صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

إذا إتحد الأقوياء يشقى الصعفاء!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ العقد الأخير من القرن العشرين وحتى اليوم الدنيا تمضي على إيقاع إتحاد الأقوياء وتشرذم الضعفاء وإمعانهم بالإستضعاف والذل والهوان , حتى تخربت ديارهم وتشرد بشرهم , واشتعلت النيران في مرابعهم , حتى تحولت إلى عصف مأكول وأكثر.

فأول ما حصل أن القوى القوية إتحدت لإفتراس العراق , وأعادة الكَرّة في المرة الثانية , وجرى نفس السلوك في ليبيا وكذلك اليمن وغيرها من الدول المنكوبة أو المفترسة بالقوى المتحدة الصائلة على وجودها والمُستهدفة لمصيرها.

ويبدو أن الإدارة الجديدة في البيت الأقوى قد وعت أن حقيقة القلاقل والإضطرابات العاصفة في الدنيا , سببه هذا الإتجاد الشرس ما بين القوى القوية ضد الآخرين الضعفاء , الموضوعين في صناديق الأوطان ومستنقعات الحرمان والقهر والعدوان.

وربما فيما تقوم به خير للبشرية وخصوصا المنطقة العربية التي إرتضت أن تكون سوحا للويلات والتفاعلات الدامية المفروضة عليها من قبل إتحاد القِوى المفترسة , فالمشكلة التي حلت بالبشرية أن معظم الدول القوية ترقص على أنغام وإيقاعات الدولة الأقوى , فتجدها ملبية ومشاركة بكل ما تدعو إليه من المخاطر والحروب والمواجهات , وتحسب ذلك دورا وتعبيرا عن الصداقة والعلاقة المتينة بينها وبين الدولة الأقوى.

رأينا ذلك من رئيس وزراء بريطانيا الأسبق , ومن مسؤولين عديدين في المنطقة والعالم , كما أن عدد من الدول العربية رقصت على ذات الأنغام ولا تزال في ذروة رقصها.

وقد يتحقق ما لم يكن في الحسبان , إذا تم ردع الدول القوية من قبل الدولة الأقوى , وإيقاظها من غفلتها وهوس إندفاعها خلفها , فلربما سيتحقق بعض الإستقرار في المنطقة العربية , ويؤمن العالم بالعولمة والوحدة الإنسانية والعمل الجاد على رفع المستوى المعيشي للبشر وإحترام قيمة الإنسان وحقوقه.

أو لا يُعرف ماذا سيكون عليه الحال إذا إنفردت القوة الأقوى بقراراتها وخطواتها , لكن إبتعاد القِوى القوية عن بعضها يكون حتما لصالح الضعفاء , لأنهم حتى ولو تلقوا ضربات من الدول القوية فأنها ستكون فردية وليست جماعية , وستترافق مع حملات رفض وشجب من بعضها ضد البعض الآخر.

وإن حصل هذا فأن على الضعفاء أن يتحدوا لكي يكونوا أصحاب قوة وشأن , ويُحسب لهم حساب عندما يُراد الإقدام على ضربهم أو الإعتداء عليهم.

كما أن على الضعفاء أن يشقوا صفوف الأقوياء لكي يعيشوا بسلام وأمان.

فالقوة وحش مفترس , وإذا إجتمعت الوحوش فالويل لأكلة الحشيش!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/22



كتابة تعليق لموضوع : إذا إتحد الأقوياء يشقى الصعفاء!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net