• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شهداء لغير وطن .
                          • الكاتب : صلاح الصبيحاوي .

شهداء لغير وطن

قبل أيام قلائل ذهبت مع أحد الأقارب لزيارة إحدى عوائل شهداء الحشد الشعبي، وإعطائهم بعض التبرعات، كانت الزيارة لعائلة الشهيد (حيدر) الذي ضحى بحياته قرباناً لأرض لا يملك فيها شبراً، تاركاً خلفه ثلاثة أطفال، كبيرهم في الصف الثالث الابتدائي، هذه العائلة التى لم يبقى منها غير الأطفال الثلاثة بعد وفاة أمهم يسكنون في بيت جدهم لأمهم.

لا اعرف لما يسمى حيدر شهيداً، علماً إنه لم يملك مالاً قتل من اجله، ولم يتعرض أحداً لزوجته أو عرضه، كما لايملك بيتاً يخشى عليه أن يغتصب.

 حديث الرسول الكريم (ص) والذي تعلمناه في المراحل الدراسية المختلفة يؤكد أن كل من قتل دون أهله أو ماله أو عرضه فهو شهيد، وحيدر كان لايمك اي شي من هذا.

فبيته كان عبارة عن قطعة أرض تجاوز "حواسم" كما تسمى عاميّاً، بنيت بصفائح الچينكو والطين لتصبح لحيدر وعائلته وطن.

هذا الشي يذكرني بقصيدة للشاعر مشكور العبادي يذكر فيها (الدار يعني الوطن والدور يعني الجار )، ثم يعود ليقول (نعم عدنه وطن لكن وطن بالإيجار)، في إشارة أنه لايملك بيتاً بإسمه.

أما حيدرنا فلم يكن يملك مالاً ليؤجر وطناً مؤقت، فإضطر ليتجاوز على أرض تعود لبلد إسمه العراق ويبني عليها بيتاً، لايعرف باي لحظة تدخل علية قوة حكومية تابعة لإحدى الوزارات أو الأحزاب تطالبه بالخروج منها تحت شتى العناوين الوطنية الرنانة أو "الخاوة".

هذا ليس حال شخصاً واحداً، بل المئات أو الآلاف ممن تطوعوا بين صفوف الحشد المقدس للدفاع عن أرض لايملكون فيها شبرا واحداً.

لذا يجب أن تنصف هذه الشريحة المهمة وأن يكونوا أبناء لهذا الوطن عبر تمليكم الأراضي أو بناء منازل لهم، ليس لهم فقبورهم أصبحت قصورهم وهي منازلهم الآن، لكن علينا أن لانغض البصر عن نسائهم، اطفالهم، عوائلهم، وتمليكهم لكي يعلموا أن أبائهم ضحوا بأرواحهم من أجل وطن يقدر تضحياتهم الجسام.

اقول كفى متاجرة بإسم شهداء الحشد الشعبي المقدس، والتحرك للعمل الحقيقي من اجل عوائلهم وأبنائهم. على الكتل السياسية والبرلمانيين أن يدركوا الولاء لهذه الدماء الزكية, التي كانوا هانئين بخيرات العراق هم ومن معهم في ظلها، شرعوا القوانين التى تسهل تمليك عوائل الشهداء الأراضي وبناءها، واعملوا على تنفيذها قدر المستطاع.

أخيراً إذا ما إنتهت معركتنا مع داعش فهذا لايعني نهاية الإرهاب وزواله، فنحن بحاجة الأبطال وبالتأكيد كما ضحى الآباء سيضحي الأبناء، إذا ماوجدوا أن لهم وطن يقدرهم ويعطيهم حقوقهم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=91630
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28