صفحة الكاتب : اياد قاسم الزيادي

بين عامين، داعش والفساد
اياد قاسم الزيادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

انتهى عام وأطل علينا عام جديد, يمضي عام كامل من أعمارنا وكأنه ساعة من نهار، فالأيام تمر والأشهر تجري وراءها تسحب معها السنين، وتجر خلفها الأعمار، وتنقضي الآجال، لا شيء يختلف في ليلة رأس السنة عن سواها من الليالي, فلا يستقدم يوم ولا يستأخر يوم, الوقت نفسه يسير بالإيقاع نفسه, لكن الذي يجعله مختلف هو إحساسنا به, والأحداث المصاحبة له, فهذه هي التي تجعله يمر بطيئاً وثقيلاً , وربما سريعاً وخفيفاً.

فالأحداث التي رافقت عام 2017, جعلته عاماً مريراً, ثقيلاً, وربما كاتماً للأنفاس, منذ بدايته إلى الأيام القليلة من نهايته, أي منتصف الشهر الأخير من العام نفسه, بعد إن ألحقت الهزائم المتتالية التي مني بها داعش, مما دفع بالحكومة العراقية إلى إعلان النصر, على هذه الفئة الباغية الضالة والمضللة, داعش التكفير والإرهاب, لتنطوي صفحة داعش وحربها المريرة مع عام 2017, بعد أن أخذت مأخذها, فقد هَتَكت ودمرت وانتهكَت ....الخ, فبعد إن طوت صفحة داعش, أكد رئيس الوزراء العراق, ان الحرب القادمة سوف تكون ضد الفساد والمفسدين.

حقيقة هذه الحرب لا تقل اهمية عن الحرب العسكرية ضد داعش, لكثرة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة, بأعتبار داعش والفساد وجهان لعملة واحدة.

فهذه الحرب المزعومة؛ لا شك أن الانتصار فيها على الفساد أمر صعب, لأسباب مختلفة, منها متعلقة بالنظام السياسي ومنها متعلق ببعض النصوص القانونية, فمكافحة الفساد تحتاج إلى نظام سياسي معتدل, فما بالك بنظام بني على أساس المحاصصة, وهذه القاعدة أن لم تكن مفسدة بذاتها فهي عامل من عوامل الفساد, وما بلك ايضاً بفاسد محمي بحصانة قانونية.

ان مكافحة الفساد تحتاج الى سنّ أنظمة وتشريعات مضادة للفساد وعوامله, بالإضافة إلى ذلك خلق فرص عمل مناسبة للمواطنين, وتعيين قيادات شابة مؤمنه بالتطوير والتغير, وذات كفاءة عالية, وهذه بالنتيجة قد تسهم كثيراً في الحد من الفساد المستشري.

وفي الختام؛ أن كانت الحكومة العراقية جادة في مسعاها, لإنهاء ملف الفساد في هذا العام الجديد, عليها ان تبدأ بأرباب الفساد, ورواده, على اقل تقدير, لا أن تكتفي بقرع طبول الحرب في الإعلام فقط.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اياد قاسم الزيادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/04



كتابة تعليق لموضوع : بين عامين، داعش والفساد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net