صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

هل تغيرت العقلية لتعقل الحلول؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

العقلية التي تسببت بالمشاكل هي ذات العقلية التي تدّعي أنها تريد حلا للمشاكل الناجمة عن آليات تفكيرها ومناهج إقترابها السلبية , فكيف يمكنها أن تصل إلى حل , وواقع حالها يشير إلى أنها مبرمجة لتطوير المشاكل وتعقيدها , والإستفادة منها وإتخاذها وسيلة للحكم والتحكم بالبلاد والعباد.

العقلية الفئوية ذات المواصفات التبعية والتوهمية والحُكمية المسبقة , والإنفعالية المدججة بالعواطف السيئة , والمحشوة بالكراهية والبغضاء والعدوانية , أوجدت المشاكل وكاثرتها وطورتها , وهذا هو ديدنها , ولا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تغير منطلقات نهجها وثوابت وهْمها , وأسس وفائها للتبعية والخنوع للآخر وتحقيق مصالحه بإخلاص وتفاني وتضحيات جسام.

إن السلوك البشري لا يمكنه أن يتغير إذا لم تتبدل العقلية التي نجم عنها ذلك السلوك , وبدون تغيير الأفكار والإقترابات التي أدت إلى المشاكل , لا يمكن القول بحل المشكلة مادامت العقلية هي المشكلة , فالمشكلة لا تحل مشكلة وإنما تأتي بمشكلة!!

فالواقع العقلي الإقترابي المعاصر الذي يتصدى لأية مشكلة يحولها إلى هدف , بمعنى أنه يتصدى لها بالتحليل والدراسة والتقدير الدقيق , ويراها بعيون ما هي عليه وما يجب أن تكون عليه الحال , ويقيس الفجوة القائمة بينهما , ويسعى لردمها وضبط السلوك المؤدي للوصول إلى الهدف والتحرر من أسر المشكلة , والإتيان بمنطلقات ورؤى ذات قيمة علاجية وقائية وصحية لازمة للنماء والرقاء والمواكبة والعطاء.

وهذا الإقتراب يكاد يكون مجهولا أو معدوما في الحالة العربية , ولهذا يصعب على العرب التحرر من قبضة المشاكل , وإنما صار ديدنهم أن يقتربوا من أية مشكلة بمشكلة أعقد منها , وهذا يحصل على جميع المستويات وبدرجات متفاوتة , وهو أسلوب فاعل في الحياة العامة والخاصة والسياسة والثقافة والتجارة وباقي نشاطات البشر المؤطرة بالمشكلة لا غير.

ومن هنا فأن القول بحل المشكلة يكون ضربا من الخيال أو من التصورات البعيدة المنال , ويبدو إستحداث المشاكل هو المفهوم السائد , والمنهج الذي تبرمجت به الأدمغة وتعودت عليه النفوس , وتمحنت فيه الأجيال بعد الأجيال.

فهل من محاولة لتغيير العقلية لكي ينبسط الأفق , وتتراكم الخيارات الإيجابية الصالحة لحياة طيبة ذات عزة وكرامة وإقتدار حضاري منير؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/01



كتابة تعليق لموضوع : هل تغيرت العقلية لتعقل الحلول؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net