صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

لقاء مع القذافي بعد مقتله
حيدر الحد راوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هذا اول لقاء اجريه في حياتي المهنية , ليس كباقي اللقاءات التي يجريها الصحفيون , فالصحفيون عادة يجرون لقاءاتهم مع الاحياء من الشخصيات , اما انا فقد اخترت شخصية من عالم الاموات , ربما سوف احقق السبق الصحفي , واكون اول ممارس للصحافة يجري لقائاته مع الاموات , لذا اخترت شخصية مرموقة , شخصية ابكت شعبها , واضحكت الشعوب الاخرى , خصوصا الشعوب التي تضمر العداء للاسلام والعرب , دينا وقومية .
بعد طول انتظار حصلت الموافقة لمقابلة المنتوف القذافي , معمر المشخوط  , بعد ان رفض مقابلة عشرات الصحفيين , وافق على مقابلتي ! , وبدأ اللقاء .

انــــــــا : ها قذافي .... شكو ماكو ! ... شنهي ما شنهي !
القذافي : شكو بعد ... الناس فرحانه بموتي ! ومحد يبكي عليه ... حتى تشييع ماكو وراح يدفنوني في مكان مجهول بعد ما سوني فرجة لليسوه والمايسوه .
-    لان انت اجيت من المجهول راح ترجع للمجهول ...احب اسئلك اولا ليش رفضت مقابلة كل الصحفيين المعروفين , وقبلت مقابلتي ؟
-    لان انت تضحك عليه .
-    تاريخك طويل , منين ابدأ ما اعرف !
-    نبدأ من بداية ثورة ليبيا ... ثورة الحبوب .
-    خوش كلام ... في البداية اشو خبصت نفسك .. انه وانه .. اكل قرنابيط ولهانه .. جا وينك ؟ ! .
-    هذه كلام ! ... اخوف بيه الشعب وفي الحقيقة انه الخايف ! .
-    شنو سالفة الحبوب ؟
-    هاي الحبوب اني استوردتها لي شخصيا ... كانت في طريقها الى احد قصوري ... حيث سرقها قطاع الطرق من الشعب .. وبعدين وزعوها على الناس .
-    من قال لك ان قطاع الطرق سرقوها ووزعوها على الشعب .. يمكن باعوها لتجار المخدرات .. يمكن طلعوها لخارج ليبيا ؟
-    لان الشعب فقد عقله .. فقد كنت افقد عقلي كلما تناولتها .
-    اساسا انت ما عندك عقل ! .
-    لا ... لا عندي عقل صخله صخله .
-    لا الصخله احسن منك ! ... زين شنو سالفه القمل ؟ وصفت شعبك بأنهم مقملين ؟
-    في الواقع .. انا كنت اعاني من كثرة القمل في رأسي واستعملت الكثير من العقاقير حتى تساقط شعر رأسي ..من كثرة الادوية والعقاقير .. واصبح رأسي اصلع .
-    جا هاي الكفشه شنو ؟
-    باروكه ... باروكه !
-    شنو سالفة الجرذان .. حيث وصفت شعبك بالجرذان ؟
-    في الواقع .. انا كنت الجرذ !
-    شلون ؟
-    لقد حفرت انفاقا كثيرة في كل انحاء ليبيا ..
-    لماذا ؟ .
-    كي اختبأ فيها عند الازمات ... في يوم ما .. حيث كنت اتفقد احد هذه الانفاق .. انتابني شعور غريب .
-    وما هو هذا الشعور ؟ كما اعرف ان امثالك لا يملكون مشاعر .
-    شعرت اني جرذ !...
-    ولماذا وصفت شعبك بالجرذان ولم تصف نفسك ؟ .
-    طالما واني ليبي ... وانا جرذ ... فهم جرذان ايضا .
-    تخيمناتك ليست في محلها .
-    بالاضافة الى ذلك اني كنت ارى في منامي , ان الجرذان تنهش بدني .
-    وفسرت ذلك بأنهم شعبك ... ربما الجرذان كانت تعني المرتزقة الذين نهشوا ليبيا وخيراتها .. الشيء بالشيء يذكر .. وين صار المرتزقة ؟ .
-    شرده شرده
-    هل كانوا شجعانا ؟
-    خرده خرده .. كدام الشعب صاروا خرده .
-    في احد خطاباتك .. وصفت شعبك بالجراثيم والفايروسات والميكروبات .. ماذا كنت تقصد  ؟ شنو القضية ؟ .
-    انا كنت اكبر فايروس في ليبيا .. ولا يقتل الفايروس الا الفايروس ... فهم فايروسات ايضا .
-    هذا كلام بيه باب وجواب ! .
-    نعم .. شريحة كبيرة من الشعب الليبي كانوا معفنين .. خصوصا تلاميذ المدارس الابتدائية لما كنت ازورهم .. اشم رائحة كريهة في كل صف ... اكيد هذه رائحة بيوتهم واهلهم .... كلهم فقر في فقر .
-      بس هاي نتيجة حكمك ... الحاكم هو المسئول عن نظافة شعبه .. وهذا ان دل فهو يدل على جورك وظلمك وعدم عدالتك ...
-    كنت اراهم جراثيم تجب مكافحتهم .. حرقا ودفنا وزجا بالسجون .. حتى نتخلص من شرهم .
-    في خطاب لك .. قلت انا من الخيمة .. انا من البادية ... وين صارت خيمتك ؟ .
-    الخيمة ارسلتها هدية لبشار الاسد ... لعلها تظله .. وتحميه من شعبه ... يتخفه فيها
-    في خطاب لكم قلتم (( انا عندي بندقيتي .. سوف اقاتل )) , وين صارت بندقيتك ؟
-    استعارها العقيد علي عبدالله صالح
-    من العقيد معمر القذافي الى العقيد علي عبدالله صالح مع التحية .... بيت بيت دار دار زنكه زنكه ... ماذا كنت تقصد بها ؟ .
-    اقصد انه راح اشلع من بيت لبيت من دار لدار من زنكه لزنكه .. لكني اخفيت حفره حفره .. حتى  محد يدور عليه بالحفر !
-    زين منو علمك على تقنيات الحفر ! .
-    الابطال الذين سبقوني ! .
-    وجدك الثوار في انابيب الصرف الصحي ... هل هذه نهاية الابطال امثالك ؟
-    هذه ليست انابيب صرف صحي .. كما تعلم ان الحرب كرّ وفرّ .. وهذه احدى وسائلي في المعركة .
-    اخبرني عن اول شيء رأيته في القبر ؟ .
-    يا خويه .. عقرب يقول لعقرب (( اشبكه اشبكه – احضنه احضنه – الزمه الزمه))
-    محبتا فيكم !
-    اكيد ... اكيد
-    زين .. هل زارك السيد موسى الصدر (قده) ؟
-    كان اول الزائرين ومعه كل الذين قتلتهم في سجن ابو سليم وغيرهم .
-    ماذا قالوا لك ؟
-    السيد الصدر ضحكه ضحكه .. والباقين دفره دفره
-    تقصد السيد الصدر يضحك عليك .. وضحاياك الباقين كل واحد دفرك دفره .
-    أي .. أي
-    دفره وحده متكفي ! .
-    مو على كثرتهم ما يلحكون ! .
-    زين هسه ارتاحيت ؟
-    وين اكو راحة .. قبل جنت خايف على الكرسي لا يطير وهسه نايم بالقبر شبعان قهر .
-    هل كنت خائف من الثورة ؟
-    اكيد .. اكيد .
-    هل كنت ترى كوابيس ؟
-    شده شده .
-    قصدك الكوابيس صايره عليك شده يا ورد .
-    نعم نعم .. بس اني مو ورد ! 
-    ماذا فعل بك الثوار عندما القوا القبض عليك ؟
-    شتموني ... ضربوني ..هانوني ..راوني الذل والهوان .
-    بس ؟
-    وقد فعلوا بي اشياء لا اريد ذكرها ( مو كلشي ينحجي )
-    و ماذا قالوا لك ؟
-    قالوا معمر الكلب ! ... بشرفك انه كلب ! بغيرتك انه كلب ؟
-    لا والله غلطانين .. انت مو كلب .. الواقع الكلب افضل واطهر واحسن منك ... من صفات الكلب الوفاء ومن اعماله الحراسة والصيد .. اما انت ما عندك وفاء ولا خير فيك ... الكلاب ستشكوهم الى الله يوم القيامة ! .. هل يستحق الشعب الليبي ما فعلت بهم من ظلم واجحاف بحقهم ؟
-    انت لو بمكاني لفعلت اكثر مما فعلته انا ... ولاقترفت جرائما اكثر مما اقترفت يداي ! .
-    بكل صراحة ! ... انه ما احب اصير في مكان تكون فيه نهايتي في الحفر او في انابيب الصرف الصحي لمياه الامطار او المجاري .
-    انه ما كنت مستخبي في الانابيب .. انت تعرف احنه مقبلين على فصل الشتاء وموسم الامطار .. فدخلت في الانابيب اتفحص الانبوب .. يمكن يكون مسدود ! .
-    في ملخص لمحاضرة للسيد الشهيد محمد باقر الصدر قال لطلابه ما معناه ( لا تلوموا هارون الرشيد عما فعله !... فلو كان احد منكم في مكانه لفعل كما فعل هارون وربما اكثر ) .
-    هاي الحقيقة ! ... التجبر والطغيان من سمات أي شخص يتقلد منصب فيه استعلاء على الاخرين .. وهناك امثلة كثيرة .. مثل استعلاء رجال المخابرات والامن على الشعب في مصر والعراق وغيرها من الدول .
-    بعد القاء القبض عليك .. هل كنت تحب ان تبقى حيا ( اسيرا ) ام كنت تفضل الموت على الذل والهوان في الحياة ؟
-    والله كنت احب ان ابقى حيا ولو كنت اسيرا مذلولا مهانا .. فمن هم مثلي متمسكون بالحياة ولو كانت في ذل وهوان .
-    من تعتقد الخاسر في موتك انت ام الشعب ؟ .
-    انا خسرت الكثير ... لكن الشعب خسر الكثير ايضا .
-    اوضح ؟ .
-    قتلوني بوحشية .. وبهذا اكتسبت الثورة طابعا وحشيا .. وفقدت مسارها السلمي .. لو كنت وحشا فلا يجوز للطرف الاخر قتلي بوحشية .. والا تحول الى وحش ربما ابغض مني بكثير ... هذا من جهة ومن جهة اخرى ... بموتي ماتت اسرار كثيرة معي كان يمكن للثورة ان تستفاد منها .
-    مثلا ان الامام علي (ع) لم يرد على قاتله بوحشية .. بل اوصى بأكرامه واطعامه كالاسير وان يضرب ضربة واحدة ( ضربة بضربة ) .. بس انت تستاهل ! .. انت لم ترحم العابد والبلاد فسلط الله عليك من لا يرحمك او يأسى لحالك .     
في هذه الاثناء , دخل علينا شخص كبير الحجم , اسود اللون , يتطاير الشرر من عينيه , يتصاعد الدخان من انفه , يحمل في احدى يديه عصا غليظة وفي الاخرى حربة كبيرة , فقال :
الاسود : المقابلة انتهت .
التفت الى القذافي وقلت له :
-    من هذا ؟
-    هذه شيله شيله - لزكه لزكه
-    يعني شنو ؟ .
-    هذه يشيلني لفوك .. ويلزكني بالكاع .
-    بماذا تحب ان توصي الحكام ... الجاي عليهم السره ( الدور ) ؟
-    شلعه شلعه – شرده شرده – فلته فلته 
-    وماذا تقول لكل الطواغيت في العالم ؟
-    يا طواغيت العالم اتحدوا .. اليوم شعوبكم تقول ( ثورة ثورة )
-    لا قدر الله .. لو عدت الى الحكم فماذا ستفعل ؟
-    سوف انتقم من الجرذان واكافح الجراثيم واعالج الميكروبات .
-    يعني ما تبت ولا صار عندك احساس او شعور بالندم ؟
-    انا القذافي .. حبيب الملايين ومش من الداخل من الامم الاخرى ( من خطاب له ) .
-    ادري ادري ! من الجن والشياطين ! وبماذا توصي الشعب الليبي ؟
-    وحده وحده – ليبيا ليبيا – حره حره
-    قصدك ... يا شعب ليبيا اتحدوا تحت راية ليبيا حرة ! .
 

حيدر الحدراوي
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/28



كتابة تعليق لموضوع : لقاء مع القذافي بعد مقتله
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net