صفحة الكاتب : هادي الدعمي

الحسين مؤسس الثورات ضد الظلم والظالمين 
هادي الدعمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كانت ثورة الإمام الحسين عليه السلام السبب في أحياء إرادة الجماهير وانبعاث الروح النضالية ، حتى أصبحت هزة قوية في ضمير الإنسان المسلم الذي ركن إلى الخنوع ، وأصبح عاجزا عن مواجهة ذاته ومواجهة الحاكم الظالم الذي يعبث بالأمة كيف يشاء ، ولم يكن بوسع الامام الحسين عليه السلام ان يقف دون ان يقوم بحركة قوية ، عندما جاءت له كتب كل من يرفض بيعة يزيد بن معاوية وتطلب منه قيادة زمام أمورها، وقد حملته المسؤولية أمام الله اذا لم يستجب لدعواتهم ، وكانت دعوة أهل الكوفة بمثابة الغطاء السياسي الذي يعطي الصفة الشرعية لحركته ،  لذا كانت ثورة الإمام الحسين عليه السلام ثورة إصلاح وتمرد على الواقع السياسي الفاسد ومنهجا واضحا وصريحا يدرس به كل الأحرار باختلاف أماكنهم وألوانهم ومعتقداتهم ,واصبحت ثورته شعارها بارز من خلال إقامة المجالس الحسينية يعد منطلقا ودروبا لكل الثائرين ضد كل أشكال العبودية ,لذلك  عاشوراء شهر حزن واستذكار والهام للأحرار كما انه شهر خوف ورعب للاستبداديين والفاسدين والمارقين والدكتاتوريين من الحكام والساسة في كل بقاع الأرض ,وهذا ما يفسر سياسة الحكام اتجاه الموالين والمحبين للحسين عليه السلام ولكل من يحيي هذه الشعائر ويقيمها في شهر محرم الحرام .

شكلت ثورة الإمام الحسين انعطافة كبيرة في تاريخ ومسيرة الأمة، ونهضة في العقول والأفكار، وصدمة في النفوس والقلوب، ولذلك لم يقتصر أثرها على اللحظة التاريخية التي وقعت فيها،  بل امتد تأثيرها إلى كل العصور والأزمان،  وقد أحدثت ثورة الإمام الحسين الكثير من الآثار والنتائج على أكثر من صعيد في المجتمع الإسلامي، منها فضح الزيف الديني، كانت السلطة الأموية تتظاهر بالإسلام،  كإقامة صلاة الجماعة والجمعة، وبناء المساجد، ومن جهة أخرى ينسبون شرعية حكمهم إلى الدين، وأنهم خلفاء رسول الله(ص )، إلا أن هذا الادعاء سرعان ما اتضح زيفه وبطلانه، فهذه السلطة الأموية التي قتلت الإمام الحسين (ع(، ابن بنت رسول الله )(ص)، وريحانته من الدنيا، وسيد شباب أهل الجنة، كما استشهد في معركة كربلاء الكثير من أهل البيت ولم يسلم حتى الأطفال من القتل، وسبي بنات رسول الله، قد كشف للرأي العام أن الأمويين لا هم لهم سوى السيطرة على الحكم، وأنهم بعيدون كل البعد عن الإسلام وتعاليمه، وأن التمسك ببعض الشعائر الدينية ما هو إلا لخداع الرأي العام .

 فبعد ثورة الإمام الحسين انبعثت الروح الجهادية في الأمة، وبدأت الجماهير ترقب زعيماً يقودها وكلما وجد القائد وجدت الثورة على حكم الأمويين. ونلاحظ هذه الروح الثورية، في كل الثورات التي حملت شعار الثأر لدم الحسين والتي جاءت صدى لثورته ومنها ، ثورة التوابين: اندلعت في الكوفة، وكانت رد فعل مباشر لقتل الحسين ، وانطلقت من شعورها بالإثم لتركهم نصرة الحسين،   و ثورة المختار الثقفي: ثار المختار بن أبي عبيدة الثقفي سنة 66 للهجرة في العراق طالباً ثأر الحسين ، وغيرها من الثورات ،  التي حدثت بعد ثورة الإمام الحسين  مستمدة منها روح الجهاد والثورة ضد الحكم الأموي حتى انتهى الأمر بسقوطه وقيام الدولة العباس ،   واليوم نرى انتشار أتباع مدرسة أهل البيت في كل مكان من أنحاء الدنيا، والجميع بدأ يتعرف على أبعاد نهضة الإمام الحسين ، فلم يعد ممكناً حصار فكر وثقافة أهل البيت كما كان مطبقاً سابقاً من قبل أعداء أهل البيت، فوسائل الإعلام والاتصال الحديثة ساهمت بنشر منهج وفكر أهل البيت إلى كل الناس،  ومدرسة أهل البيت التي لم يستطع أعداؤها بكل ما لديهم من أدوات القمع والدكتاتورية أن يقضوا عليها في القرون الماضية، لن يستطيعوا اليوم أن يحاصروها فضلاً عن القضاء عليها، وكل ذلك ببركة ثورة الإمام الحسين ، وجهاد أتباع هذه المدرسة المباركة طوال التاريخ ،  وهذه المدرسة التي مثلت الإسلام في فهمه الصحيح ستبقى تبث أشعتها القوية والمفيدة في كل اتجاه لتنشر قيم الحق والعدل والحرية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي الدعمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/12



كتابة تعليق لموضوع : الحسين مؤسس الثورات ضد الظلم والظالمين 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net