بكائية الى قطيع الكفين
الشاعر العراقي حازم عجيل المتروكي
لمْ يصــدق السيف اذ ْ لم يكذب النبأ ُ
بأنَ عباس شمس ليــــــــــس ينطفئ ُ
وأن شمسك يــــــــــا عباس ما أفلت ْ
وأن تقــــــــــــــوِّل أقوامٌ فقد خسِئوا
أولئك الا أسمي أي شـــــــــــرذمة ٍ
لا تستبين اذا صـــــــح وذا خطــــأ ُ
آهٍ ابــــــــا الجود كم درسا به عبرا
علمتنا خوف ان يومــــــــا سننكفئ ُ
اذ قلت للنفس هونـــي وهي ضامئة
والعين ترنـــــو لاطفال بكم رزئوا
يلوي بهم ضمـــــــــــأ حتى كأنهم
سعف بريح اذا مــــــا جئتهم هدأوا
تعانـــــــقَ القيظ فيهم والظما وغدا
قبراً تحجـَّرَ من حرِّ الضحى الحمأ ُ
حتى سقاهــــــم رسول الله من يده ِ
مـــاءا فـــراتا بـــــه مما بهم برِئوا
ايقنتُ كــــــــــــــفك َان الله شرَّفها
والعين ذي السهم والاخرى التي فقأوا
حتى تهاويتَ كالطودِ العظيم ِوهـم ْ
مـــن نور ِغُرَتـِك الحمراء ما جرأو
ان يقربوكَ وقــدْ ضجتْ جوارحهم
خوفاً ومــن هيبة بالرعب قــد مُلِئوا
يبن الوصي وعـــــار الطفِ يحمله
جيــــلٌ فجيــل ٌمضى للان ما فتئوا
يبكون مــــن فعلة ٍيندى الجبينُ لها
بــل كــم وحقك َمن اعدائكم برئوا
هــــل خامرَ القوم َ شك ان فعلتهم
منها النواميس عارا ًسوف تمتلئ ُ
منها عيون رســـــــول الله لؤلؤها
جمرا تـَــــــــدَلى بخدِّ باتَ يهترئ ُ
هل صاح اغربْ تُرى ام فرَّ من يده
مــــاء الفرات وكان الريُّ والظمأ ُ
همـــــا طريقان حب السبط بينهما
وغربةٌ بـــــل ْوبيتٌ فيه قد نشأوا
حتى متى ما استوى ماء ٌبراحتهِ
فزت ْ يداه كغرقى حينما نتــــأوا
وراح َيومئ ُللماءِ الخجول ِ بأن
عذرا فلي في اخي ماءٌ ولي كلأ ُ
يا ايها الماءُ احمل ْصوت َغربتنا
للقادمين وقـــل من هـا هنا بدأوا
اقصص عليهم بما جادت مقاتلنا
كـــي يستضئ بنا في تيههِ الملأ ُ
حدّثْ بأن نجوما ها هنا سقطتْ
مجزرات علـــــــــى الكثبان تتكئ ُ
آه ٍ فرات ُوما تلك النجوم ســـــوى
سفرُ الوفاء ِلمن ضحوا ومن طرأوا
من عانقوا الظمأ الوحشي في جذل ٍ
من أوصدوا الباب َمن جبن ٍ ليختبئوا
آه ٍ ابا الفضلْ كم دار الزمان بكم
بـل كـــم عليكم لهذا اليوم يجترئ ُ
حامــي الضعينة يا سيفاً نلوذ به
عند الشدائد لا يرقى لـــك الصدأ
يـــــا ايها الخبرُالباقي اذا اشتبكت ْ
بيضُ الصفاح ِوفي الخيرات مبتدأ ُ
ما زال طفـــــك يا عباس معتصماً
للخائفين لــــــــــه ان زُلزِلوا لجأوا
كفاك َوالماء سِفـْــــــــر شعََّ باطنه
قد خُط َبالطف ِوالاحرار قد قرأوا
فيه نقصُّ عليكم ايـــــما قصص ٍ
طفُّ الحسين فــــلا طير ولا سبأ
|