• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : القِوى بين الربط والتحدي!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

القِوى بين الربط والتحدي!!

السياسي الحقيقي الناجح النافع لوطنه وشعبه , هو الذي يمتلك مهارات ربط القوى الوطنية مع بعضها , وصناعة سبيكة الوجود الوطني الأقوى , أما السياسي الفاشل الضار بوطنه وشعبه , فهو الذي يفتقد تلك المهارات وينهمك بإنفعالية وهمجية وعدوانية , متحديا القوى الوطنية ويفرض قوته الشخصية والحزبية والفئوية على الآخرين , وبهذا يدخل المجتمع في مسيرة إستنزافية مرعبة.
المجتمعات المتقدمة تبحث في تطوير مناهج وآليات ربط القوى الوطنية , وتسخيرها لتنمية الإقتدار الوطني في كافة المستويات والإتجاهات السياسية , الثقافية , العلمية , التكنولوجية وغيرها من ميادين التقوية والنماء والرقاء.
ولهذا فهي ترعى أية قدرة مهما كانت صغيرة ولا تفرط بها وتمنحها الفرصة الكفيلة بالتعبير عما فيها , بل وتمدها بالمصادر اللازمة للرعاية والإنطلاق , فتجدها قد تواصلت في مسيراتها التقدمية وإبداعاتها الحضارية الأصيلة.
وفي مجتمعات متأخرة تزخر بالطاقات والثروات الحضارية يتم التعادي والتحدي , والتصارع والإقتتال مابين القوى الفاعلة في المجتمع , مما يؤدي إلى الخسائر والإستنزافات والإضعاف على جميع المستويات.
ذلك أن الفرق شاسع ما بين تثمير القِوى وتبديدها , ونرى ذلك بوضوح في  واقعنا المنهمك بنشاطات إتلافية وتفاعلات سلبية تحت مسميات وتوصيفات تدميرية لا يربح منها أي طرف , وإنما الجميع يتدحرج في مهاوي الخسران والبهتان.
وعليه فأن على ساسة مجتمعاتنا دراسة وتعلم مهارات الربط ما بين القِوى الوطنية , لا حفر الخنادق وبناء الحواجز بينها , وتأجيج الصراعات والتفاعلات الإقصائية التدميرية المخزية , التي تجعل المجتمعات الأخرى تنظر إليها بإحتقار وإستهجان , وتمقت ما تقوم به وتنكره.
فالمسؤولية الكبرى تقع على الذين يسمون أنفسهم (ساسة) في هذه المجتمعات المبتلاة بأميتهم وجهلهم وحمقيتهم , وإنفعالاتهم التي تحرمهم من أي تفاعل وطني مفيد.
وهذه المسؤولية تتلخص بتعلم مهارات ربط القوى وسبكها في الوعاء الوطني , لكي ينهض الوطن ويستشعر الشعب السعادة والأمل والأمن والسلام.
فهل سيستيقظ أصحاب الكراسي من الغي المهين , ويؤمنون بأن الإتحاد قوة والقوة بالإتحاد!! 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=81942
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 08 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29