• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أمة بلا فِكِر , أمة بلا ذِكِر!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

أمة بلا فِكِر , أمة بلا ذِكِر!!


الفكر عماد الأمم وإذا إنتفى فكرها , إنتهى ذكرها.
فالأمم بفكرها وأفكارها.
وأمم الدنيا القوية , أمم ذات فكر , أوجد مروج أفكار ذات قدرات تبرعمية وآليات إنبثاقية تواصلت في صيرورات إبتكارية خلاّقة ومطلقة.
والأمم الحديثة لم تأتِ من الفراغ المعرفي والخواء والفكري , وإنما شيّد صرحها ووضع أسس وجودها القوي مفكرون عظام وفلاسفة أفذاذ , رسخوا في وعي الأجيال القيم الحضارية والإنسانية المستوعبة للمستجدات والمتغيرات والتطورات والتطلعات.
فلو نظرنا إلى الصين , لأدركنا أن المفكرين قد تفاعلوا في صناعتها , وكذلك اليابان المعاصرة , فهي مُشيّدة على أسس فكرية وفلسفية مسبوكة في أوعية الوطن العزيز المقتدر.
وكذلك الدول الأوربية وأمريكا , وماليزيا شيدتها أفكار ورؤى طبيب أخرجها من قيعان الفقر والعجز إلى فضاءات الرقاء والتقدم والتوهج الإبتكاري والصناعي الدفاق.
والأمثلة كثيرة , ولا تجد واحدا منها في مجتمعاتنا المتخبطة في مستنقعات الضلال والبهتان , والحائرة في صحارى الأباطيل وإشارات الضوء الفئوية الحمراء دائما , وإن أصبحت خضراء لبرهة فأنها تدعو للسوء والبغضاء.
فكل جميل أمامه إشارة حمراء , وكل قبيح إشارته خضراء.
والحقيقة الغائبة عن الواقع المأساوي العربي أن الفكر قد إنتفى وقيمة الحياة تبخّست , وصارت رؤى وأفكار الموت سائدة ومؤثرة في المجتمع , وبهذا فأن الحركة تنحدر نحو الإنجداث والخراب.
فالفكر قوة ذات قدرات طاقوية وتوجهات تنموية وعطاءات متوالدة تحث على الجد والإجتهاد والإبداع , وتساهم في إشعار الإنسان بذاته وطاقاته , وتمنحه المهارات الكفيلة بإستثمار ما فيه من العناصر الإيجابية والدوافع الصيروراتية.
فهل سنُحيّ الفكر ونعزّهُ لكي نحيا ونكون؟!!
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=96728
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 06 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19