صفحة الكاتب : ثائر الربيعي

وطن يصنعه الشهداء
ثائر الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا زلت أتذكر بغداد المليئة بالجراح كيف كانت تعيش قبل أن تصدر الفتوى الكفائي من المرجع الأعلى السيد السيستاني,فوضى تضرب اليمين والشمال كان الجميع يترقب ماذا سيحل بالناس أن وصلت داعش لعمق العاصمة ؟وهي تقف على أسوار أبوابها منتظرة ساعة الصفر ليبدأ الهجوم والاكتساح ومعهم فتاوى الموت والاستباحة دون أن يردعهم رادع أخلاقي أو إنساني ,كانت العوائل تقف بالطوابير عند مطار بغداد لتسافر لدولة ما متجنبة بذلك القتل الجماعي الذي سينالهم أن ظفر بهم الإرهابيين ,ثم ماكنة الحرب النفسية التي استخدمتها القنوات المغرضة التي صورة أن كل شيء على وشك الزوال وقدمت تسميت الثوار (للإرهابيين ) بأنهم سيعلنون دولتهم في ساحة التحرير وسيذاع بيان رقم واحد الذي سيذيعه المسخ (أبو بكر البغدادي ) بأن هنالك حكومة جديدة اسمها دولة الخلافة الإسلامية ستقام محل هذه الحكومة الصفوية الطائفية ,جاء الرد واللطف الإلهي بفتوى الجهاد الكفائي لينهض العراقيين شيب وشباب يتسابقون على نيل الشهادة وهم يدافعون عن أعراضهم وحرمهم ووطنهم ووجودهم ليثبتوا للعالم بأسره أنهم أحرار ولت يقبلوا الخنوع والإذعان ,تحقق النصر واستعاد العراق زمام المبادرة وحررت جميع أراضيه المغتصبة ووقف دول عظمى في حيرةٍ من أمرها لا تجد تفسير مناسب لما يحدث ,لكنهم اقتنعوا أن هنالك رجال لا يأبهون الذلة والهوان وأن الموت لن يخيفهم ويمنعهم من نيل حقوقهم ,هذا كله تحقق بدماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم مقابل أن ننعم بالأمان وتصان الحرائر وتضل المقدسات مصانة محمية فالأمهات الثكلى ونوح الأرامل وانين الأطفال هي أوجاع وألام صنعت وطن نفتخر به ونتحدث عنه للأجيال القادمة ,أن قضت صفحة داعش الإرهاب ولكن معركة المسؤولية الأخلاقية والشرعية والوطنية بدأت من خلال دورنا وما يترتب علينا في أبراء الذمة بالحديث عن مآثر وتضحيات الشهداء وإيثارهم في الذود عن البلد هذه الدروس والعبر تكفي لأن تكون أروع الأفلام التي تحاكي فترة من أقسى فترات الإنسانية في الحفاظ عليها عندما عجزت دول عظمى في التصدي لأقوام ممسوخة استباحت كل المحرمات لنفسها بعناوين ومبررات الدين وبإسم أحياء الخلافة الإسلامية التي أعطت الحق لمؤيديها بقتل الناس وترويعهم والتمثيل بهم وتهجيرهم هذا الموت المنتشر بين الطرقات والانتهاكات الوحشية التي أرادوا لها بأن تكون ثقافة ينتهجها الصغار قبل الكبار..وحتى حديث المرجعية العليا أكد على حقوق الشهداء والجرحى والتكفل بعوائلهم بما يحتاجونه وهو أقل ما يقدم لهم فبهم انتصرنا وبهم رفعت رؤوسنا وبفضلهم سيكون القادم أفضل .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثائر الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/18



كتابة تعليق لموضوع : وطن يصنعه الشهداء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net