• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بأي حاٌلاٌ عُدة يا عيدُ .
                          • الكاتب : مصطفى سليم .

بأي حاٌلاٌ عُدة يا عيدُ

  مظاهر البهجة والفرح تعم خلال المناسبات السعيدة ،ولاسيما الأعياد منها،ولعل أكثر من يستثمر أفراحه بها هم الأطفال وصغار السن حتى شيع ان العيد لهم،وللكبار نصيب مهم فيه أيضا،سواء عبر ما حثتنا عليه الشريعة السمحاء،أو عبر الموروث الاجتماعي الغير متعارض مع الأديان السماوية،ولم أتذكر أنني سواء في طفولتي أو أيام هذه انه كان لي حضوتا مع الأفراح واللعب كسائر الأطفال،وكنت أظن ان ذلك مرتبط بي فقط حتى علمت ان اغلب العراقيين ابتلوا بمثل ما بتلينا به، وهو هدية العيد التي كان يقدمها النظام المقبور للشعب سنويا وينزل بهم ظلمه والتي كان يعتبرها سرورا له بانتصاره على شعب اعزل،و ما ان أطيح بالصنم الذي جثا على صدر العراق أكثر من ثلاث عقود،حتى تباينت واختلفت الآراء حول القادم للشعب وما سيتحقق لأبناء هذا الوطن المظلوم،وأخذا الحالمون برسم الصورة التي سيرون بلدهم فيها،صورة مشرقة وأحلام وردية، لأفقر، ولا حرمان ،وحرية في التعبير والإرادة ،بناء وأعمار وتقدم وازدهار،ولم يكن يتوقع الجميع بما فيهم حتى المتشائمون ان أيام صعبة سوف تمر بهذا البلد وشعبه بعد ذلك اليوم الذي سقط فيه اعتى نظام دكتاتوري أذاق أبناء الوطن أبشع الألوان العذاب والظلم،كنا نتصور ونحلم ان القادمون سيمحون تلك الذكريات الأليمة ويكفكفوا عن دموعنا الغزيرة وسيعلو صوتنا عاليا ونحن نحدث الآخرين عن قادتنا الكرام  وتجربتهم البراقة وعن قيادتهم لشعب انتظرهم بشوق وحنين لينقلوا لنا تجارب متراكمة لما راؤه ومارسوه وهم خارج السلطة،أضافتا وهم يتمتعون بحملهم لأعلى الشهادات الدراسية والتخصصية، وكانت هناك اعتراضات ومعاكسات كلامية وغيرها من البعض،والذي كنا لا نطيق سماع حديثهم ونعتبرهم ناقمين علينا و ما يمكنه ان يتحقق،ونجادلهم بالأدلة الدامغة المعززة بالأرقام والمستهلة من التجارب الديمقراطية المماثلة للدول المجاورة لنا و العالم،ولم تكن لهم أية حجة مقابل كلامنا سوى السكوت والتوعد بكلمات يكررونها وبدون أدلة (باجر أتشوفون)...
لقد صدقوا حديثهم والذي كنا نعتبره غير منطقي ولا يستند للواقعية،فلم يصدر ممن كنا ننتظرهم  أي مما توقعناه فقر قاهر وجهل مستشري و فوارق طبقيه مابين أبناء الطبقة الواحدة،وجيش من العاطلين عن العمل ،وجيوش من الأرامل والأيتام والمعاقين،الشعب يعيش اشد ألوان العذاب وهو يفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة من خدمات وعيش بسيط ولو متساويا لمن لا يملك اقل من جزء بسيط من ثروات العراق المتعددة...
وأصبح أولئك المتطاولون بالأمس هم المصيبون والعارفون بخفايا الأمور اليوم، وما ان التقي بأحدهم حتى يأخذ بتسفيه ما عشنا بأمله،وهو يشمت بنا، وبأ لأدله لحجم الفساد والسرقات التي تقتص من رغيف خبز اليتيم والفقير ومن أراد يوما ان يرى الفرحة فوئدت في مهدها وأصبح حلم رؤية المسرات منسيا ويا حسرتنا على ما كنا نحلم به،ليبقى عيدنا كما كان في السابق ،ويبقى المثل الشعبي ينطبق علينا(جتي أليتمه تفرح ما لكتلها مطرح)... 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=9094
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19