• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تأملات في القران الكريم ح323 سورة يس الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تأملات في القران الكريم ح323 سورة يس الشريفة

  بسم الله الرحمن الرحيم

وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ{13} 
الآية الكريمة تخاطب الرسول الكريم محمد "ص واله" ان يضرب مثلا (  وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ ) , اغلب المفسرون يرون انها "انطاكية" , (  إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ ) , تختلف الآراء حول من ارسلهم , فبعض الآراء تشير الى انهم رسل من الله تعالى لتلك القرية , واخرى تشير الى انهم كانوا رسل عيسى "ع" بعثهم الى انطاكية .   
 
إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ{14} 
تستمر الآية الكريمة في سرد تفاصيل قصتهم (  إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ ) , كانا رسولين فقط , (  فَكَذَّبُوهُمَا ) , كذبهم اهل انطاكية , (  فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ ) , التحق بهم رسول ثالث هو شمعون  , (  فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ) , منه جل وعلا .   
( عن الباقر عليه السلام انه سئل عن تفسير هذه الآية فقال بعث الله رجلين الى اهل مدينة انطاكية فجاءاهم بما لا يعرفون فغلظوا عليهما فأخذوهما وحبسوهما في بيت الاصنام فبعث الله الثالث فدخل المدينة فقال ارشدوني الى باب الملك قال فلما وقف على الباب قال انا رجل كنت اتعبد في فلاة من الارض وقد احببت ان اعبد اله الملك فأبلغوا كلامه الملك فقال ادخلوه الى بيت الآلهة فأدخلوه فمكث سنة مع صاحبه فقال لهما بهذا ينقل قوم من دين الى دين بالخرق افلا رفقتما ثم قال لهما الا تقران بمعرفتي ثم ادخل على الملك فقال له الملك بلغني انك كنت تعبد الهي فلم ازل وانت اخي فسلني حاجتك فقال ما لي من حاجة ايها الملك ولكن رأيت رجلين في بيت الآلهة فما حالهما قال الملك هذان رجلان أتياني ببطلان ديني ويدعواني الى إله سماوي فقال ايها الملك فمناظرة جميلة فان يكن الحق لهما اتبعناهما وان يكن الحق لنا دخلا معنا في ديننا وكان لهما ما لنا وعليهما ما علينا قال فبعث الملك اليهما فلما دخلا إليه قال لهما صاحبهما ما الذي جئتماني به قالا جئنا ندعوه الى عبادة الله الذي خلق السماوات والارض ويخلق في الارحام ما يشاء ويصور كيف يشاء وانبت الاشجار والثمار وانزل القطر من السماء قال فقال لهما الهكما هذا الذي تدعوان إليه وإلى عبادته ان جئنا بأعمى أيقدر أن يرده صحيحا قالا ان سألناه أن يفعل فعل ان شاء قال : أيها الملك عليّ بأعمى لم يبصر شيئا قط قال فاتي به فقال لهما ادعوا الهكما ان يرد بصر هذا فقاما وصليا ركعتين فإذا عيناه مفتوحتان وهو ينظر الى السماء فقال ايها الملك عليّ بأعمى آخر فأتي به قال فسجد سجدة ثم رفع رأسه فإذا الاعمي يبصر فقال ايها الملك حجة بحجة عليّ بمقعد فاُتي به فقال لهما مثل ذلك فصلينا ودعوا الله فإذا المقعد قد اطلقت رجلاه وقام يمشي فقال ايها الملك عليّ بمقعد آخر فأتى به فصنع به كما صنع اول مرة فانطلق المقعد فقال ايها الملك قد اتيا بحجتين واتينا بمثلهما ولكن بقي شيء واحد فان كان هما فعلاه دخلت معهما في دينهما ثم قال ايها الملك بلغني انه كان للملك ابن واحد ومات فان احياه الههما دخلت معهما في دينهما فقال له الملك وانا ايضا معك ثم قال لهما قد بقيت هذه الخصلة الواحدة قد مات ابن الملك فادعوا الهلكما ان يحييه قال فخرا ساجدين لله عز وجل وأطالا السجود ثم رفع رؤسهما وقالا للملك ابعث الى قبر ابنك تجده قد قام من قبره ان شاء الله قال فخرج الناس ينظرون فوجدوه قد خرج من قبره ينفض رأسه من التراب قال فاُتي به الملك فعرف انه ابنه فقال ما حالك يا بني قال كنت ميتا فرأيت رجلين بين يدي ربي الساعة ساجدين يسألانه ان يحييني فأحياني قال يا بني تعرفهما إذا رأيتهما قال نعم قال فاخرج الناس جملة الى الصحراء فكان يمر عليه رجل رجل فيقول له ابوه انظر فيقول لا ثم مروا عليه بأحدهما بعد جمع كثير فقال هذا احدهما واشار بيده إليه ثم مروا ايضا بقوم كثيرين حتى رأى صاحبه الآخر فقال وهذا الآخر قال فقال النبي عليه السلام صاحب الرجلين اما انا فقد آمنت بالهكما وعلمت ان ما جئتما به هو الحق قال فقال الملك وانا ايضا آمنت بالهكما وآمن اهل مملكته كلهم ) . "تفسير القمي" . 
 
قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ{15}
تروي الآية الكريمة رد اهل انطاكية (  قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا ) , انتم بشر مثلنا , لا مزية لكم علينا , لتختصوا بالرسالة , (  وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ ) , كالوحي او الرسالة , (  إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ ) , انتم كاذبون في دعوتكم هذه , ربما تطلبون المال والجاه والرياسة عن طريقها .   
 
قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ{16} 
تروي الآية الكريمة جواب الرسل لهم (  قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ) , يرى كثير من المفسرين ان الآية الكريمة بمنزلة القسم , حيث ان الاستشهاد بعلم الله تعالى يجري مجرى القسم , على بعض الآراء , وفي اراء اخرى , ترى ان حرف ( اللام ) في (  لَمُرْسَلُونَ ) كاف بكونه قسم .      
 
وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ{17}
يستمر كلام الرسل في الآية الكريمة (  وَمَا عَلَيْنَا ) , واجبنا , وظيفتنا , (  إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ ) , البلاغ الواضح , واداء الرسالة بأكمل صورة .   
 
قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ{18} 
تروي الآية الكريمة رد القوم على كلامهم (  قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ) , تشاءمنا منكم تنفرا من دعوتهم , بينما يرى مفسرون انهم تشاءموا من اسماءهم , ويرى اخرون ان في فترة وجود الرسل انقطع المطر , فكان ذلك سببا اخر لتشاءم القوم منهم , (  لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا ) , عن دعوتكم هذه , ستكونون تحت طائل امرين :   
1- (  لَنَرْجُمَنَّكُمْ ) : بالحجارة حتى الموت .
2- (  وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) : وليصيبكم منا عذاب موجع .  
 
قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ{19} 
تروي الآية الكريمة رد الرسل على تهديدهم (  قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ ) , شئمكم معكم , بسبب كفركم وسوء عقيدتكم , (  أَئِن ذُكِّرْتُم ) , بمجرد ان وعظتم تشاءمتم وتوعدتم بالرجم والعذاب , (  بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ) , في تجاوز الحدود .   
 
وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ{20} 
تستمر الآية الكريمة في سرد التفاصيل (  وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى ) , بينما هم يتجادلون , جاء حبيب النجار , مؤمن ال يس كما يسميه البعض , كان يتعبد في غار خارج المدينة , فلما وصله خبر الرسل اظهر ايمانه بعد ان كان قد اخفاه , (  قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ) , خاطب اهل انطاكية باتباع المرسلين .   
(  عن النبي صلى الله عليه وآله قال الصديقون ثلاثة حبيب النجار مؤمن آل يس الذي يقول اتبعوا المرسلين الآية وحزقيل مؤمن آل فرعون وعلي بن ابي طالب عليه السلام وهو افضلهم .  
عنه صلى الله عليه وآله قال سباق الامم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين علي بن ابي طالب عليه السلام وصاحب يس ومؤمن آل فرعون فهم الصديقون وعليّ افضلهم . 
عنه عليه السلام قال ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين مؤمن آل يس وعلي بن ابي طالب عليه السلام وآسية امرأة فرعون ) . "تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" . 
 
اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ{21} 
يستمر خطاب حبيب النجار في الآية الكريمة (  اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً ) , على النصح وتبليغ الرسالة , (  وَهُم مُّهْتَدُونَ ) , الى الخير , خير الدارين .  
 
وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ{22} 
يستمر خطاب حبيب النجار في الآية الكريمة بعد ان قال له القوم "انت على دينهم" فأجاب  (  وَمَا لِي ) , ما المانع الذي يمنعني  , (  لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي ) , ان اعبد الذي خلقني , (  وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) , للحساب .   
أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ{23}
يستمر خطاب حبيب النجار في الآية الكريمة بسؤال انكاري (  أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً ) , دون الله تعالى , وحده المستحق للعبادة , (  إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً ) , لا تنفعني شفاعتهن التي تزعمونها , (  وَلاَ يُنقِذُونِ ) , بالنصر , او بدفع الضر والعذاب .  
 
إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ{24} 
يستمر خطاب حبيب النجار في الآية الكريمة مضيفا (  إِنِّي إِذاً ) , اذا عبدت غير الله تعالى , (  لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ) , واضح . 
 
إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ{25} 
يستمر خطاب حبيب النجار في الآية الكريمة مضيفا (  إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ ) , الذي خلقكم , (  فَاسْمَعُونِ ) , اجهر لكم معلنا ايماني .   
 
قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ{26} 
تستمر الآية الكريمة بسرد التفاصيل (  قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ) , بعد ان اعلن ايمانه , رجموه , فجاءته البشرى بدخول الجنة اكراما له , (  قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ) , يروي النص المبارك كلامه بعد دخوله الجنة .  
 
بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ{27}
يستمر كلام حبيب النجار في الآية الكريمة وكان في محورين :  
1- (  بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي ) : بنوال المغفرة التي يترتب عليها الخلاص من النار والعذاب ودخول الجنة . 
2- (  وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ) : في منازل رفيعة فيها .   
(  ورد في حديث مرفوعا انه نصح قومه حيا وميتا ) . "تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" .       

كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : سمير ، في 2023/12/09 .

النص مليء بالاخطاء الاملائية مالكم كيف تعملون؟ اتقوا الله

• (2) - كتب : صباح مجيد ، في 2022/10/24 .

الله الله



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=81690
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 08 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29