صفحة الكاتب : عقيل العبود

ابو الفضل العباس
عقيل العبود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما الذي دفع قمر بني هاشم- ابو الفضل العباس لأن يستشهد بهذه الطريقة، وهل ان المشهد مجرد صورة تم التقاطها عن طريق كاميرا فورية مثلا، ام ان هنالك تسجيلا شفويا حفظته القلوب، والمشاعر، والدموع، والأبصار، وهي تحكي قصة المقتل، الذي صرنا نسمعه كل عام، ونحن كما كنّا بقينا، نبحث عن شئ مفقود؟ 

فهنالك خلف الستار، قارئ جديد، ودموع جديدة، وكذلك جموع جديدة.   

اما المشهد، فهو الامام الحسين (ع) وشقيقته الحوراء، وبينهما ساقي العطاشى، البطل الذي ابى ان يشرب من ماء الفرات، وهو يردع نفسه قائلا "يا نفس من بعد الحسين هوني". 

اما الطفل الرضيع، فاسطورة اخرى يغتالها العطش وفقا لفتوى معسكر الأعداء الذي لبرهة تكاد لا تعد من الزمان،  يصرح بضم الياء بها على هذا النمط من العجالة:  "فضوا نزاع القوم"، والمعنى ان لا تأخذكم رأفة في الدم، اي لا حرمة لصرخة، اواستغاثة، وان كانت على لسان عبد الله الذي لم يكن يفهم بعد عن قانون التنديد، والاستنكار. 

اذن هي لغة الإصرار على انتزاع روح الحياة، تراها متأصلة قائمة في قلوب التابعين، ممن استباحوا لغة الغدر، والقتل والجريمة. 

اما الدموع  فليس مجرد بكاء، انما امرأة تنظر الى طفلها الذي نال منه سهم كان يحمله حرملة، ليصوبه نحو رقبة  توا لامسها الضوء. 

انداك العقيلة وقفت وهي تجابه الموقف ببسالة الأبطال، تواسي أخاها الحسين، مناشدة إياه ان يبعد الذبيح عنها، معبرة عن حالة اصابها الوهن، والحزن، ومع هذا البسالة، والصمود، موقفان لا يستطيع كبار المحاربين تحملهما، كما زينب الأسطورة التي هي الاخرى على يدها تداعى كبرياء يزيد متساقطا، وفقا لتلك المعاني التي بها ثورة الأحرار بذورها نمت من جديد. 

ترى، الم يكن للدموع في عصر خليفة الزمن المكبل بسيوف الجاهلية الاولى معنى، مثلما معناها في عصرنا هذا الذي يتساقط فيه ابرياء العراق برصاص تلك الذخيرة، التي خلفها ذات يوم جيش يزيد؟ 
 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عقيل العبود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/29



كتابة تعليق لموضوع : ابو الفضل العباس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net