صفحة الكاتب : اعلام وزارة الثقافة

 وزير الثقافة: تبقى المهمة أصعب و الطريق أطول من اجل بحث المعان الوطنية و الانتماء الجمعي للوعاء الوطني
اعلام وزارة الثقافة

في كلمته أمام منتدى البرلمان الرابع 
 وزير الثقافة: تبقى المهمة أصعب و الطريق أطول من اجل بحث المعان الوطنية و الانتماء الجمعي للوعاء الوطني

أكد وزير الثقافة و السياحة والآثار فرياد رواندزي في كلمته أمام منتدى البرلمان الرابع الذي عقد برعاية رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري يوم الأربعاء 16/8/2017 على أن المهمة تبقى أصعب و الطريق أطول من اجل بحث المعان الوطنية والانتماء الجمعي للوعاء الوطني.
 مشيرا إلى السؤال الذي يتكرر هو كيف يمكن حل جدلية الهوية و الانتماء ضمن إطار الوطن الواحد من خلال هوية وطنية مشتركة, و ثقافة وطنية مشتركة و مواطنة حقيقية بل و مزاج وطني مشترك.
و فيما يأتي نص كلمة وزير الثقافة:
السيد رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري المحترم 
السيدة ميسون الدملوجي رئيس لجنة الثقافة النيابية المحترمة
السيدات و السادة الحضور 
السلام عليكم 
 لابد من الإقرار بأننا نواجه تحديات جمة في حماية الهوية الوطنية العراقية على أكثر من صعيد. وهي تحديات لا يمكن مواجهتها دون تضافر طائفة من العوامل التي تدخل في نسيج الحياة السياسية، وترتبط بتشوه البنية السياسية وتعذر استكمال بناء الدولة والنظام الديمقراطي وفقا للدستور.
 فعلى مدى عدة عقود كان العراقيون هدفا للانتهاك والقسر وانتزاع الحرمات في ظل سيادة قيم ومفاهيم ومبادئ نظام استبدادي، أدى إلى تمزيق وحدة نسيج المجتمع العراقي، وإثقاله بالنتائج الوخيمة لحروبه الداخلية والخارجية، وتجريدهم من طاقة تحمل انتهاك حرماتهم الإنسانية.
 وخلال عقود من تسّيد نهج الإخلال بالتوازن الاجتماعي وتفكيكه ومحاولة إفراغه من القيم الوطنية وإضعاف حصانته لصالح الانتماء والولاء للحزب والعائلة والقائد الفرد الضرورة، ازدادت حالات الاغتراب والعزلة، ليتم اسر إرادة المواطن العراقي ويجري تشويه مفاهيمه عن الانتماء والهوية الوطنية.
 وفي مجرى التحولات التي توالت بعد إسقاط النظام الاستبدادي، وبناء النظام الجديد، واجه العراق العديد من الإشكالات التي رافقت التخلص من النتائج السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي ورثها عن النظام المباد.
 وكان من بين تلك الإشكاليات والمصاعب، سبل الحل والوسائل التي رافقت نهج وسياسات إدارة بريمر والحكومات المتعاقبة التي لم تستطع تحقيق الاستقرار وتامين الحدود المطلوبة من المتطلبات الحيوية, من امن وعدالة انتقالية وخدمات وبيئة تعزز الثقة والتسامح في المجتمع, وفي ممارسات معينة لم نستطع كحكومة وقيادات سياسية من تصفية جذور السياسات التي انتهجتها الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة وبشكل خاص صدام ونهج حزبه في تشويه هوية المواطن وإضعاف حصانته الوطنية.
وليس من شك بان الانشغال بمواجهة الإرهاب والتكفير بألوانه وأطره المختلفة لعب دوراً  بارزا في تعطيل الإرادة الوطنية وانكفائها عن مهامها في معافاة الحياة السياسية وتعبئة الطاقات الخلاقة في المجتمع وانخراطها في عملية البناء المتلكئة وتدني فرص العمل لأجيال من الشبيبة المتعلمة، وضياع قطاعات واسعة تحت ثقل البطالة والعوز بالتحول إلى بيئة حاضنة للإرهاب. ومما فاق هذه الظواهر مجتمعة، واضعف الشعور بالانتماء والهوية الوطنية هو تكريس نهج الموالاة للطائفة والمذهب والعشيرة والمكون على حساب وحدة الهوية والانتماء والانحياز لهما.
 إن الثقافة باعتبارها انعكاس لهذا الواقع، تشظت هي الأخرى، لتكرس كثقافة انتماء وولاء خارج إطار الوطن.
 بل أن الدولة والقيادة السياسية لم تعر الثقافة ووزاراتها الاهتمام والرعاية التي تتناسب ودورها في إشاعة وحدة المفهوم لمعنى الانتماء للوطن والانحياز للهوية الوطنية بديلا للهويات الفرعية.
 ولا يجوز في هذا السياق تناسي الدور التخريبي للفساد المستشري في المجمع وبنى الدولة، ومصاهرته للإرهاب واستفزازه لأوسع الأوساط المنكفئة لأسباب مختلفة، سواء بسبب الفقر والإملاق والبطالة والتمييز، أو بدواعي السياسات الخاطئة، وانقسام المجتمع وما يتبعه من ولاءات ...
 أن مظاهر خطيرة تتراكم عبر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي تنعكس في كم مواد التطرف والخرافات والتحريض على الفتن وتشويه القيم الدينية، من شان استمرارها وعدم التوجه الجاد لتجفيف مصادرها أن تدفع إلى مزيد من تحلل الالتزام بمقومات الهوية الوطنية والتمسك بقيمها.
 لكن ذلك كله لا يعني أن العراقيين صاروا على مفترق الطرق مع انتمائهم الوطني والانحياز لها، واكبر شاهد على ذلك التضحيات البطولية لهم وفي مقدمتهم الشباب في التصدي لداعش والاستعداد للتضحية بحياتهم الغالية في جبهات القتال وما أدى أليه ذلك في تحقيق الانتصار وتطهير الموصل الحدباء من رجسهم.
 ولكن تبقى المهمة أصعب والطريق أطول من اجل بحث المعان والأبعاد الوطنية للهوية والانتماء الجمعي للوعاء الوطني ونعتقد ان المنظومة الحالية بواقعها المر و المتخلف, ما لم يتم اختراقها وتفكيكها من خلال عوامل و آليات فعالة, فأن السؤال يبقى يتكرر وهو كيف ممكن حل جدلية الهوية والانتماء ضمن أطار الوطن الواحد؟ من خلال هوية وطنية مشتركة وثقافة وطنية مشتركة, ومواطنة حقيقية بل ومزاج وطني مشترك وهي غائبة ألان وللأسف الشديد أن الغاية في منتدى اليوم هو البحث في هذا الموضوع حتى تنورونا بأفكاركم وآراءكم حول دور وزارة الثقافة في هذا الأمر الحيوي وكي تتكامل الحلقة التنفيذية والتشريعية في أيجاد حلول مرضية لموضوع الهوية والانتماء.

لكم الموفقية وشكر على حضوركم

17/8/2017

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اعلام وزارة الثقافة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/17



كتابة تعليق لموضوع :  وزير الثقافة: تبقى المهمة أصعب و الطريق أطول من اجل بحث المعان الوطنية و الانتماء الجمعي للوعاء الوطني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net