صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

إقلاق وإملاق!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

العلاقة وطيدة بين الإقلاق والإملاق , فلكي تفقر مجتمعا عليك أن تقلقه بأية وسيلة متاحة وفاعلة في حياته.

والإقلاق سياسة معروفة إتخذتها القوى المهيمنة على الشعوب , لإشغالها بتفاعلات ضيقة وإستنزافية ترهقها وتبدد طاقاتها وتمنعها من التفكير بحاضرها ومستقبلها , فتتحول إلى موجودات مقهورة ومأسورة بخنادق الويلات والتداعيات.

وأساليب الإقلاق متنوعة ومعروفة , ومن أهمها إذكاء نيران التناحرات ما بين أبناء المجتمع الواحد , ووفقا للقانون الذهبي  االخالد "فرق تسد" , والذي ما تمكنت الشعوب المغلوبة على أمرها من بناء المناعة الداخلية ضده , وإنما هي من ضحاياه دوما وعبر مسيرات أجيالها المتعاقبة.

والمنطقة العربية جمانة أرضية وجوهرة إقتصادية وغنيمة ثرية لا يمكن التفريط بها , أو عدم القبض عليها بقوة من حديد وإستباحة مواردها ومصادر الطاقة الهائلة الكامنة فيها , مما يستدعي تحفيز عناصر ومفردات الإقلاق فيها , لإلهاء شعوبها ودفعهم لنسيان ثرواتهم وبلدانهم بل وكراهيتها والهروب منها , كما يجري في الواقع المعاصر الذي صار فيه الناس يحلمون بمغادرة بلدانهم والنقمة على ثرواتهم , لأنها تجلب لهم الحروب والصراعات والموت وتمنعهم من الحياة المعاصرة.

ومن أهم أسباب الإقلاق التي فعلت فعلها في الواقع العربي على مدى عقود هو الإستثمار بالطائفية والمذهبية والتحزبية , وتوفير ممكنات تأجيجها وتعزيزها وشحذها بالطاقات العاطفية والإنفعالية اللازمة لمصادرة العقل والحكمة وقتل الحُلم.

وقد مضت آليات الإقلاق على مدى القرن العشرين ولا تزال في ذروتها وحصادها الوفير , الذي صار الدم فيه هو الفاصل والعنوان , مما حدا بالمجتمع العربي إلى التشظي والتمزق والهوان , فوفر الحواضن اللازمة للشرور والعدوانية الذاتية والموضوعية , لأن الناس المهضومة الحقوق والتطلعات وُضعت في محنة القهر والفتلك بوجودها ومستقبلها , حتى فقدت الحياة معناها وقيمتها , فإنجدرت إلى اللاأبالية والتدحرج الحائر فوق عثراء الدروب.

إن وعي مسببات ودواعي وتطلعات آليات الإقلاق الفاعلة في الواقع العربي , ربما تساهم في الوقاية من تواصل الإنحدارات وتمنع المزيد من التداعيات , وقد تساهم بتوعية الأجيال وتحصينها من أوبئة الإقلاق وجراثيم الإملاق العاصفة في الواقع المعاصر.

ولكي ننتصر على الإملاق لابد من تحدي عناصر الإقلاق , وتوفير الطاقات الوطنية اللازمة للإستثمار في المشاريع التي تقضي على الإملاق.

فلماذا الإملاق في بلدٍ كالعراق؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/06



كتابة تعليق لموضوع : إقلاق وإملاق!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net