صفحة الكاتب : صالح ابراهيم الرفيعي

فلنحافظ على قيمنا العليا كونها مصدر قوتنا
صالح ابراهيم الرفيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الكثير من القيم والتقاليد العربية والاسلامية  يعتريها الضعف الدائم والانحدار ايامنا هذه والغريب ان نترك مايقوينا وننحدر مع مايضعفنا ويعرضنا للنقد والفشل في اداء الكثير من امورنا الحياتية وحتى الوطنية الضرورية .
فأول ما اكدته التقاليد والمبادئ الاسلامية الحقة هو الصدق والامانه لذلك وصف رسولنا الاكرم (ص) بالصادق الامين فبهتين الصفتين وغيرهما من الصفات الكريمة كان منارا للوفاء والتفاف المسلمين حوله وكان ينفذ لهم كل مايريدوه منه حسب ظروف ذلك الوقت , فمتى ماكان الصدق علما كانت الامور تجري بشكل يعجب الناس  فيجعلها مطمئنة ومتى ما استهدف الصدق حل العكس حل الدمار والانهيار فنرى اليوم ان اغلب الناس متاخية مع الكذب والخداع لتمشية مصالحها الخاصة وغير عابئة بالاخرين ومن خلالها استشرى الجشع الفساد والركض خلف اقتناء المادة التي اصبحت الشغل الشاغل للثراء المبني على السحت .
وهذا سبب تاخرنا عن المجتمعات المتقدمة التي اتخذت من الصدق والامانة والاخلاص شعارا لها فالنجاح حليفها دائما ولن تشكو من ازمات اوخذلان .قال المتنبي : ( انما الناس بالملوك ) انه كان حكيما بهذه المقولة فان الملوك اباء لشعوبها كما ان الاباء حريصون على اسرهم بمعنى الرعاية والتفقد وسد الحاجات والتربية الصالحة , وقد تحدث التاريخ عن الكثير من الصالحين الذين ا سعدوا شعوبهم وتاريخنا الاسلامي يتحدث عن الكبار والرموز التي لن ننساها  كالرسول الاكرم (ص) والامام علي (ع) والاصحاب المنتجبين ومن سار مسيرتهم .اما على نهج الملوك فالشعب العراقي يتذكر سلوك الزعيم عبد الكريم قاسم وعندما نسأل اي معاصر لفترة حكمة لن يذكره الا بالعرفان والرحمة والسبب هو اختلاطه المستمر بالشعب وتحقيق الكثير من الاهداف الوطنية والخدمات التي جعلت الوطن في سعادة في مجال النفط وتشييد المعامل المتنوعة وتحسين مستوى الشعب الاقتصادي وسماعه من المستشارين المقربين ومن افكار الشعب نفسه حيث كان لا يجلس على كرسي الرئاسة الا القليل فجولاته النهارية مستمرة وكذلك الليلية ليسأل عن حجم رغيف الخبز وتصغير اطار صورته , ولم يبنٍ القصور والعمارات لشخصه ولم يتزوج ليقول ان العراقيين كلهم اولادي . وكان قريبا جدا من الشعب وارتباطه به كبير وحقق مشاريع كبيرة تمس الواقع المعاشي للناس مما جعلهم يلتفوا حوله وكان ابرز مايميز شخصيته ملا مسته لهمومهم وتحقيق حلول لها وكان يعتبر نفسه واحدا من افراد الشعب بشكل حقيقي ولذلك وصفوه بالوطني الشريف ونصير الفقراء والمعدمين .ولنترك ما اتهمه به اعداؤه المغرضين فكل يضرب على وتره وطبله .
ان نجاح  الزعماء اليوم هو قربهم من شعوبهم ليحققوا لهم المتطلبات الضرورية لا بالوعود انما بالتحقيق , كم كذبوا اليوم عن الكهرباء وعن الماء والمجاري وبناء المساكن وتشييد المصانع وغيرها  لم نلمس الا الوعود وخسارة المليارات المستمرة من اموال الشعب المسكين ومن فساد الى فساد رغم وجود دوائر النزاهة التي اضطررنا اليوم ان نؤسسها , اين كان اسم النزاهة في السنين الماضية لم نسمع به الا هذه الايام لان النزاهة سابقا موجودة مع مجريات الحياة الصادقة فلا داعي للتعريف بها , اما اليوم بسبب استشراء الفساد في عموم البلاد اضطر الاصحاب لإيجاد مفهوم النزاهة وها هي اليوم تكشف الكثير من الملفات المخزية للكبار والصغار .
الحل بالرجوع إلى القيم الربانية اولا ومن ثم قيم المجتمع التي تربينا عليها من خلال تربية البيوت والاباء الصالحين وتربية مجالس الوعظ والارشاد وتربية دواوين العشائر التي تخجل من اسم الاساءة اية اساءة ونرجو ا ن اول من يطبق ذلك المسؤولون اولا ومن بيدهم مصير الفقراء لنراهم مشبعين بروح الوطنية والاخلاص والرجوع الى التراث الطيب وشحذ الهمم اليعربية الصادقة لمداراة الناس فانهم اخوانهم وعمامهم وخوالهم وكما قال امير المؤمنين علي (ع) اما نظير لك في الخلق اواخ لك في الدين فالجميع يستحقون الاخلاص والوفاء , ولتكن عراقي الشيمة اسلامي المبدأ وملتزم باخلاق اهل البيت عليهم السلام والاهم الارتباط بالقيم كافة لانها سر تقدمنا وبروز شخصياتنا الوطنية المبنية على المبادئ الحقة لنسمو ا من خلالها ونقيم ونرتفع ونصبح اعلى شأنا وكرامة من المقصرين.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح ابراهيم الرفيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/27



كتابة تعليق لموضوع : فلنحافظ على قيمنا العليا كونها مصدر قوتنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net