صفحة الكاتب : احمد فاضل المعموري

شخصية الرئيس دونالد ترامب في السياسة الامريكية ؟.
احمد فاضل المعموري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

السياسة الداخلية والخارجية الامريكية رسمتها ملامح الرئاسة الحديثة ,بشكل متسارع ومتغير بعد تولي الرئيس الامريكي رونالد ريغان ومثلت نجاح حقيقي على الرغم من الجزئية في تبني مواضع تهم الآمن والسلم الدولي وبشكل تمثيلي على الرغم من فشله كممثل ودخوله عالم السياسة ,أما فترة الرئيس الامريكي جورج بوش ,ركزت على الرمزية أكثر من الجوهر وهو صاحب الخبرة العملية في تسلم عدة مناصب ومسؤول الأمن القومي وهو المحنك لعدة رئاسات سابقة اما الرئيس بيل كلنتون قدم رؤية جديدة في السياسة الامريكية لقيادة العالم على الرغم من فضيحة بيل كلنتون لكنه مثل خيار ديمقراطي ناجح في تصعيد الازمات الداخلية وتبني قانون تحرير العراق سنة 1998 الذي اصبح ملزم في السياسة الامريكية  ولكل رئيس أمريكي ,بعدها قدم الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش ,رؤية الالهام المسيحي في حروبه الصليبية  بقالب الهوس الديني الممزوج بالسياسة الحمقاء وتصعيد نظرية الدول المارقة وشن الحرب الصليبية واحتلال العراق ,وفشل التفرد بالقطبية والمحافظة على السلم الدولي ,اما الرئيس الامريكي الاسود المحامي اوباما ,فقد لعب دور الوسيط المعتدل في السياسة الخارجية على وفق التفاهمات الدولية لتهدئة الازمات ولضمان التقدم ,بعد أن اكمل توقيع قانون جاستا لتعويض ضحايا الارهاب من الدول والشركات والافراد الضالعة بالإرهاب العالمي ,حتى اصبحت ادارة الرؤساء الديمقراطيين تتسم بالتخطيط والاصدار والتوقيع والرؤساء الجمهوريين بالتنفيذ والحزم والتقيد بالقرارات التي تمس المصالح العليا .

أما الرئيس الامريكي الملياردير وصاحب الاعمال الناجح دونالد ترامب فقد مهد لخيار خوض المعترك السياسي اشكالية واحدث انقسام داخلي بالترشح والفوز عندما اعتبر السياسة صفقة ناجحة في كل زمان ومكان ,ووعوده في الحملة الانتخابية . قرار الصفقة في شخصية الرئيس الامريكي تلعب دور مهم وناجح في حياة هذا الرئيس الغير محبب للكثيرين والذي يمثل خيار أصحاب رؤوس الأموال الامريكيين  وتنشيط الاعمال بتوفير فرص العمل وهو دائما يحتاج الى قصص نجاح للتقدم اليومي والصعود والبقاء في البيت الابيض ,حتى لو كان وحده والتخلي عن رفاهية المؤسسات والقصور الفارهة الشخصية وهو يسبح عكس التيار كما يوصف في خطبه النارية ويمثل القرار التنفيذي رمز المنتصر في اي عمل من اعمال الرئاسة بقوة النفوذ المدعوم من التأييد الشعبي في وسط الجماهير ,والتي تقبل بهذه القرارات الجريئة, طالما كانت هناك وظائف لملايين المواطنين الامريكان ,بعد جولة خليجية واحدة تم توقيع صفقة العصر مع المملكة العربية السعودية , واعتبارها حليف استراتيجي ,وتأجيل تنفيذ قانون جاستا لتاريخ أخر .

الرئيس الامريكي دونالد ترامب هو صريح وهذه احد اهم عيوبه السياسية في نظر الساسة ولكنه يعرف كيف يكون في صلب المواضيع الذي يشغل فكر المواطن الامريكي, وهو صادق مع نفسه وعمله ,واصبح الاعب الاجتماعي الاهم. عندما يفكر بالداخل الامريكي يتحرك خارجيا ويجذب المليارات نتيجة صفقات ناجحة للشركات الامريكية يؤمن بالإنجاز والسرعة والمباشرة وهذه ميزات فريدة في الرئاسة الامريكية ,استخدم وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر ) حتى اصبحت احد المصادر الرسمية في سياسته نشر الاخبار والتواصل, بعد ان كان رجل أعمال وملياردير ناجح وممثل ومؤلف وشخصية تلفزيونية مشهورة .

اصبح العالم ينتظر من الرئيس الامريكي تقديم رؤية تحريك المجتمعات على اساس التحاور في المصالح الاقتصادية وعلى حساب المصالح السياسية ولا ينتظر من احد وضع العقبات والمضي قدماً في تبرير الف وسيلة ووسيلة من اجل خرق البروتكولات الرسمية والسياسية وتقديم نموذج  والوصول للكمال بمهارة الصدمة المباشرة وليس البقاء بالخلف دائما يريد ان يسبق الجميع نحو الامام وهذا يتطلب المحاور الذكي الفنان باستقطاب مغريات المال على السياسة ,ولكن هل يسمح له بالتمادي بسياسة امريكا ,بعد تقديم مشروع قرار سحب الثقة من قبل الديمقراطيين كتحذير سياسي للرئيس .

تحديات الشرق الاوسط - وروسيا وكوريا الشمالية وايران هي التي تشغل بال الرئيس الامريكي بعد قرار الكونغرس الامريكي بتقيد صلاحية الرئيس نقض القرار الذي توافق عليه مجلس الشيوخ ومجلس النواب في تحديد الصلاحية وارغام الرئيس على توقيع العقوبات الادارة كانت في مباحثات مكوكية لتمرير القرار الاممي من قبل روسيا والصين بتشديد العقوبات الاقتصادية على كوريا الشمالية بعد تجاربها الصاروخية العابرة للقارات , وهو غير مخير ولو كان مخير في قراره الخارجي لعقد صفقات يسودها المال والاعمال في ظل جذب المصالح وتحريك عجلة الشركات الامريكية ,وهي سياسة توافق ميوله ومزاجه وعقله الطفولي وحبه للظهور امام كأمرات التلفاز كبطل منتصر ,وهذا الاستثناء الذي غطى على القاعدة السياسية في البيت الابيض ,ويتحمل فريقه الرئاسي تبعات ضعفه وتقليص الطاقم الرئاسي بعد كل فشل أو أخفاق على مستوى السياسة الدولية ويبقى الرئيس يفضل سياسة فن الصفقة الاقتصادية على فن السياسة في العلاقات الدولية ...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد فاضل المعموري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/27



كتابة تعليق لموضوع : شخصية الرئيس دونالد ترامب في السياسة الامريكية ؟.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net