صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

داعش سيعود ما لم ؟
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قدم العراقيون بحربهم على الإرهاب، خدمة جليلة لدول المنطقة بل العالم بأسره، فهم من تصدى له في حرب ضروس استمرت أكثر من ثلاث سنين، أنهى العراقيون فيها خرافة داعش، وقدموا خلالها دماءً طاهرة زكية وثروات هائلة .

من يعتقد أن الإرهاب سينتهي بنهاية داعش فهو واهم، فالإرهاب لا يتحدد بمسمى أو عنوان مادام، هناك فكر تكفيري متطرف يغذيه، ومدارس تدرس أفكاره المنحرفة وإعلام يروج له، ودول تدعمه بالمال والسلاح محاولة استغلاله لأغراض طائفية ومذهبية، وحرب بالإنابة من اجل فرض أجندات سياسية، دفعت الشعوب ثمنا باهضا لها من دماء وأموال، وتفتت في بنيتها الاجتماعية .

ما دام هذا الفكر التكفيري الضال والمنحرف موجودا، وهناك دول تغذيه وتنميه عبر مناهجها الدراسية وتدرسه في مدارسها، وتربي مجتمعاتها على الانحراف والكراهية، والتفريق بين المكونات الإنسانية على أسس طائفية وعرقية، فسوف نرى تنظيمات إرهابية أخرى، تحمل تسميات أخرى في بلدان أخرى وتحت تبريرات أخرى، فالإرهاب هو فكر وليس ممارسات إرهابية فقط .

لذلك فان الإرهاب لن ينتهي ما لم تنتهي هذه الأفكار الضالة، وتجفف منابعه التكفيرية ويضرب في قواعده التي تنميه، وإلا سوف ينتشر انتشار السرطان، وسيرتد على جميع الذين حاولوا استغلاله واستخدامه سلاحا ضد خصومهم، لذلك فانه إذا ما أريد القضاء على الإرهاب لا يكتفى بالمواجهة العسكرية فقط، بل يجب أن تكون هناك حرب فكرية تجاه الأفكار المنحرفة، وإلا سيكون الإرهاب أفعى تلدغ من يربيها، عندها لا يلوم إلا نفسه .

لذلك ومع نهاية داعش؛ يجب الحرص على أن لا يعود الإرهاب بعناوين جديدة، وعلى الجميع أن يختار العيش في ظل الفكر المنحرف والأفكار الضالة، أو العيش في ظل حضارة إنسانية متنورة لا تفرق على أساس الانتماءات الطائفية والعرقية، فقد اكتوى الجميع بنار الإرهاب التي أحرقت الأخضر واليابس، وأهلكت الحرث والنسل وخرج الجميع منها خاسرا، فالشعوب تتطلع للعيش في حياة حرة كريمة، يسودها الأمان والعيش الكريم .

ولن يكون القضاء على الإرهاب، إلا بقطع رأس الأفعى والقضاء على الأفكار التكفيرية الضالة، التي مازالت تغذي الإرهاب، وتجيش الجيوش التي تنفث سمومها في أوصال شعوب العالم، وإلا فلنستعد الى داعش جديدة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/27



كتابة تعليق لموضوع : داعش سيعود ما لم ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net