صفحة الكاتب : احمد الخالصي

التعليم إلى قاع الضياع ج2
احمد الخالصي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أصبح من المكملات الأساسية للشخصية لمن هم في سن ما بعد التمييز وخصوصًا المراهقين منهم هو الحصانة من محاسبة المدرسين لكون تعرضهم لها يُهدد عملية وصول الرجولة إلى بر أعمارهم! .

الطلاب ركيزة أساسية ومهمة في المجتمع فيتوقف عليهم مدى صلابة المستقبل من كافة الأعمدة الثقافية والعلمية والاقتصادية، فأيُ وهنٍ بهذه الشريحة معناه أستحالة ثبات أحوال البلد في قادم السنوات.

الطلاب يتشابهون مع مواد البناء بإن كلاهما يعتمد على جودة المصنع الذي أُنتج منه لكي يتسنى (للخلفة) أتمام عمله بسهولة، كذلك الطلاب يعتمد بنائهم العلمي الصحيح على مدى جودتهم التي تُساهم فيها الأُسرة منذ نشوئهم أطفالًا،مما يُسهل عمل المُدرس.

حالة نفور تشهدها علاقة الطالب مع الأستاذ من جهة ومع المدرسة من جهةٍ أخرى ، ولهذا التنافر أسباب معروفة لدى أغلب الناس، فضعف العلاقة الأولى تعود لعدم إيجاد طرق مثمرة للتواصل مع الطالب والبقاء على الأساليب القديمة التي لم تعد تواكب تطور البيئة المحيطة بنا، وكذلك الشعور بالرجولة الوهمية التي تسيطر عليه مما يدفعه لتصرفات غير مرحب بها لدى محيطه مضاف لذلك الفوضى في أغلب مفاصل الحياة وشيوع الفكر العشائري وعدم جدية أجهزة الأمن في كثير من المرات وشيوع العادات الذميمة كلها عوامل تُدعم من اللانضباط لديه،فيشعر بإنه أعلى شأن من مُدرسه ولا أحد يستطيع محاسبته على أخطائه وهذه العلامات هي إحدى أفرازات المراهقة وخصوصًا إذ كان في محيط أُسري متفكك وبصحبة أشخاص غير صالحين لكل أنواع الأحترام! ، اما العلاقة الثانية فأسباب ضعفها هو الوضعية الأقتصادية البائسة مع وجود أعداد كبيرة جدًا من الخريجين المصابين بداء البطالة نتيجة تلوث بعض مؤسسات الدولة بالفساد والتخبط الاداري وغيرها من الامور التي تؤدي بالطالب للنفور من المدرسة.

عندما تكون التكنولوجيا سببًا في تأخير التقدم لدى مجتمع فأعلم أنك متواجد في بلدٍ يفهم التطور من مؤخرته، لذلك أُطلق على هذا التطور بالرجعي ،

لاشك لدينا بالتأثير السلبي لمختلف الوسائل التقنية على مسيرة الطالب التعليمية نظرًا لعدم الوصول للوعي الذي يسمح لهم بأستغلالها على النحو الأيجابي، فلم يستفد أخوتنا الطلبة من هذه الوسائل سوى ثمرة قاتله أسمها السهر جعلتهم يتقيئون النشاط الصباحي الذي يعد أبرز داعم ومنشط لأدمغتهم في بدأ يوم دراسي مثالي، ناهيك عن الأستخدامات الأخرى المتعارف عليها بين هذه الفئة العمرية وهي بحد ذاتها مطبات تُعرقل مراكب التقدم العلمي لهم.

وبالعودة لشيوع الفوضى والطابع العشائري أصبح الطالب في ظل هذه الأمور أكثر تسلط بشكلٍ يجعل المدرس بغياب الرادع لهذه الحالة يُفضل سلامته على المعايير المهنية للتعليم فمن الممكن جدًا أن يكون توبيخك لأحد الطلبه أو معاقبته بإحدى الطرق يجعل منك مطلوبًا عشائريًا فأي طريقة تبقى للمدرس لأداء واجبه ؟.

دون نسيان دور المصنع الأساسي للطالب (الأُسرة) التي تدور أغلب تصرفاته وجودًا وعدمًا مع حالة الترابط والأنسجام داخلها.

يقع على جميع الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني مسؤولية إيجاد حلول لهذه المسألة التي باتت عصية على الخروج منها في ظل عدم الاستقرار التي تعانيه معظم مفاصل الحياة، على الجهات المختصة مد جسور التواصل مع الأُسر لمعرفة أسباب هذه الظاهرة او تلك لدى الطالب، كذلك توفير أخصائيين في علم النفس والاجتماع في المدراس لمعالجة وتوفير الأرشادات للطلبة، والأهم من ذلك قيام الحكومة المركزية بفرض سيطرتها عن طريق مواجهة أي عدوان على الأستاذ في الأماكن النائية والقرى والأرياف وحتى المدن قد غزتها هذه الظاهرة ، ضرورة تفعيل دور مديرية شؤون العشائر في وزارة الداخلية وقيامها بتأدية مهامها بهذا الصدد عن طريق أقامة ندوات توعوية من أجل حث الوجهاء على عدم زج العشيرة بأداء الواجب المهني للأستاذ، قيام منظمات المجتمع المدني بفعاليات متنوعةوفي الأماكن البعيدة عن المدن لغرض ترغيب الصغار وأُسرهم بالدراسة وضرورة التعلم ، وهناك العديد من الخطوات التي تستدعي تظافر الجهود من أجل الوصول إلى علاج فعلي وجذري لهذه المشكلة المتشعبة.

في الختام يبقى الدور الأساسي يقع على عاتق الأُسرة وهنا يظهر دورها إذا كانت تريد فعلًا وصول الأبن أو البنت إلى مراحل متقدمة او التشبث بالتخبط ومساعدة أبنائهم في تأمين سباحة رائعة في وحل الجهل.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد الخالصي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/16



كتابة تعليق لموضوع : التعليم إلى قاع الضياع ج2
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net