• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : قراءة في الدفاع المقدس والجوهر الانتمائي .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

قراءة في الدفاع المقدس والجوهر الانتمائي

   داعش هي الكلمة الأكثر خطراً على الفكر الإنساني، بما اشتملت من محتويات قصدية تسعى لتشويه معالم الاسلام الحقيقي، وتوطيد لغة الدم والقتل، وتبني مفهوم الاقصاء باعتباره منهجاً ينتمي الى الاسلام كدين والدين منه براء.
 ويفهم من هذه الحركة انها تريد اضعاف القوة التأثيرية التي يمتلكها الدين الاسلامي الحقيقي، وسد طرق التواصل الفكري الانساني معه، ولهذا ينظر معظم المحللين الى أن جذور داعش متكونة من خارج بنية الانتماء الاسلامي، وأسس لغرض قتل روح التواصل خارج حدود الخارطة الاسلامية؛ ليخلو لهم العمل التبشيري..!
 وبالمقابل، سعى الاعلام الى نشر الثقافة الداعشية على انها فكر راشد، وقوة لا تقاوم؛ كونها دعمت من العديد من الحكومات عدة وعددا، وهذا التبني علاوة على ما يحقق لهم من مكاسب مادية، فهو محاولة لإبعاد خطر الداعشية عن عروشهم السقيمة.
 ان هذا الوجود الداعشي بحد ذاته يمس الاركان الثقافية والأخلاقية والسياسية المكونة لحضارة الدين الاسلامي، ثم تسويقه عالميا كمنهج إنتمائي كوني بديل عن الاسلام الحقيقي، والفائدة المرجوة هي زرع الطائفية المقيتة في قلب العالم.
والأمة الاسلامية عرفت عبر تاريخها الطويل أن الاختلافات المذهبية سنة انسانية منحت الانسان حريته الفكرية، والدينية المزدانة بأطر التعددية الواعية، والتي تساهم في صياغة جوهر الانتماء الديني بما يحمل من محبة وسلام.
 ولم تفلح الداعشية ولو بهذا القدر البسيط إلا بوجود الحواضن، وتنامي المطالب الاصلاحية جعل تلك الحواضن تهرب مما تفرضه الدولة الحديثة من استحقاقات، ثم عمم هذ الهروب دوليا، وأصبح هو (المنهج الانفلاتي) الذي يعتمد عليه بنشر دين الداعشية، بواسطة السلب والنهب والذبح والتنكيل...
 ولهذا، أصبح من واجب المرجعية الدينية الشريفة أن تقود الوعي الديني الوطني الانساني الى خطوط المواجهة لرد الاعتداء عن الأمة وتوحيد الهمم، فأصبح الوجوب الكفائي هو الانتماء المنهجي الذي يواجه بقوة المنهج الاقصائي الذي منهجته بناة الداعشية..!
 أي منهجية تلك التي يدعون بها، وهم لا مبدأ لهم سوى انتهاك حرمة الانسان، الوطن، الدين؟ ويتسلحون بكل هذه الشراسة وسوء الأخلاق، والأسلحة الفتاكة، ولا توقف نزواتهم حكمة، او يمنعهم من ارتكاب جرائمهم منهج انتمائي، ولا يردع شرهم البربري سوى هذه الوثبة الجهادية والسلاح المدافع عن الأرض، الوطن، الكرامة، والانسان... 
وهذا المنهج الانتمائي يقف مواجهة امام الانتماء الداعشي المبني على الجهل بما يتضمن الاعتقاد بامتلاك الحق المطلق، وهذا العمل يتم عندهم ضمن دلالات الانتماء الانفلاتي القائم على الاقصاء والالغاء والمغلق على نفسه، ولهذا صاغت الفنوى  منهجاً جوهرياً يرفض به العصبية القبلية والتعامل الطائفي، ويسعى الى خلق انفتاحات فكرية، هذا هو الجوهر الانتمائي، والذي يعني أن يعمر الانسان ساحات القتال بالسلام وبالدفاع عن الانسان وعن الدين، وهذا الفعل المتمثل بـ(نداء الدفاع المقدس ) مرفوض طبعا من دهاقنة الدواعش؛ لأنه بانتمائه المنهجي استقطب جميع الهويات، ووحد قدرات وإمكانيات الأمة مادياً ومعنوياً ودحر الطغاة.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=92617
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28