• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : نقد نظرية التطور – الحلقة 6 – مدى قيام الدليل التجريبي والاستقرائي على التطور أو على عدمه : آية الله السيد محمد باقر السيستاني .
                          • الكاتب : صدى النجف .

نقد نظرية التطور – الحلقة 6 – مدى قيام الدليل التجريبي والاستقرائي على التطور أو على عدمه : آية الله السيد محمد باقر السيستاني

المبحث الثاني : في مدى قيام الدليل التجريبيّ والاستقرائيّ المباشر على هذه النظريّة أو على عدمها.
المراد بالدليل المباشر :
المراد بالدليل المباشر على وقوع التطوّر أن نشهد وقوع التطوّر من خلال الاستقراء أو التجربة، ومعنى الاستقراء أن يشهد الإنسان وقوع التطوّر في حالات عينيّة يرصدها، كما أنّ التجربة تعني أن يكون الإنسان قد جرّب بنفسه تطوير الكائنات الحيّة إلى كائنات أكثر تطوّرا من خلال تعريضها لظروف وبيئات ضاغطة، فيكون مثلا قد استطاع من تنمية الخلايا التي هي أحاديّة الخليّة إلى كائن أكثر تطوّرا ، أو استطاع من تطوير السمك إلى الطيور، أو تطوير القرد بمايكون أكثر شبها بالإنسان.
وأمّا الدليل المباشر على عدم وقوع التطوّر فهو يحصل بملاحظة عدم تحقّق التطوّر فيما هو مظنّة لحصوله، وذلك من خلال الاستقراء بتتبّع أحوال الكائنات في بيئات يُفترَض وقوع التطوّر فيها لو كان أمرا يحصل بعوامل طبيعيّة فعلا من غير الوقوف على حالة وقع فيها ذلك، أو من خلال التجربة كأن يسعى الإنسان إلى إيجاد ضغوط تطوّريّة مصطنعة على بعض الكائنات الحيّة يحاكي بها الظروف الطبيعيّة المحتملة من غير أن يؤدّي إلى حصول التطوّر فعلا.
وهذا الدليل يجوز أن يكون قطعيّا بأن يحرز الإنسان تحقّق الظروف والعوامل التي يُفترض تحقّق التطوّر فيها لو كان أمر ا معقولا من غير أن يتحقّق فعلا، كما يجوز أن يكون ظنّيّا بأن يظنّ الإنسان تحقّق تلك الظروف والعوامل من غير نتيجة تطوّريّة يحصل عليها.
ويقابل الدليل المباشر: الدليل غير المباشر، ويتمثّل الدليل غير المباشر على التطوّر في ملاحظة ظواهر لا تفسير لها يقينا أو ظنّا إلّا بحصول التطوّر، مثل: ظاهرة التشابه بين الكائنات الحيّة والتسلسل التاريخيّ لوجود الكائنات وظاهرة الأعضاء الأثريّة والتوزيع الجغرافيّ للكائنات. كما يتمثّل بقيام الدليل غير المباشر على عدم التطوّر أو فقدان ظواهر وأمور لا تفسير لها إلّا عدم حصول التطوّر.
والمقصود في هذا البحث : تحقيق مدى قيام الدليل المباشر إمّا على إثبات هذه النظريّة أو على نفيها، فهنا جانبان للبحث:
عدم وجود دليل حسّي وتجريبيّ مباشر على التطوّر يقينا :
الجانب الأوّل : حول قيام الدليل الحسّيّ المباشر على وقوع التطوّر النوعيّ .
والظاهر أنّه لا شكّ في عدم وجود مثل هذا الدليل إلى الآن يقينا؛ إذ لم يطّلع الباحثون على وقوع التطوّر النوعيّ في أيّة حالة مشهودة استقرائيّا أو تجريبيّا، وإنّما يتوقّع القائلون بهذه النظريّة وقوعه في أزمنة سحيقة سابقة، فهي إلى الآن حالة تاريخيّة بحتة يُراد استكشافها وليست حالة مشهودة بالتجربة أو الاستقراء، وهذا أمر ظاهر لا شكّ فيه.
ذكر ما قيل من اعتبار حالات التطوّر الصغير دليلا حسّيّا على التطوّر الكبير :
نعم، قد احتجّ بعض الباحثين على تجويز التطوّر النوعيّ بأنحاء التطوّر الصغير التي تقدّم ذكرها من قبل والتي هي مشهودة خارجا، مثل : التطوّر الصنفيّ في داخل النوع الواحد ، والتطوّر المناعيّ الموجب لمقاومة العقاقير والسموم ، والتطوّر الصناعيّ للبكتريا في الظروف الضاغطة عليها في أنبوبة الاختبار . 
وهذا الاحتجاج يبتني على مقدّمات :
1- إنّ الخريطة الجينيّة للحياة في النباتات والحيوانات كلّها خريطة واحدة في جوهرها بنظام مشترك وتصميم واحد؛ ولكنّها تنتج كائنات متنوّعة ببعض الزيادة والنقصان والاستبدال.
2- إنّ وقوع الأنحاء المذكورة من التطوّر تدلّ على أنّ هذه الخريطة قابلة للتطوّر اليسير متى تعرضت لعوامل ضاغطة لتنتج كائنا مختلفا بعض الشيء عن الكائن الأوّل.
3- إنّ التطوّر الكبير (النوعيّ) يمكن أن ينشأ عن تطوّرات بسيطة متعاقبة ومتراكمة، فهو ليس حالة مختلفة في جوهرها عن التطوّر اليسير، وإنّما يتراءى كذلك إذا نظرنا إليها كحالة واحدة.
وبنا ء على ذلك: فإذا قُدّر وقوع التطوّر الكبير بنحو تدريجيّ عبر مئات وآلاف الأجيال كان ذلك بعينه تطوّرات يسيرة متعاقبة تمثّل نتاجها بعد كلّ تلك المدّة في كائن واحد، فما دلّ على جواز التطوّر الصغير بعينه دليل على جواز التطوّر الكبير متى افترضنا حدوثه تدريجا.
وهذا الأمر لا يبدو بعيدا بالالتفات إلى ما هو الملحوظ بالنظر إلى أنواع النباتات والحيوانات من أنّها تتدرّج من كائنات بسيطة إلى ما هو أكثر تعقيدا ، كما أنّها فيما يُتوقَّع متدرّجة في الوجود حسب جملة من المؤشّرات التاريخيّة.
وبهذا البيان يظهر: أنّه لا يصحّ الإيراد المعروف لدى المشككين في التطوّر على هذه الحجّة بأنّ الأصناف المذكورة للتطوّر المشهودة خارجا إنّما هي من التطوّر الصغير، ويكفي في حصوله طفرات صغرى في الخريطة الجينيّة، وهذا بخلاف التطوّر المدّعى في إرجاع الكائنات الحيّة إلى أصل واحد؛ فإنّه من قبيل التطوّر الكبير والذي يقتضي وقوع طفرات كبرى في الخريطة الجينيّة، وهو أمر غير محتمل.
ووجه عدم صحّة هذا الإيراد أنّ هذا الكلام مبنيّ على أحد أمرين: أمّا اختلاف التطوّر الكبير عن الصغير اختلافا جوهريّا بحيث لا يمكن أن يكون نتاج حلقات مجتمعة من تطوّرات بسيطة.
وأمّا حدوث هذا التطوّر الكبير دفعة واحدة وليس على سبيل التراكم من تطوّرات صغيرة حدثت طوال ملايين السنين.
وأمّا إذا انتبهنا إلى أنّ التطوّر الكبير هو تطوّرات يسيرة متجمّعة تدريجا فإنّ جواز التطوّر الصغير يكون بنفسه حجّة على تجويز التطوّر الكبير ولكن بمرور زمن طويل.
بل قد يستشكل من هذا المنطلق في أصل تقسيم التطوّر إلى صغير وكبير بالنظر إلى أنّ كلّ تطوّر فهو في الحقيقة صغير؛ ولكنّه قد يتراكم فينتج تغيير ا كبيرا، وليس لدينا تطوّر كبير بمعنى تحقّق قفزة بعيدة لدفعة واحدة.
وقد يؤيّد عدم وجود خطّ فاصل بين أنحاء التطوّر أمران:
1- أنّه ليس هناك ميز واضح في كثير من الحالات بين التطوّر النوعيّ وبين التطوّر الصنفيّ المعدود من أقسام التطوّر الصغير ؛ لأنّنا إذا لاحظنا أقسام الطيور مثلا نجد حالات متشابهة يُشكّ في أنّه ينبغي عدّها من الاختلاف النوعيّ أو الصنفيّ.
2- إنّ ملاحظة الحالات التي يُتوقّع حدوث التطوّر فيها تنتهي إلى استبعاد هذا التصنيف للتطوّر.
وقد مثّل لذلك بعض العلماء التطوّريّين بتنوّعات السمكة ذات الشوكة، قال (1) : (يسعى مجموعة من الباحثين في جامعة ستانفورد بشكل حثيث في محاولة لفهم التنوّع الكبير في الدروع الواقية للبدن في سمكة ذات الشوكة fish Stickleback والتي تعيش في المياه المالحة، وعادة ما يكون لها صفّ من 36 صفيحة مدرَّعة تمتدّ من الرأس إلى الذيل. ولكن في الجزء الذي يعيش في المياه العذبة في العديد من أنحاء العالم، حيث تقلّ الحيوانات المفترسة، تفقد معظم هذه الأسماك الدروع الواقية.
يبدو أنّ الأسماك ذات الشوكة التي تعيش في المياه العذبة، وصلت إلى وضعها الحاليّ بدءا من قبل 10 - 20 الف سنة بعد ذوبان الأنهار الجليديّة على نطاق واسع في نهاية العصر الجليديّ الأخير. المتابعة الدقيقة لجينومات هذه الأسماك التي تعيش في المياه العذبة مكَّن من التعرُّف على جين معيَّن EDA ، وهو الجين الذي تغيَّر بشكل مستمرّ في حالات الأسماك التي تعيش في المياه العذبة، ممّا أدّى إلى فقدان الصفائح لديها. المثير أنّ الإنسان لديه أيض ا جين EDA والتطوّر في هذا الجين أدّى إلى خلل في الشعر والأسنان والغدّة العرقيّة والعظام. ليس من الصعب أنْ نرى كيف أنّه يمكن تعميم الاختلاف بين الأسماك التي تعيش في المياه المالحة، وتلك التي تعيش في المياه العذبة، على جميع أنواع السمك. لذلك يبدو التمييز بين التطوّر الكبير والتطوّر الصغير تعسّفيّا إلى حدٍّ ما؛ فالتغييرات الكبيرة التي تنتج في الأنواع الجديدة هي نتيجة لتغيُّرات تدريجيّة على شكل خطوات أصغر).
نقد إرجاع التطوّر الكبير إلى تطوّرات صغيرة مجتمعة :
ولكنّ الصحيح على الإجمال أنّ اعتبار التطوّر كلّه نوعا واحدا وسوق أنحاء التطوّر الصغير دليلا استقرائيّا وتجريبيّا على التطوّر الكبير لا يخلو عن تعسّف.
ذلك إنّ من المعلوم منطقيّا : أنّ الدليل التجريبيّ والاستقرائيّ إنّما يتناول موارد خاصّة مباشرة وتعميم النتيجة لغيرها يتوقّف على أن لا تكون الموارد التي يُراد تعميم الحكم إليها مختلفة عن الموارد المجرّبة والمستقرأة بأيّ فرق يحتمل التأثير في الحكم، وإلّا احتاج الدليل إلى قفزة استنباطيّة، فيكون الدليل في مجمله دليلا استنباطيّا لا تجريبيّا أو استقرائيّا محضا، وتحوّط علماء الطبيعة في العلوم التجريبيّة في أيّ تعميم في الحكم على ما اختُلف عن النماذج التي وقعت موضعا للتجربة أمر معروف للواقفين على المنهج التجريبيّ السائد في هذه العلوم.
وعلى ضوء ذلك: فلا يصحّ الانتقال الجازم من الأنحاء المشهودة من التطوّر والتي هي في موارد خاصّة ومستويات معيّنة إلى تجويز التطوّر النوعيّ الذي يرجع جميع الكائنات الحيّة من حيوان ونبات إلى سلف مشترك واحد. 
وينبّه على ذلك: تريّث بعض أهل العلم القائلين بثبوت التطوّر النوعيّ كحقيقة وليس كنظريّة فحسب في هذا الانتقال من التطوّرات الصغيرة إلى إثبات التطوّر الكبير، فقد ذكر بعض هؤلاء وقوع التطوّر الصنفيّ والمناعيّ والصناعيّ؛ ولكنّه تساءل بعد ذكرها قائلا : (ولكن حتّى لو اتّفقنا على أنّ الانتخاب الطبيعيّ يعمل حقّا في الطبيعة، فما مدى العمل الذي يمكنه عمله حقيقة؟ بالتأكيد يمكن للانتخاب أن يغيّر مناقير الطيور، أو فترة ازدهار النباتات؛ لكن هل يمكنه بناء التعقيد؟ ماذا عن الصفات المعقّدة كطرف الكائن رباعيّ الأرجل، أو التكيّفات الكيميائيّ حيويّة المعقّدة مثل تجلّط الدم (عند الانجراح ) الذي يتضمّن سلسلة دقيقة من الخطوات تتضمّن الكثير من البروتينات، أو ربّما أكثر الأعضاء المعقّدة التي قد تطوّرت على الإطلاق). (2)
وفي مقام الجواب عن هذا التساؤل طرح سؤالا مقابلا عن النظريّة البديلة للقول بالتطوّر في توجيه التنوّع الأحيائيّ عدا تعليل الموضوع بالخلق والتصميم الذكيّ والذي هو أمر غير قابل للاختبار.
وفي ذلك ما ينبّه على أنّ الحالات المشهودة تجريبيّا واستقرائيّا من التطوّر والطفرة الجينيّة لا تشهد على وقوع المستوى المطلوب في نظريّة التطوّر الأحيائيّ العامّ ، ولكنّه يوفّر تخريجا افتراضيا لهذه النظريّة لا غنى لها عنه على تقدير وقوعه.
هذا ما يمكن أن يُقال على وجه الإجمال . 
وأمّا على وجه التفصيل: فإنّه يمكن عرض جملة من الملاحظات والأسئلة في شأن المقارنة المذكورة بين التطوّر الكبير والصغير على نحو ما يلي :
توضيح الفرق بين التطوّر الصغير والكبير :
1- إنّ المهمّ في تنويع التطوّر هو أنّه ينقسم إلى قسمين بحسب نوع الصفات والمزايا التي يكتسبها من خلاله الكائن الحيّ.
بيان ذلك : أنّ من الواضح انقسام صفات الكائن الحيّ إلى نوعين :
الأوّل : ما يقع في صفات غير أساسيّة، مثل: اختلاف اللون ومستوى القوّة والصحّة وبعض ما يتعلّق بالحجم ونحو ذلك.
الثاني : ما يقع في صفات أساسيّة من قبيل التمتّع بحاسّة إضافيّة لم يكن الكائن واجدا له، أو التمتّع بميزة مثل التكاثر الجنسّي والأطراف والأجهزة المعقَّدة.
ومن الفروق بين النوعين: أنّ التطوّر من النوع الثاني وإنْ تحقَّق في ضمن خطوات تدريجيّة إلّا أنّه إرهاص لتطوّر كلّيّ وكبير، وبذلك يختلف عن النوع الأوّل الذي لا يكون إرهاصا لأيّ تطوّر كبير.
مثلا : اختلاف اللون، من قبيل التطوّر الصغير؛ لأنّه لا يصلح أن يكون إرهاصا لأيّ تطوّر كبير ونوعيّ ، وهذا بخلاف التطوّرات المؤدّية إلى تكوّن العين مثلا ، حيث قيل إنّ تطوير الكائن الحيّ للعين المبصرة كان في ضمن خطوات ومراحل تدريجيّة كثيرة وكانت الخطوة الأولى منه مثلا حدوث نحو تحسّس ضوئيّ في ناحية من جلد الحيوان، ثمّ حدوث فتحة في هذا الجلد إلى آخر الخطوات التي أدّت في النهاية إلى تكوّن العين المبصرة؛ فالملاحَ في ضمن هذا التوصيف أنّ التحسّس الجلديّ للضوء يمثّل إرهاصا أوّليّا نحو نشأة العين الذي يمثّل تطوّرا نوعيّا، وهذا الإرهاص بذاته يختلف عن مجرّد تغيّر اللون مثلا الذي يُعَدّ من قبيل التطوّر الصغير.
ولعلّ أصل هذا الانقسام واضح في نفسه على الإجمال . 
نعم، قد تكون هناك مساحات متشابهة قد يُشكّ في انتمائها إلى النوع الأوّل أو الثاني، إلّا أنّ وجود مساحات غامضة بين قسمين لا يوجب التشكيك في صحّة التقسيم.
وعليه: يمكن القول إنّ المعهود في موارد التطوّر الصنفيّ والمناعيّ والصناعيّ إنّما هو من قبيل النوع الأوّل من التطوّر. وما هو المطلوب لإيجاد التطوّر النوعيّ إنّما هو النوع الثاني منه.
ولا يبعد أن يكون ما ذكرنا هو المنظور بتصنيف التطوّر إلى صغير وكبير، والقول بعدم دلالة وقوع الصغير على وقوع الكبير.
يبقى التعليق على الشاهدين المتقدمين على نفي الفرق بين التطوّر الكبير والتطوّر الصغير.
الشاهد الأول : أنّه ليس هناك ميز واضح في كثير من الحالات بين التطوّر النوعيّ والصنفيّ مع ملاحظة التصنيفات العامّة للحيوانات نزولا إلى المجموعات المنحدرة عنها تدريجا.
ولكن قد يلاحَظ بهذا الشأن: أنّ النظرة الشاملة إلى الحيوانات من المنظور الأحيائيّ وإن كانت تفضي إلى ملاحظة وجود مستويات عديدة من القرب والبعد بين مجاميع الحيوانات فعلا ابتداء من الانقسامات الأوّليّة فما بعدها، إلّا أنّ هذه المستويات عموما ليست كلّها بحدّ التدرّج القريب بحيث يتعذّر معه وضع اليد على مستوى معيَّن ويرجّح اعتباره مناطا للفصل النوعيّ واعتبار ما دونه مناطا للفصل الصنفيّ؛ بل يجد الناظر الممارس لأحوال الحيوانات المعني بها عن قُرب أنّ تسلسل التدرّجات النوعيّة الفاصلة تتوقّف في نقطة معيَّنة من هذا التسلسل ليكون الفرق بين المجموعات المندرجة تحتها فوارق غير شاسعة.
علما أنّ المناط المقبول في الفرق النوعيّ والصنفيّ لا يطابق بالضرورة تماما الانطباع العرفيّ الساذج، أو الاعتبارات الملحوظة في التسميات اللغويّة التي قد تختلف باختلاف اللغات.
على أنّنا نذكّر بما تقدّم من أنّ وجود مساحات متشابهة بين ظاهرتين لا ينفي أصل الانقسام كما هو واضح بتأمّل حال التقسيمات المذكورة في العلوم الطبيعيّة والحالات المتوسّطة فيها.
والشاهد الثاني : هو اختلاف الأسماك ذات الشوكة من حيث واجديّة بعضها الذي يعيش في المياه المالحة للدروع الواقية المختلفة بحسب أصنافها بينما يفقدها بعضها الآخر الذي يعيش في المياه العذبة. ومثل هذا الفرق قد يصحّ في جميع الأسماك المشتركة بين المياه المالحة والعذبة، حيث نجد اختلافات معتدّ بها رغم ما يرجّح من حدوث ذلك في أثر هجرتها من البيئات المالحة إلى العذبة أو العكس وتكيّفها مع البيئة الجديدة.
والواقع: أنّ مثال الأسماك ذات الشوكة فعلا مثال جيّد لملاحظة دور التطوّر في تنوّع الكائنات الحيّة كما رصده فريق من علماء الأحياء، ولعلّه أبرز الحالات الملحوظة من تطوّر الكائنات الحيّة المائيّة بتغيير بيئتها من المياه المالحة إلى المياه العذبة.
فقد قام (3) عدد من العلماء منهم Miller وزميله David Kingsley وعلماء آخرون من معهد Broad عام 2012 بتحليل جينومات واحد وعشرين مجموعة مختلفة من أسماك أبو شوكة مصدرها المحيطات والمياه العذبة عبر ثلاث قارّات وقد نُشرت النتيجة في مجلّة (Nature today) العلميّة؛ وذلك لأجل اقتفاء أثر اختلافات الحمض النوويّ الرئيسيّة، وقد وضعوا تسلسل الشفرات الوراثيّة الكاملة لهذه المجاميع.
وقد لاحظوا أنّ هذه المجموعات تملك تقريبا نفس الجينات؛ لكنّ التغيّر السريع في تنظيم الـ DNA لديها يؤدّي إلى تغيّر تعليمات الجينات لتتأقلم مع تبدّل البيئات.
ولأنّ المجموعات التي تعيش في المياه المالحة (التي تشكّل سلف هذه الأسماك) تستطيع أن تتكاثر مع المجموعات التي تعيش في المياه العذبة وأن تنتج ذرّيّة قادرة على التكاثر، قام الباحثون بمزاوجة أفراد من مجموعات مختلفة لمعرفة الجينات والمناطق التنظيميّة على الجينوم المسؤولة عن تغيّر شكل الجسم.
ورغم أنّ هذه الدراسات ترجّح رجوع أصناف هذه السمكة كلّها إلى أصل واحد، إلّا أنّ الفارق بينها ليس بحدّ يجعل التطوّر فيها من قبيل التطوّر الكبير كي تصلح شاهدا عليه؛ بل يقع ذلك ضمن التطوّر الصنفيّ داخل نوع واحد.
وذلك أنّ التغييرات التي حدثت في هذه الأسماك هي ما يلي:
أ‌- إنها قد طوّرت شكلها بعض الشيء، حيث فقدت صفائحها ودروعها كما خفّفت من عمودها الفقريّ، وقد كانت تستعمل ذلك كسلاح للدفاع عن نفسها. وذكر أنّ التفسير الأرجح هو قلّة عدد المفترسين والأعداء في المياه العذبة.
ب‌- إنها قادرة على تجديد أسنانّا، إنّ عدد أسنان السمكة متساوٍ في كلٍّ من الأسماك البحريّة والمياه العذبة قبل أن يبلغ آخر مراحل تطوّر يرقة السمكة حين يقاب طولها 205 سم وتكون في منتصف طريقها إلى البلوغ. ثمّ تستمرّ أسماك المياه العذبة في الازدياد طيلة حياتها كما يزداد حجم لوحة الأسنان وكثافة الأسنان لديها. وتملك الأسماك من البحيرة الكندية العذبة (Paxton) ضعف عدد الأسنان التي تسكن المياه المالحة في المحيط قبالة آلاسكا.
فهذه هي التغيّرات التي حصلت في السمكة ذات الشوكة. والملحوظ أنّ بعضها من قبيل افتقاد بعض الخصائص كالصفائح وبعضها الآخر زيادة ولكن من سنخ ما كان الكائن واجدا له وهو الأسنان، فليس هناك إضافات نوعيّة في هذا الكائن كما يُفترض في موارد التطوّر النوعيّ.
ويجدر الالتفات إلى أنّ ملاحظة نتائج الدراسات حول تطوّر السمكة ذات الشوكة يبيّن ما ذكرنا من قبل من أنّ تطوّر الكائن الحيّ بالطفرة وتكيّفه مع بيئته الجديدة ليس حالة عشوائيّة محضة؛ بل هو في الحقيقة من أهمّ السنن التي تجري عليه الكائنات الحيّة والتي تساعد على الحفاظ عليها وتكيّفها وتنوّعها) (4) .
هل الفواصل بين الخرائط الجينيّة للأنواع هي خرائط عمليّة سليمة :
2- إنّ إنتاج الطفرة الجينيّة للتغيّرات الكبيرة تدريجا يقتضي وجود طفرات متوسّطة غير ضارّة وذات معنى.. وهذا فيما يبدو ليس واضحا . 
بيان ذلك: أنّ الطفرة الجينيّة الاعتياديّة حسب التجربة والاستقراء إنّما توجب تغيير ا بسيط ا في الجينات، مثل: حذف جين، أو تعطّل عمله، أو بتغيير موضعه من الخريطة أو بتكرّره، أو باستبداله بجين آخر، فلا يزيد الفرق بين الحالة الأصليّة وبين الحالة الحادثة بالطفرة عن إحدى هذه الحالات.
ولا شكّ أنّ التطوّر النوعيّ يقتضي حدوث طفرات هائلة في الخريطة الجينيّة سواء من حيث الكمّ أو الكيف، فهي من حيث الكمّ تقتضي زيادة ملايين الجينات، كما أنّها من حيث الكيف تقتضي تغييرا كبيرا في الخريطة المفترضة لنوع سابق.
وبما أنّ هذا الحجم من التطوّر لا يجوز أن يكون قد وقع دفعة واحدة فلابدّ أن تكون قد وقعت بشكل تدريجيّ.
والسؤال الذي يقع هنا أنّ الطفرات التدريجيّة التي تمهّد للتطوّر النوعيّ كالتي توجب بدايات تكوّن عضو جديد هل تكفي فيها التغييرات اليسيرة المعهودة في التطوّر الصغير، مثل: حذف جين أو زيادته، أو أنّ ذلك بنفسه يقتضي زيادة آلاف الجينات، ولا ينفع فيها زيادة جين أو نقصانه، فإذا كان الأمر كذلك فإنّه يوجب تعذّر القبول بحدوث التطوّر الكبير لحاجته إلى القفزة الجينيّة.
ولعلّ هذا هو الباعث على ذهاب بعض أهل العلم إلى حدوث طفرات كبيرة ونوعيّة موجبة لتنوّع الكائنات، وليست طفرات تدريجيّة متراكمة، فكأنّ نظره في ترجيح ذلك رغم بُعده في نفسه: أنّ الطفرات الجزئيّة اليسيرة لا تمهّد لوجود كائن نوعيّ مختلف.
ويمكن صياغة هذا السؤال بوجه آخر، وهو أنّنا إذا أردنا أن نفترض حدوث تغيير نوعيّ جديد من خلال طفرات تدريجيّة يسيرة، فهل تلك الطفرات اليسيرة هي حالات عمليّة صحيحة لا تخلّ بالكائن وتكوّن إرهاصات جينيّة وجسديّة سليمة ومفيدة في الطريق إلى تكوّن كائن نوعيّ آخر؟
إنّني أشعر أنّ افتراض التطوّر النوعيّ من طريق الطفرات اليسيرة يحتاج مبدئيّا إلى إيضاحات كثيرة.
صعوبة تعميم التطوّر في ضوء غموض أسبابه ومساحة تأثيرها في العصر الحاضر :
3- إنّ من الجائز أن تكون للأسباب المؤثّرة في حدوث الطفرة محدوديّات من حيث طبيعتها وطبيعة ما تفضي إليه من الآثار والنتائج.. وهذا يؤدّي إلى تعذّر الوثوق بأيّ تعميم لما يمكن أن ينتج عنها من غير حجّة واضحة.
بيان ذلك: أنّ العلماء وإن استطاعوا إلى الآن الحدس ببعض أسباب الطفرة، مثل: التعرّض للأشعّة السينيّة والإشعاع فوق البنفسجيّ والراديوم وبعض الكيمياويّات ونوع التغذية والظروف البيئيّة، مثل: التعرّض للحرارة أو البرودة، إلّا أنّ علم أسباب الطفرة الجينيّة وآليّاتها ونتائجها لم يزل علما ناشئا يحيط به الغموض والإبهام؛ ومن ثَمّ يصعب بحسب شروط المنهج العلميّ واقتضاءاته التوسّع البتّ بوقوع الطفرة في مستوى أو على وجه لم يثبت بالتجربة والاستقراء وجود عوامل تؤدّي إلى حصول مثله.
والحاصل مماّ تقدّم: أنّ من الصعوبة بمكان الوثوق بإنتاج الطفرات الجينيّة توليد أعضاء وأنظمة معقَّدة تغيّر الكائن الحيّ ولو تدريجا تغييرا نوعيّا فاحشا، مع أنّ عامّة الطفرات المهمّة الواقعة في مناطق الترميز الجينيّ كانت مشوَّهة وضارّة بوجود الكائن وتكاثره ولم تكن توجب ولا تمهّد لأيّ تغيير مهمّ في الكائن، نظير ما نشهده في الأجنّة المشوَّهة.
كما أنّه ليس من الواضح مدى قابليّة الخريطة الجينية للكائن المحدّد بحسب سنن تكوينها ؛ لأن تتحوّر بموجب العوامل الطبيعيّة بحيث تنتج كائنا مختلفا؛ بل ربّما كانت كلّ خريطة صالحة لحالة نوعيّة واحدة متضمّنة لمعلومات محدّدة، وليست الطفرة آليّة لزيادة نوعيّة للمعلومات فيها، وليس في قبول الخريطة الجينيّة بحسب النظام الداخليّ لها لبعض التغيير والاختلاف ما يقتضي قبولها لما يكون بعيدا عن جوهر الخريطة المكوّنة لها.
لذلك كلّه لا يمكن أن يُعتبر وقوع التطوّر الصغير وجوازه حجّة مباشرة تجريبيّة واستقرائيّة على نشأة الكائنات الحيّة كلّها عن أصل واحد من خلال تطوّرات نوعيّة، وإنّما هو احتجاج استنباطيّ مبنيّ على الانتقال ممّا هو مورد الملاحظة إلى مورد آخر بتقدير بعض التناسب معه، على أنّه لا يخلو عن غموض حتّى في مستوى الحجّة الاستنباطيّة.
بل يمكن القول: إنّ مقدار العلاقة القائمة بين هذين القسمين من التطوّر لا يزيد على أنّ وقوع التطوّر الصغير هو الذي يفتح الباب لاحتمال وقوع التطوّر الكبير؛ بمعنى: أنّه لولا ثبوت معقوليّة أصل التطوّر الجينيّ في الكائن الحيّ ولو في المستوى الصغير منه لم يرد احتمال التطوّر الكبير فيه، فدور التطوّر الصغير في شأن إثبات التطوّر الكبير من قبيل الاستئناس للظاهرة في مستواها الأكبر بوقوعها في المستوى الأدنى، ولا يرقى إلى الحجّة على إثبات التطوّر الكبير.
والحاصل مماّ تقدّم: إنّه ليس هناك حجّة مباشرة تجريبيّة أو استقرائيّة على وقوع التطوّر الكبير.
________
الهوامش :
________
1- لغة الإله: 146 - 147 .
2- لماذا النشوء والتطوّر حقيقة: 147 . تأليف أستاذ علم الأحياء التطوّريّ بجامعة شيكاغوJerry A.Coyne ، ترجمة لؤي عشري.
3- مقالة على الإنترنت بعنوان : (عدد أسنان سمكة أبو شوكة يكشف دور التغيّرات الجينيّة في حدوث التطوّر السريع(، ومقالة أخرى بعنوان : (تطوّر سمك أبو شوكة والمسار الذي تكشفه الجينات) .
4- من جملة النقاط التي أفرزت عنها تلك الدراسات في شأن هذه الأسماك ما يلي:
أ‌- لقد لاحظت هذه الدراسات سرعة تأقلم هذه الأسماك مع البيئة الجديدة )المياه العذبة(، فقد بدأت هذه الأسماك باستيطان الأنهار والبحيرات منذ عشرة آلاف سنة تقريبا وذلك بعد انقضاء العصر الجليديّ، وقد شهدت خلال هذه المدّة القليلة في مقاييس التطوّر تطوّرا سريع ا جدّ ا خصوص ا الأجيال العشرة الأخيرة منها، حيث استطاعت الأسماك البحريّة منها مبادلة صفائحها المدرّعة وأعمدتها الفقريّة التي تستعملها كسلاح للدفاع عن نفسها للحصول على شكل أخفّ وأكثر سلاسة في المياه العذبة، وقد قيل إنّ هذه التغيّرات استغرقت بالكاد عشرة أعوام لتحدث في بحيرة في آلاسكا.
ب‌- قد استطاعت تلك الدراسات تحديد الأساس الجينيّ للتغيّرات المذكورة الطارئة على هذه السمكة، وبيّنت أنّ تغيّر ا بسيط ا في الترتيب الجينيّ لدى المجموعة التي تسكن المياه العذبة مرتبط بتضاعف عدد الأسنان لدى السمكة. وقد توصّلت إلى ذلك من خلال مزاوجة أسماك أبو شوكة بحريّة من آلاسكا مع أخرى من بحيرةPaxton العذبة في كندا، حيث توصّلت إلى أنّ جينة واحدة تقع على الكروموزوم الواحد والعشرين وهيbone morphogenetic protein6 Bmp6 مسؤولة عن عدد الأسنان، ففي حين أنّ هذه الجينة تبدو متطابقة في كلّ مجموعات هذه السمكة، فالمناطق التنظيميّة من ال DNA المجاورة لجينة Bmp6 تختلف بين المجموعات البحريّة ومجموعات المياه العذبة وهو ما يفترض أنّ التغيّرات في المناطق التنظيميّة من ال DNAمسؤولةٌ عن ازدياد عدد الأسنان.
فجينة Bmp6 معبَّر عنها في أسماك أبو شوكة التي تعيش في المياه العذبة أكثر منه في تلك التي تعيش في المحيطات. يقول miller : "إنّ تقوية إشارات جينة Bmp6 يضاعف عدد الأسنان، من المفاجئ معرفة أنّ الأساس الجينيّ لاكتساب شيء جديد كأسنان جديدة مث لا بسيط، تغيير بسيط في جين تنظيميّ له أثر هائل في ذلك".
هذا، وتحدث الزيادة في نشاط جين Bmp6 في آخر مراحل تطوّر يرقة السمكة كما تقدّم.
ج- لاحظت تلك الدراسات أنّ التطوّر التدريجيّ في هذه الأسماك حدث كلّ مرّة في المنطقة الجينيّة نفسها، حدّد ديفيد كينغسلي وهو عالم أحياء مختصّ بالتطوّر في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، مع مجموعة من زملائه الاختلافات الموجودة في الحمض النوويّ التي تميّز المحيطات والمياه العذبة التي تعيش فيها سمكة أبو شوكة في جميع أنحاء العالم. على الرغم من أنّ ذلك التحوّل حدث في أوقات مختلفة ومتباعدة إلّا أنّه انطوى على نفس التغيّرات الجينيّة في كلّ مرّة.
ويقول ديفيد كينغسلي أيضا: "تقترح أوجه التشابه بين التجمّعات السكّانيّة في المياه العذبة في جميع أنحاء العالم بأنّ الأسماك لا تتطوّر فيها المميّزات الجديدة من الصفر في كلّ مرّة". بدلا من ذلك يوجد عدد قليل من الأسماك التي تعيش في المحيطات وتستطيع الاحتفاظ بالتكيّفات الجينيّة القديمة للعيش في المياه العذبة التي تسمح لها باستيطان مواقع جديدة. عرضت الأجيال القديمة ملامح مختلطة أو وسيطة ولكن في النهاية نجد أنّ هناك جينات تسمح للأسماك بالتكيّف مع المياه العذبة التي تهيمن عليها.
د- يعزو العلماء في هذه الدراسات تطوّر هذه الأسماك إلى التغيّرات التي تطرأ على المنطقة المنظّمة لجينة عاملة لا إلى الطفرات التي تطرأ على هذا الجين.
يقول ديفيد كينغسلي: "وفقا لخارطة الجينوم، وجدنا مجموعة كبيرة من الجينوم التي تُستخدم مرارا وتكرارا لأجل التكيّف مع البيئات الجديدة"، ويضيف: "نحن قادرون على دراسة القواعد الجزيئيّة لعمليّة تطوّر الفقريّات".
التكيّفات التي طرأت على سمكة أبو شوكة التي تعيش في المياه العذبة كان قد سبق تعيينها في مناطق واسعة من خارطة الجينوم وتسمّى ) genome2 (؛ ولكنّ الطفرات الجينيّة التي لها علاقة بالتكيّف مع البيئة تمّ التعرّف عليها في عدد قليل من الجينات.
وقد تناقش عدد كبير من الباحثين عن أنواع الطفرات التي قد تمكّن الأنواع على التكيّف في البيئات الجديدة، بينما دافع بعض الباحثين عن أهمّيّة التغيّرات التنظيميّة والطفرات التي تؤثّر على الجينات الموجودة المذكورة في كلّ مكان وزمان وأكّد باحثون آخرون على دور تشفير التغيّرات والطفرات التي تغيّر البروتينات المنتَجة من الجينات.
وجد فريق كينغسلي بأنّ حوالي 80 % من التكيّفات التي حدثت في المياه العذبة ربّما كانت متواجدة في الحمض النوويّ التنظيميّ مع 20 % المتبقية التي تؤثّر في تشفير الحمض النوويّ.
يشرح العالم غري وراي بأنّ التغيّرات التنظيميّ ة يمكن أن تعجّل تكيّف سمكة أبو شوكة بواسطة التحكّم في التعبير الجينيّ في أنسجة متعدّدة مع كلّ طفرة وقد أظهرت دراسة متخصّصة في هذا المجال بأنّ عمليّة تطوّر سمكة أبو شوكة قد تتسارع مع استخدام التنوّع الجينيّ الموجود مسبق ا بدلا من انتظار أن تنشأ طفرات عشوائيّة جديدة.

تنويه1 : الحلقات المتعلّقة بنظريّة التطوّر يُراد منها شرح أبعاد هذه النظريّة وبيان مستوى ثبوتها وتوضيح أنّها بطرحها المطلق -الذي يتضمّن إرجاع جميع الكائنات الحيّة من نباتات وحيوانات إلى أصل واحد- لا تزيد على النظريّة التي تحتمل الخطأ والصواب.. وليس المقصود تفنيد هذ النظريّة والجزم بعدم صوابها في أصلها.
تنويه2 : هذه السلسلة من تقريرات دروس اية الله السيد محمد باقر السيستاني التي القاها في السنة الماضية 1437 هـ بعنوان منهج التثبت في شأن الدين اضفنا لها الصور والمعلومات المتعلقة بها
الحلقة السابقة تناولت: دلالة النظرية تجاه الانسان وتجاه نظرية الصانع الحكيم للكون والحياة : اية الله السيد محمد باقر السيستاني يمكنك مطالعتها بالضغط هنا




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=98708
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29