صفحة الكاتب : مصطفى محمد الاسدي

سميرة مواقي بين الجهاد والاضطهاد
مصطفى محمد الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بين خفايا الحروب والنزاعات الطائفية نلمحُ قصص لأبطال لا صنو لهم كانوا رغم الدمار والمآسي أصحاب مواقف عظيمة، تجلت بتضحياتٍ لا يقوى عليها إلا من كانت تسري في دمه نبضات الأحرار والمضطهدين في العالم، مواقي لم يجمعها في حرب العراق إلا روح الحق وإيمانها بأن ما يجري في العراق حرب ضروس اشتد وطيسها على المظلومين والعزل. بداية رحلة مواقي الإعلامية الميدانية بعد مقابلة المسؤول في هيئة الحشد الشعبي الحاج هادي العامري في مهرجان الغدير، وجرى الإتفاق على إعداد روبرتاج ملخص عن مواجهة الحشد الشعبي لاعتى واشرس قوى الإرهاب في العالم، في حينها انسحب كادر قناة الشروق وعاد إلى الجزائر وبقيت مواقي لوحدها في سوح المعارك وبكاميرا شخصية. جرت أول ظليمة على مواقي حين صرح مدير القناة التي تعمل بها أن سميرة تشيعت وأصبحت شيعية تعمل مع الحشد الشعبي، على أثر فيديو انتشر وقتها على مدار واسع وهي تطمأن بعض أهالي الموصل المشردين والخائفين من مجاهدي الحشد الشعبي، وعبارتها المشهورة وهيَ تحدث إمرأه من الموصل : "هم شيعة لكن جاؤوا ليس لشويك او تعذيبك كما تقولين بل حرروك من قبضة داعش الذين كانوا يستغلونك كجارية انت لستِ جارية انت الآن إمرأة عراقية حرة"، وانطلقت حينها هذه الرسالة بشكل كبير وهيَ ترسم في الإعلام العربي والعالمي إن العراقيين اتحدوا شيعة وسنة ومسيح لقتال الإرهاب. قدمت حينها مواقي إستقالتها من قناة الشروق وعلى أثرها احتضنتها مديرية الإعلام الحربي التابعة للحشد الشعبي وتعهدت على أن يتم ارجاعها إلى بلدها بعد إنتهاء المعارك برفقة محامي، لتبدأ حينها مسيرة الإعلام الأصيل والذي لا يقبل ان تجرد الشعوب وترهب ويبخس حقها ويمارس بها أشد أنواع الحروب والإرهاب والاقتتال الطائفي؛ وهذا ما سارت عليه مواقي. كانَ لسميرة النصيب الأكبر من الاضطهاد رغم كل تضحياتها في الجهاد وما تشهدهُ لها المعارك والبطولات في حرب العراق ضد داعش، إصابات متكررة لم تعيق مواقي رغم ابتعادها عن أهلها ومحاربتها من بعض العقليات والأفكار السائدة في دولتها واتهامها بشتى الإتهامات لكنها تابعت تلك المسيرة الجهادية حتى شاءت البطولات أن تطرح سميرة في أرض المعارك غرب الموصل ناحية تل عبطة بإصابة مميتة كانت الأخطر، اسعفت ونقلت على أثرها بمساعدة بقية المجاهدين العراقيين، لتنتهي بها بشارة النصر إلى تسفيرها لبلدها الجزائر لتلقي العلاج حتى عجز الأطباء عن علاجها وبقيت طريحة الفراش تعاني من شلل نصفي أصاب نصف جسدها وعينها، ولكن لم يصب قلبها النابض بحب العراق وأهله. أختتم ما تقدم من المقال بكلمات لسميرة مواقي وهي في الجزائر بنصف معاق والآخر أهدته للعراق على طبق من بطولات وتضحيات بعد ما أدركت أن الحق كله يتكأ على العراق وأهله، كتبتها لي وانا أتحدث معها؛ قائلةً "سميرة نعم هي معاقة لكن إعاقة جسدية فقط، اما قلبها فلا يزال نفسه، قلبي هو مع ابطال العالم مع أبناء العراق الذين انتصروا، اما عقلها لم يغادر أرض الرافدين نعم طردت و رحلت لكن عقلي تركته بالخطوط الامامية مع أبطال العالم الحشد المقدس حتى و انا بعيدة"


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى محمد الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/23



كتابة تعليق لموضوع : سميرة مواقي بين الجهاد والاضطهاد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net