صفحة الكاتب : حسين الركابي

متسولون في بلادي
حسين الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قبل عدت أيام ليس بالبعيدة،  أثيرت ضجة كبيرة على الفضائيات وصفحات التواصل الإجتماعي،  على برنامج تلفزيوني عرض على قناة( الفرات الفضائية) الذي يقدمه الإعلامي علي عذاب،  في برنامج( من الواقع) هذا البرنامج كل حلقه يتناول موضوع معين؛  أو ظاهرة إجتماعية،  مثل السحرة ودار المسنين وغيرها.  

الإعلامي علي عذاب:  هذه المرة تناول ظاهرة دخيلة وخطيرة على المجتمع العراقي،  لا سيما وان هذه الظاهرة أصبحت تتفاقم بمرور الايام،  وصارت تهدد الفتيات والشباب،  كونها حصول أموال بلا تعب وعناء،  مجرد الوقوف في التقاطعات،  واستدرار عواطف المارة؛  واصحاب المحلات،  وان الشعب العراقي معروف بعاطفته وكرمه وطيبة القلب،  الذي تربى عليها وورثها من أصوله العربية والإسلامية.

هنا لا أريد أدافع عن مؤسسة الفرات أو الإعلامي علي عذاب، لكن أوضح للراي العام بعض ما توصلت اليه،  من خلال هذه الضجة والزوبعة الكبيرة،  أن الإعلامي علي عذاب تناول ملف خطير،  وتقف خلفه شركات وشخصيات،  وربما أحزاب سياسية وله إمداد دولي،  كي تصبح ظاهرة إجتماعي،  وارض خصبه لتمرير أفكار وأيديولوجيات معينه،  تدر منفعة لأصحاب القائمين عليها.

هذه الظاهرة( التسول... المجاديه)  التي أصبحت بإعداد مخيفة،  وظاهرة غير حضارية في الشوارع والتقاطعات،  وأكثرها في العاصمة بغداد؛  لم تكن عفوية أو دافع جوع لهؤلاء الذين يقضون ساعات طويله،  تحت حرارة الشمس وبرد الشتاء،  وانما أصبحوا جزء من مشروع سياسي كبير،  ودعاية إنتخابية سلسة،  وحرف بوصلة المراقبين لإخفاقات رافقت الحكومات المتعاقبة،  وتوجيه الراي العام وشغلهم بها.

لماذا أحدثت كل هذه الضجة.؟  في وزارة الداخلية،  واصبحت مربكه ومزعجة للوزارة، حيث تأتي بفتاة ووالدها لا تشبه الفتاة التي عرضت ببرنامج من الواقع،  ولم تبرح طويلا حتى جاءت بفتاة أخرى أيضاً؛  لا تشبه الفتاة الاولى ولا والدها،  وهذا التخبط حقيقة يدفعنا إلى أن نضع علامة إستفهام وتعجب.؟! كوننا نعيش هذه الحالة يومياً، ونرى هذه الظاهرة تزداد بشكل كبير.

 هنا يكمن لب الموضوع:  هل وزارة الداخلية لا تعلم بوجود متسولين،  بهذه الاعداد الكبيرة في بغداد.؟ هل هناك بعض المتنفذين من قوى الامن الداخلي،  تقف وراء هذه الظاهرة.؟  وتشوش على السيد الوزير،  واذا فرضنا إن السيد الوزير لا يعلم بهذه الظاهرة؛  الم يتجول في شوارع بغداد كل يوم.!!  حسب ما عرض على وسائل الاعلام، وصفحته الشخصية على الفيس بوك،  أو هناك جهات متنفذه لا يستطيع الوزير كبح جماحها.؟!  أم تقف وراءهم مافيات خارجية،  من أجل تمشيه مصروف مكاتبها في ضل الازمه المالية.

كل هذا وارد في ظل( ساسة التسول)  تحارب الابداع والتقدم،  وتعتبر إن التطور في مكان ما،  يقض مضاجعهم،  فظاهرة التسول لم تكن عفوية؛  وإنما يقودها المتسولون القدامى،  في الدول الأوربية والعربية،  عقود من الزمن حتى أمتلكوا فنونها ومهاراتها،  وعادو بها ليجعلوا جميع الشعب العراقي متسول.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/23



كتابة تعليق لموضوع : متسولون في بلادي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net