• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قطوف قرآنية .
                          • الكاتب : فلاح السعدي .

قطوف قرآنية

القرآن رسالة الحبيب :
    حينما تتطلع في آيات أو سور القرآن فإنك تقطف ثماراً رائعة فانتبه لها ولا تخسرها, وهي أنك تعطي عينيك ثواب النظر وأذنيك ثواب السمع ولسانك ثواب النطق, وكثير من القطوف التي وتسر قاطفها وتجعل قلبه مطمئنا ساكنا, فهو الأنيس, ذكر عن الإمام السجاد ×: ( لو مات بين المشرق والمغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي )( ), فما اعظمه من انيس لكل إنسان وانت المجاهد في سوح الوغى, فالقرآن رسالة الحبيب وهل يمل حبيب من قراءة رسالة حبيبه ؟
ما هو القرآن ؟
     القرآن هو ( كلام الله تعالى المنزل على قلب النبي محمد | المعجز بنفسه المتعبد بتلاوته).
وهو الكتاب الموجود بيننا الآن والذي أجزاءه (30) جزءاً وعدد سوره (114) سورة, وتنقسم سوره إلى (مكية ومدنية).
1. السور المكية هي : ( تلك السور التي نزلت قبل الهجرة إلى المدينة ، وأغلب محاورها تدور حول بيان العقيدة وتقريرها والاحتجاج لها وضرب الأمثال لبيانها وتثبيتها) وعددها (86) سورة.
2. السور المدنية هي : ( التي نزلت بعد الهجرة ويكثر فيها ذكر التشريع وبيان الأحكام من حلال وحرام) وعددها (28) سورة.
أول القطوف القرآنية نزولاً :
    حينما يتحدث الناس فأنهم يذكرون أن أول ما نزل هي الآيات من سورة العلق والذي لا بد أن ننتبه اليه هو أن هناك في رأي الباحثين ان أول ما نزل من الآيات ممكن أن تكون هي ¼ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ½( ), ولكن علينا ان نعرف ان اول ما نزل كسورة كاملة هي سورة الفاتحة المباركة على النبي | وهذه سمة اتسمت بها هذه السورة المباركة بما لها اهمية اختصاصها بالصلوات اليومية (الفرض), واما آيات غيرها سبقتها نزولاً فهي إنما نزلت لغايات اخرى( ).
كما ان آخر ما نزل من الآيات هي آية الإعلام ب6كمال الدين( ) ¼الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً½( ), واما آخر ما نزل من السور هي سورة النصر. 
إذن صار لدينا أول آية نزلت وأول سورة كاملة نزلت وآخر آية نزلت وآخر سورة كاملة نزلت.
 
 جمال الافتتاح (سورة الفاتحة) :
     نعم هو الجمال الذي افتتح الله فيه كتابه المنزل على قلب النبي | وهو جمال سورة حوت من الكمال والبلاغة والمعاني والإعجاز بما حواه كتاب الله اجمع, حيث نتلمس منها كل عطاء العلم والمعرفة فهي السورة التي تميزت بأنها يمكن ان تترجم الى كل اللغات فكلماتها بغاية الوضوح والدقة لتكون لجميع المصلين على مختلف شعوبهم وقبائلهم سهلة حين قراءتها بالصلاة.
حكم فقهي :
    لا تتم الصلاة إلا بقراءة الفاتحة, وهذا يعني وجوب قراءتها بالصلاة وأما البسملة وهي قول ¼بسم الله الرحمن الرحيم½ فهي جزء من الفاتحة أي يجب قراءتها بل هي الآية الأولى منها آية رقم(1) ويتخير المصلي بقراءة الفاتحة أو التسبيحات في الركعة الثالثة والرابعة, ويجب الجهر في البسملة في كل صلاة في الركعتين الأولى والثانية, وقد ذكرت الروايات عن اهل البيت : ( لا صلاة إلّا بفاتحة الكتاب).
اسمائها :
    لسورة الفاتحة اسماء عديدة منها أم الكتاب والسبع المثاني وأم القرآن والوافية والكافية ولم تكن هذه التسميات عبثاً فالفاتحة هي الملخص المفيد للقرآن تحمل ما يحويه كله من معان ومقاصد وتشريعات وعبادات وعقيدة وحكمة ومعاملات وغير ذلك وتسمى سورة الحمد, ولكل من هذه التسميات معنى يقول () في محـكم التنزيل: ¼ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ½( ).
 
لماذا سميت بالسبع المثاني ؟
      سميت السورة بالسبع المثاني لأمرين :
1. لأنها سبع آيات تقرأ مرتين في كل صلاة.
2. لأنها نزلت مرة مدنية ومرة مكية.
السؤال الآخر الذي يدور:  لماذا اختار الله سبحانه وتعالى هذه الآيات السبع لتكون الأهم في كتابه العزيز والملخصة له؟ 
الفاتحة كما يقول المفسرون على قصرها قد حوت معاني القرآن العظيم واشتملت على مقاصده الأساسية بالإجمال. فهي تتناول أصول الدين وفروعه ، فهي القرآن العظيم فالفاتحة هي الملخص المفيد للقرآن العظيم تحمل ما يحويه القرآن كله من معان ومقاصد وتشريع وعبادات وعقيدة وحكمة ومعاملات وغير ذلك مما يحويه القرآن, فقد اختصر رب العزة والجلالة القرآن العظيم في سبع آيات فقط, وهذا ما يعجز عنه البشر مهما كتبوا وابدعوا.
بيان المعاني :
   أما البسملة ¼بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ½ فإنني أكتفي بقول المفسرين وهي أنها أدب مع الله في أن نبدأ كلامه بذكر اسمه وأن نبدأ الأعمال بها وتعني (أنا أبدأ بذكر أسم الله), وروي عن أمير المؤمنين : ( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ أَوْ يَعْمَلَ عَمَلا فَيَقُولُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فَإِنَّهُ يُبَارَكَ فيهِ).
قوله تعالى: ¼الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ½ : فكلمة (الحمد) كلمة تقال  للتعبير عن الشعور بالرضى أو السرور لتمام أمر كنت ترجو تمامه أو لعدم حصول مكروه كنت تخشى حدوثه. والحمد لا يكون إلا لله بينما يكون الشكر لله ولغير الله، قال تعالى: ¼أن اشكر لي ولوالديك الىّ المَصير½ ذلك أن الشكر عادةً يكون على أمرٍ خاص وموجه للشخص المتسبب فيه، لكنك لا توجه الحمد لهذا الشخص إنما تقول الحمد لله, وحتى عندما تصاب بمكروه تقول الحمد لله، لأنك بذلك تعبّر عن الرضى العام والقبول بما رضي الله به لك, وذلك تأدباً مع الله.
وقوله تعالى: ¼الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ½تفاسير مختلفة منها أن الرحمن للآخرة والرحيم للدنيا، ومنها أن الرحمن لجميع الخلق والرحيم للمؤمنين خاصة, وفي رواية عن الإِمام جعفر بن محمّد الصادق قَال: (وَالله إلهُ كُلِّ شَيْء الرَّحْمنُ بِجَمِيعِ خَلْقِهِ، الرَّحِيمُ بِالْمُؤْمِنينَ خَاصَّةً).
وقوله تعالى: ¼مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ½ أي أن هناك يوماً يسمى يوم الدين وهذا يعني ضمناً أن هناك حياة بعد الموت، وان هذا اليوم المسمّى يوم الدين هو يوم الحساب.
وقوله تعالى: ¼إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ½ تمثل العلاقة المتبادلة بين الله وعباده، أي تصعد العبادة إلى الله وينزل العون من الله وإنك بقولك ¼إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ½ تؤكد على وحدانية الله وتفرده بالعبادة، فإياك تعني أنت وحدك. 
وقوله تعالى: ¼اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ½ هذه الآية هي الوحيدة في السورة بصيغة الدعاء, وطلب الهداية معناه طلب الوصول والثبات على الحق.
وهذه الآية : ¼صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ½ تفسير للآية السادسة التي قبلها وهي آية الدعاء, وبيان الصراط.
    وبهذا تكون آيات سورة الفاتحة كلمات مختصرة مفيدة جامعة مانعة موجزه للقران العظيم تشكل الخطوط العريضة لدستورِ ومنهاجِ الأمةِ من غيرِ خوضٍ في التفاصيل فيكون الإعجاز فيها أنها سبع آيات لخصت القران الكريم كاملاً من غير نقص. إضافة إلى إعجازها بأنها جزء من القرآن الذي تحدّى اللهُ به العربَ بل الإنس و الجن أن يأتوا بمثله, إذاً فهي والقرآن العظيم معجزة الرحمن على مر الزمان.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=78906
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28