• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إصرار الصدر .. من أين ؟ .
                          • الكاتب : د . ليث شبر .

إصرار الصدر .. من أين ؟

أعلن السيد الصدر أمس عن اختيار اللجنة التي شكلها برئاسة الشيخ سامي عزارة ال معجون وعضوية مجموعة من المفكرين والأكاديميين والسياسيين وبعض الناشطين المدنيين، مايقارب من 90 شخصا كلهم من اللون الأكاديمي وأساتذة الجامعات لمواقع قيادية في الدولة من وزير الى مدير عام ..وهذا الاعلان سبقه بيان عن الأسس الرئيسة للاصلاح التي تشبه في نقاطها العامة برنامجا حكوميا..مما يعني عمليا ((حكومة وبرنامج حكومي ))..

فماذا يعني ذلك ؟

المناقشة الهادئة والموضوعية لكل حراك السيد الصدر بعد ان انسحبت مرجعية النجف من المشهد السياسي في خطبة الجمعة ومذ أعلن عن ورقته الاصلاحية الاولى ثم الثانية ثم بيانات الاستنهاض الى التظاهر ثم الاعتصام تؤكد ان السيد الصدر في هذا الحراك يريد أن يكون زعيما أو داعيا للإصلاح بعيدا عن المنطلقات الحزبية أو التيارية التي تربطه بكتلته البرلمانية أو كابينته الحكومية أو مواقع أخرى في الحكومة ولذلك فقد حاول أن ينأى بنفسه عن الفساد أو حتى شبهات الفساد التي كانت تطلق جزافا أو حقيقة عن شخصيات لها تاريخ حافل مع التيار الصدري فضلا عن شخصيات جديدة فشلت في ادارة ملفات مهمة في البلاد مثل ملف المياه ..

وعلى الرغم من كل الضغوطات الداخلية والخارجية التي مورست على السيد الصدر وتهديده بالتصفية ..وعلى الرغم من النقد الموضوعي والمنطقي الذي تم توجيهه الى مضمون وشكل مبادرته الاصلاحية والى دعوته الى الاعتصام امام بوابات الخضراء ..وعلى الرغم من أنه كان في واد وكتل التحالف الوطني كلها في واد آخر بل وحتى اقرب الشركاء وهم المجلس الأعلى الذي كانت مطالبه تختلف بالضد تماما ..

أقول على الرغم من كل هذه التحديات المعلنة وغيرها من تحديات خلف الكواليس فإن الصدر مضى بمشروعه وفق مامخطط له وضمن المدد الزمنية التي حددها مسبقا والتي ستنتهي الأحد القادم..

فمن أين يستمد السيد الصدر هذا الإصرار والاستمرار رغم أن الطرف الآخر والمتمثل بجناحين هما أولا.. السيد العبادي ومن خلفه حزب الدعوة واسناد دولة القانون والدعم الأمريكي والإيراني للمضي بأصلاحاته المعلنة والسرية ، وثانيا..الكتل السياسية وقادتها والذين يعلنون جهارا بأنهم يرفضون أختيار وزراء من دون أخذ مشورتهم .. أقول أن هذين الجناحين يمثلان قوة كبيرة لايستهان بها خاصة اذا علمنا أن العبادي والأحزاب أيضا لديهم جمهور عريض وتنظيمات تستطيع أن تتحرك على الأرض..وعودة الى السؤال الخطير والمهم من أين يستمد السيد الصدر قوته وعزيمته في المضي قدما من دون هوادة أو مهادنة أو خوف برؤيته حول اصلاح الدولة ؟؟

هناك صفات كثيرة يستطيع الصدر أن يستمد قوته منها فالاسم العائلي والتاريخ الجهادي القديم والحديث والعنفوان الشبابي ولون التيار الحماسي والبعد الجماهيري والاندكاك الشعبي كلها عوامل قوة ولكنها متوفرة وان كانت متفرقة في الأطراف الأخرى وهي ليست حكرا على حركته أو تياره مما يعني بالضرورة وجود عنصر آخر يحسم المعادلة والتوازن لصالح هذا الحراك المتنامي وكأنه بنيان مرصوص لاتزحزحه كل التحديات..

تكمن قوة الصدر وحركته الاصلاحية اليوم في أنها اتخذت المدنية شعارا لها فأصبح المنادون بالدولة المدنية رغم صغرهم وضعفهم وقلة عددهم وتفرقهم وتشتتهم أصبحوا هم عامل القوة الذي يمضي به مشروع الاصلاح الحقيقي وخاصة بعد أن تخلى العبادي والكتل السياسية عنه لضعفه وتشتته ..

ولو أن الصدر مضى من غيرهم لأصبح اليوم لايختلف أبدا عمن ينادون بالإصلاح كل من وجهة نظره وهي كلها لاتلبي مطالب الرأي العام الذي يريد أن تختفي الأحزاب سواء بوجه حق أو باطل ..إنه باختصار لم يعد يطيقها كلها من دون استثناء ولو بقي الصدر ينادي بالإصلاح باعتباره زعيما للتيار الصدري لما نالت حركته الإصلاحية كل هذا الزخم والإصرار..

من حق دعاة المدنية أن يفخروا اليوم فلا يستهينن بهم أحد..ومن حقهم أن يعلنوا الصدر ناصرا لهم رغم كل الاختلاف بالرؤى والأفكار لأن بناء الدولة لايحتاج المتدينين بل يحتاج الصادقين المخلصين الأكفاء الذين يحملون وطنهم فوق رؤوسهم وإنما الدين المعاملة..

والعراق من وراء القصد




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=76191
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 03 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28