• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الألحاد آفة تفتك بالشباب .
                          • الكاتب : احمد جابر محمد .

الألحاد آفة تفتك بالشباب

 يعاني المجتمع العراقي منذ فترة وجيزة من ظهور حالات شاذة متعددة ومتنوعة, اجتاحت البلاد للتطور الحاصل في التكنلوجيا والاطلاع على ثقافات الشعوب والتواصل معهم ,وربما تكوين صداقات والتعرف على أفكارهم, ولها الأثر البالغ في نخر المجتمع وزرع  الأفكار الشيطانية في أساسه والغاية منه طمس الهوية الإسلامية العراقية ومن هذه الحالات الشاذة هـــــو ( الألحاد ) حيث تستهدف هذه الحالة فئة الشباب وهنا يدق ناقوس الخطر فنجدهم يتواجدون في مقاهي خاصة وصفحات ,وتجمعات على مواقع التواصل الاجتماعي ,ناهيك عن وجود كتب ومصادر تدعو له في المكتبات وعلى الارصفة ,وهي مؤامرة معد لها مسبقا , ورغبة مني للتعرف على طريقة تفكيرهم قد دخلت الى تلك التجمعات وربما أساعد بإيجاد حل لهذه المشكلة الكبيرة ,على الرغم من وجودها, ألا ان اغلب الناس لا تعيرها إية أهمية .
 
والألحاد يعني أنكار وجود الله , لعدم توافر الأدلة على وجوده , وهو أيضا مصطلح يستعمل لوصف تيار فكري وفلسفي ينكر وجود خالق اعظم , أو اي قوة الهية بمفهوم الديانات السائدة , وان مالم تثبته التجربة العلمية والمنهج العلمي ,  يكون خاطئا ومنقوصا  من أساسه , وهم لا يؤمنون  إلا بالعلم وبما تراه العين وتسمعه  الأذن ويقاس بمقياس , (هذا حسب تفكيرهم ), وانهم يؤمنون بنظرية تطور الكائن البشري هذا طبعا بدون تدخل الله ,وهم يعتقدون ان العالم ما هو الاعبارة عن مدينة من الملاهي العملاقة المجانية  ,وتكون غايتهم تحقيق اقصى متعة في ذلك العالم المزعوم لإشباع رغباتهم وغرائزهم قبل الخروج من هذه المدينة  , لقد ساهمت الكثير من الأمور في انزلاق هؤلاء البراعم الى الهاوية , منها الخطاب الديني المتطرف ,و القتل على أساس ديني وطائفي, والشباب لايجد الوظيفة التي تؤهله للعيش حياة كريمة بالنظر لكثرة متطلبات الحياة , فلدينا الألاف الخريجين عاطلين عن العمل فضلا عن البعض الأخر يعمل في أعمال متدنية  الأجور ,وتكون أوضاعهم المعيشية تعيسة , التفجيرات التي تطال الأبرياء والطبقة الكادحة من الشعب , الغش والكذب والفساد الذي يقوم به بعض رجال الدين , ووجود بعض الأحزاب التي اتخذت الدين كغطاء لسرقة أموال الشعب ,وفشلها في أدارة الدولة , والأمر  الهام والأكبر  هو قلة المعرفة الثقافية والدينية , وزاد الطين بلة حينما احتلت داعش مدينة الموصل وعاثت في الأرض فسادا ,وأخذت تريق دماء الناس وتتفنن بطريقة القتل بأبشع الصور ,مدعية انه منهاج الدين الصحيح , جعلتهم يفكرون بانها شريعة دموية ولايريدون الانتماء اليها مطلقا , والا لتدخل الله وانقذ هؤلاء من جحيم داعش ,وأصبحت كلمة ( الله واكبر ) تثير الرعب في نفوسهم , وهذه بمثابة الضربة القاسمة للأيمان , ولكل قوة فعل ردة فعل مساوية لها في المقدار معاكسة  لها في الاتجاه .
 
ولو امعنا النظر في حركة التأريخ نرى ان كل خطوة يخطو لها العراق بالاتجاه الصحيح ضد أي معتدي خارجي كان وقودها وقادتها من المسلمين ورجال الدين واقصد الشيعة منهم والبصمات كثيرة قد لأتبدأ بثورة العشرين ولاتنتهي بالحشد الشعبي وهذا يثبت ان كل تيار أو تجمع يتعارض جوهره مع الطابع الديني مقرر له الفشل مستقبلا , مما يدعونني للقول أولا انهم أبناؤنا ويجب علينا أعادتهم الى الرشد , وثانيا يجب علينا التصدي لهذه الآفة ومكافحتها قبل فوات الأوان ,ليس عن طريق القوة والإكراه أنما عن طريق التوعية والدورات التثقيفية بعيدا عن التعصب , لتحصين الشباب ثقافيا ودينيا , وإيجاد فرص عمل لهم أو توظيفهم حسب مؤهلاتهم ,و زرع ثقافة الانتخاب لدى فئة الشباب , وتوفير البيئة الصالحة , وتحسين الأداء السياسي , وحماية الحريات واهمها حرية الرأي .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=93424
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 05 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28