• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : الصراع .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

الصراع

 
يرى البعض أن مفردة الحشد الشعبي غير قادرة على احتواء عظمة متطوعي النداء المرجعي، بينما يرى البعض الآخر أن مساحة التطوع الروحية أكبر من جميع عناوين الأرض بما تمتلك من مميزات، مثلاً مفهوم الصراع كمفهوم عسكري عند الحشد الشعبي لا يمتلك روحية الصراع العسكري التضادي العدواني، وإنما يحاول أن يدفع الشر بما يستطيع، والمسألة لا تعني مسألة وجود الطاقات التدريبية أو غير التدريبية، إنما تدخل الطاقات الفذة ضمن المكونات الفكرية.
 حاول بعض شباب الحشد يوماً أن يرد بالمثل على تجاوزات الداعشيين، حرقوا جثث بعض الدواعش، لكن جابهتهم المرجعية المباركة برفض مثل هذه الأعمال، وحذرتهم من الانقياد وراء تقليد الفعل الداعشي غير المرتبط بدين أو فكر مؤمن، واعتبرت هذا الفعل تجاوزاً على المذهب، وليس على الدواعش..! 
 يسأل أحد المقاتلين: من الذي سمح لهم بالحرق والتمثيل بجثث شهدائنا المقاتلين وغير المقاتلين، لماذا؟ الجواب: لأننا نرجع الى مرجعية أئمتنا الأطهار أئمة الخير والسلام، وهم أكثر من تمسك بقوانين الله تعالى، فلذلك علينا أن ندخل الصراع ليس بمنطق الإبادة، وإنما ندافع كي لا تحدث مثل هذه الإبادة لأحد.
 يسأل أحد المقاتلين الحسينيين، وهذه إحدى التسميات المقترحة لأبناء الحشد الشعبي، وهي من التسميات المناسبة لأبناء هذا المكون الذين معظمهم من فدائي الركب الحسيني المنطلقين من فوهة نداء المرجعية المبارك: 
 بأي حق هم يقتلون أبناء طائفة دون سواها، ونحن ليس لدينا الحق أن ننظر بهذا الاتجاه المعبر عن رد سوي، بينما هم لا يعرفون سوى هذه اللغة العنيفة؟
 إن مرجعيتنا الكريمة لا تمنحنا حق القتل على المذهب أبداً، وهي لم تهدر منذ بدء تكوينها الى اليوم دم انسان مهما اذنب؛ لكونها تؤمن بالشريعة والقانون، بينما مرجعياتهم الوهابية والسلفية أجازت لكل فرد قتل الشيعي وسلب حياته وأمواله وأرضه وعرضه.
 قلت: ليس مذهبهم الذي أباح ذلك، بل حركات سياسية دخلت الدين تحت عناوين موهومة، وضعت قوانينهم اللاإنسانية باسم مكونهم، وتحت شرعة الفتاوى، الصراع الذي يحدث اليوم هو صراع بين الخير والشر، الخير له قوانينه ورؤاه، وله حدود لابد من الالتزام بها حتى في الحرب والمنازلة وهي اصول مثل: لا يقتل فيها الهارب والمعتزل السلاح والشيوخ والأطفال والنساء، ولا تمثل في جثة انسان، الموت له حرمة.
 عقب أحد فدائيي الركب الانساني من مقاتلي الحشد الشعبي: علينا بلورة الخطاب الإنساني بشكله السليم وطرحه للناس، للعالم.. ليعرفوا جوهر الصراع، أو كيفية دخولنا الى الصراع، هذا يعني أن المذهب يريدنا أن نخرج من الحرب بوجه ابيض مع انسانيتنا، لابد أن نخرج من الحرب بكامل انتمائنا الى مذهب أهل بيت الرحمة (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
  علينا أن ننتبه لمعنى الصراع، هم يدافعون عن وجودهم المضطرب عن كيانهم الذي يريدونه أن يتوسع على حساب الناس، ونحن من دخل هذا الصراع من أجل الأمان، نريد الدفاع عن وجود الناس، الدين، الوطن.. ما فائدة أن تنتهي الحرب والدين مخذول، هذه هي رؤية السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف)، فلذلك نرى أن الوجوب الكفائي كان قراءة استباقية يقول عنها أحد المثقفين: إنها تشبه قراءة البدوي عندما يلصق أذنه بالأرض؛ ليعرف ما يحمل الآتي من أخبار أو اخطار.. هكذا كانت المرجعية المباركة حين سمعت صوت الضمائر، فأنشأت وجوباً يكفينا شر وجودهم المريض.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=93686
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 05 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18