صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

مظلومية الأقباط في مصر .
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 حين بعث رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وأصحابه) الى كبير القبط في مصر يدعوه الى الإسلام,لم يكن رده كما فعل قيصر, أوكسرى ,بل رد بود, وأهدى لمحمد جارية قبطية كانت أما لأحد أبنائه الذين توفاهم الله ,وحزن عليه كثيرا حين قضى ..

وسميت مصر ببلاد القبط حتى قبل قدوم الفاتحين من المسلمين إليها,وكان عهدها بالمسيحية سابقا لعهدها بالدين الجديد.وإذا كانت مصر هي التسمية التي علقت بهذه البلاد منذ أيام الفراعنة ,وإذا كان القرآن قد ذكرها في معرض روايته لقصة سيدنا يوسف ,فإن الأقباط وجدوا على أية حال قبل وجود المسلمين, ولهم حق العيش فيها كما لغيرهم من أتباع الديانات السماوية,وقد يحق لهم تسمية مصر (بلاد القبط) , كما يحق للمسلمين تسميتها( مصر).

وإذن فليس من العدل إجهاض حقوق الأقباط, وحرق كنائسهم وصوامعهم, مع أن زعامات المسلمين في عهود الإسلام الأولى حذروا قادة جيوشهم من إيذاء  غير المسلمين في غزواتهم وحروبهم ,وحذروهم من هدم الصوامع والكنائس ,وكان بعضهم يعمل بالوصية ويزيد عليها بالرعاية والعناية بهم.

لاندري الى ما يمضي الشعب المصري بعد الإطاحة بحكم الرئيس محمد حسني مبارك ؟وكيف سيلبي المجلس العسكري الحاكم وقوى الثورة ,والجماعات السياسية مطالب الأقليات بتوفير الحماية ,وتأمين المشاركة السياسية ,والتمثيل العادل في السلطة؟خاصة مع توفر نزعة التطرف لدى جماعات بعينها تحاول جر الأمور الى دوائر غير محمودة قد تطيح بكل الآمال التي فجر المصريون لأجلها ثورتهم في يناير ,وقدموا العشرات من الشهداء, وسهروا الليالي في ميادين التحرير في مدن البلاد المختلفة!

 

الأقباط كما سواهم من الأقليات الدينية معرضون لمخاطر جسيمة,ومن أيام شكلت حادثة كان سببها رجل دين مسلم علامة فارقة في سجل الأحداث اليومية في هذه البلاد ,وهي أحداث لاتظهرها وسائل الإعلام, وتبدو صغيرة وغير ذي أهمية لكنها تشير حتما الى قرب الإنفجار الكبير  الذي سيدمر العلاقة بين المسلمين والاقباط الذين عاشوا في هدنة طوال سني مبارك.

 

هذه الحادثة تلخصت في قيام أحد الشيوخ بالتحريض على هدم منارة كنيسة قبطية بحجة أنها تعلو المسجد المقام في الموضع القريب منها,فما كان من المصلين إلا أن هجموا عليها ودمروها وأحرقوها..ومثل هذه الحوادث تكررت وتتكرر كثيرا هذه الأيام في المحروسة,ولعل موقعة إمبابة الشهيرة شاهد على ما يمكن أن تذهب إليه الأحداث من تطرف قد يودي بشكل مصر الحضاري وموقعها الريادي في العالم.

 

أعرف إن الأقباط يتوزعون في أنحاء من البلاد,وهم يمتلكون التاريخ والجغرافيا والثقافة,وهي عناصر قوة تؤهلهم لإثبات الحضور وعدم التماهل في ترسيخ المكاسب التي هي من حقهم,وليس من الممكن تجاهل حضورهم في كل المدن والقرى في الصعيد ,فهم يوجدون في أسيوط والمنيا وبني سويف ومنفلوط والجيزة والأقصر وسوهاج,وحواضر أخرى ,وقد صنعوا وجودا مميزا في كل قطاعات الحياة المصرية,وليس من العدل تجاهل حقوقهم تلك بل يتوجب على المجلس العسكري الحاكم والقوى اللبرالية والإسلامية الواعية أن تساعد في تأمين العلاقة بين مكونات الشعب المصري بمافي ذلك الأقباط وهو إنجاز سيحسب للجميع مثلما إن أي تدهور سيصيب بالضرر كل تلك المكونات.

 hadeejalu@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/02



كتابة تعليق لموضوع : مظلومية الأقباط في مصر .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : اكرم ، في 2011/10/03 .

مهما كثر الحديث في هذا الموضوع
لزوما على الجميع ان يضعوا مصلحة بلدهم اولا حتى لا يدخلوا في غياهب المساومات والمصالحات السياسية المقيته


• (2) - كتب : عراقي ، في 2011/10/03 .

نأمل ان يصل الاخوة في بلاد مصر الى اتفاقيات تضمن للكل حقوقهم في وطنهم




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net