• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الهدم لا البناء .
                          • الكاتب : علي البحراني .

الهدم لا البناء

متقلب

متذبذب

ماله رأي 

ما يثبت على حال

كل هذه وضمان العار وموجبات الخجل فقي ادبيات التعامل العربي لأن التربية تحتم على الشخصية التخلفية الا يغير من سلوكه والا يكون عرضة لتغيير افكاره وقناعاته وعليه ان يحافظ على وضعه وما يحمل في حالة تجمد تام برغم تغيرات كل العالم حوله الا ان الفرد لا يجب أن يفهم ويتفكر ويعقل قي غير القناعات التي تربى عليها وكل ما يجب عليه فعله هو حراسة تلك الموروثات التي يحملها حتى لو تغيرت او تطورت او اضمحلت فلا يجب في العرف والعادات تغيير القناعات بل يجب توريثها للاجيال ليكون جمودا بالوراثة جيل بعد جيل 

يسخر البعض هدفه وجهده ووقته ليس لبناء فكرة أو استنهاض مبان للبحث والمعرفة  أو لاتساع مدارك العقل والتشريح الذهني للأفكار بل للاستقعاد يعني يظل في كامل الجهوزية والتحفز للرد وللدفاع عن أفكاره من أي فكر مخالف مما يجعل من قناعاته جامدة  وليس هذا فحسب  بل لهدم أي فكرة تتقد من هنا أو هناك فيتحول إلى حالة استعداد للهجوم على أي ما يخالف ما يتوهم أنها قناعاته التي لا تمس وغير قابلة للحوار ولا النقاش ولا البحث هؤلاء كمن يمسك المعاول ويمتهن رفعها لكل عملية هدم لبناء جديد فليس لدية ما يوقض السبات ولا ما يضيء الظلام بل أنه يعاهد نفسه ومن هم على خطه أنه سيكون بالمرصاد لكل من يخالف مسلماته دون أدنى ورع ولا اخلاق لانه يستخدم كل السبل ليس للبناء بل للهدم هذه هي وظيفته التي لا يتعداها 

لسان حاله يقول - أنا قاعد لكم - ولو أنه جاء بفكرة او استخدم عقله في شيء افضل لأنجز 

نوع آخر من البعض هو من يعتقد في نفسه هو الوحيد الذي يحمل كل القيم والحق فلا يسمح لأحد أن يقول ما يريد هو أن يقول وعلى الجميع أن يكونوا تحت وصاية ما يقوله هو وأي قول يقتنع به لكنه صدر من غيره فهو مسفه به يظن هؤلاء أن القناعات التي يحملونها هم فقط القادرون على طرحها متوهمين أنهم عند طرحها هم الاجدر على فهم تلك الافكار أما غيرهم فمشكوك في نواياه من طرح نفس الافكار وهم بذلك يحتكرون الحق فيهم وإن جاء من غيرهم فهو مخلوط بنوايا سيئة  وكأنهم حق يراد به حق وغيرهم حق يراد به باطل ، هذه بعض المعضلات في التعامل مع الاطروحات المختلفة أو مع اعادة صياغة المفاهيم والتعامل مع هؤلاء بحذر حتى لا تكون فريسة اشاعاتهم وتهمهم التي من الممكن أن تجعل منك لقمة سائغة في مجتمعك وليس عليك إلا ان تكون مسلحا بعتاد المعرفة والحجة الناهضة لمقارعة معاول الهدم التي بأيديهم فكل فكرة تدخل للعقل الباطن وتستقر هناك ومع الوقت تجد كل افكارك قد أخذ بها وأصبحت هي السائدة ولكن بالصبر والقناعات العميقة




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=80256
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20