• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحشدُ الشعبي إرادةُ الله .
                          • الكاتب : احمد عبد اليمه الناصري .

الحشدُ الشعبي إرادةُ الله

((إن طبيعةَ المخاطرِ المحدقة بالعراق وشعبه , في الوقت الحاضر , تقتضي الدفاع عن هذا الوطن وأهله وأعراض مواطنيه , وهذا الدفاع واجب على المواطنين بالوجوب الكفائي)) .
بهذه الكلمات المدوية والنابعة من إيمان حقيقي بقدرة المتلقي الحذق على فهمها وتحويلها إلى واقع ملموس يغيظ الأعداء ويُفرح الأصدقاء , اعتلى خطيب صلاة الجمعة المباركة ووكيل المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد السيستاني (دام ظله) الشيخ عبد المهدي الكربلائي المنصةَ في الحرم الحسيني المطهر , في الثالث عشر من شهر حزيران عام 2014,ليصل ذلك الصوت وتصل تلك الكلمات الواضحة المختزنة خلف كواليسها إرادة إلهية عظيمة,إلى كل عراقي وطني تحسُن إذنه سماع هكذا نداءات من شأنها وضع النقاط على الحروف لتكوّن انتفاضة وردة فعل لأصحاب الشأن الذين افنوا حياتهم في الحفاظ على السلم وحقن الدماء,والمحافظة على وحدة البلد والتصدي لكل فكرة تمزيقية داخلية كانت أم خارجية,وهم الاصلاء في هذا البلد المعطاء وعلى تعدد مذاهبهم وقومياتهم , فخطاب المرجعية لم يكن موجها لطائفة دون أخرى بل كان خطابا للجميع , فعلى أيديهم كُتب لداعش ومن يقف وراءه الاندحار,وللعراق وعاصمته وشعبه ألامان والانتصار.
ببركة هذه الفتوى كان الحشد الشعبي المبارك, الذي تأسس على إثرها مباشرة وبذهول عقول المغرضين , ليجمع أبناء البلد الشرفاء تحت راية واحدة وليؤسس قوة تهابها الأرض التي مُسكت زمامها بيده وخضعت تحت إرادة قدميه .
عناوين خطها المتطوعون الذين تركوا أطفالهم وأهلهم تلبية لنداء الوطن والمرجعية , لتكون درسا يحتذى به من قبل الشرفاء وأصحاب العقيدة الرصينة . 
دروسا قدموها بدمائهم وثباتهم في جبهات العزة والكرامة ليدافعوا ويصونوا ارض العراق كاملة مهما كان ساكنيها لان الوطن فوق جميع الإرادات والتخرصات التي تهدف إلى مآرب خاصة,حشد اثبت للعالم إننا امة لا تهزم وفيها عرق ينبض وعندها قيادة ومرجعية هي صمام الأمان وملجئ الجميع ساعة الصعاب .
مرجعية صبرت وصمدت بوجه الترهات والمهاترات وتطاول المتصيدين بالماء العكر,حتى جاء الرد الحاسم والصارم بتلك الفتوى التاريخية التي نتجت من عمق عقائدي كبير بقيمة الشهادة في سبيل الله .
انطلقَ أبناءُ الحشدِ الشعبي حاملينَ الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهم السلام) منهجاً للتضحيةِ في سبيلِ الوطنِ والدين. وقفوا على السواتر المزدحة  بالرصاص وفي قسوة البرد وشدة الحر في منظر قل نظيره , فكانَ منهم من أدى دورَ مسلم ابن عوسجة وحبيب ابن مظاهر, أولئكَ المشايخ الأجلاء أصحاب الوقار والشيبة التي تخضبت بروح النصر فداءا وتضحية للمقدسات خاتمة بذلك سيرة حياة تمنت هذه الخاتمة,ومنهم من توشح بإرادة وهب النصراني تاركا زوجته في أول أيام زفافها ليلتحق بركب الصالحين,منهم من كان القاسم (ع) منهجه في الفداء,فرغم صغر سنه إلا إن فكره كان اكبر من أفكار المنتمين لفكر الإلحاد والتكفير,كتب وسيكتب التاريخ أسماء المضحين على جدران الكون وفي أقصى عليين . مشاهدُ الوفاء سُجلت في شريط الزمن الذي يترحم عليهم ما دامت هنالك حياة على وجه البسيطة.
إن إرادةَ الله في ذل خفافيش الظلام كانت على يد الحشد الشعبي,فوجود الحشد الشعبي هو إرادة الله .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=78580
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19