صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

المقومات المرجعية للمواطنة الحقيقية  ثالثاً : لا تتجاوزوا على اموالكم !
عمار جبار الكعبي

 يقول احد المفكرين العرب ( ان الشعوب العربية تتميز بان بيوتها نظيفة، بينما شوارعها ليست كذلك، والسبب يعود الى انها تعتقد بان بيوتها تعود اليها، بينما الوطن فهو ملك الحكومة ! )، هذه الثقافة التي تجذرت وترسخت، جعلت من المواطن العربي ومنهم العراقي ينظر الى المال العام بانه مال الحكومة، وما دامت الحكومة غاصبة لحق هذا المواطن فان كل ما يأخذه منها فهو من حقه، ودليل شجاعة وقدرة ورجاحة عقل، لان سرقة السارق امر محبب بثقافة البعض، واموال الحكومة لا بواكي عليها، لانها ستعود وتسرق غيرها، بغض النظر عن التساؤل ممن تتكون الحكومة؟!، ومن الذي يقوم بالسرقة؟، وكيف ومتى وأين ولماذا؟! ، كلها تساؤلات لا يجب طرحها لانها تعكر صفو المزاج وتجعلنا نشعر بالذنب تجاه وطننا الذي نسرقه بضميراً مرتاح ! 

الحكومة ليست مالكة للاموال العامة، فضلاً عن اموالها، الحكومة مجرد هيئة منتخبة لادارة مقدرات واموال البلد، وتنظيم سيره واعماله والدفاع عنه، فهي لا تملك شيئاً لان وجودها يعتبر تفويضاً من المجتمع وليس وجوداً اصيلاً يوازي الاخير او يشاركه، وبالتالي فالتعدي على أموال الحكومة ( كما يُزعم البعض ) ليس مبرراً بأي شكل من الاشكال، وانما يعتبر سرقة من أموال الشعب، واقناع المجتمع بغير هذه الحقيقة يجعله يسرق نفسه تحت حجج واهية وأدلة باطلة ! .

هذا المعنى أكدت عليه المرجعية الدينية العليا، في خطبتها يوم الجمعة الموافق ٢٠١٧/٩/٨ ، حيث أكدت على وجوب الحفاظ على الأموال العامة، لانها ملك الشعب وكل الشعب، وان اي سارق في ثقافة المجتمع يعتبر منبوذاً مهما كانت صفته او اسمه او مكانته، فكيف بمن يسرق من (٣٥) مليون مواطن، الا ان يكون اكثر جرماً، لان الشعب هو الخصيم لانه هو المالك والمسروق، وهذه المعاني يجب ان يتم ترسيخها في جميع مناهج التدريس وبمختلف المراحل، لكي لا يسرق أحدٌ نفسه وان تم إقناعه بغير ذلك !.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/12



كتابة تعليق لموضوع : المقومات المرجعية للمواطنة الحقيقية  ثالثاً : لا تتجاوزوا على اموالكم !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net