المسؤولية عنوان كبير يمثل حركة الأنسان في كل مواقع حياته ،أمام الله ، وأمام الناس ، وأمام نفسه ،لأن الأنسان عندما يريد أن ينطلق في حياته ليؤيد هذا أو يرفض ذاك ، عليه أن يوجه لنفسه سؤالاً :
لماذا ذلك كله ، لماذا أنطلق في هذا الأتجاه ولم أنطلق في غيره ،لماذا أعطى التأييد لهذا الطرف ، ولماذا أسحب التأييد من الطرف الآخر ، لماذا الصدق لاالكذب ،لماذا الأمانة لا الخيانة، لماذا الكلام لاالسكوت ، لماذا كل ذلك ..!؟
فعلى الأنسان أن يعرف موقعه من ربه ، هل أن الله خلقه وتركه يتحرك كما يريد يضر نفسه أو ينفعها ، يسيء إلى البعض ويحسن إلى الآخرين ،هل أطلق الله سبحانه وتعالى الأنسان في هذا الكون ليعيش الفوضى بغرائزه في كل أوضاعه ؟..
لقد قال سبحانه وتعالى للأنسان بما معناه :[ لقد خلقتك لتكون خليفتي في الأرض ، ولتمارس دور الخلافة من خلال ماأعطيتك من طاقات في عقلك وقلبك وفي كل حركتك ، وأنت خليفتي في الأرض لتعمرها وتجعلها ساحة يسودها الخير والمحبة والسلام ] ،فأنت أيها الأنسان مسؤول عن كل شيء في حياتك الفردية والأجتماعية والسياسية والأقتصادية والأمنية ، مسؤول عن نفسك ، مسؤول عن الناس من حولك بحجم ماتتصل مسؤوليتك بحياتهم ،ومسؤول عن الحياة كيف تعطيها من عقلك وقلبك وطاقتك ،مسؤول عن الأرض التي تسكن علها ، ومسؤول عن الوطن الذي تعيش فيه ..
ومن هذه المسؤوليات مسؤولية الكلمة ، الكلمة التي تنطلق في كل الأتجاهات وبدون حواجز عبر صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات والكتب والمنشورات والأنترنيت وغيرها من وسائل الأتصال المقروء والمسموع والمرئي ، وكما أن علينا أن ننطلق في حياتنا الأجتماعية لنشعر أنفسنا بأننا جزء من المجتمع لابد أن نتحمل المسؤولية عن مجتمعنا من خلال مسؤولية [الجزء عن الكل]، وأن نحمي مجتمعنا من كل مايسقطه ، ومن كل مايفسده ، ومن كل مايمزقه ، فليس لنا أن نتكلم في المجتمع بمزاجنا وعلى هوانا ، لكن علينا أن ندرس مجتمعنا وكلمتنا قبل أن نطلقها ، فلعل هذه الكلمة تتحول إلى نار تحرق الكثير من الهشيم الأجتماعي ، وبذلك يتمزق المجتمع كله ، فعندما نريد أن نُحرك كلماتنا [بواسطة الأعلام ] في المجتمع ، وعندما نريد أن نتحرك بخطواتنا في المجتمع ، وعندما نريد أن نحرك علاقاتنا في المجتمع ،علينا أن نحركها بطريقة مسؤولة يلحظ فيها ذلك كله سلامة المجتمع وأستقراره في كل جوانبه ،لكي نصل به إلى غاياته الشريفة ومقاصده النبيلة ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat