• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الكذب صراط الخائبين!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

الكذب صراط الخائبين!!

 

الكذب صفة ذميمة وعادة قبيحة , تحذر منها الأديان والأعراف والتقاليد في مجتمعات الإنسان كافة , فالكذب غير مرغوب فيه , والكذاب مُهان ومنبوذ بين الناس.
وفي المجتمعات المتقدمة يُعدّ الكذب جريمة يُعاقب عليها القانون , ولهذا يجب أن يتحلى الناس بالصدق والشفافية فيما يقولونه ويفعلونه , لكيلا تنكشف أكاذيبهم ويصيبهم الخزي والعقاب.
وفي مجتمعاتنا صار الكذب سلوكا مقبولا وتفاعلا متداولا بين الناس , فترى الذين يحدثونك عن الدين والقيم والأخلاق يكذبون ويبررون كذبهم بما يشتهون , وكأنهم يخوّلون لأنفسهم الكذب على الناس , لأنه حرفتهم وتجارتهم المربحة , وهم يرتدون جلابيب الدين ويتمظهرون به.
وينسون قول الله تعالى: 
" ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون" البقرة : 10
" يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون , كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" الصف: 3, 2
"واجتنبوا قول الزور" الحج : 30
وقول النبي الكريم:
"إياكم والكذب فأن الكذب يهدي إلى الفجور , وإن الفجور يهدي إلى النار"
ويقول الشاعر:
"لا يكذب المرء إلا من مهانته
أو عادة السوء أو قلة الأدب"
وهذه العادات أو الصفات الذميمية تحوّلت إلى إعتياد , وسلوك متعارف عليه لا يُواجه بالنكران , لأنه مُعزز بمخفزات ومتواليات إقتدار وتأسد وتوحش وإغتنام.
وفي زمننا المعفّر بالاضاليل أصبح الكذب مهارة سياسية لتمرير المشاريع والبرامج والخطط الخبيثة , بل أنه أضحى دستور القوى الكبرى , التي تكذب وتكذب حتى يصدق الناس وتُنفذ مشاريعها , وفي الأمم المتحدة إنتصر الكذب وخُدِعت الدنيا , وتم تدمير وطن بأكمله وتشريد شعبه , ولا تزال ماكنة الكذب تنتج وتفعل فعلها في الواقع القاسي الأليم.
وما عاد هناك مَن يخجل من الكذب , بل أن الكذب سياسة وتجارة وشطارة ومهارة , وقدرة على أكل الأكتاف , وتدمير الشعوب وتخريب الأوطان.
 
وحبل الكذب قصير , لكنه صار أطول من محيط الأرض أضعاف المرات , ودخلت البشرية في دائرة مفرغة من الأكاذيب والحماقات التدميرية , ويترافق الكذب مع السرقات , ولهذا عمّ الفساد في مجتمعات الكراسي الكذّابة والمُستأجرة.
والكذابون يعيشون على حساب مَن يصغي إليهم من الناس المغرر بهم , ولولا الآذان الصاغية للكذب لما تواصل وتسيّد.
وبين الكذب والصدق إنتفت المسافات والحدود في زمن العولمة المجنون ,  والتواصل الفتاك الذي يمزق رؤوس البشر!!
فإلى متى يُمتطى الكذب ليدوس رأس الصدق ويرديه؟!!
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=80388
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20