• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : الدكتور أحمد راسم النفيس يكتب..مصر وأزمتها الاقتصادية المتفاقمة .
                          • الكاتب : د . أحمد راسم النفيس .

الدكتور أحمد راسم النفيس يكتب..مصر وأزمتها الاقتصادية المتفاقمة

 

لا يلزم أن تكون خبيرا اقتصاديا كي تبدي رأيك في الأزمة الطاحنة التي تمر بها مصر خاصة فقراؤها الذين يتزايد عددهم يوما بعد يوم، فالأزمة في أساسها سياسية ذات بعد خارجي وداخلي.

ليس هناك دولة في العالم تعتمد بالكامل على مواردها الداخلية اللهم إلا الولايات المتحدة الأمريكية وحتى هذه الدولة فاعتمادها على نفسها ليس كاملا ولا مطلقا!!.
من البديهي أيضا أن نشير إلى أن الوضع الراهن لم يظهر فجأة بل هو ثمرة تراكمات عقود وربما قرون مضت!!.
مع بداية العهد الحالي سادت أجواء احتفالية بالتعاون المصري الخليجي عامة والسعودي خاصة وتبارى الإعلام في الإشادة بالحب العارم والعاطفة الجياشة التي دفعت هؤلاء للمساهمة في إطاحة الإخوان ودعم التوجه المصري الجديد الذي أعلن أن (أمن الخليج هو أمن مصر) و(مسافة السكة) حيث تغافل هؤلاء أن هذا الخليج الذي سعى لتقديم نفسه كضحية وحمل وديع يخشى الالتهام الإيراني، يمارس سياسات عدائية بالغة الخطورة في سوريا والعراق وليبيا وأخيرا في اليمن كتعويض عن فشل عدائياته ضد إيران!!.
أي أنه ليس حملا ولا وديعا بل ذئب يرتدي مسوح الضأن!!.
الخليج الذي بذل البعض جهدا فوق المستحيل لتقديم سياساته وكأنها سياسات دفاعية عقلانية كان ولا زال يتبنى سياسات هجومية عدوانية تجاه دول عربية بالغة الأهمية ليس فقط للأمن القومي المصري، بل لاقتصادها حيث قُدم لنا مفهوم الأمن وكأنه قاصر على ملاحقة جماعات الإرهاب المسلح، رغم أن تدميرَ هذه البلدان تدميرٌ للاقتصاد المصري.
يكفي أن نستذكر كم من المصريين عمل في ليبيا والعراق وحجم التبادل التجاري بين مصر وسوريا والعراق وكيف تحولت هذا البلدان إلى خرابات بفضل المال الخليجي النفطي وكم خسرت مصر بسبب مواصلة قطع علاقاتها مع إيران، إرضاء لمن يعيروننا الآن بما يسمونه بالأرز!!.
كان يكفي (خليج الحملان) أو (خليج الخنازير) وفقا لتاريخ الصراع الأمريكي السوفييتي أن يكف أذاه عنا وعن هذه البلدان لتتحسن أحوال الاقتصاد المصري، لكنه لم ولن يفعل حتى تقصف رقابهم وتتكسر رؤوسهم.
من ناحية أخرى فخليج الخنازير شكل طيلة عقود من الانشكاح السياسي مع مصر جماعات ضغط سياسية واقتصادية وإعلامية منعت وما تزال تمنع أي تحولات سياسية أو اقتصادية يمكن أن تزيحهم من التربع على عرش الاقتصاد المصري وتهدد بتحويله إلى ركام إذا لم ينسجم القرار السياسي المصري مع توجهاتهم في سوح القتال التي أشعلوها.
الطريف أن اللوبي الخليجي العامل في مصر هو العمود الفقري لاقتصاد الاحتكار ونهب الأراضي أي أنه لم يشكل يوما ما إضافة لرأس المال بل هو اقتصاد (من ذقنه وافتل له) فهو سعودي الولاء وليس رأس المال!!.
أين الخطأ؟!
شكلت الفترة التي تلت 30 يونيو 2013 فرصة ذهبية لصانع القرار المصري للتخلص من تأثير هذه اللوبيات الصهيوخليجية خاصة عندما كان الدعم الجماهيري للنظام الجديد في أوجه، لكنه تأخر كثيرا في اتخاذ القرار، مما أعطى هذه الجماعات فرصة تاريخية لشن هجومها المضاد ضد الاقتصاد وقريبا في ساحة السياسة.
عشنا أطول مما ينبغي وهم الرهان على النوايا الحسنة لمن كنا نتصور أو نصور لأنفسنا أنهم إخوان لنا في العروبة قبل أن نصحو متأخرا على حقيقة أنهم لا يعرفون شيئا لا عن أخوة الدين ولا حتى لأخوة الدم حيث يقتل الأخ أخاه والإبن أباه!!.
لا مناص من إعادة تقييم رهانات الحقبة الماضية داخليا وخارجيا، بعد أن تأكد أن خليج الحملان وامتداداته هو خليج الذئاب وإن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب!!.
ويبقى مصير مصر معلقا على استخدام ذات الحزم الذي استخدم ضد المحتجين على إعطاء الجزيرتين لآل سعود، ضد المصرين على إهداء مصر بقضها وقضيضها وجيشها لخليج الخنازير!!.
دكتور أحمد راسم النفيس
‏04‏/11‏/2016



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=85716
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 11 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18