• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إسطوانات الوحوش ورقصات الكروش!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

إسطوانات الوحوش ورقصات الكروش!!

الوحوش تعزف على إسطوانة مشروخة مكررة وعلى أنغامها يؤدي أصحاب الكروش رقصاتهم وطقوس إفتراسهم بأنياب العازفين ومخالبهم الشرسة.

 

فلا جديد فيما يجري ويحصل , فالكل يتثاغى ويرتع في مرابع الوعيد والزئير , فالذئاب تحرس فرائسها وتصونها حتى تقضي عليها أجمعين , وللصيد مهارات وفنون , وللإفتراس مناهج وآليات ومبتكرات تضليلية خداعية متراكمة ومُتعلّمة.

 

قطط وفئران , أرانب وصقور وكلاب صيد وفرسان , ودجاج وثعالب في الميدان , وما أكثر الصيد في مهزلة الحكم بالمذاهب والأديان.

 

هذا يصول وذاك يجول , وقنابل تتساقط لتحرق البشر الحيران , وسفن حربية تطلق صواريخها وحكام وجيوش , وطوابير أباليس تتظاهر بثياب إنسان , ولكل مسوغاته ومبرراته وما يؤجج سوءه ويطلق براكين شروره والجميع على صواب , والضحية طفل بريئ أوعائلة لا حول ولا قوة لها إلا أنها وُجدت في مكان ما , في وقت تقرر فيه أن تكون مقبورة في بيتها وفراشها , الذي كانت تحلم فيه بيوم جديد.

 

ماذا يجري في عالمٍ يُسمى عربي وما فيه قطرة عروبة , في عالمٍ يدين بدين الرحمة وما فيه قطرة رحمة , في عالمٍ يدّعي الإنسانية ويفترس الإنسان , عالم يتمنطق بالخير والمحبة ويتدفق من جوارحه الشر والإنتقام , وتجده مسعورا بالخطايا ومخمورا بالآثام.

 

عالم يُسمى عربي , والموت فيه مُشاع والفساد رب وكتاب ونبي ودين قويم , وكل دين فيه يقاتل دين , وما يدور في أروقته نواعير دماء وأنين.

 

عالم عربي , يحسب الدمار إنتصارا والخراب عمرانا , ومقاتلة إبن البلاد بطولةً وفخرا ,  ولا هم عنده إلا أن يُميت العربي في ديار العربي , ويستعين بأعدائه على أخيه العربي , ويطبل ويهلل لأي عدوان على العربي.

 

فاي مهانة وذلة وإرادة إنمحاق وغياب , هذه التي تفتك بالسلوك العربي المعمم بالإجرام؟!

 

عرب يتراقصون على معزوفات المفترسين لذاتهم وموضوعم وهويتهم وحاضرهم ومستقبلهم , ويسكرون بإعدام عروبتهم وإغتصاب دينهم وقيمهم وأخلاقهم , فالعربي يرفع رايات أنا غبي , ليُدام الوجيع والضياع في أمةٍ كانت ذات لسان عربي!!

 

فهللوا لكل عدوان على بيت عربي , فهذه رسالتنا ومهمتنا التي جئنا لتنفيذها ولتقر عيون الطامعين بنا , وهنيئا للمعتدين الذين جعلونا من أفتك آلات عدوانهم على وجودنا , فلماذا نلوم الغير ولا نلوم أنفسنا , التي تعتدي على وجودنا وتمرغ رؤوسنا بأوحال المذلة والهوان؟!!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=91847
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20