها.
** 
س:ـ أين نحن من توجهات ما بعد الحداثة؟ هل نتمسك بالالتزام الأدبي وقصدية الكتابة في الوقت الذي يؤمن فيه النقاد بكسر قواعد اللغة والخروج عن التقاليد الثابتة؟ ما مسعى فلسفة ما بعد الحداثة, هل يكمن في التأكيد على السياقات الخارجية أو على الأنساق الداخلية؟
 د. علي حسين يوسف :ـ كانت أفكار ما بعد الحداثة بالضد من أفكار الحداثة, فالأشياء ترتبط بعلاقات بنيوية لا تقوم بدونها، ولا يمكن انفصال بعضها عن بعض رغم اختلافها, فقد أكد دريدا بأن الشيء لا يمكن معرفته إلا باختلافه عن غيره أي باستحضاره لغيره, والعقل يمثل عملية خلق مفاهيم بحسب ديلوز وغاتاري... إنه صناعة مستمرة ومتغيرة وليس جوهراً مقدساً ثابتاً, بل هو صيرورة, وليس هذا وحده بل أن الأمر تجاوز الى تصور العقل بأنه ليس شيئاً موجوداً وجوداً مستقلاً بل أن وجوده يعتمد على وجود ما ليس بعقل أي على وجود اللامعقول, فالعقل واللا عقل، والمعقول واللامعقول لا يمكن تصور أحدها بمعزل عن الآخر, بل أن وجود أحدهما شرط وجود الآخر، لكن هذا لا يعني الدعوة الى الفوضى، بل هي دعوة الى ما يمكن تسميته بعقلنة اللامعقول؛ لإدخاله في ساحة المفهومية والنقد.
 إن ما بعد الحداثة آمنت بأن المستبعد أو المخفي أو المستور أو المرذول أو حتى التافه في الفكر البشري بصورة عامة قد يكون ذات قيمة اكتشافية أكثر ما تحمله المعاني الظاهرة والعلنية من القيم بكثير, بل لقد جرى التأكيد على كل ما هو هامشي باعتباره المعبِّر الحقيقي عن النشاط الانساني المكبوت والمنسي والمغيب, وكأن تأثير فرويد بان واضحاً في هذه النقطة بالذات. 
 فالعقل بهذا المعنى أصبح مشروعاً للإنتاج والصقل وإعادة الفهم والبحث عما هو قابع وراء العقل, وبهذا لم يعد مهما عند ما بعد الحداثة أن نتكلم عن العقل كجهاز مركزي ثابت، أو نتكلم عن الانسان بأنه انسان عاقل، بل على العكس أن كلاما من هذا القبيل قد يكون في حيز اللامعقول, فالإنسان الآن فقط يجب أن يتخلص من سيطرة الأفكار المسبقة والجاهزة والقارة... يجب أن ينعتق من عبودية الأساطير وأسطرة المفاهيم وعبادتها، عليه أن يكتشف انسانيته في كل لحظة.
  وما بعد الحداثة بمعنى آخر وجه من وجوه الحرية الجديدة والتواضع العلمي؛ إنها نسف لأسس كل ما هو معطى أولي لا يقبل النقد وضرب متعاليته، ونسف أصوله ومبادئه الموهومة... تنسفها كلها من أجل تفكيكها والحفر في طبقاتها وطياتها لكشف حقيقتها، وتعرية اختلافها، وإظهار تناقضها، وتبيين تشتتها.
 إنها أيضاً تعنى بالجزيئات بعد ما ظهر أن الكليات تفسر الواقع على انه تمثل للغيب, وبهذا فإن تفسيرها هذا قد أدى الى فضح ما كان يسمى مبادئ أو أسساً ثابتة، فقد بان زيفها حينما اتضح بأنه يخفي أكثر مما يعلن، وقد نجحت ما بعد الحداثة في التأكيد على ذلك التهافت والزيف. 
 ففكر ما بعد الحداثة يقوم أساساً على البحث عن اللا شرعي في داخل الشرعي, وعن اللامعقول في قلب المعقول، وعن الطارئ في قلب الثابت، وبذلك اتضح الآن فقط بأن الأمور ليست على ما كانت متصورة منذ مئات السنين، فليس هناك حقائق أدبية ولغوية ثابتة يمكن أن يعول عليها, لا الكلمات ولا الأفكار ولا المعاني.. لذلك فهي بحاجة إلى تفكيك مستمر وحفر في أصولها لغرض اعادة صياغتها لفتح ابواب جديدة من التأويلات المختلفة, فليس هناك قدسية أو ثبات لعلاقة الدال والمدلول, إنما العلاقة بينهما هشة متموجة قابلة للروغان مع كل حادثة قرائية وموقف تأويلي. 
 وتبدو هذه الافكار أكثر واقعية وأكثر تواضعا مما قبلها، فهي دائما ضد طوباوية الأفكار التقليدية ومثالياتها المتعالية, فقد نظرت للواقع نظرة نقدية غير متعالية, ولم تعول على الماضي أو المستقبل كليا بل آمنت بالراهن والمعيش، فهو وحده القادر على تخليص الانسان من التعلق بالأوهام والآمال الزائفة كما يقول علي حرب.
 وفي الأدب ترفض ما بعد الحداثة التمييز الصارم بين الأساليب الفنية، وتؤكد على الامتزاج بين هذه الأساليب, وتؤكد على السخرية والتهكم والهزل, وتركز على الانعكاسية والتشظي والتقطيع (خاصة في الرواية) والغموض والتزامنية، والتفكيك، ولا مركزية الطرح، والتجرد من الكلاسيكية.
 ومن الناحية الاجتماعية والتاريخية، يمكن القول اننا الآن ومع الايمان بهذه الأفكار، نكون في حالة شبه انقطاع مع الأفكار والفلسفات التي جسدتها الفلسفة القديمة أو النزعة الانسانية بالفلسفة والفن التي أكدت على تماسك الذات الانسانية وعقلانيتها ووعيها وايمانها المطلق بالعلم بتأكيده على أن الحقائق العلمية حقائق أزلية، وأن العلم يؤدي الى التقدم والازدهار والكمال، وأن العقل هو الحكم بين ما هو صحيح وما هو خطأ، وأن الحقيقة العلمية هي الخير والجمال والنموذج لكل معرفة مفيدة اجتماعياً, فقد نادت النزعة الانسانية قديماً، بأن على اللغة أن تكون عقلانية وواضحة ومعبرة عما هو مدرك وحقيقي، وأكدت على وجوب الانطباق التام بين الدال والمدلول.
إن مثل تلك الأفكار القديمة بحسب الرؤية الجديدة توفر المبررات لكل المؤسسات والأنظمة القائمة بتمرير آيديولوجياتها عن طريق طرحها لمسائل الديمقراطية والقانون والعلم والأخلاق في العلن، فيما تمارس ضدانية في الخفاء، فإنها حين آمنت بالعقل قالت باللاعقل، وبذلك مارست استبدادا كارثياً باسم العقل, وحينما قالت بالنظام فقد اتهمت كل من يخرج على أفكارها بالمروق من النظام، وهكذا تعاملت مع كل الاضداد فكل ما هو غير ابيض وغير أوربي غير عقلاني ولا علمي.. لذلك يعتبر جزءا من اللا نظام، ولا بد من استبعاده واقصائه. 
إن القول باللامركزية والتشظي والتشتيت وعدم الثبات يعد من وسائل محاربة آيديولوجيات الشمولية وثوابتها، وكما يرد في دليل الناقد الادبي.
 لقد صاحب ذلك جدل فكري حول هوية هذه المرحلة، فإذا كان مفكرو ما بعد الحداثة مثل: إيهاب حسن، وليوتار، وفوكو، ودريدا.. يرون أنها مرحلة جديدة في التاريخ البشري تستحق أن تسمى بـما بعد الحداثة، فإن مفكرا مثل هابرماس لم يرتض هذه التسمية عادّا ما تمر به أوروبا مرحلة تالية من مراحل الحداثة نفسها.
 وحقا يمكن أن نلحظ جانبا اشكاليا يتمثل في تشابك مفهوم الحداثة مع مفهوم ما بعد الحداثة, وذلك لسببين: الأول يتمثل في عدم منطقية التسمية (ما بعد الحداثة)؛ لأنها بتقادم الزمان ستولد ما بعد حداثة أخرى، بل ما بعد حداثات أخرى, فبماذا سيكون التمييز بين تلك الحركات .
وفي حقيقة الأمر، وعلى حد تعبير طراد الكبيسي "ليس هناك شيء اسمه ما بعد الحداثة؛ لأنه عندما تصبح الحداثة في مكان أو زمان معين خربة نمطا –عادة- تقوم على أنقاضها حداثة.. أن هناك سلسلة من الحداثات المتتابعة".
 أما السبب الآخر فأنه يتعلق بواقعنا – نحن أبناء الشرق - فللشرق حداثتهم الخاصة المتولدة من واقعهم المحلي, ولذلك لا يمكن تقسيم الحضارة العربية على: ما قبل حداثوية، وحداثوية، وما بعد حداثوية, فللعرب حداثة واحدة اقترنت بظهور الاسلام, لكنها اخفقت في الاستمرار بفعل عوامل لا مجال لذكرها, وعسى أن تكون عودة مسار الحضارات من الغرب إلى الشرق من جديد هو عودة العمق التاريخي في الوعي الإنساني.
 إن هذه الشعوب تعود من جديد إلى المركز، وتأخذ مكان الريادة بدلاً من الوعي الأوربي بحسب تعبير حسن حسن حنفي في كتابه مقدمة في علم الاستغراب.
 ومن الاشكاليات أيضاً: إن المنظرين في هذا المجال قد تبانيت وجهات نظرهم تبعاً لثقافات بلدانهم، وهذا ما يفسر وجود ثلاث مدارس مختلفة عن بعضها للحداثة، فهناك المدرسة الألمانية وريثة النقد الجديد، ورائدها هابرماس والتي ترى أن ما بعد الحداثة يمثل امتداداً للحداثة.
 وهناك المدرسة الفرنسية ذات الأبعاد الفلسفية المتمردة وروادها: ديلوز، وبيير، ودريدا، وبودريارد، وليوتار التي ترى ان ما بعد الحداثة تمثل قطيعة مع الحداثة, أما المدرسة الامريكية ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، فترى أن الحداثة تمثل تعبيرا عن الرأسمالية الجديدة ومن روادها: فريدريك جيمسون وايهاب حسن ورورتي. 
*** 
س:ـ ما نوع العلاقة بين الأدب والفلسفة، وهل يمكن القول بوجود صراع بينهما؟ 
د. علي حسين يوسف :ـ لا يوجد صراع إلا عند من يريد أن تكون علاقة الأدب بالفلسفة علاقة صراع, فما يوجد من مشتركات بين الأدب والفلسفة لهو أكثر بكثير من التقاطعات التي بينهما وحتى تلك التقاطعات لا يمكن أن تصل إلى حد الصراع.
وماهية الصراع إن وجد، تكمن في أن الفلسفة قراءة لا تتغيا الجمال بحد ذاته، فغايتها تأويل الوجود بالاستعانة بالعقل تارة والخيال تارة أخرى، أما الأدب فإنه لا بد أن يقترن بالجمال، ولا بد أن يكون خيالياً.
ومن قال بأن الفلسفة تعتمد العقل، فإن ذلك غير دقيق، فلربما اعتمدت الفلسفة على الخيال هي الأخرى, فمن ينكر على العوالم التي خلقها الفلاسفة والصروح الفلسفية الشامخة خياليتها؟ أفلا يمكن أن نعد محاورات افلاطون نصوصاً خيالية خالصة في روعة الجمال. وفي الوقت عينه، فقد يتفلسف الأديب ويغوص في المعاني بما لا يستطيع الفيلسوف الاتيان بمثله.
ويسعى عقل ما بعد الحداثة أن يلتفت إلى ذاته، ينقده ويفككه بغية إعادة فضح المسكوت عنه الذي مارس سلطة قاهرة آلاف السنين, وهو مسعى جدير بالاهتمام حقا, فمع ما بعد الحداثة عاد الانسان إلى انسانيته الحقة.
ومنذ زمن بعيد، والخطاب الأدبي التقليدي يشوبه شيء من التقديس – اللا ديني – ولا يختلف في ذلك عن الخطابات الدينية، بمعنى آخر أن هذا الخطاب قد ظهر في أغلب الاحيان وكأنه بديل عن كل ما عداه من خطابات, بل إن العمل على هذا الخطاب كان يسير على وفق منظومة ترى أنه لا يمكن صياغة خطاب آخر يكون موازياً ومتجاوزاً لما عرفته الثقافة العربية لمئات السنين.
 كان ذلك يتجسد في الوقوف بوجه كل ما هو غير مألوف وغير متسق مع المنظومة التراثية, بل أن الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل تجاوز ذلك الى التقسيم التعسفي للتراث الأدبي الى جيد ورديء، مما ترتب على ذلك فقدان كم هائل من النصوص الأدبية التي لم تكن بمستوى طموح العقلية السائدة التي تضع الشروط الكفيلة بنجاح وعبور النصوص التي تتسق وآليات السلطة السياسية والمعرفية، وتتجاهل دور المنتج الأدبي أياً كان نوعه في معرفة جزء كبير ومهم من الجذور الثقافية للأمة بوعيها التاريخي. 
 لكننا وبشيء من الجدية الزائدة نتساءل: إذا كان فعل السلطتين المعرفية والسياسية قد أدى الى هذه الثنائية في تقسيم المعرفة الأدبية، فكيف إذا تم التمييز بين ما هو جيد وما هو رديء في الأدب؟ وما هي معايير هذه القسمة؟ ربما لا نظفر بجديد في الاجابة عن تساؤل مثل هذا, لاسيما إذا عرفنا أن السلطة – بالمفهوم الفلسفي – هي من يمارس دور الانتقاء والتغليب, فليس هناك جيد في الأدب مثلما ليس هناك رديء، إنما توجد هناك لعبة تفضيل وانتقاء وتقديس، هذه الممارسة تشتغل بصورة لا واعية على تقويم مؤسسي يخضع لآليات عمل بنيوية لا يمكن أن تعزى للأدب او للسلطة السياسية بمفردها, لكننا يمكن أن نجد ما يفسر عمل تلك الآليات في الطرح القائل: بأن الأدب لا يتصل إلا بنفسه على حد تعبير فوكو, بمعنى أننا لا يجب أن لا نمد أعناقنا بأكثر مما نتحمل طمعاً في العثور على تفسير خارج الأدب نفسه.
 لكن، هل يعني هذا عودة الى تقديس الخطاب الأدبي التي رفضناها في صدر هذه المقالة؟ من المؤكد أن الامر ليس كذلك, فإن انحسار المعرفة التفسيرية داخل المنظومة الأدبية لا يعني مطلقا مطالبتها بتقديم التفسير، بل إنه يمثل دافعاً مهماً للبدء بعملية النقض والتقويض والشك في كل ما يتضمنه هذا الصرح من أوهام انطلت على كثيرين ولعقود طويلة, وما زالت تمارس سحرها في اكثر من مجال, وهذا يعني ان النقض والتقويض هنا كفيلان بكشف المستور في لعبة الانتقاء والتفضيل.
 وبمعنى آخر، فهما يمثلان محاكمة أو مساءلة تبتغي الكشف عن التساؤل القائل: هل التناقض الأساسي الكامن في فهمنا للأدب العربي, والذي جعل هذا الادب يتأرجح بين الاهمية البالغة والمرتبة التي تكاد تصل الى التقديس من جهة وبين الاشتراط الايديولوجي في فهم ذلك للأدب, وهما أمران لا يمكن أن يجتمعا معاً, أقول: هل هذا التناقض من صميم الأدب, وواقعه البنيوي؟
 إننا نعجب بامرئ القيس, وحسان بن ثابت, وجرير, والفرزدق, والكميت, ودعبل, والشريف الرضي, والمتنبي, بوصفهم فحولاً, أو من الطبقة الأولى, أو ممن لا يجود الزمان بمثلهم؛ بسبب أنهم كانوا عباقرة، لكننا في الوقت نغفل حين نتصور العبقرية شيئاً خارج المقاييس الاجتماعية والثقافية.
 ففي الوقت الذي نعجب به بهؤلاء لا يمكن لنا أبداً أن نفهم تميزهم بصورة علمية إلا على وفق فهمنا للثقافة التاريخية التي يندرجون ضمنها, فإن الأدب خاصة والإبداع عامة ما هو إلا نماذج محددة ضمن اشتراطات لا تخرج عن معطيات الثقافة الراهنة والسياقات الاجتماعية والتاريخية والثقافية, وبذلك فإن النماذج الأدبية شبه مفروضة إذ أنها تنتج على وفق شروط معقدة ومتداخلة لا يمكن الفكاك منها بسهولة.
 ثم إن السؤال الأساس: لماذا هؤلاء دون غيرهم؟ قد لا يجد المرء جواباً مباشراً دون أن يتعرف على آليات السلطة المعرفية التي بموجبها كان هؤلاء يمارسون دورهم الريادي في الثقافة العربية. 
هذه الثنائية تدفعنا للبحث داخل بنية الأدب للكشف عن نوع من الخطاب المسكوت عنه بوصفه جزءاً صالحاً وأساساً حقيقيا للخطاب المعلن, على اعتبار أن الخطاب المعلن يمثل حالة تجاوز وعبور للمسكوت عنه، بحسب آليات المنظومة الثقافية العربية.
 لا بد أن نفهم أن هؤلاء الشعراء بوصفهم نخبة ممتازة كانوا متجاوزين داخل نسق مألوف, مما جعلهم ممثلين لنوع من المعاني الأحادية الجانب, وفي الوقت ذاته كانوا خاضعين لذلك النسق المألوف، لذلك لم يستطيعوا الغاءه تماماً في شعرهم، لذلك ظلوا يدورون في فلكه، مما سمح لهم أن يكونوا محط اعجاب وثناء.
 إن حدية الشخصية العربية في التقبل والفهم، وجديتها الزائدة أسست لنوع من العجز في تجاوز ما هو مألوف, وجعلت من تلك الشخصية لا تولي أدنى اهتمام لما هو منسي ومهمل في الثقافة, مما أدى الى نوع من البطريركية الثقافية, وأدى أيضا الى انكماش فظيع في فهم الانسان العربي لذاته, وجعله يدور في فلك ثقافة كلامية لا تمثل سوى الجزء الظاهر والمفتعل من شخصيته.
 إن هذا التعامل الآلي مع الأشياء لم يضع في الحسبان استحالة تعاطي الأدب من داخل المنظومة التي يشتغل عليها, بل لا بد من الانطلاق من السياقات الخارجية, بمعنى آخر لا بد لنا أن نتخلص من الكهوف الموروثة على حد تعبير بيكون لنمارس التجاوز بما تمليه متطلبات اللحظة. 
***
س: ما تأثير النهضة الحسينية في الأدب العربي؟ وما خصائص الشعر الحسيني؟ وما مميزات الصورة الحسية، ووظائفها في الشعر الحسيني؟ 
 د. علي حسين يوسف:ـ إن أهم ما أفرزته واقعة الطف ذلك الأدب الخاص المتميز الذي من الممكن ان نطلق عليه: أدب الطف أو الطفيات.
 لقد ابتدأت رحلة الرثاء الحسيني بعد مصرع الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء مباشرة، وقد تمثَّلت بالمقطوعات التي كانت تعبر عن الحزن لما حلَّ بأهل البيت (عليهم السلام)، والرفض لما اقترفته السلطة الحاكمة بحقهم، ثم تطور الرثاء إلى قصائد عامَّة في أهل البيت، ولاسيما عند الكميت، ثمَّ صارت المرثية الحسينيَّة قصيدة قائمة بذاتها، تزخر بالمفاهيم العقائدية، وقد وصلت إلى أعلى مستوياتها البنائية عند الشريف الرضي. 
وفي النصف الأول من القرن العشرين، كانت المراثي الحسينيّة على اتجاهين: تقليدي حاول الشعراء من خلاله اقتفاء أثر السلف من الشعراء في الموضوع والبناء، وتجديدي برز فيه تأثر الشعراء بالثقافات الجديدة.
وقد تحولت القصيدة الطفية عند الشعراء المعاصرين الى موقف ثوري رافض لكل انواع الحيف السياسي والاجتماعي, وقد غادرت بعض مفاهيمها التقليدية لتكون نابعة من صميم الجماهير. 
 وكانت المحاور الأساسيَّة في هذه المراثي تدور حول شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه، والسيدة زينب، وأعداء الحسين.
 المقدمات الطفيَّة، فقد عبرت عن وعي الشعراء وإيمانهم بالمضامين التي تضمنتها الثورة الحسينيَّة، ولم تستوعبها المقدمات والقصائد التقليديَّة، لذلك كان من أهم أنواع تلك المقدمات، مقدمة المناجاة التي عبَّرت عن رؤية عقائديَّة تجاوزت مفاهيم البكاء والحزن المجرَّدين.
وبما أن تلك المقدمات وظفت لتكون منسجمة ورثاء الإمام الحسين (عليه السلام)، فلم يكن التخلص منها إلى الغرض صعباً متكلفاً، فقد تميَّز بالانسيابية والسهولة، وعلى الرغم من ذلك وجدت أنواعاً من التخلصات بالأدوات أو بغيرها في مراثي هذه الحقبة.
وكانت خواتيم المراثي تتوزع بين طلب الشفاعة، أو التوسل بالأئمة، أو استنهاض الإمام المهدي (عليه السلام)، أو السلام على الحسين (عليه السلام).
ومن الطبيعي أن تكون ألفاظ المراثي دالة على مفاهيم الحزن، ومستوحاة من واقع معركة الطف، وقد توزعت على أسماء الأعلام الذي كان اسم الإمام الحسين أبرزها، وألفاظ الزمان، والمكان، والأسلحة...
يمكن أن توصف مراثي الإمام الحسين (عليه السلام) بأنها كانت معبرة عن مرحلتها، دالة على ثقافة عصرها، حاول الشعراء من خلالها التوفيق بين الذاتي والموضوعي، وبين الفن والمضمون، وبين قيم الماضي وثقافة الحاضر، فكانوا في ذلك معبرين عن قيم مرحلتهم الفنية، ومجسدين لصورة الحياة الادبية، لذلك يرى الباحث أن توجه الجهود إلى مزيد من الدراسات لوضع اليد على ما تزخر به تلك المراثي من قيم موضوعية وفنية.
وللشعر الحسيني خصوصية تتمثل في صدق العاطفة، فهو أدب صادر عن نفوس لا يمكن لها إلا أن تكون صادقة، فقد تعلقت تلك النفوس بأمل كبير بل بخلاص محقق، فقد تاقت لمعانقة الحرية بعد أن عانت من ربقة الشهوات وضنك الواقع, فالأدب الحسيني أدب تطهيري بالنسبة للمبدع وللمتلقي معاً، فكم من قصيدة كانت سبباً في تحويل حياة ناظمها من حال إلى حال.
 هذه المعاني الرافضة لظلم السلطة، والتي كانت نتيجة للشعور بالظلم والإحباط، كانت الأساس في إشعار الأمة بأنَّ قوى الخيـر ستظلّ مستهدفة ما لم تكن هناك وقفة تحدٍ، وهو ما تجسَّد فعلياً على أرض الواقع بالثورات الكثيرة التي قامت بوجه الأمويين بعد وقعة كربلاء، لذا يمكن القول أنَّ عبيد الله بن الحر الجعفي، هو الذي وضع لمن جاء بعده من الشعراء التقاليد الفنية لرثاء الحسين، وأنه هو الذي مهد لهم الطريق، وذلل مناكبه، حتـى أصبح رثاء الحسين موضوعاً أساسياً من موضوعات الأدب الشيعي.
وللصورة الحسية سطوة كبيرة في المشهد الشعري الحسيني؛ بسبب قربها من معاناة رجل الشارع الذي لا طاقة له للتأمل والتفرس في المعاني, فالمتلقي هنا يبحث عن أقصر الطرق الذي تجعله أمام الحسين وجهاً لوجه.
 ويعد التصوير الحسي من أبسط فنون التصوير، وأقربها إلى بيئة الشاعر، ولاسيما وأنه يعتمد اعتماداً أساسياً على التشبيه الذي يقوم بدوره على الموازنة بين أمرين، يحاول الشاعر استمدادهما من واقعه بوساطة حواسه، مما يضفي على الصيغ الشعرية شكلاً من الصنعة الفنية، يقول عبد القاهر الجرجاني: 
 إنَّ لتصور الشبه من الشيء في غير جنسه وشكله، والتقاط ذلك له من غير محلته واجتلابه إليه من النيق (المكان) البعيد باباً آخر من الظرف واللطف، ومذهباً من مذاهب الإحسان لا يخفى موضعه من العقل. 
ولعلَّ من أهم فنون التصوير الحسي في مراثي الإمام الحسين (عليه السلام) تلك الصور التي اعتمدت على حاسة البصر، يقول محمد حسن أبو المحاسن: (من البسيط): 
دريئةٌ لسهــام القوم مهجتُــــه ... كأنَّه غرضٌ يرمـــى ويرتشـــق
فقد جعل الشاعر المفردة (غرض = المشبه به) نكرة في إشارة إلى استخفاف القوم بحرمة رسول الله (ص) فجمع بذلك الحزن بالغضب، مما جعل الطابع الانفعالي في الصورة واضحاً، من خلال تأمل المتلقي لتلك السهام، وهي تنطلق نحو جسد الإمام (عليه السلام). 
 وقد حاول الشعراء توظيف خيالهم في صياغة صور بصرية جديدة، معبرة عمّا في أذهانهم من معانٍ وانفعالات، ومنسجمة مع تجدد الذكرى الحسينية، قال الشاعر إبراهيم الوائلي (من الكامل):
يا يومَ وقعةِ كربلاء كفــى أســىً ...    الاّ يطاقُ تصبّــر وتجلــــــدُ
ودم الحسين الطهــر كل عشيــــة ...     شفق بآفاق السمــــاء مجسَّـــدُ
من خلال الاعتماد على التشبيه المؤكد – وهو ما حذفت منه أداة التشبيه – (دم الحسين شفقٌ)، حاول الشاعر رسم صورة بصرية موحية برفض الخنوع والاستسلام من خلال تشبيه دماء الحسين بالشفق في إشارة إلى خلود مبادئ الثورة الحسينية، المعبرة عن قيم البطولة والتحدي.
 وقد يستوحي الشاعر صورته من الموروث الشعري، لكنه يضع لمساته المعاصرة عليه لتعبر عن المعنى الذي يبتغيه، كقول عبد الحسيـن الحويزي (من الكامل): 
وبسدفــةِ النقــع المثار تخالـــه ... بدراً تحفُّ بــه نجومُ سمــــاءِ
قد ذكَّر الأعداء بدرُ جبينـــــــهِ ... بدراً فهاجتْ في لظــى البغضـــاءِ
فالتشبيه بالبدر والشمس مألوف في الشعر العربي القديم.
*** 
س: ـ رأيك في الحراك الثقافي في العتبات المقدسة في العراق؟ وما تقوم به من فعاليات النشر الدوري والمجلات المعتمدة والندوات والمؤتمرات والمهرجات؟ 
د. علي حسين الخباز :ـ للعتبات المقدسة مساهمة كبيرة في تفعيل الحراك الثقافي من خلال السعي الدائم في التأليف والتحقيق وطبع الإصدارات ونشرها وإقامة المهرجانات والمسابقات. ومن حسن حظ الثقافة العراقية أن تنال رعاية مؤسسة كبيرة وهامة مثل العتبات الدينية, فالعتبات المقدسة: العلوية، والحسينية، والعباسية.. دونت سجلاً حافلاً بالمطبوعات على صعيد التأليف والتحقيق والنشر، وهذا أمر واضح للجميع. 

          


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/20



كتابة تعليق لموضوع : حوار مع الدكتور علي حسين يوسف  : النقد الأدبي وخيارات المرحلة الراهنة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : علي ، في 2018/03/27 .

يكفيني فخرا اني تلميذكم

• (2) - كتب : عبدالحسين خلف الدعمي ، في 2018/03/26 .

قل مانجد كاتباً رائعاً متألقاً يتمتع بنكران ذات كالناقد الباحث والأديب الشاعر والإعلامي المثابر الأستاذ علي الخباز وفقه الله ورعاه متألقاً في عالم الثقافة فكل يوم يطل علينا بالممتع المعرفي الجديد وقد كان موفقاً بإطلالته علينا مع متألقٍ آخر أضاف للنقد العربي ولثقافة الإستقراء أبعاداً تتسم بالقدرة الخلاقة لكاتبها الناقد الأدبي الأستاذ الدكتور علي حسين يوسف رعاكما الله وأدام عطاء ينابيع المحبة والحرف دائماً . عبدالحسين خلف الدعمي




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net