صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

العقل والدين!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

العقل: الحِجر والنهى ,  ضد الحُمق , والمعقول ما تعقله بقلبك , والقلبُ العقل, وعقل الشيئ يعقله عقلا : فهمه.

ويعقلون: يفهمون.

وكلمة يعقلون تطررت كثيرا في القرآن , الذي فيه تأكيد وتعظيم للعقل ودوره وضرورته للحياة والوعي والإدراك السليم لجوهر الأفكار ومعاني الدين.

 

فبدون العقل ينتفي الدين , ولولا العقل ما معنى الدين , وإن "إقرأ" الكلمة الأولى التي ترددت في غار حراء وهي  نداء موجه للعقل , وإقرار بأن الدين خطاب عقلي , ومن ضرورات سلامته وإستقامته العقل السليم.

 

فأين العقل في منطق ومناهج المدّعين بالدين؟

 

 إن العديد من الأديان لتهمل العقل أو تقلل من شأنه لكن القرآن يركز على العقل بأسلوب واضح ومتكرر وبخطاب شديد , وكأن الآيات التي تنتهي بكلمة "يعقلون" , ذات شحنات إيقاظية ونداءات قوية وطاقات إمعانية.

 

وكم ترددت كلمة " أفلا يعقلون" , وكلمة "يتفكرون"  لكن الدين الذي يبدو في الواقع المعاصر بلا عقل , أو أن العقل ممنوع من الدين , فلا يجوز للعقل أن يكون حيث يكون الدين , وما على الناس إلا أن تتبع وتخنع وتخضع لمن يدّعي بأنه يمثل الدين أو هو العارف بالدين , بل أن الأمر قد إتخذ أساليب عجيبة نقلت البشر إلى مصاف القدسية وربما التفويض الإلهي , وغيره من الإضفاءات التي ما تمتع بها حتى الأنبياء والرسل في تأريخ البشرية , فما عاد للعقل وجود ودور في الحياة الدينية وإنما هي الإنفعالات والعواطف , والنفوس الأمارة بالسوء الداعية لإطلاق المطمورات السيئة الكفيلة بتدمير الحياة والسعي للموت الذي تحسبه الحياة.

 

إن "إقرأ" , "تعقل" , تفكر" , أركان أساسية من أعمدة الدين الذي يتلخص في القرآن , وبدون العقل والتفكّر لا قيمة للدين ولا دور إيجابي له في الحياة , والذي يتبع دينا بلا تفكّر وتعقّل لهو كالبهائم الراتعة في مرابع الجزر الأكيد.

 

إن ظاهرة عزل العقل عن الدين من أخطر الممارسات التي عانت منها البشرية على مر العصور , وبرغم التأكيد على العقل في القرآن فأن الإجتهاد بنفي العقل وإقصائه من أفظع الممارسات التي عانت منها الأمة على مر العصور , وأسهم في تعزيزها المئات من أدعياء الدين المتنعمين بعطايا الكراسي والسلاطين الذين يريدون تمرير أهوائهم وفقا لرؤى وتصورات دينية , وما هي إلا أضاليل وبهتان مشين.

 

وعليه فأن الأمة بحاجة إلى إذكاء العقول وتحفيزها وإطلاقها حرة في مواكبة التحديات وصناعة الحياة , وإن الدين في جوهره يدعو إلى حرية العقل والتفكير , وينكر التحجيم والإنغلاق والتعفن والتحجر في أقبية السكون والخواء , وإن الدين في العقل , والعقل هو السبيل الأنور للدين , أما الذين يعطلون العقل وفقا لأهوائهم , فأن الدين عندهم بضاعة يتاجرون بها , ولا تعنيهم سوى مكاسبهم الدنيوية الباهتة.

 

و "كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون"

 

فأين العقل يا أمة يعقلون؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/24



كتابة تعليق لموضوع : العقل والدين!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net